نظرات فى كتاب العلاج بالقراءة
نظرات فى كتاب العلاج بالقراءة دور متجدد للمكتبيين واختصاصي المعلومات واستطلاع للأساليب والمصادر
المؤلف ياسر يوسف عبد المعطي والكتاب يدور حول استخدام القراءة كعلاج نفسى وبالقطع المقولة والكتاب كله مأخوذ عن الغرب وهو كرم مضاد لكتاب الله الذى بين الله أنه علاج لما فى الصدور وهو الكفر والنفاق وفى هذا قال تعالى :
"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة "
وقد تحدث عبد المعطى عم أهمية العلاج بالقراءة فقال:
"أهمية العلاج بالقراءة:
تجدد الاهتمام في العقدين الأخيرين على نطاق واسع بالعلاج بالقراءة أو بالكتاب كدور مهم للمكتبي واختصاصي المعلومات، حيث تستخدم القراءة الموجهة في مقاصد تعليمية وإرشادية توجيهية للعلاج والتطوير وتنمية قدرات الطلاب الفائقين من قبل أمناء المكتبات بمفردهم، أو بالتعاون مع المعلمين، أو المعالجين النفسيين، والأطباء، بالإضافة للاستخدام الذاتي من قبل الأفراد لبعض الكتب والمصادر الإرشادية والمبرمجة لعلاج بعض المشكلات، والتطوير الذاتي في مختلف المجالات، وقد استخدم هذا النوع من العلاج على مستويات متعددة للكبار والصغار لأغراض تصحيح السلوك، والتعليم، وتطوير الذات، بالإضافة لاستخدامه في علاج المشكلات المرضية، وقد أظهرت الدراسات الحديثة، في مجال العلاج بالقراءة فاعلية هذا النوع من العلاج في تغيير السلوك والحالة النفسية بشكل كبير، حتى أن العديد من تلك الدراسات لم تجد هناك فارقا إحصائيا يعتد به بين النتائج التي حققتها جلسات المعالج النفسي، وتلك التي تحققت من خلال العلاج بالقراءة"
بالقطع القراءة لا تعالج مرضا نفسيا ومن ضمنه المرض العقلى كما لا تعالج مرضا بدنيا
ملخص العملية أنها إرشاد لقراءة بعض الكتب لغرض فى نفس الطبيب أو المعالج أيا كانت وظيفته والإرشاد نتيجته كنتيجة دعوة الرسل (ص) وحتى الجبابرة " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" متوقفة على مشيئة القارىء هنا إما كفر بما يقرأ وإما إيمان به
والمؤلف متأكد من أن القراءة له دور إيجابى فى العلاج وهو يزعم أن النتائج كبيرة ومبهجة فيقول:
"وقد أثبتت تلك الدراسات بشكل عام أن استخدام العلاج بالقراءة مع وسائل أخرى من العلاج تؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل في كل الأحوال أكثر من استخدام العلاج النفسي دون العلاج بالقراءة، وقد أظهرت دراسة طبقت لقياس مدى استخدام المعالجين النفسيين الأمريكيين للعلاج بالقراءة أن نحوا من 85% قد استعانوا بأساليب العلاج بالقراءة في علاج مرضاهم، وأفاد معظمهم (88%) أنهم يريدون من وراء ذلك تحقيق المشاركة الايجابية من المرضى لمساعدة أنفسهم، كما أظهرت دراسة حديثة أجريت في أونتاريو الكندية أن نحو من 68% من المعالجين النفسيين أقروا بأنهم يستخدمون أساليب العلاج بالقراءة في علاج مرضاهم، كما لوحظ، بفارق إحصائي يعتد به، أن المعالجين من ذوى الخبرة التي تزيد عن 10 سنوات في الممارسة النفسية يستخدمون العلاج بالقراءة أكثر ممن تنقصهم تلك الخبرات، ووجدت الدراسة علاقة ملحوظة بين استخدام العلاج بالقراءة وتحقيق نتائج أفضل من خلال العلاج، بينما أظهرت الدراسات الأقدم في هذا المجال كتلك التي أجريت في عام 1988 لقياس نفس الظاهرة أن معظم المعالجين النفسيين الخاضعين للدراسة (60%) قد استخدموا أساليب العلاج بالقراءة في معالجة مرضاهم."
العلاج بالقراءة إذا كانت الكتب محددة لعلاج شىء معين كالبخل أو الإسراف أو الكآبة ربما أتت بنتائج حسنى فى بعض الأحوال وأما إن كانت القراءة مفتوحة فالعملية لم تأتى بشىء مفيد إلا فى نادر الأحوال
وتحدث عبد المعطى عما أسماه مصطلحات العلاج بالقراءة فى الكتب العربية فقال :
"مصطلحات العلاج بالقراءة:
يلاحظ المطالع للأدبيات العربية المتخصصة في موضوع العلاج بالقراءة، ومنها تلك التي تضمنتها قائمة المصادر التي ذيلت بها هذه الدراسة، عدم استقرار المصطلحات العربية المستخدمة لوصف تلك الخدمات، فتارة يشار إليها بألفاظ أجنبية مرسومة بحروف عربية كمصطلح الببليوثيرابيقا، والببليوثيرابيا، في حين يشار إليها كذلك على أنها فن العلاج بالكتب، والعلاج بالكتاب والقراءة، وكذلك العلاج بالقراءة، في حين يستخدم المصطلح Bibliotherapy بالإنجليزية كمقابل للعلاج بالقراءة أو بالكتاب، حيث يتركب المصطلح من كلمتين، الأولى biblion ومعناها الكتاب، والثانية theropeia ومعناها العلاج، وهو مصطلح كان كروذرز Samuel Crothers قد صاغه في عام 1916 و استخدمه في مقال نشر له في مجلة Atlantic Monthely ووصف فيها العلاج بوصفات من الكتب التي يتم ترشيحها للمرضى ممن يحتاجون لفهم وإدراك طبيعة المشكلات التي يعانون منها وأطلق على تلك الطريقة اسم العلاج بالقراءة أو Bibliotherapy ."
والدراسات باللغة العربية فى الموضوع نادرة ولا تجد أحد مقتنع بها إلا أناس قلة وعلى حد علمى فالأمر نادر الحدوث كعلاج عندنا ونصيحة الأطباء النفسيين فى الغالب لأهل الطبقة المتوسطة والفقراء هى المداومة على قراءة القرآن وأما الطبقة العليا الغنية فهى نادرا ما تقرأ كتاب الله وإلا ما أصبحت غنية لأن معظم الغنى ناتج من مصادر محرمة وحياة مليئة بعصيان الله كما قال تعالى :
" كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"
وحدثنا عن التاريخ المزعوم للعلاج بالقراءة فادعى أن الفراعنة المزعومين كانوا يعرفون هم وغيرهم فقال:
"بدايات العلاج بالقراءة:
1 - البدايات الإنسانية الأولى للعلاج بالقراءة:
يمكن تتبع الجذور الأولى للعلاج بالقراءة إلى بدايات ضاربة في عمق التاريخ، إذا ما علمنا أن المكتبات المصرية القديمة كمكتبات معبد (رمسيس)، ومكتبة معهد (ادفو)، ومكتبة معبد (دندرة) كان يكتب على جدرانها "هنا علاج الروح"، "هنا بيت علاج النفس"، كما يمكن تتبع تلك المفاهيم وانتقالها إلى المكتبات البابلية والآشورية، ثم المكتبات اليونانية والرومانية.
2 - بدايات العلاج بالقراءة لدى العرب والمسلمين:
عرف العرب طوال تاريخهم بالبيان وبرعوا في نظم الشعر، فكان سجلا لأيامهم وتاريخهم، حتى كانت روائعه تعلق على الكعبة في الجاهلية، و الشعر هو أحد المواد الأدبية المستخدمة في العلاج بالقراءة بكثافة على المستويات العالمية،،، وقد حفل تراث العرب الغني بهذا الفن الذي نسوق لمحة عن استخدامه في العلاج والترويح عن النفس في قصة سليمان بن علي عندما مات ابن له فجزع عليه جزعا شديدا، وامتنع عن الطعام والشراب، فلم يحفل بعزاء الناس له، فدخل عليه يحي بن منصور فقال عليكم نزل كتاب الله فأنتم أعلم بفرائضه، ومنكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت أعرف بسنته ... ولكني أعزيك ببيت من الشعر، قال: هاته، قال:
وهون ما ألقى من الوجد أنني أساكنه في داره اليوم أو غدا
قال: أعد، فأعاد، فقال: يا غلام، الغداء.
ولما كانت كلمة اقرأ هي أول كلمة أوحي بها إلى رسول الهدى تأمر بالقراءة، فقد عنيت مؤسسات دولة الإسلام بالقراءة والتعليم وإنشاء المكتبات فكانت سباقة في هذا المضمار، بل أن العلاج بقراءة آي الذكر الحكيم قد استخدم في مستشفى المنصور الذي بنى بالقاهرة في القرن الثالث عشر وقدمت فيه خدمات تلاوة القرآن للمرضى بالليل والنهار إلى جانب العناية الطبية والجراحية تصديقا لقول المولى عز وجل: (و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خسارا) الإسراء 15، (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) يونس 11، (و لو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي و عربي قل هو للذين آمنوا هدى و شفاء و الذين لا يؤمنون في آذانهم وقر و هو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) فصلت 44، ونتعلم من الحديث التالي الذي روي في مسند الإمام أحمد عن معلمنا رسول الهدى عليه الصلاة والسلام أهمية وأثر القراءة في الإنسان فترقى بها نفسه إلى المنازل العليا: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها)."
هذا الكلام عن استخدام الناس القراءة كعلاج طبى يفرق عن علاج كفر وهو فساد البشرية فعلاج الفساد البشرى ليس علاجا طبيا على يد أطباء أو مختصين بالطب وإنما هو علاج على أيدى بشر إما رسل كان ينزل عليهم الوحى من الله وإما علاج على أيدى أناس أرادوا خيرا ولم يعرفوا وحى الله أو على يد جبابرة ظنوا أنهم يعالجون الفساد وهم أس الفساد كما قال تعالى :
" هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"
ومن ثم عبد المعطى هنا يخلط المرض النفسى ومن ضمنه المرض العقلى الطبى بالكفر وهو الفساد فى الأرض وعلاجه
وحدثنا عن تاريخ الأمر لدى الغرب الذى هو أس الفساد فى عصرنا فقال :
3 - بدايات العلاج بالقراءة لدى الغرب:
يعود تاريخ تقديم خدمات العلاج بالقراءة والكتاب في المستشفيات الغربية على نطاق واسع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في بريطانيا وفرنسا وألمانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية،
|