العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 07-01-2011, 10:12 AM   #101
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

نائب الفاعل

نائب الفاعل: هو المسند إليه بعد الفعل المجهول أو شِبْهه، نحو: (يُكرَمُ المجتهدُ، والمحمودُ خُلُقُهُ ممدوحٌ).

فالمجتهد أسند إليه الفعل المجهول، وهو (يكرم). وخلقه أسند الى شبه الفعل المجهول وهو (المحمود) فكلاهما نائب فاعل لما أسند إليه.

والمراد بشبه الفعل المجهول اسم المفعول، والاسم المنسوب إليه، فاسم المفعول (المحمود)، والاسم المنسوب إليه، نحو: (صاحب رجلاً نبوياً خلقه).

فخلقه نائب فاعل لنبوي مرفوع به، لأن الاسم المنسوب في تأويل اسم المفعول. والتقدير: صاحب رجلاً منسوباً خلقه الى الأنبياء.

ونائب الفاعل قائمٌ مقام الفاعل بعد حذفه ونائبٌ منابَهُ.

وذلك أن الفاعل قد يُحذف من الكلام، لغرضٍ من الأغراض، فينوب عنه بعد حذفه غيره.

وفي هذا الفصل ثلاثة مباحث:

1ـ أسباب حذف الفاعل

يحذف الفاعل إما للعلم به، فلا حاجة لذكره، لأنه معروف، نحو (وخُلِق الإنسانُ ضعيفا).

وإما للجهل به، فلا يمكنك تعيينه، نحو: (سُرِق البيتُ)، إذا لم تعرف السارق.

وإما للرغبة في إخفائه للإبهام، نحو (رُكِبَ الحصانُ)، إذا عرفت الراكب غير أنك لم تُرِد إظهاره.

وإما للخوف عليه نحو: (ضُرب فلانٌ) إذا عرفت الضارب غير أنك خفت عليه، فلم تذكره.

وإما للخوف منه، نحو: (سُرِق الحصانُ) إذا عرفت السارق فلم تذكره، خوفاً منه، لأنه شرير مثلاً.

وإما لشرفه، نحو: (عُمِلَ عَملٌ مُنكرٌ)، إذا عرفت العامل فلم تذكره، حفظاً لشرفه.

وإما لأنه لا يتعلق بذكره فائدةً، نحو: (وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رُدّوُها). فذكر الذي يُحيي لا فائدة منه، وإنما الغرض وجوب رد التحية لكل من يُحيي.

2ـ الأشياء التي تنوب عن الفاعل

ينوب عن الفاعل بعد حذفه أحد أربعة أشياء:

أ ـ المفعول به، نحو: (يُكرم المجتهدُ) والأصل: يكرم الأستاذُ المجتهدَ.

ب ـ المجرور بحرف الجر، نحو: (نُظر في الأمر)، والأصل: نَظَر الناس في الأمر. وقوله تعالى: { ولما سُقِط في أيديهم) [سقط في يده: زَلّ وتحير وندم].

ج ـ الظرف المتصرف المختص، نحو: (مُشيَ يومٌ كاملٌ، وصيم رمضانٌ)

د ـ المصدر المتصرف المختص، نحو: (اُحتُفِل احتفالٌ عظيمٌ).
والمتصرف من المصادر: ما يقع مسنداً إليه كإكرام واحتفال وإعطاء وفتح ونصر ونحوها. وغير المتصرف منها ما لا يصح أن يقع مسنداً إليه. لأنه لا يكون إلا منصوباً على المصدرية، أي: على المفعولية المطلقة، نحو: (معاذَ الله وسبحانَ الله). فلا ينوب مثل هذا عن الفاعل، لأنه لا يجوز الرفع فيسند إليه، كما يصح الإسناد الى إكرام وفتح ونصر، نحو (إكرام الضيف سنة العرب)، ونحو {إذا جاء نصر الله والفتح).

والمصدر المتصرف لا ينوب عن الفاعل إلا إذا كان مع تصرفه مختصاً. والمراد باختصاصه أن يكون مقيداً غير مبهم، ويختص بالوصف، نحو: (وُقِف وقوفٌ طويلٌ) أو بيان العدد، نحو: (نُظِر في الأمر نظرتان، أو نظرات). أو بيان النوع، نحو (سِير سَيْر الصالحين)

فائدة

متى حُذف الفاعل، وناب عنه نائبه، فلا يجوز أن يذكر في الكلام ما يدل عليه، فلا يقال: (عوقب الكسول من المعلم) أو (الكسول مُعاقب من المعلم) بل يقال (عوقب الكسول) أو (الكسول معاقب) وذلك لأن الفاعل يحذف لغرض، فذكر ما يدل عليه مناف لذلك.

3ـ أحكام نائب الفاعل وأقسامه

كُل ما تقدم من أحكام الفاعل يجب أن يُراعى مع نائبه، لأنه قائم مقامه، فله حكمه.

فيجب رفعه، وأن يكون بعد المسند، وأن يذكر في الكلام. فإن لم يذكر فهو ضمير مستتر، وأن يؤنث فعله إن كان هو مؤنثاً، وأن يكون فعله موحداً، وإن كان مثنى أو مجموعا، ويجوز حذف فعله لقرينة دالة عليه.

ونائب الفاعل، كالفاعل، ثلاثة أقسام: صريح وضمير ومؤول. فالصريح نحو: (يُحب المجتهد).

والضمير إما متصل كالتاء من (أُكرِمتَ) وإما منفصل نحو: (ما يُكرَمُ إلا أنا). وإما مستتر نحو (أُكرَمُ، ونُكرَمُ)

والمؤول نحو: (يُحمَدُ أن تجتهدوا)، والتأويل: يُحمدُ اجتهادكم.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-01-2011, 10:55 AM   #102
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المبتدأ والخبر

المبتدأ والخبر: اسمان تتألف منهما جملةٌ مفيدةٌ، نحو: (الحقُ منصورٌ) و (الاستقلالُ ضامنٌ سعادةَ الأمة).

يتميز المبتدأ عن الخبر بأن المبتدأ مُخْبَرٌ عَنه، والخبرَ مُخَبَرٌ به.
والمبتدأ: هو المُسند إليه، الذي لم يسبقهُ عاملٌ.
والخبرُ: ما أُسندَ الى المبتدأ، وهو الذي تتمُّ به مع المبتدأ فائدة. والجملةُ المؤلفةُ من المبتدأ والخبر تُدعى جملةٌ اسميّة.

ويتعلق بالمبتدأ والخبر ثمانية مباحث:

1ـ أحكام المبتدأ

للمبتدأ خمسةُ أحكامٍ:

الأول: وجوب رفعهِ. وقد يُجرُّ بالباء أو من (الزائدتين)، أو ب (رُبَّ)، التي هي حرف جر شبيه بالزائد. فالأول نحو (بِحَسبِك الله) [ ب: حرف جر زائد وحسب مجرور لفظاً بالباء الزائدة، مرفوع محلاً على أنه مبتدأ، والله خبره]. والثاني: {هل من خالقٍ غيرُ الله يرزقكم؟!} [ من: حرف جر زائد، وخالق مجرور لفظاً بمن الزائدة، مرفوع محلاً على أنه مبتدأ]. والثالث نحو: (يا رُبّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ يوم القيامة). [ رب: حرف جر شبيه بالزائد وكاسية مجرور لفظاً برب، مرفوع محلاً على أنه مبتدأ. وعارية خبره].

الثاني: وجوب كونه معرفةً نحو: (محمدٌ رسول الله)، أو نكرةً مفيدةً، نحو: (مجلسُ علمٍ يُنتفعُ به خيرٌ من عبادة سبعين سنةًً).

وتكون النكرة مفيدة بأحدِ أربعةَ عشر شرطاً:
1ـ بالإضافة لفظاً نحو: (خمسُ صلواتٍ كتبهنّ الله)، أو معنىً، نحو: (كلُّ يموتُ)، ونحو: (قُلْ كلٌّ يعمل على شاكلته)، أي: كل أحدٍ.

2ـ بالوصف لفظاً، نحو: (لعبدٌ مؤمنٌ خيرٌ من مُشْرِك)، أو تقديراً نحو: (شرٌ أهرَّ ذا ناب)، ونحو: (أمرٌ أتى بك)، أي: شرٌ عظيم وأمرٌ عظيم. أو معنىً: بأن تكون مصغرة، نحو: (رُجَيْلٌ عندنا) أي: رجل حقير.

3ـ بأن يكون خبرها ظرفا أو جاراً ومجروراً مقدماً عليها، نحو: {وفوق كل ذي علم عليم، ولكل أجلٍ كتاب}.

4ـ بأن تقع بعد نفيٍ. أو استفهام. أو (لولا)، أو (إذا) الفجائية.
فالأول نحو: (ما أحدٌ عندنا)، والثاني نحو: (أإلهٌ مع الله؟)، والثالث كقول الشاعر:
لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ
ولزرت قبركِ والحبيب يُزارُ

والرابع نحو: (خرجتُ فإذا أسدٌ رابضٌ)

5ـ بأن تكون عاملةً، نحو: (إعطاءٌ قرشاً في سبيل العلم ينهض بالأمة)، ونحو: (أمرٌ بمعروفٍ صدقةٌ، ونهيٌ عن منكر صدقةٌ).

6ـ بأن تكون مبهمة، كأسماء الشرط والاستفهام و (ما) التعجبية و(كم) الخبرية. فالأول نحو: (مَنْ يجتهدُ يُفلحْ) [ مَن: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. وجملة الشرط مع الجواب خبره]، والثاني نحو: (مَنْ مجتهد؟) [مَن: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. ومجتهد: خبره]. و (كم عِلماً في صدرك)، [كم: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وعلماً: تمييز منصوب، وفي صدرك: متعلق بالخبر المحذوف]، والثالث نحو: (ما أحسن العلمَ!) [ما: تعجبية في محل رفع مبتدأ، والجملة بعده خبر]. والرابع نحو: (كم مأثرةٍ لك!) [كم: خبرية في محل رفع مبتدأ، وهي مضافة الى مأثرة. ولك متعلقة بخبرها]

7ـ بأن تكون مفيدة للدعاء بخير أو شر، فالأول نحو: (سلامٌ عليكم). والثاني نحو: { ويلٌ للمطففين}.

8ـ بأن تكون خَلفاً عن موصوف، نحو: (عالمٌ خيرٌ من جاهل)، أي: رجلٌ عالم.

9ـ بأن تقع صدر جملة حالية مرتبطة بالواو أو بدونها: فالأول كقول الشاعر:
سرينا ونجمٌ قد أضاء، فمذ بدا
محياك أخفى ضوؤه كل شارق

والثاني كقول شاعر:
الذئب يطرقها في الدهر واحدةً
وكلَّ يومٍ تراني مُديةٌ بيدي
[مدية: مبتدأ. وبيدي: خبره، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب على الحال من ضمير المفعول في تراني].

10ـ بأن يراد بها التنويع، أي التفصيل والتقسيم كقول امرئ القيس:

فأقبلتُ زحفاً على الركبتينِ
فثوبٌ لبِستُ، وثوبٌ أجُرّ

[ ثوبٌ: مبتدأ. وجملة لبست خبرها. وثوب الثاني: مبتدأ وجملة أجر خبره. والمفعول محذوف والتقدير: فثوب لبسته وثوب أجره. ويقرأها البعض فثوباً أجر، وعندها يكون مفعولاً مقدماً للفعل بعده].

11ـ بأن تُعطف على معرفة، أو يُعطف عليها معرفة. فالأول نحو: (خالدٌ ورجلٌ يتعلمان النحو)، والثاني نحو: (رجلٌ وخالدٌ يتعلمان البيان).

12ـ بأن تُعطف على نكرة موصوفة، أو يعطف عليها نكرة موصوفة. فالأول نحو: (قولٌ معروفٌ ومغفرة خيرٌ من صدقة يتبعها أذىً) والثاني نحو: (طاعةٌ وقولٌ معروف) [ طاعة: مبتدأ. وقول: معطوف عليه فهو مبتدأ مثله. والخبر محذوف والتقدير: طاعةٌ وقولٌ معروف أمثل من غيرهما].

13ـ بأن يُراد بها حقيقة الجنس لا فرد واحدٌ منه، نحو: (ثمرةٌ خيرٌ من جرادة) و (رجلٌ أقوى من امرأة).

14ـ بأن تقع جواباً، نحو: (رجُلٌ) في جواب من قال: (مَن عندك؟).

الثالث: جواز حذفه إن دل عليه دليل، تقول: (كيف سعيدٌ؟)، فيقال في الجواب: (مجتهدٌ) أي: هو مجتهد، ومنه قوله تعالى: { من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها} و قوله {سورةٌ أنزلناها}.

والتقدير في الآية الأولى (فعمله لنفسه، وإساءته عليها)، فيكون المبتدأ، وهو العمل والإساءة، محذوفاً، والجار متعلق بخبره المذوف. والتقدير في الآية الثانية: (هذه سورةٌ).

الرابع: وجوب حذفه وذلك في أربعة مواضع:
1ـ إن دل عليه جواب القسم، نحو: (في ذمتي لأفعلن كذا) أي: في ذمتي عهدٌ أو ميثاقٌ.
2ـ إن كان خبره مصدراً نائباً عن فعله نحو: (صبرٌ جميلٌ) و (سمعٌ وطاعةٌ)، أي: صبري صبر جميل، وأمري سمع وطاعة.
3ـ إن كان الخبر مخصوصاً بالمدح أو الذم بعد (نِعم وبِئس)، مؤخراً عنهما، نحو: نِعم الرجل أبو طالب، وبئس الرجل أبو جهل، فأبو، في المثالين، خبرٌ لمبتدأ محذوف تقديره: (هو).
4ـ إن كان في الأصل نعتا قُطع عن النعتية في معرض مدح أو ذم أو ترحم، نحو: (خذ بيد زهيرٍ الكريم) و(دع مجالسة فلان اللئيم) و (أحسن الى فلان المسكين).
فالمبتدأ محذوف في هذه الأمثلة وجوباً. والتقدير: هو الكريم وهو اللئيم، وهو المسكين.

الخامس: إن الأصل فيه أن يتقدم على الخبر وقد يجب تقديم الخبر عليه. وقد يجوز الأمران (وسيأتي الكلام على ذلك).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-01-2011, 06:59 AM   #103
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أقسام المبتدأ

المبتدأ ثلاثة أقسام: صريح، نحو: (الكريمُ محبوبٌ)، وضمير منفصل، نحو: (أنت مجتهد)، ومؤول، نحو: (وأن تصوموا خيرٌ لكم)، [والتأويل: (وصومكم خير لكم)، فيكون الفعل في تقدير مصدر مرفوع على أنه مبتدأ]. ونحو: (سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)، [والتأويل: (إنذارك وعدم إنذارك سواء)، فما بعد همزة التسوية مؤول بمصدر مرفوع مبتدأ. وسواء قبله خبره.

أحكام خبر المبتدأ

لخبر المبتدأ سبعة أحكام:

الأول: وجوب رفعه.

الثاني: أن الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة. وقد يكون جامداً. نحو: (هذا حجرٌ).

الثالث: وجوب مطابقته للمبتدأ إفراداً وتثنيةً وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً.

الرابع: جواز حذفه إن دل عليه دليل، نحو: (خرجتُ فإذا الأسدُ)، أي: فإذا الأسدُ حاضرٌ، وتقول: (من مجتهدٌ؟) فيقالُ في الجواب: (زهيرٌ) أي: (زهيرٌ مجتهدٌ)، ومنه قوله تعالى: {أُكلها دائمٌ وظِلُها} أي: وظلها كذلك.

الخامس: وجوب حذفه في أربعة مواضع:

1ـ أن يدل على صفة مطلقة، أي: دالة على وجود عام. [وذلك بأن تكون بمعنى كائن أو موجود أو مستقر أو حاصل]. وذلك في مسألتين، الأولى: أن يتعلق بها ظرفٌ أو جار ومجرور، نحو: (الجنة تحت أقدام الأمهات) و (والعلم في الصدور). [أي: الجنة كائنة أو موجودة، والعلم كائن أو موجود]. والثانية: أن تقع بعد لولا أو لوما، نحو: (لولا الدِّين لهلك الناسُ) و (لوما الكتابةُ لضاع أكثرُ العلم). [ أي: لولا الدين موجود، ولولا الكتابة موجودة].

2ـ أن يكون خبراً لمبتدأ صريح في القسم، نحو: (لعَمُرك لأفعلنَّ)، [والتقدير: لعمرك قسمي، أي: حياتك هي قسمي].

فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم (بمعنى أنه يستعمل للقسم وغيره) جاز حذف خبره وإثباته.

3ـ أن يكون المبتدأ مصدراً، أو اسم تفضيل مضافاً الى مصدر، وبعدهما حلٌ لا تصلح أن تكون خبراً، وإنما تصلح أن تسدُ مسدّ الخبر في الدلالة عليه. فالأول نحو: (تأديبي الغلامَ مسيئاً)، [والتقدير: تأديبي الغلام حاصل عند إساءته]. والثاني نحو: (أفضل صلاتِكَ خالياً مما يشغلك).

4ـ أن يكون بعد واوٍ متعين أن تكون بمعنى (مع)، نحو: (كلُّ امريءٍ وما فعل)، أي: مع فعله.

السادس: جواز تعدده، والمبتدأ واحد نحو: (خليلٌ كاتبٌ، شاعرٌ، خطيبٌ).

السابع: أن الأصل فيه أن يتأخر عن المبتدأ. وقد يتقدم عليه جوازاً أو وجوباً وسيأتي الكلام على ذلك.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-01-2011, 08:07 AM   #104
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الخبر المُفرَد

خبر المبتدأ قسمان: مُفردٌ وجملةٌ.
فالخبر المفرد: ما كان غير جملةٍ، وإن كان مثنى أو مجموعاً، نحو: (المجتهدُ محمودٌ، والمجتهدان محمودان، والمجتهدون محمودون).

وهو إما جامدٌ، وإما مُشتقٌ.

والمُرادُ بالجامدِ ما ليس فيه معنى الوصفِ، نحو: (هذا حجرٌ). وهو لا يتضمنُ ضميراً يعودُ الى المبتدأ، إلا إذا كان في معنى المشتق، فيتضمنه، نحو: (عليٌّ أسدٌ).

(فأسد هنا بمعنى شجاع، فهو مثله يحمل ضميراً مستتراً تقديره (هو) يعود الى علي، وهو ضمير الفاعل. وقد سبق في باب الفاعل أن الاسم المستعار، يرفع الفاعل كالفعل، لأنه من الأسماء التي تشبه الفعل في المعنى.

وذهب الكوفيون الى أن خبر الجامد يحتمل ضميراً يعود الى المبتدأ، وإن لم يكن في معنى المشتق. فإن قلت: (هذا حجرٌ)، فحجر يحمل ضميراً يعود الى اسم الإشارة (تقديره هو)، وما قولهم ببعيد من الصواب. لأنه لا بُد من رابطٍ يربط المبتدأ بالخبر، وهذا الرابط معتبر في غير العربية من اللغات أيضاً).

والمُراد بالمشتق ما فيه معنى الوصف، نحو: (زهيرٌ مجتهد). وهو يتحمل ضميراً يعود الى المبتدأ، إلا إذا رفعَ الظاهرَ، فلا يتحمله، نحو: (زهيرٌ مجتهدٌ أخواه).

(فمجتهد في المثال الأول، فيه ضمير مستتر تقديره هو يعود الى زهير، وهو ضمير الفاعل. أما في المثال الثاني فقد رفع (أخواه) على الفاعلية فلم يتحمل ضمير المبتدأ).

ومتى تحمَّل الخبرُ ضميرَ المبتدأ لزمتْ مطابقته له إفراداً وتثنية وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً، نحو: (عليٌ مجتهد، وفاطمةُ مجتهدةٌ، والتلميذان مجتهدان، والتلميذتان مجتهدتان، والتلاميذ مجتهدون، والتلميذات مجتهدات).

فإن لم يتضمن ضميراً يعود الى المبتدأ، فيجوز أن يطابقه، نحو: (الشمسُ والقمرُ آيتان من آيات الله)، ويجوز أن لا يطابقه، نحو: (الناسُ قسمانِ: عالمٌ ومتعلمٌ ولا خيرٌ فيما بينهما).

الخبر الجملة

الخبر الجملة: ما كان جملةً فعلية، أو جملةً اسميةً، فالأول نحو: (الخُلقُ الحسنُ يُعلي قدرَ صاحبه) [ الخُلقُ: مبتدأ، والحسن: صفة. وجملة يعلي: جملة فعلية خبر]. والثاني نحو: (العاقلُ خُلُقُهُ حسنٌ)، [العاقل: مبتدأ أول، وخُلقهُ مبتدأ ثان، وحسن: خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: جملة اسمية، خبر المبتدأ الأول].

ويُشترطُ في الجملة الواقعة خبراً أن تكون مُشتملةً على رابطٍ يربطها بالمبتدأ. والرابط إما الضمير بارزاً، نحو: (الظلمُ مرتعُهُ وخيمٌ)، أو مستتراً يعودُ الى المبتدأ، نحو: (الحقُ يعلو). أو مُقدراً، نحو: (الفضةُ، الدرهمُ بقرشٍ) [الفضة مبتدأ أول. والدرهم بقرش: مبتدأ ثان، وحسن: خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: جملة اسمية، خبر المبتدأ الأول]. وإما إشارةٌ الى المبتدأ، نحو: (ولباس التقوى ذلك خيرٌ) [لباس: مبتدأ أول، وذلك مبتدأ ثان وخبره، والجملة خبر المبتدأ الأول: والرابط اسم الإشارة]. وإما إعادة المبتدأ بلفظه، نحو: (الحاقةُ ما الحاقة؟) [الحاقة: مبتدأ أول. و (ما): اسم استفهام مبتدأ ثان، والحاقة خبره والجملة خبر المبتدأ الأول]. أو بلفظٍ أعم منه، نحو: (سعيد نعم الرجلُ).

(فالرجلُ يعم سعيداً وغيره، فسعيد داخل في عموم الرجل، والعموم مستفاد من (أل) الدالة على الجنس).

وقد تكون الجملة الواقعة خبراً نفسَ المبتدأ في المعنى، فلا نحتاج الى رابطٍ، لأنها ليست أجنبيةً عنه فتحتاجَ الى ما يربطها به، نحو: {ُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ}، ونحو: (نُطقي اللهُ حسبي}.

(فهو: ضمير الشأن. والجملة بعده هي عينه، كما تقول: (هو علي مجتهد) وكذلك قولك: (نطقي الله حسبي) فالمنطوق به، (وهو الله حسبي) هو عين المبتدأ. وهو (نطقي) وأما فيما سبق فإنما احتيج الى الربط لأن الخبر أجنبي عن المبتدأ، فلا بد له من رابط يربطه به).

قد يقعُ ظرفاً أو جارّاً ومجروراً. فالأولُ نحو: "المجدُ تحتَ عَلمِ العلمِ"، والثاني نحو: (العلم في الصدور لا في السطور).

(والخبر في الحقيقة إنما هو متعلق الظرف وحرف الجر. ولك أن تقدر هذا المتعلق فعلاً كاستقر وكان، فيكون من قبيل الخبر الجملة، واسم فاعل، فيكون من باب الخبر المفرد، وهو الأولى، لأن الأصل في الخبر أن يكون مفرداً).


ويُخبرُ بظروف المكان عن أسماء المعاني وعن أسماء الأعيان. فالأول نحو: (لخيرُ أمامك). والثاني نحو: (الجنةُ تحتَ أقدامِ الأمهاتِ).

وأما ظروف الزمانِ فلا يُخبَّرُ بها إِلا عن أسماء المعاني، نحو: (السفرُ غداً، والوصولُ بعد غدٍ). إلا إذا حصلتِ الفائدةُ بالإخبار بها عن أسماء الأعيان فيجوزُ، نحو: (الليلةَ الهلاُل)، و (نحن في شهر كذا) و (الوردُ في أيار). ومنه: (ليومَ خمرٌ، وغداً أمرٌ).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-02-2011, 10:27 AM   #105
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

وجوب تقديم المبتدأ


الأصل في المبتدأ أن يَتقدَّمَ. والأصل في الخبر أن يتأخّرَ. وقد يتقدَّمُ أحدهما
وجوباً، فيتأخرُ الآخرُ وجوباً.

ويجبُ تقديم المبتدأ في ستة مواضعَ:

الأول: أن يكون من الأسماء التي لها صدرُ الكلامِ، كأسماء الشرطِ، نحو: (من يَتّقِ اللهَ يُفلحْ)، وأسماء الاستفهام، نحو: (من جاءَ؟)، (وما) التعجُّبيّةِ، نحو: (ما أحسنَ الفضيلةَ!) وكم الخبريةِ نحو: (كم كتاب عندي!).

الثاني: أن يكون مُشبّهاً باسم الشرط، نحو: (الذي يجتهد فله جائزةٌ) و (كلُّ تلميذٍ يجتهدُ فهو على هدىً).


(فالمبتدأ هنا أشبه اسم الشرط في عمومه، واستقبال الفعل بعده وكونه سبباً لما بعده، فهو في قوة أن تقول: (من يجتهد فله جائزة) و (أي تلميذ يجتهد فهو على هدى). ولهذا دخلت الفاء في الخبر كما تدخل في جواب الشرط).


الثالثُ: أن يضافَ الى اسمٍ له صدرُ الكلام، نحو: (غلامُ مَن مجتهدٌ؟) و (زمامُ كم أمر في يدك). [كم: هنا خبرية بمعنى كثير. وأمر مضاف إليها. فإن جعلتها استفهامية نصبت ما بعدها تمييزاً].


الرابعُ: أن يكون مقترناً بلام التأكيد (وهي التي يسمونها لامَ الابتداء)، نحو: (لعبدٌ مؤْمنٌ خيرٌ من مشركٍ).


الخامسُ: أن يكون كُل من المبتدأ والخبر معرفةً أو نكرةً، وليس هناك قرينةٌ تعين أحدهما، فيتقدَّم المبتدأ خشيةَ التباس المسنَدِ بالمسنَدِ إليه، نحو: (أخوك علي)، إن أردتَ الإخبارَ عن الأخ، و (عليٌّ أخوكَ)، إن أردتَ الإخبارَ عن علي، ونحو: (أسَنُّ منك أسَنُّ مني) إن قصدتَ الإخبار عمَّن هو أسنُّ من مخاطبك (وأسَنُّ مني أسن منكَ)، إن أردتَ الإخبارَ عمّن هو أسنُّ منكَ نفسِكَ.


(فان كان هناك قرينة تميز المبتدأ والخبر، جاز التقديم والتأخير نحو: (رجل صالح حاضر، وحاضر رجل صالح) ونحو (بنو أبنائنا بنونا)، بتقديم المبتدأ، و (بنونا بنو أبنائنا)، بتقديم الخبر. لأنه سواء أتقدم أحدهما أم تأخر، فالمعنى على كل حال أن بنى أبنائنا هم بنونا).


السادس: أن يكون المبتدأ محصوراً في الخبر، وذلك بأن يقترنَ الخبرُ بإلا لفظاً نحو: {وما محمدٌ إلا رسولٌ} أو معنًى، نحو: {إنما أنت نذيرٌ}.


(إذ المعنى ما أنت إلا نذير. ومعنى الحصر هنا أن المبتدأ (وهو محمد، في المثال الأول) منحصر في صفة الرسالة، فلو قيل: (ما رسول إلا محمد). بتقديم الخبر، فسد المعنى، لأن المعنى يكون حينئذ: أن صفة الرسالة منحصرة في محمد مع أنها ليست منحصرة فيه. بل هي شاملة له ولغيره من الرسل، صلوات الله عليهم. وهكذا الشأن في المثال الثاني).

وجوب تقديم الخبر


يجبُ تقديم الخبرِ على المبتدأ في أربعة مواضعَ:

الأول: إذا كان المبتدأ نكرة غير مفيدةٍ، مخَبراً عنها بظرفٍ أو جار ومجرور، نحو: "في الدارِ رجلٌ" و (عندكَ ضيفٌ) ومنه قوله تعالى: {ولدينا مزيدٌ} و {على أبصارهم غشاوةٌ}.


(وإنما وجب تقديم الخبر هنا لأن تأخيره يوهم أنه صفة وأن الخبر منتظر. فإن كانت النكرة مفيدة لم يجب تقديم خبرها، كقوله تعالى: {وأجل مسمى عنده} لأن النكرة وصفت بمسمى، فكان الظاهر في الظرف أنه خبر لا صفة).


الثاني: إذا كان الخبر اسمَ استفهامٍ، أو مضافاً الى اسم استفهامٍ، فالأول، نحو: (كيف حالُكَ؟)، [ كيف: اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم، وحالك مبتدأ مؤخر]. والثاني نحو: (ابنُ مَن أنت؟)،[ ابن: خبر مقدم، وهو مضاف الى (من) الاستفهامية. وأنت: مبتدأ مؤخر في محل رفع.] و (صبيحة أيْ يوم سفرُكَ؟)، [صبيحة ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم: وهو مضاف لأي الاستفهامية وسفرك مبتدأ مؤخر].


(وإنما وجب تقديم الخبر هنا لأن لاسم الاستفهام أو ما يضاف اليه صدر الكلام).


الثالثُ: إذا اتصلَ بالمبتدأ ضميرٌ يعود الى شيء من الخبر نحو: (في الدار صاحبها) ومنه قوله تعالى: {أم على قلوبٍ أقفالُها}. وقولُ نُصَيب:


أهابُكِ إِجلالاً، وما بكِ قدرةٌ

عليَّ، ولكن ملءُ عينٍ حبيبُها

(وإنما وجب تقديم الخبر هنا، لأنه لو تأخر لاستلزم عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة، وذلك ضعيف قبيح منكر (راجع الكلام على عود الضمير) في الجزء الأول من هذا الكتاب).


الرابعُ: أن يكون الخبرُ محصوراً في المبتدأ. وذلك بأن يقترن المبتدأ بإلاّ لفظاً، نحو: (ما خالقٌ إلا اللهُ)، أو معنًى، نحو: (إنما محمودٌ من يجتهدُ).

(إذ المعنى: (ما محمود إلا من يجتهد). ومعنى الحصر هنا أن الخبر (وهو خالق، في المثال) منحصر في الله. فليست صفة الخلق إلا له سبحانه، فلو قيل: (وما الله إلا خالق) بتقديم المبتدأ. فسد المعنى، لأنه يقتضي أن لا صفة لله إلا الخلق، وهو ظاهر الفساد. وهكذا الحال في المثال الثاني).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-02-2011, 08:12 AM   #106
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المبتدأُ الصِّفَة

قد يُرفعُ الوصفُ بالابتداءِ، إن لم يطابق موصوفَةُ تثنيةً أو جمعاً، فلا يحتاجُ الى خبر، بل يكتفي بالفاعل أو نائبه، فيكون مرفوعاً به، ساداً مَسَدَّ الخبر، بشرط أن يتقدَّمَ الوصفَ نفيٌ أو استفهامٌ. وتكونُ الصفةُ حينئذٍ بمنزلة الفعل، ولذلك لا تُثنى ولا تُجمَعُ ولا تُوصفُ ولا تُصغّرُ ولا تُعرَّفُ. ولم يشترط الأخفش والكوفيون ذلك، فأجازوا أن يُقال: (ناجحٌ ولداكَ، وممدوحٌ أبناؤك).


ولا فرقَ بينَ أن يكونَ الوصفُ مشتقّاً، نحو: (ما ناجحٌ الكسولان) [ما: نافية،وناجح: مبتدأ، والكسولان: فاعل ناجح أغنى عن الخبر] و (هل محبوبٌ المجتهدون) [هل: حرف استفهام، ومحبوب: مبتدأ، والمجتهدون: نائب فاعل لمحبوب أغنى عن الخبر]، أو اسماً جامداً فيه معنى الصفة، نحو: (هل صَخْرٌ هذانِ المُعاندان؟) [صخر: مبتدأ، وهو اسمٌ جامد بمعنى الوصف، لأنه بمعنى صلب، وهذان: فاعل لصخر أغنى عن الخبر] و (ما وحشيٌّ أخلاقُكَ) [وحشي: مبتدأ، وهو اسم جامد فيه معنى الصفة، لأنه اسم منسوب، فهو بمعنى اسم المفعول، وأخلاقك: نائب فاعل له أغنى عن الخبر].


ولا فرقَ أيضاً بينَ أن يكونَ النفيُ والاستفهام بالحرف، كما مُثلَ، او بغيره، نحو: (ليسَ كسولٌ ولداكِ) و (غيرُ كسولٍ أبناؤكَ) و (كيف سائرٌ أخواكَ)، غير أنهُ معَ (ليسَ) يكونُ الوصفُ اسماً لها، والمرفوعُ بعدَهُ مرفوعاً به سادّاً مسَدَّ خبرها، ومع (غيرٍ) ينتقلْ الابتداءُ إليها، ويُجر الوصفُ بالإضافة إليها، ويكونُ ما بعدَ الوصفِ مرفوعاً به سادّاً مسدَّ الخبر.

وقد يكونُ النفيُ في المعنى نحو: (إنما مجتهدٌ ولداكَ)، إذ التأويلُ: (ما مجتهدٌ إلاّ ولداكَ).


فان لم يقع الوصفُ بعد نفيٍ أو استفهامٍ، فلا يجوز فيه هذا الاستعمالُ، فلا يقالُ: (مجتهد غلاماكَ)، بل تجبُ المطابقةُ، نحو: (مجتهدانِ غلاماك). وحينئذٍ يكونُ خبراً لما بعده مُقدَّماً عليه. وقد يجوزُ على ضعفٍ، ومنه الشاعر:

خَبِيرٌ بَنُو لِهْبٍ، فَلا تَكُ مُلْغِياً
مَقالةَ لِهْبيٍّ، إِذا الطَّيْرُ مَرَّتِ
[بنو لِهْب، بكسر اللام وسكون الهاء، حي من الأزد مشهورون بزجر للطير وعيافتها، وذلك أن يستسعدوا ويتشاءموا بأصواتها ومساقطها. واللهب في الأصل: هو الصدع في الجبل أو المهواة بين جبلين. وجمعه ألهاب ولهوب ولهاب ولهابة]


والصفةُ التي تقعُ مبتدأ، إنما ترفعُ الظاهرَ، كقول الشاعر:
أَقاطِنٌ قَوْمُ سَلْمَى، أمْ نَوَوْا ظَعَنا؟

إِنْ يَظْعَنُوا فَعَجِيبٌ عَيْشُ ومَنْ قَطَنا
[قاطن: مقيم. والظعن: الرحيل]

او الضميرَ المنفصلَ، كقول الآخر:


خَليليَّ، ما وافٍ بِعَهْدِيَ أنتُما

إذا لم تكونا لي على مَنْ أُقاطِعُ

فان رفعتِ الصفةُ الضميرَ المستترَ، نحو: (زُهيرٌ لا كسولٌ ولا بَطيءٌ) لم تكن من هذا الباب، فهي هنا خبرٌ عمّا قبلَها. وكذا إن كانت تكتفي بمرفوعها، نحو: (ما كسولٌ أخواهُ زُهيرٌ)، فهي هنا خبر مقدَّمٌ، وزهيرٌ: مبتدأ مؤخر، وأخواهُ: فاعلُ كسول.


واعلم أن الصفةَ، التي يُبتدأُ بها، فتكتفي بمرفوعها عن الخبر، إنما هي الصفةُ التي تُخالفُ ما بعدها تثنيةً أو جمعاً، كما مَرَّ. فان طابقتهُ في تثنيتهِ أو جمعه، كانت خبراً مُقدَّماً، وكان ما بعدها مبتدأ مؤخراً، نحو: (ما مُسافرانِ أخوايَ، فهل مسافرونَ إخوتُكَ؟). أمَّا إن طابقته في إفراده، نحو: (هل مسافرٌ أخوكَ؟)، جاز جعل الوصفِ مبتدأً، فيكونُ ما بعدَه مرفوعاً به، وقد أغنى عن الخبر، وجاز جعلُهُ خبراً مُقدماً وما بعدهُ مبتدأً مؤخراً.




__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-02-2011, 10:23 AM   #107
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفعل الناقص

الفعل الناقصُ: هو ما يدخل على المبتدأ والخبر، فيرفعُ الأول تشبيهاً له بالفاعل، وينصبُ الآخرَ تشبيهاً له بالمفعول به، نحو: "كان عُمرُ عادلاً".

ويُسمّى المبتدأُ بعد دخوله اسماً له، والخبرُ خبراً له.


(وسميت هذه الافعال ناقصة، لأنها لا يتم بها مع مرفوعها كلام تام، بل لا بد من ذكر المنصوب ليتم الكلام. فمنصوبها ليس فضلة، بل هو عمدة، لأنه في الأصل خبر للمبتدأ، وإنما نصب تشبيهاً له بالفضلة، بخلاف غيرها من الافعال التامة، فان الكلام ينعقد معها بذكر المرفوع، ومنصوبها فضلة خارجة عن نفس التركيب).

والفعلُ الناقصُ على قسمينِ: كانَ وأخواتُها. وكاد وأخواتها. (وهي التي تُسمى أفعالَ المُقارَبة).


كان وأَخواتها

كانَ وأَخواتُها هي: (كان وأمسى وأصبحَ وأضحى وظلَّ وباتَ وصارَ وليسَ وما زالَ وما انفكَّ وما فَتيءَ وما بَرِحَ وما دامَ).


وقد تكونُ (آض ورجَعَ واستحال وعادَ وحارَ وارتدَّ وتَحوَّل وغدا وراحَ وانقلبَ وتَبدَّل)، بمعنى (صارَ)، فان أتت بمعناها فلها حُكمُها.
ويتعلّقُ بكانَ وأخواتها ثمانيةُ مباحثَ:


(1) مَعاني كانَ وأَخواتِها


معنى (كان): اتصافُ المُسنَدِ في الماضي. وقد يكون اتصافهُ به على وده الدَّوام، إن كان هناك قرينةٌ، كما في قوله تعالى: {وكانَ اللهُ عليماً حكيماً}، أي: إنه كان ولم يَزلْ عليماً حكيماً.


ومعنى (أمسى): اتصافُه به في المساء.


ومعنى (أصبحَ): اتصافُهُ به في الصباح.


ومعنى (أضحى): اتصافه به في الضحا.


ومعنى (ظلَّ): اتصافه به وقتَ الظلِّ، وذلك يكون نهاراً.


ومعنى (بات): اتصافُهُ به وقتَ المَبيت، وذلك يكون ليلاً.


ومعنى (صار): التَّحوُّل، وكذلك ما بمعناها.


ومعنى (ليس): النفي في الحال، فهي مختصةٌ بنفي الحال، إلا إذا قُيّدت بما يُفيدُ المُضيّ أو الاستقبال، فتكون لِما قُيّدتْ به، نحو: (ليس عليٌّ مُسافراً أمسِ أو غداً).


و (ليس): فعلٌ ماضٍ للنفي، مختصٌّ بالأسماءِ: وهي فعلٌ يُشبهُ الحرفَ. ولولا قَبولها علامةَ الفعلِ، نحو: (ليستْ وليسا وليسوا ولسنا ولسن)، لحكمنا بحرفيّتها.

ومعنى (ما زال وما انفكَّ وما فتيءَ وما برحَ): مُلازمة المُسنَد للمسنَد إليه، فإذا قلتَ (ما زالَ خليلٌ واقفاً) فالمعنى أنه ملازمٌ للوقوف في الماضي.

ومعنى (ما دام) استمرارُ اتصافِ المُسندِ إليه بالمُسندِ. فمعنى قولهِ تعالى: {وأوصاني بالصلاة والزكاةِ ما دُمتُ حياً}: أوصاني بهما مدةَ حياتي.


وقد تكون (كان وأمسى وأصبح وأضحى وظلَّ وبات) بمعنى(صار)، إن كان هناك قرينةٌ تدلُّ على أنه ليسَ المرادُ اتصافَ المسنَد إليه بالمسنَد في وقت مخصوص، مما تدلُّ عليه هذه الأفعال، ومنه قوله تعالى: {فكان من المُغرَقينَ} أي: صار، وقوله: {فأصبحتم بنعمتهِ إخواناً}، أي: صرتم، وقوله: {فظلتْ أعناقُهم لها خاضعين}، أي: صارت، وقوله: {ظلَّ وجهُهُ مسوداً}، أي: صار.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-02-2011, 09:53 PM   #108
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(2) شُروط بعضِ أَخواتِ (كان)

يُشترَطُ في (زالَ وانفكَّ وفتيءَ وبرحَ) أن يتقدَّمَها نفيٌ، نحو: {لا يزالونَ مختلفينَ} و {لن نبرحَ عليه عاكفين}، أو نهيٌ، كقول الشاعر:


صاحِ شَمِّرْ، ولا تَزَلْ ذاكِرَ الْمَوْ

تِ فَنسْيانُهُ ضَلالٌ مُبِينُ

أو دُعاءٌ، نحو: (لا زِلتَ بخيرٍ).


وقد جاء حذفُ النهي منها بعد القسم، والفعلُ مضارعٌ منفيٌّ بلاَ وذلك جائزٌ مُستملَحٌ، ومنه قولهُ تعالى: {تاللهِ تَفتأُ تذكُرُ يوسفَ}، والتقديرُ: (لا تفتأُ) وقولُ امرئ القيس:


فقُلْتُ: يَمينُ اللهِ أَبرحُ قاعداً

ولَوْ قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوصالي

والتقديرُ: (لا أبرح قاعداً).


ولا يُشترطُ في النفي أن يكون بالحرف، فهو يكونُ به، كما مرَّ، ويكونُ بالفعل، نحو: (لستَ تبرحُ مجتهداً)، وبالاسم، نحو: (زُهيرٌ غيرُ مُنفكٍّ قائماً بالواجب).


وقد تأتي "وَنَى يني، ورامَ يَريمُ" بمعنى (زالَ) الناقصة، فيَعملانِ عمَلها. ويُشترطُ فيهما ما يُشترطُ فيها، ومنه قولُ الشاعر:


فأَرحامُ شِعْرٍ يَتَّصِلْنَ ببابهِ

وأرحامُ مالٍ لا تَني تَتَقَطَّعُ

أي: لا تزالُ تتقطّعُ، وقول الآخر:

إذا رُمتَ، مِمَّنْ لا يَريمُ مُتَيَّماً،
سُلُوّاً فَقَدْ أَبعَدْتَ في رَوْمِكَ المَرْمَى،

أي: (لا يزالُ، أو لا يبرحُ مُتَيَّماً).


وأصل معنى الونى: الفتور والضعف، وأصل معنى الريم: البراح. فإن قلت: (ما ونى فلان في عمله) و (ما رمت الدار) فهما تامتان. وإن قلت: (ما ونى فلانٌ مجتهداُ، وما رمت عاملاً)، فهما ناقصتان. بمعنى ما زال وما برح. وكل فعل تام تضمن معنى فعل ناقص عمل عمله.

ويشترطُ في (دامَ) أن تتقدَّمها (ما) المصدريَّةُ الظرفيّةُ، كقوله تعالى:{وأوصاني بالصلاة والزَّكاةِ وما دُمتُ حَيًّا}.


(ومعنى كونها مصدرية أنها تجعل ما بعدها في تأويل مصدر. ومعنى كونها ظرفية أنها نائبة عن الظرف وهو المدة، لأن التقدير: (مدة دوامي حياً)).

(تنبيه)- زال الناقصة مضارعها (يزال). وأما (زال الشيء يزول) بمعنى (ذهب) و (زال فلان هذا عن هذا)، بمعنى (مازه عنه يميزه، فهما فعلان تامان. ومن الأول قوله تعالى: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا}.


وقد يُضَمرُ اسمُ "كانَ" وأخواتها، ويُحذفُ خبرُها، عند وجودِ قرينةٍ دالةٍ على ذلك، يُقالُ: (هل أصبح الرَّكبُ مسافراً؟) فتقولُ: (أصبح)، والتقديرُ: (أصبحَ هو مسافراً).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-03-2011, 08:05 AM   #109
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أَقسامُ كان وأَخَواتها

تنقسمُ (كان وأخواتُها)إلى ثلاثة أقسام:

الأول: ما لا يتصرفُ بحالٍ؛ وهو: (ليسَ ودام) فلا يأتي منهما المضارعُ ولا الأمرُ.


الثاني: ما يتصرَّفُ تَصرُّفاً تاماً، بمعنى أنه تأتي منه الأفعال الثلاثةُ، وهو: (كان وأصبَحَ وأمسى وأضحى وظَلَّ وباتَ وصارَ).


الثالث: ما يتصرَّفُ تصرُّفاً ناقصاً، بمعنى أنهُ يأتي منه الماضي والمضارع لا غيرُ، وهو: (ما زالَ وما انفكَّ وما فتيءَ وما بَرِحَ).


واعلم أن ما تصرَّفَ من هذه الأفعال يعملُ عملَها، فيرفع الاسم وينصبُ الخبرَ، فعلاً كان أو صفةً، أو مصدراً، نحو: يمسي المجتهدُ مسروراً، وأمسِ أديباً، وكونُكَ مجتهداً خيرٌ لك، قال تعالى: {قُلْ كونوا حجارةً أو حديداً}، وقال الشاعر:

وما كُلُّ مَنْ يُبْدِي البَشاشةَ كائناً

أَخاكَ، إذا لم تُلْفِهِ لَكَ مُنْجِدا

غيرَ أنَّ المصدرَ كثيراً ما يُضافُ الى الاسم، نحو: (كونُ الرجلِ تقيّاً خيرٌ لهُ).


(فالرجل: مجرور لفظاً، لأنه مضاف إليه، مرفوع محلاً، لأنه اسم المصدر الناقص).

وإن أُضيفَ المصدرُ الناقصُ الى الضمير أو الى غيرهِ من المبنيّات، كان له محلاّنِ من الإعراب: محلٌّ قريبٌ وهو الجرُّ بالإضافة، ومحلٌّ بعيدٌ، وهو الرفع، لأنه اسمٌ للمصدر الناقص، قال الشاعر:


بِبَذْلٍ وحِلْمٍ سادَ في قَوْمِهِ الْفَتَى

وكونُكَ إِيَّاهُ عَلَيْكَ يَسيرُ

تَمامُ "كانَ" وأَخواتِها


قد تكونُ هذه الأفعال تامَّةً، فتكتفي برفع المُسنَدِ إليه على أنهُ فاعلٌ لها، ولا تحتاجُ الى الخبر، إلاّ ثلاثةَ أفعالٍ منها قد لَزِمَتْ النّقصَ، فلم تَرِد تامَّةً، وهي: (ما فتيءَ وما زال وليس)


فإذا كانت (كان) بمعنى: حصل، و (أمسى) بمعنى: دخل في المساء، و (أصبح) بمعنى: دخل في الصباح، و (أضحى) بمعنى: دخل في الضحى، و (ظل) بمعنى: دام واستمر، و (بات) بمعنى نزل ليلاً، أو أدركه الليل، أو دخل مبيته، و (صار) بمعنى انتقل، أو ضم وأمال أو صوت، أو قطع وفصل، و (دام) بمعنى :بقي واستمر، (وانفك) بمعنى: انفصل أو انحل، و (برح) بمعنى: ذهب، أو فارق، كانت تامة تكتفي بمرفوع هو فاعلها).


ومن تمام هذه الأفعال قولهُ تعالى: {إنما أمرُهُ إذا أراد شيئاً أن يقولَ له كُن فيكونُ}، وقوله: {وإن كان ذو عُسرةٍ فنَظرةٌ الى ميسَرةٍ}، وقولهُ: {فسبحانَ الله حينَ تُمسونَ وحين تُصبحون}، وقولهُ: {خالدينَ فيهما ما دامت السمواتُ والأرضُ} وقوله: {فخُذْ أربعةً من الطَّير فَصُرْهُنَّ إليك}، قُريءَ بضم الصاد، من صارَهُ يَصورُهُ، وبكسرها، من صارهُ يَصرُهُ، وقول الشاعر:


َتطاوَلَ لَيْلُكَ بالإثْمِدِ
وباتَ الخَليُّ، ولم تَرْقُدِ
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-03-2011, 07:25 PM   #110
علي بعروب
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 81
إفتراضي أسام كان وأخواتها

مجهود رائع ومفيد .. شكرا لك

واصل هذا البحث القيم

كثير من التلاميذ يستفيدون منه
علي بعروب غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .