آثار جانبية
يعلم الله أني لا أتغيا من وراء مثل هذه الملاحظات أية أغراض شخصية أو تصفية حسابات خصوصا و انها ملاحظات تتناول جانب الدعوة الى الله مما يعطي للمسألة بعدا أكثر حساسية لكنها كبوات قد يكون لها تأثير عكسي و رد فعل سلبي في حال تم إغفالها .
من خلال تتبعي لكل الدعاة المتميزين عبر القنوات الفضائية, وجدتني أخص بالتتبع فئة دون أخرى دون أن يكون قصدي الانحياز او التعصب وانما الاحساس العادي بالفرق في درجة صدق التبليغ بين داعية وآخر , بين الداعية المنشغل و المهموم بشؤون الامة و بين الداعية الممثل الذي يتقمص مشاهد الحزن و يتلاعب بنبرات الصوت سعيا وراء بعث تاثر لدى الحضور لا يلبث ان ينقشع بعد دقائق من نهاية البرنامج.
الصدق مع النفس و إخلاص النية لله و الانشغال بالحق عن الخلق عوامل تمكن الداعية من النفاذ الى قلوب مستمعيه , لكن أن يصبح الوعظ فنا له اكسسواره و ديكوره و ينشغل الداعية بتتبع الكاميرا و اللعب بتعابير وجهه حتى لا نكاد نجد فارقا بينه و بين المسرحي فهذا ما يوسع الهوة و يمنح الرافضين مبررا للتحامل على الدعوة و اهلها .
جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما و قال له " إني اريد ان اجلس للوعظ" فقال له " إن خفت الا تفضحك هذه الآيات فافعل , قوله تعالى" ياايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون" و قوله تعالى " اتامرون الناس بالبر و تنسون انفسكم و انتم تتلون الكتاب" و قوله تعالى حاكيا على لسان شعيب" و ما اريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه"
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه
|