اليوم العالمي لمكافحة الفساد

[صفاء العشري]

في كل عام، يجري دفع مبلغ 3.5 تريليون دولار بمثابة رشاوى أو أموال مسروقة على أيدي المسؤولين الفاسدين. وهذا المبلغ يساوي 5 بالمئة من جميع السلع والخدمات المُنتجة في العالم أجمع طوال عام واحد. فإذا كان هذا الأمر لا يؤثر عليك، فقد يؤثر على شخص آخر تعرفه: فأكثر من واحد من بين كل أربعة أشخاص يضطر لدفع رشوة عند التعامل مع مؤسّسات عامة. ففي أفريقيا لوحدها، يقدّر أن 75 مليون إنسان فعلوا ذلك خلال العام الماضي.
وهذه الأرقام ليست السبب الوحيد الذي يدفع المرء إلى الغضب. يقوم المسؤولون الفاسدون بتحويل هذه الأموال من الخدمات العامة، مثل الرعاية الصحية والتعليم، إلى مشاريع تفيد جيوبهم. يلحق الفساد أيضًا الضرر بالمجتمعات من خلال تقويض حقوق الإنسان. ومن الممكن له أن يكلف الناس حريتهم وأحيانًا حياتهم.
ما هو الفساد؟
إنه إساءة استعمال المنصب من أجل تحقيق مكاسب شخصية، وهو يتخذ العديد من الأشكال. إنه السياسي الذي يأخذ رشوة قبل إصدار رخصة بناء إلى الراشي. إنه عضو مجلس البلدية الذي يُسدِّد كلفة قضاء عطلته هو وعائلته من الأموال العامة. إنه المسؤول الرسمي الذي يطلب رشوة من المواطنين مقابل تأمين حصولهم على المياه النظيفة.
على من يؤثر الفساد
الفساد يؤثر على جميع الناس ولا سيما الأقليات والسكان الأكثر تعرضًا للأخطار. وبوصفه أكبر عائق أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية فإنه يؤذي المجتمعات بالطرق التالية:
• تقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال إضعاف الحكومة.
• منع التمويل عن الخدمات العامة، مثل الرعاية الصحية والتعليم والصحة العامة.
• لا يشجع الاستثمارات الأجنبية مما يؤدي إلى عدد أقل من الوظائف.
غالباً ما يكون الأقوياء هم الذين يأخذون الرشاوى أو يعقدون الصفقات المشبوهة، الأمر الذي يثبط عزيمة المواطنين الشرفاء الذين لا يملكون سوى القليل من الموارد. ولكن بفضل التكنولوجيات الجديدة، فإنك لن تحتاج إلى الكثير من المال أو السلطة لمحاربة الفساد. فعلى سبيل المثال، بادر زوجان إلى إنشاء موقع ضد الفساد على شبكة الإنترنت في الهند، حيث يستطيع الناس الإبلاغ عن حالات الفساد عندما يُطلب منهم دفع رشوة.
ما رأيكم هل تعتبرون الفساد آفة وكيف يمكن مكافحته في بلدانكم؟