العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-01-2009, 10:53 PM   #141
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كلّ



- تدخلها الألف واللام - خلافاً للأصمعيّ - فيقال مثلاً: [الكلّ حضروا]، كما يقال: [حضر كل القوم].

- الأصل أن يتلوها مضاف إليه، نحو: ]كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت] (1)، فإذا حُذِف نُوِّنَتْ، ومنه ]كلٌّ في فَلَكٍ يسبحون] (2).



¨ إعرابها:

لها في العبارة حُكْمُ ما تضاف إليه. فلو وُضِع المضاف إليه موضعها، لكان إعرابه هو إعرابَها(3).



¨ معناها:

معناها هو معنى المضاف إليه بعدها، إفراداً وتثنيةً وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً، سواء أكان مذكوراً أم محذوفاً(4) . ولذلك يعود الضمير إليها، على حسب ما يكون المضاف إليه في الحالات المذكورة(5).



تنبيه:

إذا كان المضاف إليه بعدها معرفةً، جازت المطابقةُ والإفرادُ فيقال مثلاً: [كلُّهم حضروا] و [كلُّهم حضر].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كلّ]

· ]كُلُّ امرئٍ بما كسب رهينٌ[ (الطور 52/ 21)

[كل امرئ]: كل، معناها معنى ما تضاف إليه. وقد أضيفت في الآية إلى [امرئ] وهو مفرد مذكر، فكلّ إذاً مفرد مذكر. ومن هنا أن عاد الضمير إليها من الخبر مفرداً مذكراً: [رهين (هو) + كسب (هو)].

· ]كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ[ (آل عمران 3/185)

[كل نفس]: كل، معناها معنى ما تضاف إليه. وقد أضيفت في الآية إلى [نفس] وهي مفرد مؤنث، فكلّ إذاً مفرد مؤنث. ومن هنا أن عاد الضمير إليها من الخبر مفرداً مؤنثاً: [ذائقة].

· قال الشاعر:

وكلّ رفيقَي كلِّ رَحلٍ-وإنْ هما تعاطى القنا قوماهما-أَخَوانِ

[كل رفيقَيْ]: كل، معناها معنى ما تضاف إليه. وقد أضيفت إلى [رفيقَيْ] وهو مثنى مذكر، فكلّ إذاً مثنى مذكر. ومن هنا أن عاد الضمير إليها من الخبر مثنى مذكراً: [أخوان (هما)].

· قال الشاعر:

وكلُّ أناسٍ سوف تدخل بينَهمْ دُوَيْهِيةٌ تصفرُّ منها الأنامِلُ

[كل أناس]: أضيفت [كل] إلى [أناس] ومعناها جمع مذكر، ولما كان معنى [كل] هو معنى ما تضاف إليه، كان معناها جمعاً مذكراً. ولذلك عاد إليها الضمير من: [بينهم] ضميرَ جمعٍ مذكر.

· قال الشاعر:

وكلُّ مصيباتٍ تصيب فإنها سوى فرقةِ الأحبابِ هينةُ الخَطْبِ

[كل] أضيفت إلى [مصيبات]، وهي جمع مؤنث. ولما كان معنى [كل] هو معنى ما تضاف إليه، كان معناها جمعاً مؤنثاً. ولذلك عاد إليها الضمير من [تصيب] ضميرَ جمعٍ مؤنث. ونوجّه النظر إلى أن جمع ما لا يعقل وهو هنا [المصيبات] يجوز في ضميره الإفراد والجمع. أي: [هي = هنّ].

· [كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى] (حديث شريف) (فتح الباري 13/249)

[يدخلون]: فاعله الواو، ضمير لجمع المذكر، لأن معنى المضاف إليه: [أمتي] جمعٌ للمذكر. ولو أريد لفظُ كلمة: [أمّة] وهو مؤنث، لقيل: [كل أمتي تدخل (هي)]، فيعود الضميرالمؤنث: [هي] إلى [أمة] باعتبار تأنيث لفظها.

· V? V@ VA VB VC VD VE VF VG VH VI VJ VK VL VM VN VO VP VQ VR VS VT VU VV VW VX VY VZ V[ V\ V] V^ V_ V` Va Vb Vc Vd Ve Vf Vg Vh Vi Vj Vk Vl Vm Vn Vo Vp Vq Vr Vs Vt Vu Vv Vw Vx Vy Vz V{ V| V} V~ V V€ V V‚ Vƒ V„ V… V† V‡ Vˆ V‰ VŠ V‹ VŒ V VŽ V V V‘ V’ V“ V” V• V– V— V˜ V™ Vš V› Vœ V Vž VŸ V V¡ V¢ V£ V¤ V¥ V¦ V§ V¨ V© Vª V« V¬ V­ V® V¯ V° V± V² V³ V´ Vµ V¶ V· V¸ V¹ Vº V» V¼ V½ V¾ V¿ VÀ VÁ V Và VÄ VÅ VÆ VÇ VÈ VÉ VÊ VË VÌ VÍ VÎ VÏ VÐ VÑ VÒ VÓ VÔ VÕ VÖ V× VØ VÙ VÚ VÛ VÜ VÝ VÞ Vß Và Vá Vâ Vã Vä Vå Væ Vç Vè Vé Vê Vë Vì Ví Vî Vï Vð Vñ Vò Vó Vô Võ Vö V÷ Vø Vù Vú Vû Vü Vý Vþ Vÿ V!V!V!V!V!V!V!V!V!V !V !V !V !V !V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V!V !V!V !V!!V"!V#!V$!V%!V&!V'!V(!V)!V*!V+!V,!V-!V.!V/!V0!V1!V2!V3!V4!V5!V6!V7!V8!V9!V:!V;!V!V?!V@!VA!VB !VC!VD!VE!VF!VG!VH!VI!VJ!VK!VL!VM!VN!VO!VP!VQ!VR!V S!VT!VU!VV!VW!VX!VY!VZ!V[!V\!V]!V^!V_!V`!Va!Vb!Vc!Vd!Ve!Vf!Vg!Vh!Vi!Vj!Vk!Vl!Vm!V n!Vo!Vp!Vq!Vr!Vs!Vt!Vu!Vv!Vw!Vx!Vy!Vz!V{!V|!V}!V~! V!V€!V!V‚!Vƒ!V„!V…!V†!V‡!Vˆ!V‰!VŠ!V‹!VŒ!V!VŽ!V !V!V‘!V’!V“!V”!V•!V–!V—!V˜!V™!Vš!V›!Vœ!V!Vž!VŸ !V !V¡!V¢!V£!V¤!V¥!V¦!V§!V¨!V©!Vª!V«!V¬!V­!V®!V¯!V°!V ±!V²!V³!V´!Vµ!V¶!V·!V¸!V¹!Vº!V»!V¼!V½!V¾!V¿!VÀ!VÁ! VÂ!VÃ!VÄ!VÅ!VÆ!VÇ!VÈ!VÉ!VÊ!VË!VÌ!VÍ!VÎ!VÏ!VÐ!VÑ!VÒ !VÓ!VÔ!VÕ!VÖ!V×!VØ!VÙ!VÚ!VÛ!VÜ!VÝ!VÞ!Vß!Và!Vá!Vâ!V ã!Vä!Vå!Væ!Vç!Vè!Vé!Vê!Vë!Vì!Ví!Vî!Vï!Vð!Vñ!Vò!Vó! Vô!Võ!Vö!V÷!Vø!Vù!Vú!Vû!Vü!Vý!Vþ!Vÿ!V"V"V"V"V" V"V"V"V"V "V "V "V "V "V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V"V "V"V "V!"V""V#"V$"V%"V&"V'"V("V)"V*"V+"V,"V-"V."V/"V0"V1"V2"V3"V4"V5"V6"V7"V8"V9"V:"V;"V<"V="V>"V?"V @"VA"VB"VC"VD"VE"VF"VG"VH"VI"VJ"VK"VL"VM"VN"VO"VP" VQ"VR"VS"VT"VU"VV"VW"VX"VY"VZ"V["V\"V]"V^"V_"V`"Va"Vb"Vc"Vd"Ve"Vf"Vg"Vh"Vi"Vj"Vk"Vl"Vm"V n"Vo"Vp"Vq"Vr"Vs"Vt"Vu"Vv"Vw"Vx"Vy"Vz"V{"V|"V}"V~" V"V€"V"V‚"Vƒ"V„"V…"V†"V‡"Vˆ"V‰"VŠ"V‹"VŒ"V"VŽ"V "V"V‘"V’"V“"V”"V•"V–"V—"V˜"V™"Vš"V›"Vœ"V"Vž" VŸ"V "V¡"V¢"V£"V¤"V¥"V¦"V§"V¨"V©"Vª"V«"V¬"V­"V®"V¯"V°"V ±"V²"V³"V´"Vµ"V¶"V·"V¸"V¹"Vº"V»"V¼"V½"V¾"V¿"VÀ"VÁ" VÂ"VÃ"VÄ"VÅ"VÆ"VÇ"VÈ"VÉ"VÊ"VË"VÌ"VÍ"VÎ"VÏ"VÐ"VÑ"VÒ "VÓ"VÔ"VÕ"VÖ"V×"VØ"VÙ"VÚ"VÛ"VÜ"VÝ"VÞ"Vß"Và"Vá"Vâ"V ã"Vä"Vå"Væ"Vç"Vè"Vé"Vê"Vë"Vì"Ví"Vî"Vï"Vð"Vñ"Vò"Vó" Vô"Võ"Vö"V÷"Vø"Vù"Vú"Vû"Vü"Vý"Vþ"Vÿ"V#V#V#V#V# V#V#V#V#V #V #V #V #V #V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V#V #V#V #V!#V"#V##V$#V%#V&#V'#V(#V)#V*#V+#V,#V-#V.#V/#V0#V1#V2#V3#V4#V5#V6#V7#V8#V9#V:#V;#V<#V=#V>#V?#V @#VA#VB#VC#VD#VE#VF#VG#VH#VI#VJ#VK#VL#VM#VN#VO#VP# VQ#VR#VS#VT#VU#VV#VW#VX#VY#VZ#V[#V\#V]#V^#V_#V`#Va#Vb#Vc#Vd#Ve#Vf#Vg#Vh#Vi#Vj#Vk#Vl#Vm#V n#Vo#Vp#Vq#Vr#Vs#Vt#Vu#Vv#Vw#Vx#Vy#Vz#V{#V|#V}#V~# V#V€#V#V‚#Vƒ#V„#V…#V†#V‡#Vˆ#V‰#VŠ#V‹#VŒ#V#VŽ#V #V#V‘#V’#V“#V”#V•#V–#V—#V˜#V™#Vš#V›#Vœ#V#Vž#VŸ #V #V¡#V¢#V£#V¤#V¥#V¦#V§#V¨#V©#Vª#V«#V¬#V­#V®#V¯#V°#V ±#V²#V³#V´#Vµ#V¶#V·#V¸#V¹#Vº#V»#V¼#V½#V¾#V¿#VÀ#VÁ# VÂ#VÃ#VÄ#VÅ#VÆ#VÇ#VÈ#VÉ#VÊ#VË#VÌ#VÍ#VÎ#VÏ#VÐ#VÑ#VÒ #VÓ#VÔ#VÕ#VÖ#V×#VØ#VÙ#VÚ#VÛ#VÜ#VÝ#VÞ#Vß#Và#Vá#Vâ#V ã#Vä#Vå#Væ#Vç#Vè#Vé#Vê#V size="6">كلُّكم هداة للخير، وكلكم داعون إليه.

[هداة - داعون]: كلاهما جمع مذكر، لأن المضاف إليه: [كم] ضميرٌ لجمع المذكر(6).

· ]قل كُلٌّ يعمل على شاكلته[ (الإسراء 17/84)

حُذِف المضاف إليه بعد [كلّ] فنُوِّنَتْ، والأصل: [كلّ أحدٍ يعمل]. وفاعلُ [يعمل (هو)] ضمير للمفرد المذكر، لأن المضاف إليه المحذوف [أحد] مفرد مذكر.

· ]وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كُلٌّ في فلك يَسْبحون[

(الأنبياء21/ 33)

حُذف المضاف إليه بعد [كلّ] فنُوِّنتْ، والأصل: كلّ هؤلاء يسبحون. وفاعلُ [يسبحون] هو الواو، ضمير لجمع المذكر، لأن المضاف إليه المحذوف [هؤلاء] لجمع المذكر.

· ]وكُلاًّ ضربنا له الأمثال[ (الفرقان 25/ 39)

حُذِف المضاف إليه فنُوِّنت [كلّ]، والأصل: [وكلّ إنسان ضربنا له الأمثال].

· ]فسجد الملائكة كُلُّهُمْ أجمعون[ (ص 38/ 73)

[كل] في الآية توكيدٌ للملائكة، لأنّها تعرب على حسب موقعها من العبارة.

· قال الشاعر:

إذا المرءُ لم يَدْنَس من اللؤم عِرضهُ فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ

[كل]: إعرابها على حسب موقعها من البيت: مبتدأ، خبره [جميل].

· ]قد علم كُلُّ أناس مشربهم[ (البقرة 2/60)

[كل]: فاعل لـ [عَلِمَ].

· ]وإنْ يَرَوْا كُلَّ آية لا يؤمنوا بها[ (الأنعام 6/25)

[كل]: مفعول به.

· ]فلا تميلوا كُلَّ الْمَيْل فتذروها كالمعلقة[ (النساء 4/129)

[كل]: مفعول مطلق. وضابطُ ذلك أن تكون [كلّ] مضافةً إلى المصدر كما ترى هاهنا. ونذكّر بأننا قلنا في تضاعيف البحث: [كل] لها حكم ما تضاف إليه، فلو وضع المضاف إليه موضعها لكان إعرابه هو إعرابَها. وتطبيقاً لذلك يكون إعرابها مفعولاً مطلقاً، لأن [الميل] مِن [لا تميلوا ميلاً] هو مفعول مطلق.

* * *



عودة | فهرس





--------------------------------------------------------------------------------

1- آل عمران 3/185

2- (الأنبياء 21/33). لولا الحذف لكان يقال:[كلُّ هؤلاء (أي: الشمس والقمر والنجوم) في فلكٍ يسبحون].

3- فهي: فاعل إن أضيفت إلى فاعل، نحو: [جاء كلُّ الناس = جاء الناسُ]، ومفعولٌ مطلق إن أضيفت إلى مفعول مطلق، نحو: [لا تُفْرِطْ كلَّ الإفراط = لا تفْرِطْ إفراطاً]، وظرفٌ إن أضيفت إلى ظرف، نحو: [سهرت كلَّ الليل = سهرت الليل] وهكذا ...

4- ذلك أن المضاف إليه بعد [كلّ] إذا كان محذوفاً فإنه يُقدَّر، فكأنه مذكور.

5- ففي التذكير والإفراد والتثنية والجمع: كلُّ طالبٍ يجتهد - كلُّ طالبين يجتهدان - كلُّ الطلاب يجتهدون

&nb
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 10:55 PM   #142
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كِلاَ وكِلْتَا(1)



اسمان لفظُهما مفرد، ومعناهما مثنّى(2). ولذلك يجوز مراعاة لفظهما أو معناهما، نحو: [كلا الطالبين مجتهدٌ، وكلا الطالبين مجتهدان].



الأحكام:

¨ يعربان على حسب موقعهما من العبارة: فاعلاً أو مفعولاً أو توكيداً(3) إلخ...

¨ يلزمان الإضافة أبداً إلى مثنّىً معرفةٍ، نحو: [نجح كلا الطالبَيْن، فهنّأت كليهما].

¨ إذا أُضيفتا إلى اسمٍ ظاهر، عوملتا معاملة الاسم المقصور، فقُدِّرت الحركات الثلاث على ألفهما، كما تقدَّر على ألف العصا والفتى، نحو: [سافر كلا الرجلين، فودّعت كلا الرجلين، ووثِقت بكلا الرجلين].

وإذا أُضيفتا إلى ضمير، عوملتا معاملة المثنى، فتُرفعان بالألف، وتُنصبان وتُجرّان بالياء، نحو: [عاد كلاهما، فاستقبلت كليهما، وسلّمت على كليهما].



فائدة: الأصل أنّ [كلا] للمذكّر و [كلتا] للمؤنث، ولكن قد تُستعمل [كلاهما] للمؤنث فيقال مثلاً: [نجحت الطالبتان كلاهما]. قال هشام بن معاوية:

يَمُتُّ بقُربى الزينبين كليهما إليكَ وقُربى خالدٍ وحبيبِ

وكان الأصل أن يؤنّث فيقول: [كلتيهما]. ولكنه أوقع المذكّر موقع المؤنث فقال: [كليهما]، وذلك جائز.

* * *

نموذج فصيح يقاس عليه

· ]كِلْتا الجَنَّتَينِ آتَتْ أُكُلَها[ (الكهف 18/33)

[كِلتا]: لفظها مفرد، ودليل ذلك أنها لا تثنى ولا تُجمع. فليس في اللغة [كليان أو كلوان]، ولا [كلتيان] ولا [كلتيات].

ثم هاهنا دليل آخر على أن لفظها مفرد، هو أن خبرها جاء بصيغة المفرد، فقيل: [آتَتْ]؛ ومن المقرر أن المفرد يُخبَر عنه بالمفرد، فلا يصحّ أن يقال مثلاً: [التلميذان قصيرٌ].

ثم لو رُوعِيَ معنى [كلتا] وهو مثنى، لقيل: [آتتا] وهو في العربية جائز غير معيب. لكنْ لمّا لم يُرَد معناها، بل أريد لفظها وهو مفرد، أُتِيَ بالخبر هنا مفرداً.

وتبقى في الآية مسألتان:

الأولى: أنّ [كلا و كلتا] يلزمان الإضافة أبداً إلى مثنى معرفة، وذلك متحقق في الآية، إذ أُضيفت [كِلتا] إلى كلمةِ [الجنّتين] وهي مثنى معرَّف بـ [ألـ].

والثانية: أنّ [كلتا] مبتدأ مرفوع بضمة مقدَّرة على الألف، وذلك أنّ [كلا وكلتا] إذا أُضيفتا إلى اسم عوملتا معاملة الاسم المقصور، فقُدِّرت العلامات الثلاث على ألفهما كما تقدّر على ألف [العصا والفتى] كما جاء في الآية. وأما إذا أُضيفتا إلى ضمير فإنهما تعاملان معاملة المثنى، فتُرفعان بالألف، وتُنصبان وتُجَرّان بالياء.



* * *



عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- قد نجتزئ خلال البحث، بالكلام على إحداهما، إيجازاً. إذ هما متساويتان في كل حُكْم، ماعدا أنّ [كِلا] للمذكّر، و [كِلتا] للمؤنث.

2- اعتدّوا لفظهما مفرداً، لأنّه لا يثنى ولا يُجمَع. فليس في اللغة مثلاً: [كِليان] أو [كِلوان]، ولا [كِلتيان]، ولا [كِلتيات]. وأما أنّ معناهما مثنى فلقولهم مثلاً: [درس خالدٌ وزهيرٌ فنجح كلاهما].

3- [كِلا]: في [جاء كلاهما] فاعل، وفي [رأيت كليهما] مفعول به، وفي [سافر المعلّمان كلاهما] توكيد، وفي [سلّمت على كليهما] اسم مجرور بـ [على] وهكذا...
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 10:56 PM   #143
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كَلاّ

لها معانٍ، منها:

¨ الزَّجْر: ومنه قوله تعالى: ]واتَّخَذوا من دون اللهِ آلهةً ليكونوا لهم عزّاً كلاّ سيكفُرون بعبادتهم[ (مريم (19/81-82)

¨ والنفي، بمعنى: [لا]، ومنه قول الشاعر (اللسان 11/597):

قريشٌ جهازُ الناس حيّاً ومَيِّتاً فمَن قال: كلاّ، فالمكذِّبُ أكذَبُ

¨ والاستفتاح، بمعنى: [أَلاَ]، ومنه قوله تعالى: ]اِقرأْ وربُّك الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم. كلاّ إنّ الإنسان ليطغى[ (العلق 96/3-6)

¨ وبمعنى: [حقّاً] ومنه قوله تعالى: ]كلاّ إنّ كتابَ الأبرار لَفِي عِلِّيِّين[

(المطففين 83/18)



حُكْم: إذا تَلَتْها [انّ] كانت همزتها مكسورة: [إنّ]، وقد تقدّم من أمثلة ذلك: [كلاّ إنّ الإنسان...] و[كلاّ إنّ كتابَ...].



* * *



عودة | فهرس
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 10:56 PM   #144
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كلَّما



أداة مؤلفة من [كلّ] و [ما]. وتُجمِع كتب الصناعة على أنّ [كلّ] منصوبة على الظرفية. وأمّا [ما] فمصدرية ظرفية. فالمعنى في قوله تعالى: ]كلَّما دخلَ عليها زكريّا المحراب وجد عندها رِزْقاً[ (آل عمران 3/37) هو: كلَّ وقتِ دخول:

[كلَّ]: ظرف زمان منصوب وهو مضاف، متعلق بالجواب المعنوي (1) الذي هو [وَجَدَ].

[ما]: مصدرية ظرفية. والمصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها في محل جرّ مضاف إليه(2).



حكم:

تدخل [كلّما] على الفعل الماضي، وتفيد التكرار، ولا بدّ لها من جواب.

* * *


عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- قلنا: [الجواب المعنوي]، كي لا يُظَنَّ أنّ المراد هو جواب شرط.

2- يقول بعض الناس في أيامنا هذه، مثلاً: [كلما درسَ فلانٌ كلما زادت فرصُ نجاحه]؛ وهو خطأ يسهل تصحيحه، بأنْ تُحذَف [كلما] الثانية.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 10:57 PM   #145
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[كَمْ] الاستفهاميّة(1)



اسمٌ غامض مبهم، مبنيٌّ على السكون، يُستفهم به عن العدد، نحو: [كم طالباً نجح؟]. وتفتقر دوماً إلى موضِّح(2) يُزيل إبهامها وغموضها، ولها حكمٌ واحد، وأمّا الموضِّح، الذي يُزيل إبهامها وغموضها فله أربعة أحكام.



أوّلاً: حكمُها:

لها الصدارة، فلا يتقدّم عليها إلاّ حرفُ جرّ أو مضافٌ، نحو: [بكم درهماً اشتريت الخاتَم؟] و [رأيَ كم خبيراً أخذت؟](3) .

ثانياً: أحكامُ الاسم الذي يوضِّحها:

لا يكون إلاّ نكرةً مفرداً منصوباً، كما جاء في الأمثلة الثلاثة آنفاً: [طالباً - درهماً - خبيراً] ويُعرَب تمييزاً.

ويجوز جرّه بـ [مِن]، إذا جُرَّتْ هي بحرف جرّ، نحو: [بكم مِنْ درهمٍ اشتريتَ الكتاب؟].

ويجوز فصله عنها نحو: [كم عندك كتاباً؟] و[كم اشتريتَ كتاباً؟](4).

ويجوزحذفه للعلم به (وحذفُ ما يُعلَم جائز)، نحو: [كم ... لبثتُم؟ = كم يوماً لبثتم؟].

تنبيه:

يقترن البدل بعدها بالهمزة، نحو: [كم كتاباً اشتريت؟ أخمسةً أم عشرة؟].



ملاحظة:

تجد نماذج استعمال [كم] الاستفهامية مع نماذج [كم] الخبرية. وإنما فعلنا ذلك ليكون التقابل والتلاقي والتباين، أعون على الجلاء والوضوح.



* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- إعراب [كم] الاستفهامية و [كم] الخبرية سواء. ويَسهُلُ إعرابهما، إذا تغافل المرء عنهما، وجعل إعرابهما هو إعراب الاسم الذي بعدهما؛

ففي نحو: [كم ساعةً انتظرتَ ؟] و [كم ساعةٍ انتظرتَ !!] يُتغافَل عن [كم] فيبقى [ساعةً انتظرت]، فتُعرب [كم] إعراب [ساعةً] أي: ظرف زمان.

وفي: [كم كتاباً قرأتَ ؟] و [كم كتابٍ قرأتَ !!] يُتغافَل عنهما فيبقى [كتاباً قرأت]، فتُعرب [كم] إعراب [كتاباً] أي: مفعولاً به. وهكذا...

2- تسمّيه كتبُ الصناعة: (المميِّز)، وهي نسبة تلتبس بكلمة (التمييز) فتُنشئ تشويشاً، وقد استعملنا مكانها كلمةَ: (الموضِّح) لصحّتها ولما تنفيه من اللبس والتشويش.

3- تقدُّمُ حرف الجرّ والمضاف عليها، لا ينافي تصديرَها، لأنّ كلاًّ من الجارّ والمجرور معاً، والمضاف والمضاف إليه معاً، كالكلمة الواحدة.

4- [كم]: في العبارة هي المفعول به. و [كتاباً]: تمييز .
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 10:58 PM   #146
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[كَمْ] الخبريّة(1)



اسمٌ غامض مبهم، مبنيٌّ على السكون، يُكنى به عن التكثير نحو: [كم مِنْ كتابٍ عندك !!]، و[كم كتابٍ عندك !!] وتفتقر دوماً إلى موضِّح(2) يُزيل إبهامها وغموضها، ولها حُكْمٌ واحد، وأما الموضِّح الذي يُزيل إبهامها وغموضها فله ثلاثةُ أحكام.



¨ أوّلاً: حُكمها:

لها الصدارة، فلا يتقدَّم عليها إلاّ حرفُ جرٍّ أو مضافٌ، نحو: [إلى كم بلدٍ سافرت !!] و[قراءةَ كم كتابٍ أَتممت !!].



¨ ثانياً: أحكامُ موضِّحها:

لا يكون إلاّ مجروراً بـ [مِن]، ظاهرةً أو مقدَّرة، سواء أَفَصَلَ فاصلٌ بينهما أم لم يفصل. فظهورُها نحو: [كم مِنْ كتابٍ قرأتُ !!]، وتقديرُها نحو: [كم كتابٍ قرأتُ !!]. (أي: كم من كتاب قرأتُ!!)

يجوز إفرادُه ويجوز جمعه، نحو: [كم كتابٍ عندك !!] و [كم كتبٍ عندك!!]. وهو واجبُ التنكير في كل حال.

يجوز حذفُه للعِلمِ به، نحو: [كم ذكرناك وأنت غائب !! = كم مرّةٍ ذكرناك وأنت غائب!!].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كم] استفهاميةً وخبريّة(3)

· قال القطاميّ (الديوان - ليدن - عام 1902 - صفحة / 6):

كم نالني منهمُ فضلٌ على عدمٍ إذ لا أكاد من الإقتار أَحتملُ

[كم]: في البيت خبرية، تفيد التكثير. أي: كم مرةٍ نالني منهم المعروف!!. و[فضلٌ: فاعلُ نالني]، وأما الموضِّح: [مرةٍ] فمحذوف، وحذفه فاشٍ في التنْزيل العزيز وفي الشعر والنثر. وسيأتيك منه نماذج، عن قريب.

· قال الفرزدق، يهجو جريراً:

كم عَمَّةٍ لكَ يا جريرُ وخالةٍ فَدْعاءَ، قد حلَبَتْ عليَّ عِشاري

(فدعاء: في رسغها اعوجاج من كثرة الحَلْب. العِشار: جمع عُشَراء، وهي الناقة التي مضى على حملها عشرة أشهر. يريد أنّ عمات جرير وخالاته يحلبن نياقَ الشاعر لهوانهنّ).

[كم عمّةٍ لك]: كم، في البيت خبرية، تفيد التكثير. والشاعر يريد أنّ كثيراً منهنّ قد حلبن نياقه. و[عمّة] موضِّح [كم] مجرورٌ بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم عمةٍ = كم مِنْ عمةٍ]. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت مفرد.

ومثله في الإفراد قول الشاعر (شرح الأشموني 2/384):

وكم ليلةٍ قد بِتُّها غيرَ آثِمٍ .........................

[كم ليلةٍ]: كم خبرية، موضِّحُها [ليلةٍ]، مجرور بـ [مِنْ] مقدَّرة: [كم ليلةٍ = كم مِن ليلةٍ]. وقد قلنا آنفاً: إذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحُها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت مفرد.

· قال الشاعر (شرح الأشموني 2/384):

كم ملوكٍ بادَ مُلْكُهمُ ونعيم سُوْقةٍ بادُوا

(بادَ: هلك. سوقة: جمع سوقيّ، وهم دون الملك).

[كم ملوكٍ]: كم، خبريّة تفيد التكثير، أراد أن كثيراً منهم كذلك. و[ملوكٍ] موضِّح [كم] مجرورٌ بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم ملوكٍ = كم مِنْ ملوكٍ]. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت جمع.

· ]وكم مِنْ مَلَكٍ في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً[ (النجم53/26)

[كم مِنْ ملكٍ]: كم، خبريّة تفيد التكثير، و[ملكٍ] موضِّح، [كم] مجرور بـ [مِنْ] ظاهرة. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في الآية مفرد. ومثل هذا طِبقاً قولُه تعالى: ]وكم مِن قريةٍ أهلكناها[ (الأعراف 7/4) فـ [كم] خبرية، و[قريةٍ] موضِّحها. وهو مفرد مجرور بـ [مِنْ] ظاهرة.

· قال الشاعر (معاهد التنصيص 1/148):

كم عالمٍ لم يَلِجْ بالقَرع بابَ مُنىً وجاهلٍ قبلَ قرع الباب قد وَلَجا

[كم عالمٍ]: كم، في البيت خبرية، تفيد التكثير، أراد أن كثيراً من العلماء كذلك. و[عالمٍ] موضِّح [كم] مجرور بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم عالمٍ = كم مِنْ عالمٍ]. ومثل ذلك مبنىً ومعنىً قول الآخَر:

كم عالمٍ عالمٍ أَعْيَتْ مذاهبُهُ وجاهلٍ جاهلٍ تلقاه مرزوقا

· ]كم تركوا مِنْ جَنّاتٍ وعُيون[ (الدخان 44/25)

[كم]: خبرية تفيد التكثير؛ موضِّحها [جنّات] مجرور بـ [مِن] ظاهرة. ويُلاحَظ الفصلُ بينها وبين موضِّحها بجملة هي: [تركوا]، وذلك جائز.

· قال المتنبي (الديوان 4/143):

إلى كم تَرُدّ الرسْلَ عمّا أتَوا بهِ كأنّهمُ فيما وَهَبْتَ مَلامُ

(يريد أن سيف الدولة يردّ رُسُلَ ملك الروم الذين يأتون في طَلَب الهدنة، كما يردّ مَن يلومونه على سخائه وكرمه).

[إلى كم]: الذي نريده من هذا البيت شيئان:

الأول: إيراد نموذج فصيحٍ، فيه إدخال حرف الجرّ على [كم]. وذلك أنّ [كم] لها الصدارة - سواء أكانت استفهاميةً أم خبرية - فلا يتقدّم عليها إلاّ حرف جرٍّ (فتكون في محلّ جرٍّ به)، أو مضافٌ (فتكون في محلّ جرٍّ مضاف إليه).

والثاني: إظهار القارئ على أنّ موضِّح [كم] محذوف، ويأتي ذلك كثيراً في الكلام: شعراً ونثراً. وقد نوّه بذلك مجمع اللغة العربية بالقاهرة، (في دورته /51 لعام 1985) وأوصى بإذاعته في الأمة، وذلك قوله: [لمّا كان جمهرة النحاة لا يُصرّحون بجواز الحذف في كلا الاستعمالين (أي: استعمال كم الاستفهامية والخبرية)، وكانت كتب القواعد التعليمية تُغفل ذلك؛ ترى اللجنة ضرورة النصّ على ذلك تعويلاً على المأثور في الفصيح، وعلى ما ذكره بعض النحاة ...](4).

· ]قال كم لبثتَ قال لبثتُ يوماً أو بعضَ يوم[ (البقرة 2/259)

[كم لبثتَ؟]: [كم] في الآية استفهامية. وفيها شاهد على حذف موضِّح [كم]. إذ لولا الحذف لقيل: [قال كم يوماً لبثتَ؟].

· قال معن بن أوس (مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق60/388):

وكم علّمتُهُ نظْمَ القوافي فلمّا قال قافيةً هجاني

[كم علّمتُه]: [كم] في البيت خبرية تفيد التكثير؛ وقد حُذِف موضِّحُها، ولو لم يُحذَف، وأعان الوزن على ذكره، لقال الشاعر: [كم مرّةٍ علّمته نظم القوافي!!].

· قال جعفر بن عُلْبة الحارثيّ (شرح ديوان الحماسة 1/47):

ولم نَدْرِ إنْ جِضْنا من الموت جَيْضَةً كم العمرُ باقٍ والمدى متطاوِلُ

(جاض عن عدوّه: عَدَلَ وانحرف)

[كم]: هي الاستفهامية، موضِّحها منصوب محذوف، ولو ذُكِر لقيل: [كم يوماً العمرُ باقٍ؟]. و[العمرُ]: مبتدأ، والخبر [باقٍ]: اسم منقوص مرفوع والأصل: [باقي] ثم حُذِفت الياء تخفيفاً.

· قال الجاحظ (البيان والتبيين 3/89):

[انظرْ - أبقاك اللهُ - في كم فنٍّ تصرَّف فيه ذكرُ العصا من أبواب المنافع والمرافق!! وفي كم وجهٍ صرّفته الشعراءُ وضُرِب به المثل!!].

[في كم فنٍّ] ومثله طِبقاً: [في كم وجهٍ]: هاهنا مسألتان:

الأولى: أنّ [كم] لها الصدارة، فلا يتقدّم عليها إلاّ حرف جرّ، أو مضاف. وفي العبارتين تقدّم عليها حرف الجرّ [في].

والثانية: مجيء الموضِّح بعدها مجروراً على المنهاج. وإنما يُجَرّ موضِّحها بـ [مِنْ] ظاهرةً أو مقدّرة. أي: [كم مِنْ فنٍّ وكم من وجهٍ]، وقد جُرّ بها مقدّرةً في الموضعين.

· قال عليّ-كرّم اللهُ وجهه-في ذمّ الدنيا (نهج البلاغة - د. الصالح /165):

[كم من واثقٍ بها قد فَجَعَتْه، وذي طمأنينة إليها قد صرعتْه].

[كم]: خبرية، موضِّحها مجرور بـ [مِن] ظاهرة. ولو حُذِفت [مِنْ] فقيل: [كم واثقٍ بها قد فجعته] لَجاز. وذلك أن موضِّحها يجوز أنْ يُجَرّ بـ [مِنْ] ظاهرة، أو مقدّرة. وقد جُرَّ بها مقدّرةً هاهنا في الموضعين.

· قال مُحَلِّم بن فراس يرثي (البيان والتبيين 2/272):

كم فيهمُ لو تملَّينا حياتَهمُ مِن فارسٍ يومَ رَوْعِ الحيِّ مِقدامِ

[كم من فارسٍ]: [كم]، خبرية يُقصد بها التكثير، وقد جُرَّ موضِّحُها وهو [فارس]، بـ [مِنْ] ظاهرة، على المنهاج.

* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- ذكرنا في حاشية [كم] الاستفهامية، أن إعرابها وإعراب [كم] الخبرية سواء. فمن شاء رجع إلى إعراب [كم] الاستفهامية، في حاشيةِ بحثها.

2- موضِّحها (مميِّزها) في المثالين هو كلمة [كتابٍ] المجرورة.

3- خلطنا نماذج [كم] الاستفهامية والخبرية، ليكون التقابل والتلاقي والتباين، أعون على الجلاء والوضوح.

4- مجلّة مجمع اللغة العربية بدمشق 60/386، 387.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 10:59 PM   #147
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كَمَا

أداة مؤلفة من كلمتين هما: كاف التشبيه(1)، و[ما] المصدرية. وتختصّ بالدخول على الجمل اسميةً وفعليةً، نحو: [اُدرسْ كما درس خالد] و[أنت مجتهد كما خالدٌ مجتهد].



* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كما]

· قال زياد الأعجم:

فإن الحُمْر مِن شرِّ المطايا كما الحبِطاتُ شَرُّ بني تميمِ

(الحبطات: هم بنو الحارث بن عمرو بن تميم).

[الحبطاتُ] مبتدأ، و[شرُّ] خبره. وقد دخلت [كما] على جملة اسمية.

· وقال نهشل بن حرِّي، يرثي أخاه:

أخٌ ماجدٌ لم يَخْزُني يوم مشهدٍ كما سيفُ عمرولم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ

(عمرو: هو عمرو بن معديكرب، واسم سيفه: الصمصامة).

[سيفُ] مبتدأ، وجملة [لم تخنه...] خبره. وقد دخلت [كما] على جملة اسمية.

· ]فاصبِرْ كما صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِن الرُّسُل[ (الأحقاف 46/35)

[صبر أولو...] جملة مؤلفة من فعل ماضٍ وفاعل، دخلت عليها [كما]، وذلك من دخولها على الجمل الفعلية.

· ]فإنَّهُم يألَمُونَ كما تألَمُون[ (النساء 4/104)

[تألمون] جملة مؤلفة من فعلٍ مضارع وفاعلٍ هو واو الضمير. دخلت عليها [كما]، وذلك من دخولها على الجمل الفعلية.

· ومن أمثالهم السائرة: [كما تَدين تُدان] (مجمع الأمثال 2/155)

وفيه دخول [كما] على جملة فعلية.



* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- انظر: [الكاف] في قسم الأدوات.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:00 PM   #148
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كي



كي: حرف مصدري ينصب الفعل المضارع ويخلّصه للمستقبل نحو: [سافرت كي أستجمّ]. وقد تقترن به اللام الجارّة فيقال: [سافرت لكي أستجمّ](1).

* * *


عودة | فهرس





--------------------------------------------------------------------------------

1- إذا اقترنت به اللام كان المصدر المؤوّل من [كي والفعل المنصوب بعدها] في محل جر باللام: [سافرت لكي أستجمّ = سافرت للاستجمام]. وإذا لم تقترن به كان المصدرُ المؤوّل في محل نصب على نزع الخافض.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:01 PM   #149
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كَيْفَ

لها وجهان:

الأوّل: اسم استفهام مبني على الفتح. لها صدْر الجملة، ويُستَفهَم بها عن حالة الشيء، نحو: [كيفَ أنت؟ وكيف ذهبت؟] أي: على أيّ حالة أنت؟ وعلى أيّ حالة ذهبت؟

وتكون:

خبراً: إن كان ما بعدها محتاجاً إليها نحو: [كيف أنت، وكيف كنت؟].

وحالاً: إن كان مُستغنياً عنها نحو: [كيف سافر سعيدٌ؟].

ومفعولاً به ثانياً مقدَّماً لـ [ظَنَّ وأخواتها]: نحو: [كيف تظنّ زهيراً، وكيف تحسَبه؟].

الثاني: أداة شرْط غير جازمة سواء اتصلت بها [ما] أو لم تتصل نحو: [كيف تجلسُ أجلسُ، وكيفما تقومُ أقومُ](1)، ولا بدّ من أن يكون الفعلان بعدهما متفقَين لفظاً ومعنى.

فائدة: مِن التراكيب الفصيحة قولُهم مثلاً: [كيف بِكَ يومَ الرَّوع؟](2).



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- يختلف النحاة فيها سواء اتصلت بها [ما] أو لم تتصل، أهي شرطية جازمة ؟ أم مهملة لا تجزم ؟ وإذ لم يكن للقائلين بالجزم بهما شاهد، فقد آثرنا مذهب مهمليهما.

2- الباء في التركيب زائدة، والمعنى: كيف أنت يومَ الرَّوع؟
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:01 PM   #150
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

اللام



حرفٌ كثير المعاني، ذكر لها بعض النحاة نحواً من أربعين معنى. ولها أقسام هي:

1- الجارّة: وأشهر معانيها:

الاختصاص، نحو: [الجنة للمؤمنين]. وقيل: هو أصل معانيها.

التقوية: وتزاد بعد المشتق تقويةً له، نحو: ]وَمَا رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيد] (1) والأصل: [وما ربّك بظلامٍ العبيدَ]. كما تزاد أيضاً على المفعول به، إذا تقدم على فعله، نحو: ]هُم لِرَبِّهِم يَرْهَبون] (2)، والأصل قبل التقديم: [هم يرهبون ربَّهم].

التعليل: نحو: [حزنت لفراق زهير].

انتهاء الغاية: نحو: ]كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمَّى] (3)

الاستغاثة: نحو: [يا لَلَّهِ].

التعجب: [لِلّهِ دَرُّك].

الصيرورة: نحو:

لِدُوا لِلموت وابْنوا لِلخرابِ فكُلُّكُمُ يصير إلى ذهابِ

الظرفية: نحو: [كان ذلك لسبعٍ خَلَوْنَ مِن شهر شعبان]. أي عند ...

التبليغ: نحو: [قلت له، أذنت له، فسّرت له، ذكرت له، إلخ...].

2- لام الجحود: تختصّ بالنفي، وينتصب الفعل المضارع بعدها. وتقع بعد [ما كان ولم يكن] نحو: ]وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم[ (الأنفال 8/33) و]لم يكن الله ليغفرَ لهم[ (النساء 4/137)

3- لام التعليل: وينتصب الفعل المضارع بعدها نحو: [أدرسُ لأنجحَ] (انظر بحث نصب الفعل المضارع).

4- الجازمة(4): وتجزم الفعل المضارع نحو: [لِيَحمِلْ كلُّ عاملٍ تَبِعَةَ عملِه] (انظر جزم الفعل المضارع).

5- الزائدة(5): وتفيد التوكيد نحو: ]يَدعو لَمَنْ ضَرُّهُ أقربُ مِن نفعه[ (أي: يدعو مَن).

6- لام الابتداء: وتفيد التوكيد، وتدخل على المبتدأ وما حلّ محلّه، نحو: [لأنت أقوى من خالد، لأن تدرسَ خيرٌ لك]، وعلى الماضي الجامد: [لبئس ما فعلت]. وإذا دخلت [إنّ] على المبتدأ المقترن بلام الابتداء، زُحلِقت فأُخِّرَت. ويسمونها عند ذلك [اللام المزحلقة](6).

7- الفارقة(7): وتأتي وجوباً بعد [إِنْ] المخفَّفة مِن [إنّ] نحو: [إِنْ نظنُّ زيداً لَمِن المسافرين].

8- الرابطة لجواب [لو] و[لولا] و[القسَم]، نحو: [لو زارنا لأكرمناه - لولا وطْأة العمل لسافرت - والله لَتذهبَنَّ].

9- الموطّئة: وهي التي تقترن بـ [إنْ]، مؤذِنةً بمجيء جواب القسم بعدها نحو: ]لئن شكرتم لأَزيدَنَّكم] (8) (إبراهيم 14/7)

10- لام البعد: نحو: ]ذلك الكتاب[ (البقرة 2/2)



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- فُصّلت 41/46

2- الأعراف 7/154

3- الرعد 13/2

4- يسمّونها أيضاً: (لام الأمر).

5- بين النحاة اختلافٌ في زيادتها قياساً، حتى لقد اختلفوا في كونها زائدة في الآيةيدعو لَمَن ...

6- بيان حقيقة هذه الزحلقة: أنّ [إنّ] ولام الابتداء لا تلتقيان، فلا يقال مثلاً: [إنّ لَخالداً مسافر]، فإذا التقتا زُحلِقت اللام فأُخِّرَت فقيل: [إنّ خالداً لمسافر]. وعلى هذا يصحّ أن يقال: [اللام المزحلقة هي أصلاً لام الابتداء]. انظر [إنّ] في قسم الأدوات.

7- انظر: [إنّ] في قسم الأدوات.

8- اللام المقترنة بـ [إنْ الشرطية] هي الموطِّئة، واللام المقترنة بجواب القسم: [أزيدنَّكم] هي الرابطة للجواب.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .