الفوضى المشتهاه .

[علي أبو صررة]

سؤال قد يحمله كل متابع لشؤون العالم العربي و الإسلامي . ما سر هذه الفوضى التي تعصف بأرجائه . صراع بين الأقباط و المسلمين بعد أن قام أحدهم بقتل ستة أقباط بعد احتفالهم بأعياد الميلاد . الشيخ يوسف القرضاوي يرى أن احتفال المسلمين مع اخوانهم المسيحيين بشجرة الميلاد كفر متناسيا ً تاريخا ً طويلا ً من التعايش و التسامح ، ثم يأتي الشيخ محمد العريضي من الرياض ليقول أن الشيخ السيستاني القابع في النجف مجوس و عميل لإيران ، ثم حريق في كنيس يهودي في جزيرة كريت باليونان . و في ماليزيا الدولة التي حققت استقرارا ً و نموا ً اقتصاديا ً بارزين تشتعل الفتنة بين الغالبية المسلمة من طائفة المالاي و الإقليمية الصينية و الهندية و التي تنتمي إلى عدد من الديانات منها المسيحية و الهندوسية و البوذية . ثم يأتي مجرم من نيجيريا ليفجر طائرة عليها أناس أبرياء بدل ان يهتم بتحرير بلاده من الفساد و الطبقة الحاكمة المجرمة.
و في باكستان نزيف لا يتوقف . و في العراق دكتاروية لامثيل لها في ظل صخب ديمقراطي مخادع و محافظاته تجري من تحتها الدماء . و أخيرا ً ما جرى في تونس من حرق بمكتبته يديرها أحد الفرنسيين 73 عاما ًمؤسسه عام 1926 و احتراق سبعة عشر ألف كتاب تحفظ الأدب و الشعر العربي و الفلسطيني خاصة المنبثق من حياة فلسطينيي عام 1948 . و فرنسا تقوم بإبعاد إمام دأب على الدعوة للحرب و الإرهاب ضد الدول الغربية .
يستطيع المرء أن يسرد أحداثا ً مشابهة و هي كثيرة فالمرأ لا يستطيع أن ينسى ما يحدث في الصومال و اليمن و القسمة بين السنة و الحوثيين بل بين الحوثيين أنفسهم من مذاهب و طوائف . و لا يستطيع أن ينسى ماذا يجري بين فتح و حماس في ضفة فتح الغربية و قطاع غزة الحمساوي من اعتقالات و تعذيب .
صديق متابع لما يجري في المنطقة قال لي . لماذا كل هذا الهجيان ضدما تفعله إسرائيل في فلسطين .انظر ماذا فعل اليمنيون في بلدهم و أبناء جلدتهم . انظر ماذا يفعل الصوماليون ببلدهم .انظر إلى الفقراء الذين يعيشون في ظل أنظمة لها علم وصوت في الأمم المتحدة و تمارس القهر على شعوبها موفرة أرضية خصبة لهؤلاء الإرهابيين الذين لا يقومون بمواجهة حكوماتهم الفاسدة بل يصدرون إرهابهم إلى أمريكا و أوروبا .
لماذا لا يهتم الإرهابيون بإصلاح بلدانهم من الفساد و القمع و الدكتاتورية و يقومون ببطولات تخجل منها الأديان عندما يستهدفون الطائرات و القطارات و المدنيين . أسئلة لا بد أن تواجه بموقف هادئ و عالمي تجاه المستفيدين من هذه الفوضى المشتهاه حتى يعرف المتابع المستفيد من هذه الفوضى في المفاهيم و في الممارسات .