العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 22-03-2009, 03:19 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


الضوء Light

إن الطاقة الضرورية لإدامة الحياة على الأرض تشتق من ضوء الشمس بصورة مباشرة بواسطة النباتات الخضراء، أو بصورة غير مباشرة بواسطة الكائنات الأخرى التي تقوم ـ ما عدا البكتيريا ـ بالبناء الكيميائي معتمدة كلياً على المركبات العضوية المصنعة بواسطة النباتات الخضراء. فالكلوروفيل من خلال قابليته على امتصاص الطاقة المشَعَة من الشمس وتحويلها الى طاقة كيميائية تحتوي على جزيئات سكرية بسيطة يجهز الاتصال الأساسي للربط بين كل الكائنات الحية والطاقة الشمسية. ( الطفيليات والحيوانات العاشبة والإنسان تقتات على النباتات، والإنسان والحيوانات آكلة اللحوم تقتات على الحيوانات آكلة النباتات، وهكذا لتستمر الحياة) باختصار شديد جدا.

أي نوع من الضوء يحتاجه النبات؟

تشكل الموجات الواقعة بين (400ـ 750) مليمايكرون حوالي 40ـ60% من الضوء الشمسي المار من خلال الغلاف الجوي للكرة الأرضية، والذي يستفيد منه النبات بتحويله الى حبيبات صبغية خاصة (الكلوروفيل، الكروتين، الفلافين الخ). والنسبة السابقة لها علاقة بموضوع إن كان الجو صحوا أو غائما، أو أن النبات يقع مباشرة تحت أشعة الشمس (كما في المحاصيل الحقلية، قمح، ذرة الخ) أو أنه يستظل بموانع تحول دون وصول أشعة الشمس (نباتات الظلل الخشبية والنباتات التي تنمو تحت أشجار الغابات أو داخل المنازل).

الأهمية النسبية لنوعية الضوء

يشتكي أصحاب الحدائق وربما أصحاب البساتين وأحيانا المستهلكين، بأن ألوان الفواكه أو الخضراوات أو الزهور، ليست كما يرام. فقد تكون ألوان ثمار الطماطم فاتحة، أو يفقد العنب (الحلواني أو الكمالي) لونه البنفسجي المحمر المعروف فيه، أو تعاني ثمار الليمون من أن تكون مرغوبة بلونها الأصفر المعروف للمستهلكين الخ.

عندما نمرر الضوء الشمسي من خلال منشور زجاجي فإنه ينتشر الى عدة ألوان ذات أطوال موجية مختلفة وكما يأتي: اللون الأحمر موجاته (626ـ 750مليمايكرون)، البرتقالي (495ـ 574)، الأصفر (574ـ595)، الأخضر (490ـ574)، الأزرق (435ـ490)، البنفسجي (400ـ435)*1

اختفاء اللون المرغوب في الثمرة أو الورقة أو الزهرة، سيكون متأثرا بعدم توفر الموجات الضوئية، إضافة الى تأثير النقص في أحد العناصر الغذائية. فقد يكون اختفاء لون العنب أو التفاح آت من نقص (المغنيسيوم) وليس الضوء، أو أن يكون اللون الأصفر على أوراق العنب آت من نقص النيتروجين إذا كانت كل الورقة شاحبة، وإن كانت عروق الورقة صفراء فإنه دلالة على نقص الحديد. فعلى الهواة من أصحاب الحدائق أن يستعينوا بالمختصين لتحديد العامل ومعرفة إن كان الضوء هو المسبب أم أن هناك عاملا آخر.

العوامل المؤثرة على الاستفادة من الضوء

لو عدنا لمثال تمرير الضوء الشمسي في المنشور، لرأينا أن هناك عوامل عديدة قد تحول دون وصول الضوء الى النبات، فالنوافذ الزجاجية تجعل الضوء ينحرف، كما أن الأسطح المائية ومدى تلوثها تعيق من وصول الضوء، فإن كان الماء صافيا 100% فإن الاستفادة من الضوء ستكون 50% فقط. وفي مياه البحار يستطيع الضوء أن يصل لأعماق حوالي 850 مترا، ثم يتلاشى.

انطلاق الدخان والغاز وذرات الغبار يشتت من مسار الضوء، فلذلك تراجعنا بعض ربات البيوت من أن النباتات التي يزرعنها في بعض المطابخ تعاني من اختلال في النمو.

نطمئن الهواة والمهتمين، أن 20% من كمية الضوء كافية لأن يستفيد النبات منها للبقاء حيا، و 20% أخرى هي لتخزين الكربوهيدرات في الخشب، فإن رأت ربة البيت أن سيقان النباتات ضعيفة ولا تقوى على الوقوف مستقيمة، فإن هناك خللا في الاستفادة من الضوء، بإمكانها معالجته بتغيير مكان النبات، أو تعريضه لمكان مضيء لعدة أيام.

نباتات الضوء ونباتات الظل

يمكن تقسيم النباتات بيئيا طبقا لاحتياجاتها النسبية من ضوء الشمس الى قسمين: نباتات الضوء (Hellophyles) أي تلك التي تنمو بشكل جيد في ضوء الشمس، وتعاني من بعض الخلل عندما يقل ذلك الضوء (كظهور رؤوس البصل ذات عدة أقسام) عندما يقل الضوء. ونباتات تجود في الظل (Sciophytes)، مثل معظم نباتات الزينة الداخلية، أو نباتات الحدائق المائية، وتعاني معاناة شديدة إذا تعرضت لضوء شديد.

هناك حالات غامضة، لا يزال العلم في حيرة منها، ففي الحنطة (القمح) إذا تعرض لضوء ساطع فإن الحموضة للعصير الخلوي ستقل، مع إزاحة الحديد من مجال الاستفادة المتيسرة في النمو. كما أن شدة الضوء ستزيد من كمية الماء المفقود بعملية (النتح).

الاستفادة من ظاهرة المجتمعات النباتية

إذا تكونت لدى أصحاب الحدائق، ثقافةً كافية عن الضوء، يستطيعون زراعة عدة أنواع من النباتات بالقرب من بعضها البعض مستفيدين من قابلية كل نبات. فنباتات مثل الخوخ والبلوط الأحمر والزيزفون هي نباتات ظل اختيارية، في حين تكون نباتات الصنوبريات والتيوليب نباتات ضوء إجبارية (وقد نمر على كل صنف من أصناف نباتات الحدائق ووضع إشارة بجانبه حسب احتياجه للضوء).


هوامش
*1ـ النباتات وبيئتها/آر. إف. دبنماير/ ترجمة: يحيى داوود المشهداني/ جامعة الموصل 1987 صفحة 270.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-04-2009, 04:51 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحرارة

تشكي بعض ربات البيوت، من أن أطراف أوراق بعض نباتاتها الداخلية تحترق. ويشكو بعض المزارعين أن أشجار التفاح عنده لم تزهر هذا العام. ويشكو بعضهم أن شجرة (الجوافة) في حديقته قد ماتت.

ويتباهى بعض أصحاب الحدائق والبساتين، أنه أحضر صنفا من (المشمش) من اليونان، كما يخدع بعض أصحاب المشاتل المشترين بأن يتركوا (علامة Label) على شتلاته المستوردة أنها من فرنسا!

والحقيقة، أنه كما أن هناك نباتات خاصة في المناطق القطبية المتجمدة، فإن هناك نباتات خاصة بالمناطق الصحراوية. والمختص النشط والذي يمكن اعتبار نصيحته صادقة وفي مكانها، هو من كان يعلم على وجه التحديد علاقة الحرارة بالنمو.

ما هي الحرارة؟

الحرارة شكل من أشكال الطاقة الحركية والتي يمكن أن تتحول الى أنواع أخرى من الطاقة أو تنتقل من الأجسام الدافئة نسبيا الى الأجسام الباردة. هذا النقل للحرارة المستمر يكون من خلال ثلاثة أسس: الإشعاع، والحمل، والتوصيل.

وينتقل الإشعاع الحراري(Radiation) المنبعث من الشمس عند سطح التربة بواسطة الاصطدامات المتكررة للجزيئات التي تحتها من دقائق التربة بطريقة التوصيل (Conduction) *1

هناك ظاهرة لها علاقة بموضوعنا، وهي أنه معروف أن الماء الساخن يكون في أعلى الوعاء لقلة كثافته. وكذلك الهواء الساخن فمداخن المصانع يرتفع الغاز الحار المنبعث منها عاليا. لكن يستغرب البعض أن حرارة الجو للمسافر في الطائرة على ارتفاع 30 ألف قدم، تكون حوالي 40 ْم تحت الصفر، وأن أغوار الأردن والمناطق الساحلية أدفأ من المناطق الجبلية، وهذا مخالف للقاعدة السابقة!

إن انعكاسات الحرارة تكون في المناطق الواطئة وعند سفوح الجبال الدنيا أعلى منها في قمم الجبال، وكذلك فإن تلك الانعكاسات تنعدم في طبقات الجو العليا.

ماذا يهمنا من الموضوع هنا؟

لنعد الى موضوع النباتات المستوردة، والتي تجود في بلاد منشأها الأصلي، مثل أصناف التفاح (جولدن دلشص وستاركنغ وماكنتوش) وبعض أصناف الكرز التي يزرعها أصحاب الحدائق في حدائقهم ولا تعطي ثمرا.

هناك مصطلحان يعنيان بهذا الشأن، سنحاول تبسيطهما بقدر الإمكان ليكون الأمر مفهوما (ثقافيا) لأصحاب الحدائق:

الارتباع Vernalization: ظهر هذا المصطلح عام 1920، وهو اشتقاق لاتيني من أصل روسي Jarovization والذي اصطلحه العالم الروسي Lysenko وترجمته الإنجليزية Springization *2ويعني بالعربية أن الأصناف الشتوية تتحول الى الأصناف الربيعية والصيفية، بواسطة (التبريد)، وهذه الطريقة اعتمدها منتجو أصناف الأزهار والثمار بشكل واسع وانتقل عالميا.

ففي حين كنا نرى قبل عقدين أو ثلاثة أصنافا محدودة من الخضراوات والفواكه والزهور، حولنا ومن ناتج المنطقة التي نعيش فيها، فتظهر بموسم قصير قد يستمر أسبوعا أو شهرا أو أكثر قليلا، أصبحنا نرى أنواعا تدوم طيلة العام فهذا فيتنامي وهذا من تشيلي وهذا من روسيا، وكلها تُزرع محليا في معظم الأحيان، وهذا سيجعلنا نتعرف على المصطلح الثاني:

متطلبات البرودة Chilling Requirements

وهذا المصطلح يعني، درجات البرودة اللازمة لكسر فترة السكون، وهي تُحسب عادة لكل درجة حرارة دون ال 7 درجات مئوية، ويضع المختصون خرائط لبلدانهم، يعلقونها في مكاتبهم تبين كل منطقة وكل مدينة وكل إقليم وعدد ساعات البرد المارة في تلك المنطقة، ويعلمون في نفس الوقت كل صنف من أصناف الفواكه، واحتياجه لساعات البرد، فأصناف التفاح التي ذكرناها مثلا تحتاج الى أكثر من 1300 ساعة برد، في حين تكون مناطق مثل الأغوار الجنوبية في الأردن أو البصرة في العراق، لا تتعرض إلا لحوالي 200 ساعة برد، فلا تزرع فيها تلك الأصناف من التفاح. وتجد مناطق مثل السودان وجنوب مصر مثلا، لا يمر بها ساعات برد نهائيا. وقد يسأل سائل: أن هناك بعض الأصناف المحلية من التفاح تعيش في مناطق دافئة، فهذا صحيح كأصناف (العجمي والشرابي وأحمر مايس) تلك الأصناف ذات الثمرة الصغيرة الحلوة.

أثر الحرارة الزائدة على نباتات الحدائق

قبل كل شيء، علينا أن نعرف أن حرارة (النسغ الصاعد) (أي العصارة المتجهة من الجذور الى جسم النبات تكون أدنى بكثير من درجة حرارة الجو المحيط بالنبات، فلذلك يحس من يقطف ثمرة عن أمها أنها أبرد في الصيف من الثمرة المقطوفة مسبقا. فإن كانت درجة حرارة المحيط هي 30 ْم فإنها في العصارة الداخلية تكون 15 ْم، ويتحكم هذا الاختلاف برفع العصارة من الجذر الى جسم النبات، كما يؤثر ذلك بعمليات (النتح).

إذا ارتفعت درجات الحرارة عن المعدل الملائم للنبات، فإن خللا سيتم بانعدام التوازن بين التنفس والتركيب الضوئي، ويمكن أن يؤدي الى قتل (البروتوبلازم). وبإمكاننا القول: أن العمليات تصبح ضعيفة عند درجة حرارة 42 مئوي، وتصبح قاتلة عند 50ـ60 مئوي.

وحتى لا ندخل أصحاب الحدائق بمتاهة، سنذكر لأولئك الذين يزرعون الزيتون بحدائقهم، وهي أن أفضل درجات عقد الزهور هي بين (23ـ 28) درجة مئوية. ويراجعنا الكثير من مزارعي الزيتون في أن نسبة العقد كانت ضعيفة جدا، والسبب في ذلك هو أن شرق المتوسط والتي تعقد معظم أزهار الزيتون فيه بين (15/4 و 15/5) من كل سنة، وقد تتعرض المناطق لرياح الخماسين الشرقية الحارة، وتسقط معظم أزهار الزيتون دون عقد. ونطمئن هؤلاء بأنه إذا تم عقد 0.5ـ 1.5% من أزهار الزيتون فإن الحمل سيكون كافيا بالمقياس العلمي. وإن أرادوا أن يقللوا من تساقط الأزهار والحصول على نسبة عقد جيدة، عليهم أن يرووا أشجارهم ريا غزيرا قبل موسم تفتح الأزهار بأسبوع.

في نباتات الزينة والنباتات الداخلية، تذبل بعض الأوراق بارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها، فعلى ربة المنزل أن تقوم برش تلك النباتات بالماء بواسطة (رشاش) ناعم.

أثر البرودة على نباتات الحدائق

علميا، تؤثر البرودة الزائدة بثلاثة أشكال: في نقاط الانجماد(1) تترسب البروتينات مباشرة، مما يؤدي لقتل النبات (2) يتكون الثلج بين المسافات الخلوية ويقوم بسحب الماء من الخلايا فيمزقها (3) يؤدي الانجماد السريع الى تكوين ثلج في داخل (البروتوبلاست) ويكون مثل الخثرات التي تؤدي للجلطة في الإنسان.

وطبعا تختلف النباتات بأنواعها وأصنافها، في درجة تحملها للبرودة، فأصناف المشمش (الملوكي والحموي) تزهر في شباط/ فبراير، وإذا ما جاءت انجمادات ربيعية في أواخر شباط/فبراير وأوائل آذار/مارس، فإن نورات الأزهار ستحترق كلها ولن يحصل صاحب الحديقة على ثمرة واحدة. في حين لا تتأثر أصناف المشمش (نِكت، وكانينو)، لأنها تزهر بعد (برد العجوز 25/2ـ4/3).

وما يهم صاحب الحديقة هنا أن لا تؤثر البرودة على إنتاج أشجاره، فإن أراد التخلص من أثر البرد في المشمش أو الليمون، عليه (تدخين) بعض التبن أو القش أو شوالات الخيش في الليالي الباردة، أو أن يسقيها بالماء فهو يقلل خطورة الانجماد.



هوامش
*1ـ النباتات وبيئتها/آر. إف. دبنماير/ ترجمة: يحيى داوود المشهداني/ جامعة الموصل 1987 صفحة 203

*2ـ علم فسلجة النبات/ عبد العظيم كاظم محمد/ الجزء الثالث/ جامعة الموصل/ 1985 صفحة 1181
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-03-2009, 01:57 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكركم أخي الفاضل على مروركم الكريم
وتزكيتكم لمثل تلك الموضوعات

تقبل احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2009, 07:21 PM   #4
عابر سبيل
ابو معاذ
 
الصورة الرمزية لـ عابر سبيل
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: بلد يؤيها الايمان يوم لا ايمان
المشاركات: 2,994
إرسال رسالة عبر MSN إلى عابر سبيل
إفتراضي

لاشك ان الحدائق تدخل ابهجة والسرور لكن اخي الكريم نظر البعض لها انها من الكماليات التي لاتكون الا لاصحاب الاموال والمناصب اتت من الواقع الملموس حين اصبحت قطعة الارض للبناء تتطلب من صاحبها الجهد الكبير للتفكير في كيفية تخطيطها كي تصبح بيت من غرفتين او ثلاث فلا مكان اصبح للصالون فضلا عن الحديقة وحوش للاطفال ناهيك عن الفقر الذي يجعل الكثير لايفكر في ضياع درهم من اجل متعة النظر لاوراق شجر في فنا البيت .

لكن الموضوع رائع يدفع البعض للتفكير بالاهتمام بحدائق المنزل ومنهم انا
__________________
عابر سبيل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2009, 07:53 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل مشاهدة مشاركة
لاشك ان الحدائق تدخل ابهجة والسرور لكن اخي الكريم نظر البعض لها انها من الكماليات التي لاتكون الا لاصحاب الاموال والمناصب اتت من الواقع الملموس حين اصبحت قطعة الارض للبناء تتطلب من صاحبها الجهد الكبير للتفكير في كيفية تخطيطها كي تصبح بيت من غرفتين او ثلاث فلا مكان اصبح للصالون فضلا عن الحديقة وحوش للاطفال ناهيك عن الفقر الذي يجعل الكثير لايفكر في ضياع درهم من اجل متعة النظر لاوراق شجر في فنا البيت .

لكن الموضوع رائع يدفع البعض للتفكير بالاهتمام بحدائق المنزل ومنهم انا :new2:
صحيحي كلامك أخي العزيز أبا معاذ ولكن هذا الموضوع ليس بهذه الدرجة من الأرستقراطية ،
فكثيرًا ما يعاني الفلاحون أنفسهم من مشكلات في طريقة تسوية الأرض وزراعتها وريها ،
كما أن من الممكن لكل فرد أن يضع مجموعة من النباتات الجميلة في (برطمانات) أوان زجاجية
على الشرفة . الخضرة لها جانبان صحي وجمالي ، كما أن أسطح المنازل من الممكن أن تعمّر بشكل
جيد بدلاً من أن تصبح مرتعًا للجرذان والأدوات القديمة المتهالكة .
إن دولنا العربية تعتمد أساسًا في الدخل على الزراعة و تكثر الأرياف ولكن للأسف ليس هنالك من يستفيد من هذه البيئة في
تحقيق المنافع الصحية والجمالية المنبعثة من الخضرة .
وإلى ذلك فإن كثيرًا من الأثرياء والأغنياء (أغبياء) لا يتورعون عن تجريف منطقة خضراء ليبنوا عليها بعض المحال التجارية أو مواقف السيارات !!
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2009, 11:40 AM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المدخل و المشايات

حتى لا يكون في حديثنا مغالاة، ويُنظر الى الموضوع من باب الترف، وحتى نبقى في حالة توازن بين الفخامة والضرورة الجمالية البسيطة، سنتناول موضوع المدخل والمشايات (أي الممرات الفرعية التي تتيح المجال للتجول بين أركان الحديقة)، سنتطرق باختصار لمداخل ومشايات الحدائق الفخمة، وسنمر عليها في الحالات التي تكون فيها الحديقة متواضعة وبمساحة صغيرة.

ملاحظات أولية لتصاميم المداخل في الوقت الراهن

بعد أن يحدد المالك حدود بيته وحديقته، فقد يكون بيته أو قصره يقع في مساحة واسعة من أرض تقع في الضواحي، أو أن يختار بعض الموسرين مكانا لإنشاء (مزرعة) هي في الحقيقة ليست مزرعة، بقدر ما هي مكان يراد منه قضاء أوقات معينة (نهاية الأسبوع) أو لاستقبال الزوار والأصدقاء و إقامة الحفلات والولائم الخ.

وبالمقابل، قد يقع بعض الحالمين في أخطاء إنشاء الحدائق في المدن، حيث تقام (فيللا) على مساحة محددة، فيريد صاحبها، أن يظهر إمكاناته المادية، فيختار تصاميم وأشجار ومداخل ذات كلف عالية جدا، وقد انتشرت في بعض المدن العربية، ظاهرة المبالغة في تفخيم المدخل لدرجة أن بعض المداخل تقدر كلفتها بما يعادل كلفة بناء بيت بمساحة 300 متر.

1ـ ليست الكلف العالية المبتذلة هي ما تترك الطابع الجمالي على البيت والحديقة، بل التناسق والبساطة في مكونات مواد البناء وتناسقها مع النباتات والمداخل والمشايات.

2ـ في المدن التي يشح فيها الماء، ستظهر علامات العطش على الحديقة ونباتاتها وتبدو قبيحة، فتوسيع مساحة الحديقة ـ حتى لو كانت الأرض متوفرة ـ لا يكون قرارا سليما عند عدم مراعاة توفير الماء.

3ـ في حالة الحدائق والمنازل التي تخصص لقضاء أيام العطل والمناسبات، فإن نباتاتها تحتاج الى رعاية دائمة ومتخصصة، وقد يتوهم أحدهم أنه بإمكانه إدامة الحديقة بنفسه ليمارس هوايته! وهذا ادعاء غير مدروس، وستظهر علامات الإهمال من تيبس أطراف النباتات وبقاء الزهور التي سقطت بتلاتها على أمها وغير ذلك من علامات عدم الرعاية الدائمة.

المدخل

يراعى في مدخل البيت والحديقة، أن تكون مواد المدخل منسجمة مع مواد السور (السياج)، فلا يعقل أن يكون السياج من سلك شائك أو سلك (brc) وتكون البوابة من حجر مغطى بالقرميد، وكذلك هو الحال إذا كان السور من حجر مشغول بطريقة فخمة أن تكون البوابة من إطار معدني به من الأسلاك المتقاطعة.

وإن كان السور مكون من نباتات (الآس والياسمين والنسرين) المتشابكة مع مواد البناء وتغطيها تغطية تامة، فإن البوابة ممكن أن تكون من نفس النباتات المشكلة بشكل قوس مرتفع يستند على هيكل يختفي بين نموات النباتات المستندة عليه، ويكون الباب مشغولا من حديد مزركش أو خشب ملون بألوان فاتحة تتناسب مع اخضرار النباتات الغامقة.

كما أن يجب مراعاة أن تكون البوابة الرئيسية ذات سعة تسمح بدخول السيارات دون أدنى احتمالية بالتماس مع جوانب البوابة، أي لا تقل عن ثلاثة أمتار. كما يجب على المصمم أن يجعل البوابة تبتعد عن استقامة السور بما لا يقل عن متر ونصف. وعليه فإن بدء مقتربات البوابة ستكون من طرفي السياج تاركة مسافة ستة أمتار فيما بينها، ثم تنبعج الى الداخل لتكون البوابة ثلاثة أمتار. مراعين أن تكون مواد السور المؤدي للبوابة هي نفسها في السور الخارجي. إن هذا الإجراء سيسهل التفاف السيارة الداخلة مع الحفاظ على جمالية التصميم.

المشايات

المشاية هي مواضع خطوات المتجولين في الحديقة. وهي في الحدائق المنزلية ذات المساحة المحدودة تكون بخطوط مستقيمة، بعكس المشايات في الحدائق العامة التي تكون ملتوية، حتى تترك انطباعا بسعة المكان وتتيح خصوصية مؤقتة للمتنزهين.

وهي في الحدائق المنزلية بعرض لا يقل عن متر في المشايات الفرعية ولا يقل عن مترين في المشايات الرئيسية.

مواد إنشاء المشايات

1ـ هناك من ينشئ مشاياته من الرمل فقط، وهو نوع قليل الكلفة، إذ توضع طبقة من الحجارة الصلبة بسمك 15ـ 20 سم، ثم يوضع فوقها طبقة من الحصى بسمك 5 سم، ثم طبقة من الرمل بسمك 5 سم، يعاب على هذا النوع سرعة تعريته.

2ـ هناك من ينشئ مشاياته من النوع السابق لكنه يضيف عليها طبقة من الإسفلت أو (زيت السيارات المستعمل المحروق) ويغطيها بطبقة من الرمل حتى لا تلوث أقدام المارة.

3ـ هناك من ينشئ المشايات من مسطحات خضراء، ولكنها تحتاج لصيانة و (ترقيع) وقص مستمرة.

4ـ هناك من يرصف قطع من الحجارة (شحف) المتبقية من مقصات حجارة البناء، أو قطع مكسرة من الرخام المتبقي في محال بيع الرخام وتكون غير منتظمة الشكل، ولتنفيذها لا بد من وضع طبقة من الرمل المثبت جيدا في الأرض، وهناك من يضع بذورا من النجيل في الفواصل التي بين الحجارة أو الرخام، وهناك من يثبتها بالإسمنت.

5ـ هناك من يستخدم الكونكريت المسلح في المشايات، وقد تم التفنن به في الآونة الأخيرة بتلوينه بألوان مناسبة للألوان المحيطة بالمشاية.

محددات المشايات

قد يكون طول المشاية وموقعها عاملا هاما في طبيعة ما سيزرع حول المشاية. فإن كان الممر طويلا حتى يصل لبناء البيت، فهناك من يضع تلك المشاية بطرف الحديقة، وعندها يكون إحاطة المشاية بطوب أحمر بارز بسمك 10 سم كافيا، وزراعة بعض نخيل الزينة (واشنطونيا) ليكون في المستقبل ممرا جميلا واضح المعالم.

وقد تكون أحواض الزهور الموسمية كافية للمشاية، إذا كانت مسافاتها قصيرة ..

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-06-2009, 02:06 PM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

نصائح في تقنية مزاولة العمل في الحديقة

يتوهم البعض من أصحاب الأفكار الحالمة، أنهم يمتلكون من الإرادة والقوة ما يؤهلهم لإدامة أي حديقة، فلا يدققون بالمساحة المنوي تخصيصها للحديقة، ولا يضعون تصورات لساعات العمل التي تحتاجها الحديقة من الخدمة المستمرة. هذا بصرف النظر عن المتطلبات الضرورية الأخرى كالمياه مثلا، ونحن نناقش هذه الحالة نفترض توفر المياه.

في بعض البلدان كمصر والعراق، هناك عمال يمرون بشكل دوري كل أسبوع مثلا، لرعاية حدائق الزبائن، مقابل أجر شهري مقطوع يعادل عُشر الراتب الشهري لعامل زراعي. ويطلق عليهم في مصر اسم (جنايني: من جنينة) وفي العراق اسم (وَرَازْ: من الورد ورعايته).

اشتراطات المواظبة على العمل في الحديقة

قد يكون الحالم شاباً وبصحة جيدة ولا يشكو من أي اعتلالات مرضية، وقد يكون صاحب جسم رياضي، لكنه لن يستطيع أن يؤدي عمله، كما يؤديه عامل محترف حتى لو كان عمره ضعفي عمر الشاب وحتى لو كانت قوته لا تساوي ربع قوة الشاب. كيف؟

إن مهارات توظيف الطاقة المتوفرة عند العامل الزراعي، تزيد كثيرا عن تلك التي عند الهواة حتى لو كانوا شبابا، فتقسيم تلك الطاقة المتوفرة لدى المحترف تجعله يعرف كيف يبدأ وكيف يمسك الأداة التي يعمل بها، ومتى يمتنع عن بذل الجهد العضلي.

بعكس الهاوي الذي لا يمتلك مثل تلك المهارات، فإنه لا يتقن مسك الأداة ولا يعرف مدى صلاحية التربة أو الأخشاب أو غيرها للتعامل معها، وهو إن بدأ عمله يبدأه بفورة (رعناء) بعد انقطاع قد يكون شهورا أو سنينا عن مزاولة مثل تلك الأعمال، وما تمر بضعة دقائق حتى يبدأ باللهاث، وسيضع نفسه بوضع محرج أمام زوجته التي تراقبه وهي تسكب له الشاي! أو من عيون الجيران أو المارة، وقد يتجه الهاوي الى الإقلاع عن رغبته في مواصلة هوايته نتيجة ذلك الإحراج.

ما السبيل إذن لتلافي ذلك؟
كل عمل يمر بمرحلة التفكير ويمر بمرحلة الحركة، وقد يرافق التفكير الحركة وقد يسبقها لتصبح الحركة وكأنها آلية تخلو من التفكير، والنوع الأخير هو ما يمارسه عمال الزراعة، إذ يصبح وكأنه عمل روتيني تجاوز مرحلة التفكير، فتجد العامل الزراعي يدير حديثا مع زميله في حين تدوس قدمه طرف أداة حادة لتحفر الأرض، أو تتجه يداه لقطف ثمار أو قص غصن.

في حالة الهواة، تجد الهاوي كلاعب كرة القدم المبتدئ الذي تتوق نفسه للعب، ولكنه لم يتدرب بما فيه الكفاية، فما أن ينزل للملعب حتى يركض بسرعة تفوق سرعة زملاءه ويملأ الملعب بعبارات الابتهاج، وما هي إلا دقائق، يسقط بعدها على الأرض أو يصاب بشد عضلي بعد أن تخور قواه التي استنزفها باستعراضاته البهلوانية في الدقائق الأولى.

حتى يتجنب الهاوي الإصابة والتعب المبكر

1ـ عليه أن يبتدئ بأعمال بسيطة، كجمع الأعواد ودفع عربة فارغة، وحمل خرطوم المياه وتمرين قبضة يده على تكسير بعض العيدان الرفيعة، فإن عضلات الأصابع والأكف بحاجة لمثل تلك التمرينات.

2ـ إذا أراد استخدام مقص التقليم، عليه حمله بيده اليمنى ودون تشنج، ويضع العضلة التي تتصل بالإبهام بمحاذاة ذراع المقص العلوي، وأصابعه الأربعة تحت الذراع السفلي للمقص. في تكون أصابع اليد اليسرى الأربعة عدا الإبهام، تستند برفق على أعلى الغصن المراد قصه، وأن تدفع الغصن للأسفل برفق، مع كل ضغطة من اليد اليمنى، فإن تمرن الهاوي على ذلك يستطيع قطع غصن بسمك 5سم دون الحاجة الى منشار، ودون أن يحس بالتعب.

3ـ في أعمال الحفر، يجب أن تكون التربة بحالة (وفرة) أي: أن لا تكون جافة جدا، ولا تكون رطبة جدا، ففي تلك الحالتين سيحس الهاوي بالتعب الشديد ومعاندة التربة لشغله. وبالإمكان ري التربة أو بلها بالماء قبل مدة يومين، لتسهيل ذلك.

4ـ هناك بعض النباتات لملمسها الخارجي حدة عالية، كأن تنمو بأطرافها أشواك أو تكون أوراقها قاسية ومدببة مثل النخيل، أو الليمون ذو الأشواك، أو نباتات شوك الشام وشوك المسيح الخ، فالتعامل معها دون دراية سيؤذي الجسم ويخدشه ويدميه، كما أن العمل بها دون دراية سيكون غير متقن كأن تبقى أعقاب طويلة من الأفرع المقصوصة. ولتلافي ذلك يفترض تنظيف أسفل النباتات من الأفرع النامية بشكل وحشي وبواسطة منشار أو (قَدوم أو قطاعة بذراع طويل) ولا بأس من احتياط الهاوي بلبس الكفوف وتغطية ساعده وذراعه.

5ـ على الهاوي وضع جدول لأعمال الحديقة، ويقسمها الأعمال اليومية، كالري والقطف، وإزالة الأزهار التي سقطت بتلاتها، حتى تتجدد عملية تكوين الأزهار ولا يذهب جهد النبات لتكوين البذور، وأعمال أسبوعية (قص نجيل، تنظيف الحديقة) وشهرية (تسميد، عزق) وفصلية (زراعة الشتلات وتفريدها) وهكذا. وعليه أن يبدأ بالأعمال السهلة، فهي كعملية الإحماء عند اللاعبين. كذلك على الهاوي أن يقلل من الحمولة الزائدة للجهد اللحظي، يعني أن لا يحمل 50كغم من المواد، حتى وإن استطاع حملها مرة واحدة، بل يقسمها الى قسمين أو ثلاثة، أو أن يملأ عربة (دفع) بحمولة (بالكاد) أن يدفعها.

تلك النقاط وغيرها، هي ما تجعل العمل بالحديقة محببا، إذا كان لا يجهد صاحبه بعنف، وبعكسه، فإنه سيتثاقل عن العمل حتى يقلع عنه في النهاية.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-04-2009, 08:10 PM   #8
الجنرال 2009
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,590
إرسال رسالة عبر MSN إلى الجنرال 2009
إفتراضي

شكرا على الموضوع
__________________


الجنرال 2009 غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-04-2009, 10:20 PM   #9
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التنفس Respiration


ستكون هذه الحلقة، آخر حلقات التمهيد العلمي للهواة وأصحاب الحدائق، فيما يخص الفسلجة أو فقه العمل في الحديقة. وقد آثرنا الابتداء بهذا النمط من التعريف بأساسيات المناولة الثقافية العملية، حتى يصبح العمل بالحديقة ممتعا ومفهوما في آن واحد. وقد قيل أن العمل دون علم (أعمى) والعلم دون عمل (طبل أجوف). كما أن مواصلة العمل بالحدائق كهواية ممكن أن تتوقف عند بعض الإخفاقات التي لا يجد صاحب الحديقة تفسيرا لإخفاقه فيها.

أثر الهواء على نباتات الحديقة

النبات كائن حي، مثله مثل الحيوان، يحتاج لهواء، فإذا غرقت الجذور لفترة معينة يتعذر الحصول على الهواء فتموت ويموت النبات، إلا اللهم في بعض النباتات التي تعيش في الأوساط المائية، والتي تعيش كعيشة الأسماك.

بالمقابل، فإن الهواء الشديد يصيب أوراق النباتات باللفحات التي تحرق أطرافها، وتجعلها بلون بني، وقوة التيار الهوائي تسقط الأزهار، وتمنع عقد الثمار، فلذلك يلجأ المختصون لزراعة (مصدات للرياح) من أشجار معينة كالسرو والكازورينا والصنوبريات. ويكون كل متر ارتفاعا من تلك الأشجار يحمي عشرة أمتار مما وراءه، فإن كان ارتفاع أشجار المصد 10 أمتار فإنها تحمي 100 متر ما ورائها. ولا ننصح في الحدائق الضيقة من زراعة الصنوبريات، بل يكون ذلك في البساتين، أما في الحدائق فإن الزيتون يعتبر مصدا جيدا ومفيدا في نفس الوقت، وإن كان يُعاب عليه أنه بطيء النمو.

في بعض الأشجار، كالتين مثلا، تتأثر الأوراق بشدة بالهواء المغبر المحمل بالأتربة، ويظهر ذلك على ميل الورقة لتكون سميكة مغبرة، ثم تسقط حتى تتعرى الشجرة من الأوراق، في المناطق المعرضة لمثل تلك التيارات المغبرة، وأن مصدات الرياح ستمنع ذلك، كما أن غسل الأشجار دوريا سيفيد في مثل ذلك.

في حالة الحدائق المزدحمة، والمصانة بمصدات رياح أكثر من اللازم فإن حركة الهواء داخل الحديقة، ستكون بطيئة أو معدومة، وأنه بتلك الحالة ستكثر الأمراض الفطرية كالبياض الدقيقي وغيرها، والتي تتأثر بها أشجار العنب بشكل كبير. فليتحرى صاحب الحديقة السبيل للتوفيق بين تلك المعطيات.

ميكانيكية التنفس في النبات

تجري عملية التركيب الضوئي في النباتات الخضراء وتؤدي الى تكوين المواد العضوية والكاربوهيدرات والبروتينات والشحوم وغيرها من المواد على حساب الطاقة الضوئية والماء، أي تحويل الطاقة الضوئية الى طاقة كيميائية.

وهذه الطاقة الكيميائية تُستغل بعملية عكسية تُدعى (التنفس)، إذ تتأكسد المواد العضوية المذكورة وخاصة السكريات لتنطلق الطاقة الكامنة فيها والتي تدخل في مختلف العمليات الحيوية.

إن هذه الطاقة قد يتبعثر جزء صغير منها على شكل حرارة ولكن الجزء الأعظم منها تحتفظ به الخلايا الحية بشكل مركبات غنية بالطاقة (ATP) وتستغل في تكوين الهيكل الكربوني (Carbon Skelaton) الذي تستند عليه أجسام النباتات، ولذلك يفاجأ صاحب الحديقة أحيانا أن بعض نباتاته تقف مرتعشة ضعيفة نتيجة عدم توارد الهواء بشكل طبيعي، خصوصا تلك التي تنمو في الظل وبين نباتات مزدحمة في الحديقة.

وهذه المعادلة الكيميائية التي يتدخل فيها الأكسجين مع السكريات وغيرها من المواد
C6H12O6+6O2>6O2+6H2O مطلقا طاقة مرافقة لذلك. ولا تتم الأكسدة في خطوة واحدة بل خلال سلسلة طويلة من التفاعلات المعقدة والمنظمة وفي ثلاث مراحل: مرحلة لا هوائية ومرحلة هوائية تدخل فيها (دورة كريب) ومرحلة هوائية ثالثة تتبع دورة كريب *1

هامش
*1ـ علم فسلجة النبات/ عبد العظيم كاظم محمد/ الجزء الثاني ص 585
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-04-2009, 04:19 PM   #10
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المشتل في الحديقة

لن نتكلم عن المشاتل التجارية الكبرى، ولا المشاتل في المزارع التي تنتج الخضراوات والفاكهة للبيع، ولكننا سنتكلم عن مشتل الحديقة الذي يزودها بالشتلات، سواء شتلات نباتات الزينة أو نباتات الخضراوات أو حتى شتلات الفاكهة وأشجار الزينة.

وهذا ممكن أن يتم في الحدائق التي مساحتها أكثر من 500م2، حيث يقتطع جزء مناسب لا يزيد عن 20ـ 30م2، ويزاول صاحب الحديقة هوايته فيها.

الغاية من مشتل الحديقة

أحيانا تُعجب سيدة البيت أو سيده بنبتة تم مصادفتها في زيارة لأحد الأصدقاء أو رؤيتها في رحلة (سفرة) في مكان ما ويسأل عن اسمها، ومن أين تم شراءها الخ، فيزور بعض المشاتل التجارية فيكون بها عامل غير ماهر بغياب المهندس أو الخبير، ويكون الهم الأول للعامل هو البيع، فيحاول الإجابة على أسئلة المشتري بما يرضي المشتري، ودون تدقيق، فيحمل ما اشتراه الى الحديقة ويفاجأ بأن هذا ليس ما كان يريد، ولكن متى؟ بعد أن يكون قد فاته الموسم وصرف على النبتة ثمنها وما استلزم من ماء وسماد وجهد واحتلال مكان في الحديقة.

ويمكن أن تكون التربة التي بها الشتلة مصابة بالنيماتود أو الفطريات أو بها بذور غريبة فينقل لحديقته مرضا أو مسببا للأمراض هو بغنى عنه.

هذا بالإضافة الى الأثمان التي سيدفعها بدلا من تلك الشتلات. أو أن يكون مشغولا وبيته بعيدا عن مصادر تلك الشتلات. باختصار إن إنتاج شتلات الحديقة يوفر في المال ويعطي ثقة بالمصدر والنوع ويعتبر هواية نافعة مسلية، يراقب فيها من يزاولها إنتاجه وهو ينمو كمراقبة أطفاله.

الأدوات التي يحتاجها المشتل

بإمكان من يريد أن ينمي تلك الهواية، ويتفنن بها لينتج شتلات في غير موسمها، خصوصا أولئك الذين يبحثون عن بعض النباتات في رمضان (بصل أخضر كسبرة، نباتات المطبخ العطرية كالريحان والشومر والرشاد والفول الأخضر والملوخية وحتى البطيخ) أن يفرد بعض الأمتار المربعة لإقامة منشأة صغيرة من ظلة خشبية وبيت زجاجي أو بلاستيكي للتحكم بدرجات الحرارة والرطوبة وغيرها.

ولكن من لا يريد ذلك، فإن الأدوات التي يحتاجها هي:

1ـ فأس 2ـ كوريك 3ـ مجرفة 4ـ صناديق خشبية (من الخشب الأبيض) بطول 60ـ 80سم وعرض 40ـ 50 سم وارتفاع 15ـ 20سم. ويترك في أسفلها فتحات لا تزيد عن 0.5سم بين الألواح، لتلافي اختناق الشتلات، وعليه أن يضع في أسفل تلك الصناديق أوراق جرائد حتى لا تخرج ذرات الرمل والتراب من خلال الفتحات. كذلك يحتاج أدوات مثل الأوتاد والحبال ومرشات الماء.

تحضير التربة اللازمة للمشتل

سبق وأن ذكرنا أن بإمكان أصحاب الحدائق الذين ليسوا على مقربة من مجاري الأنهر أن يحضروا تربتهم بخلط أجزاء متساوية من الطين (التراب الأحمر أو البني الغامق) مع جزء من الرمل مع جزء من مخلفات الغنم أو الدجاج المخمرة. وتخمير تلك المخلفات يتم بوضعها بشكل كومة لا يقل ارتفاعها عن 60سم ثم عمل حفرة في أعلاها ووضع دلو من الماء (10 لتر) لكل 0.5م3 من المخلفات (الزبل) وتغطيتها بقطعة من النايلون تغطية كاملة لمدة 5 ـ 7 أيام حسب درجة حرارة الجو (بالصيف أقل). فتتخمر. وبعكسه، أي إن لم تُخمر فإنها ستطلق حرارة عالية بمجرد تماسها مع ماء الري وتحرق جذور النباتات.

أما أولئك الذين يقطنون بالقرب من مجاري الأنهر، فإنه بالإمكان خلط 3 أو 4 أجزاء من الطمي (الغرين) مع جزء من السماد العضوي المخمر.

تعقيم التربة

هي تلك النقطة التي نخشاها من شراء الشتلات من مشاتل غير مراقبة جيدا، حيث تكون التربة ملوثة ببعض الفطريات أو بيوض الحشرات والديدان. ولضمان تعقيم التربة هناك عدة طرق:

أ ـ ممكن التعقيم بالبخار الحار لكميات التربة الصغيرة بتعريض التربة لبخار حار لمدة 20 دقيقة.

ب ـ استخدام الفورمالديهايد (من الفورمالين) بتركيز 40%، حيث يؤخذ جزء من هذه المادة مع 49 جزء من الماء. ولتنفيذ ذلك تكوم كومة من التربة بحجم متر مكعب ثم يوضع عليها (جالون) من المحلول السابق، ثم تضاف كومة أخرى فوقها ويدلق عليها جالون آخر، وهكذا لست مرات أي ستة أمتار بستة جالونات من محلول التعقيم. ومن ثم تغطى الكومة النهائية (من 6متر مكعب) بقماش لمدة 48 ساعة، ثم تفرد ليتطاير أثر الفورمالين منها، ولا ينصح باستخدام التربة إلا بعد مرور 3ـ 6 أسابيع. وممكن تطهير أدوات المشتل بنفس المحلول.

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .