العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-08-2008, 03:02 AM   #1
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي زميلتى بالمنتدى .............احبــــــــــــــــــك ....

( زميلتي في المنتدى .. أُحبها .. أيحق ُ لي ؟! )




لقد كتبتُ طويلاً فيما مضى ..

قابلتُ الرجال ..

وجعلتهم يسيرون وفقَ آرائي .. بل ووفقَ هواي ..

كثيرًا ما لعبتُ بهم .. متى ما شئتُ .. وأينما شئت ..

لكني عجزتُ عن هذا الحب ..

الذي لعبَ بي ..

فأطال اللعب ..

وأظن أن لَعبهُ بي أجهدني ..

حتى كدتُ أن أسقطَ على الأرضِ ..

وهو شامخٌ .. يرمي لي النظرات ..

فتنطق ُ نظراته بصوتِ الصمتِ قائلة ً :

هل تواصل التحدي .. هل تواصل رحلةَ العشاق ؟!

وكثيرًا ..

كثيرًا ما تذكرتُ قول الشاعر .. وأنا أعيشُ تلك اللحظات :

إذا لعبِ الرجالُ بكلِ شيءٍ ** رأيتَ الحبَ يلعبُ بالرجالِ !!


=======


حُزْنٌ احتلَ فؤادي .. لفراق ٍ ما عرفتُ له من قبلُ طعمًـا ..

وأيُ فراقٍ .. كذاكَ الفراق ؟!

فراق ٌ ما عرفتُ من قبله من لقاء !

حُزْنٌ رسمَ على عينيَّ .. دوائرَ من سوادِ السهر ..

واخضع جسدي لـ( حِمية ِ ) الهوى ..

حتى قرأ الجميعُ النحولَ فيه ..

وما كان حالي .. وحُزْني قد باتَ يحتلُ قلاعَ قلبي .. إلا كحالِ من يصفه الشاعرُ فيقول :

لا يعرفُ الحزنَ إلا كلُّ من عشِقًا ** وليس من قالَ إني عاشق ٌ .. صدقا
للعاشقينَ نُحولٌ يُعرفـــونَ به ** من طولِ ما حالفوا الأحـزانَ والأرقـا


=======

دخل أصحابي عليَّ الدار ..

هلعوا لشأني ..

من حرصٍ على مساعدتي؛ من جزعٍ على صحتي، ومن قلةِ صبرٍ على رؤيةِ ما بِتُ فيه ..

وأخذوني للطبيب ..

حَملوني بأيديهم .. بعد أن أقعدتني همومُ الشوق ..

وحرارة ُ الاشتياق ..

وأفقدني الهوى .. وعيي !

وعلى منضدة الفحص ..

عادت مشاعري ..

فصرخت مُـلقيًا النظرات بحثًا عن ( حاسبٍ ) ألقى حبيبتي عبره .. متمتمًا بما قاله "الشريف الرضي" :

أقولُ وقد أرسلتُ أولَ نظرةٍ ** ولم أر مَنْ أهوى قريبًا إلى جنبي
لئن كنتَ أخليتَ المكان الذي أرى ** فهيهاتَ أن يخلو مكانُكَ من قلبي
وكنتُ أظن الشوقَ للبعدِ وحده ** ولم أدرِ أن الشّوقَ للبعد والقربِ
خلا منكَ قلبي وامتلا منكَ خاطري ** كأنك من عيني نُقلتَ إلى قلبي !!


قال لي الأصدقاء :
ها هو الطبيب قد أتى ليراك .. دعه يؤدي عمله .. نسأل الله أن يكتب لكَ العلاج على يديه ..

فرددتُ عليهم بما قاله "محمود سامي البارودي" :
بقلبي للهوى داءٌ عجيبُ ** تحيَّر في تلافيه الطبيبُ !
إذا أخفيتــُـه أبلى فؤادي ** وإن أظهرتُه .. غضبَ الحبيبُ !!


اقترب مني ذاك الطبيب، وقدم ليّ عباراتِ التشجيع ..
وامسك لي يدي .. ليرى نبضي .. فقلتُ لمن حولي وأنا انفضُ يدي من قبضته ، ما قاله من قبلُ "ديك الجن" :
جس الطبيبُ يدي جهلاً فقلتُ له ** إن المحبة َ في قلبي .. فخل ِ يدي !!

تمعن الطبيبُ في عينيَّ، وهو يجري كشفه على جسدي .. ثم مرر يده على فؤادي، محاولاً أن يصغي إلى قلبي، فاضطرب من حرارة صدري ..
وبات يولولُ ويصيحُ على صِحابي .. وقد بات حالي وحاله وكأنما تحدث الشاعرُ على لساني :
قال الطَّبيبُ لأهلي حين أبصرني : ** هذا فتاكم ، وحقِّ اللهِ ، مسحورُ !
فقلتُ : ويحك ! قد قاربتْ في صِفتي ** عين الصوابِ ، فهلاّ قلت : مهجورُ ؟!


قال لي أصحابي :
دعِ الطبيب ينظرُ إلى حالك يا رجل ! فلربما شخَّص مرضك وأحسن له العلاج !

قلتُ مستغربًا وأنا اصفقُ كفًا بكف :
تريدونه ينظرُ إلى حالي ؟! عجبًا لكم !
لقد شخَّص حالي "جميلُ بثينة" في وقته حينما قال :
ارحميني فقد بليتُ فحسبي ** بعضُ ذا الداء يا بثينة حسبي
لامني فيكِ يا بثينة صحبي ** لا تلوموا قد أقرحَ الحبُّ قلبي
زعم الناسُ أن دائي طِبّي ** أنتِ واللهِ يا بثينةُ طِبّي ّ!


يتبع



__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-08-2008, 03:05 AM   #2
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

سألني الأصدقاء بعد أن أسندوني إلى فراش المرض في بيتي :
من تلك التي تحبها .. وأين رأيتها ؟ وما هو حُسنها وجمالها، حتى تُظلمُ بعشقها أنوارُ صحتك ؟!

فقلت لهم ما قاله الشاعر :
وما الحبُ عن حسنٍ وعن ملاحةٍ ** ولكنه شيءٌ بـهِ الـروحُ تكلـفُ !!

فقال أحدهم :
أأحبتها لمراسلةٍ بينكما ؟ أتعرف مكان بيتها أو من هم أهلها ؟؟

فقلتُ :
لا .. لا أعرف مكان بيتها ولا من هم أهلها، ولم تكتبُ لي من الحروف شيئًا .. إنما أنا واحدٌ من قراءها ! وكيف لذاك الحياء أن يفعل ؟!

رد الآخر :
أمجنون أنت ؟ أتحب واحدةً لم تعرفها ولم تعرف أين مسكنها، ولم تكتب لها، ولم تكتبُ هي لك ؟ بل كيف تعشقها وقد تمر عليكما من الأيام؛ ما لا تدخل أنت فيه ذاك المنتدى .. أو قد لا تدخله هي ؟؟
بل إنك كثيرًا ما تتأخر في الرد عليها إذا ما قدمت هي موضوعًا .. أليس ذاك التأخير من عدم الاهتمام ؟

فقلتُ له .. ما قاله "أثير الدين أبو حيان" :
لم أوخر عمن أحبُ كتابيَ ** لقلىً فيهِ أو لتركِ هواه ُ
غير أني إذا كتبتُ كتابًا ** غلب الدمعُ مقلتي فمحاه ُ !!


وحينها .. غلبني الدمع .. فتدفقت قطراته من بين جفوني الأربعة .. وقلتُ بأبياتِ "قيس ليلى" :
وقالوا : لو تشاءُ سلوتَ عنها ** فقلتُ لهم فإني لا أشاءُ !
وكيف وحبُّها علق ٌ بقلبي ** كما عَلِقَتْ بأرشيةٍ دِلاءُ ؟!
لها حبٌّ تنشّأ في فؤادي ** فليس له ــ وإن زُجـِرَ ــ انتهاءُ !
وعاذلةٍ تُقطّعني ملامًا ** وفي زجرِ العواذل لي بلاءُ !
فقالوا أين مسكنُها ومَنْ هِيْ ** فقلتُ : الشمسُ مسكنها السماءُ !
فقالوا : من رأيتَ أحبَّ شمسًا ؟ ** فقلتُ : عليَّ قد نزل القضاءُ !
إذا عقد القضاءُ عليَّ أمرًا ** فليس يحلهُ إلا القضاءُ !


اتسعت أعينُ الجميع .. وتقلبت بي النظرات .. واتفقوا بعدها على كلمةٍ واحدة :
متى أحببتها إذن ؟ فلم نعلم أن لك في بحر الغرام مراكبُ ؟
فعلام الصمت على ما يُكنُ فؤادكَ ؟!
أتريدُ أن تموتَ غمًا ؟!

فقلتُ شارحًا حالي لهم، بما قاله قبلي الشاعر :
يقولون إن جاهرتُ : قد عَضَّكَ الهوى ** وإنْ لم أبُحْ بالحبِّ قالوا : تصبَّرا
وليس لمن يهوى ويكتمُ حُبَّهُ ** من الأمر إلا أن يموتَ فيُعذرا !


قال لي أحد رفاقي :
ما سمعتُ عن حبٍ كالذي تحكي عنه !
ألا تستطيعُ تركها ؟

تطلعتُ للسماء .. وقلتُ ما أحفظه من شعر :
لا أستطيعُ نزوعًا عن مودّتها ** أو يصنعَ الحبُّ بي فوق الذي صنعا ؟
أدعو إلى هجرها قلبي فيسعدني ** حتى إذا قلت : هذا صادق ٌ نزعا !


تطلع لي نفس الصديق مجددًا .. ثم قال :
لا تعرف عنها شيئًا .. وتريد أن تقنعنا بأنك تحبها .. حبًا لا رجعة فيه ؟!
أظنكَ قادرٌ على تركها !

فتحت فمي بأبيات "قيس ليلى" أتخيلها أمامي :
وإني لأهوى النوم في غيرِ حينهِ ** لعلَّ لقاءٌ في المنامِ يكونُ !
تحدِّثني الأحلامُ أني أراكمُ ** فيا ليتَ أحلامُ المنامِ يقينُ !
شهدتُ بأني لم أحُلْ عن مودَّةٍ ** وأني بكم لو تعلمين ضنينُ !
وأن فؤادي لا يلينُ إلى هوًى ** سواكِ وإن قالوا : بلى .. سيلينُ !

يتبع
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-08-2008, 03:06 AM   #3
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

قال لي أحدهم .. وقد رقَّ لحالي :
أيحملُ قلبك كل هذا الحب .. وكل هذا العذاب ؟

تشكلت في خيالي صورة كلماتها .. فرددتُ عليه فورًا بما أحفظه من بيتٍ لا أعرف صاحبه :
لو كان لي قلبان عشـتُ بواحـدٍ ** وتركت قلبًا في هواك يعذبُ !!

بل يا صاحبي ..
لمنحتها القلبين معًا .. ولعشتُ على نبضاتٍ احتضنتها العروق، فحركتِ الدماء بدفقِ الحنين !

قال صاحبي وقد فارقت عيناه دمعاتٍ .. كنتُ أظن أن لا أحد في الكون يعرف لها طعمًا سواي :
أعرفت لها يا صاحبي وصفًا ؟ كيف تراها .. عَبر كلماتها ؟

قلتُ له .. وقد منح الشوق لوجنتيَّ ضياءً خاصًا :
إنما أتخيلها يا صاحبي .. رقيقةً أنيقةً خلوقةً مهذبة ..
يخجل الهواء من لمس بشرتها .. مثلما تخجل من أحلامها ..
أراها بلينِ الماء .. وطراوةِ العسل ..

أراها بأبياتِ "ابن المعز" :
نضَّت عنها القميص لصـبِ مـاءٍ ** فورد خدهـا فرطُ الحـياء ِ !
وقابلتِ الهواءَ وقد تعرت ** بمـعـتدلٍ أرق ُ من الهواء ِ
ومدت راحةً كالماء ِمنها ** إلى ماء ٍ مُـعدٍ في الإناء ِ
فلما قضت وطرًا وهمت ** على عَجلٍ إلى أخذ الرداء ِ
رأت شخص الرقيب على التداني ** فأسبلت الظلام على الضياء ِ !
فغـاب الصبحُ منها تحـت ليلٍ ** وظل المـاءُ يقطـرُ فوقَ مـاء ِ !!


=======

اقترب صاحبٌ آخرٌ من الأصحاب ليدفع ذاك الذي تدافع الدمعُ من عينيه، وقال محاولاً أن يهمس له بعصبيته وصوته المرتفع كالعادة :
عليك من الله ما تستحق !
لقد أتينا بك لتفيقَ الرجل من سكرةِ الغرام .. أفتسكرُ أنت أيضًا ؟!

قال الرجل وهو يدفع من الدمع ويرد :
لا تكثر عليه اللوم ! إني لأظنك تملك قلبًا من حجر ! ألم تسمع أيها الأحمق بما قاله "ابن الرومي" ؟
لا تُكْثِرَنَّ مَلامَةَ العُشَّاقِ ** فَكافاهُمُ بِالوَجْدِ والأشْوَاقِ !
إن البلاءَ يُطاق ُ غَيْرَ مُضاعفٍ ** فإذا تضاعفَ كانَ غيْرَ مُطاقِ !
لا تُطْفِئَنَّ جَوًى بلومٍ إنَّه ** كالرِّيحِ تُغري النَّار بالإحراقِ !


دفعه ُ صاحبنا العصبي .. ثم التفتَ إلي ليقول :
أنتَ أيها الأحمق ! ألا تعلم بأن النساء .. كلُ النساء .. ذوات غدرٍ ونقضٍ للعهود ؟

فقلتُ وقد قفزتُ من مكاني :
أيا ليتها تغدرُ هي الأخرى !
ألا تعرف يا صاحبي .. ما قال "المتنبي" ؟ لقد قال :
إذا غدرت حسناءُ وفت بعدها ** فمن عهدها ألا يدومَ لها عهدُ !!

أما وأن عشقي لتلك المرأة لا نهاية له !! وإني لأعلم أنها إن كان طبعها الغدر، فهي غادرةٌ بذاك الطبع حبًا بي وعشقًا !!


قال ذاك الصاحب العصبي، وقد أزعجه ردي :

فعلاً أنت أحمق ! أنت تداهمك الأمراض ويضربك الهزال، وهي ربما تشرب كأسًا من الشاي وهي تضغط أزرار لوحة مفاتيح حاسوبها، أو لعلها تستاكُ بسواكٍ صغير وقد ..

قاطعته وصوتي ينتقل على ذبذبات الولهِ .. وموجاتِ الغيرةِ .. بأبياتٍ حفظتها منذ أحببتها :
أحللتَ يا عودَ الأراكِ بثغرهـا ؟ ** ما خفتَ يا عود الأراكِ أراكا ؟!
لو كنتَ من أهل ِ القتال ِ قتلتك ! ** ما فاز مني يـا سـواكُ سواكـا !!

يتبع


__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-08-2008, 03:10 AM   #4
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

غضبَ صاحبي وقال :
دعك من قول الشعراء .. وإن شئت .. ألم يقل الشاعر عن هذه المرأة وكل أخواتها :
هي الضلعُ العوجاءُ لستَ تقيمهـا ** ألا إن تقويم الضلوع انكسارها !

فقلتُ له سريعًا :
أكمل إذن لتعرف حقيقة حالي معها ! أما وأن الشاعر قال في بيته التالي :
أتجمعُ ضعفًا واقتدارًا على الفتـى ** أليس عجيبًا ضعفها واقتدارها ؟!

أطرق صاحبي .. واستدار وعاد إلى مكانه في صف أصحابي !

ليصرخ صاحبي الذي نزلت دموعه :
منذ متى تحبها ؟
بل كم عمرُ وصالكما ؟

فقلتُ له .. وقد تدفقتِ الخواطر على سواحل فكري :
سنواتٌ هيَ !
بل شهور !
لعلها يا صاحبي أيام !
ولربما كانت ساعاتٍ .. أو دقائق .. بل كانت ثواني ..
كنا معًا ..
في ذكرى حرف ..
ثم افترقنا ..

وكأنما قد وصف الشاعر عمري حينما قال :

مرَّت سُنونٌ بالوئام وبالهنا ** فكأننا وكأنها أيامُ


ثمَّ أعقبت أيامَ سوء ٍبعدها ** فكأننا وكأنها أعوام !
ثم انقضت تلك السنونُ وأهلها ** فكأننا وكأنهم أحلام !!



عمري .. مضى يا صاحبي ..

في بُعدها ..

يبكي الفراق ..

ويتعجب من طول البقاء ..

والحمد لله على كل حال ..
وما عجبٌ موتُ المحبين في الهوى ** ولكن بقاء العاشقين عجـيبُ !!

أما وأنه لعجيب !


صرخ من أطلق دموعه :
أما من أمل في لقائكما ؟

=======

لستُ أدري ..

أي أصحابي بدأ بالبكاء !

فقد أصبحنا مجموعةً من الأصحاب تبكي ..

وقد أدماها ..

ضيق العيش ..

دون فسحة َ الأمل !

تذكرت أبيات "المتنبي" .. وأنا ما بين تجفيف دموعي وإرسالها .. متخيِّلاً تلك الأطلال .. وقد استلقت تلك الحبيبة عليها تنتظر :
أجاب دمعي وما الداعي سوى طللِ ** دعا فلباهُ قبلَ الركب والإبلِ


ظللتُ بين أصيحابي أكفكفهُ ** وظل يسفحُ بين العذر والعذلِ
وما صبابةُ مُشتاقٍ على أملٍ ** من اللقاءِ كمشتاقٍ بلا أملِ
والهجرُ أقتلُ لي مما أراقبهُ ** أنا الغريقُ .. فما خوفي من البللِ ؟!



أنا الغريق ..

فما خوفي من البلل ؟!

=======


يتبع
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-08-2008, 03:12 AM   #5
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

قال لي أول أصحابي سكوتًا من البكاء :
أيا أخيَّ .. ألا تعرف أنكَ تحبُ سرابًا ؟
والحب يا أخي .. ليس مجرد لعبةٍ يتبادلها الصبيانُ والفتايات .. أو الشبانُ والشابات ..
بل هو أمرٌ لا يليق إلا بمن يملكُ له الطريق !
والطريق لا يبدأ يا صاحبي بالحب !
بل يبدأ بالزواج .. وبالنظرة الشرعية؛ والاختيار الحسن لزوجة المستقبل .. التي تستحق ُ أن تضع لها كل هذه المشاعر ..
ألم تسمع يا أخيَّ .. ما الذي قاله شاعر الحبُ والتخبطِ في عصرنا "نزار قباني" ؟!
لقد قال مؤكدًا أن الحب ليس بالأمر البسيط :
الحبُّ ليس روايةً شرقيَّةً
بختامها يتزوّجُ الأبطالُ
لكنّه الإبحارُ دونَ سفينةٍ
وشعورُنا أنَّ الوصول محالُ
هو أن تظلًّ على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشفاهِ المطبقاتِ سؤالُ
هو جدولُ الأحزانِ في أعماقنا
تنمو كرومٌ حولهُ، وغلالُ
هو أن نثورَ لأي شيء تافهٍ
هو يأسنا .. هو شكنا القتالُ !


وهو لَـمَّـا عجـِز عن معرفة طريق الحبِ الصحيح .. أخرجه بما سمعتَ من أبياته !

يا صاحبي إن الحب الذي لا يبدأ من الزواج إنما حاله كما قال الشاعر :
الحبُّ أوَّلُه شيءٌ يهيمُ به ** قلبُ المحبِّ فيلقى الموتَ كاللعبِ
يكونُ مبدؤُهُ من نظرةٍ عرضت ** ومزحةٍ أَشعلتْ في القلبِ كاللهبِ
كالنارِ مبدؤها من قدحةٍ فإذا ** تضرَّمت أحرقت مستجمع الحطبِ !


قلتُ وأنا أتحسس أصابعي .. والرجفةُ تهُزني هزًا :
لكني أحبها، وأنوي الزواج بها !
ولو لم أرغب بذلك لما سمحتُ لنفسي بالتفكير في بناتِ المسلمين .. أنا رجلٌ أغار على محارمي يا هذا !

قال لي متبسمًا :
أعرفُ يا أخيَّ حالك .. وأعرف من أنت .. لكن الطريق الصواب واحد .. وكل من خالفه على خطأ !

فقلتُ وحرارة الهوى تحرق ُ صدري .. وألم كلماته يدمني :
ولكنني أحبها بصدق !

وتخيلتُ عيناها تراقبني .. فرفعتُ كفيَّ طالبًا وصلها ..
قبل أن أكُفهما .. لأقول ما قاله "ابن حزم" :
أغارُ عليكِ من إدراكِ طرفي ** وأشفقُ أن يذيبكِ لمس كفّي
فأمتنع اللقاء حذار هذا ** وأعتمد التلاقي حين أغفي
فروحي إن أَنَمْ بكِ ، ذو انفراد ** من الأعضاء مستترٍ ومخفي
ووصل الرّوح ألطفُ فيكِ وقعًا ** من الجسمِ المواصلِ ألفَ ضِعفِ !


ثم التفتُ له وقلت :
أتراني أُلامُ وهذا عشقي ؟!

سالت من طرف عينِ صاحبي دموعه .. وقال حانيًا :
نعم يا أخي تُلام .. ألا تظنُ أن هذه المرأة ..

قاطعه أحد الصامتين من البكاء حالاً :
ألا تظنُ أنها رجلٌ مثلاً ؟!

التفت إليه صاحبي ملقيًا نحوه بنظرةِ لوم على مقاطعته .. قبل أن يتحول نحوي ليعيد حديثه :
نعم يا أخي تُلام .. ألا تظنُ أن هذه المرأة، متزوجة ٌ مثلا ؟
فكيف يكون لك حق ٌ في أن تحبها ؟

قلتُ وكأنما أفقتُ من سكرةِ الغرام على سياط الغيرة على نساء المسلمين :
ولماذا تكون متزوجة ً أصلا ً ؟!

اقترب َ مني وقال :
هذا حالُ أخواتنا، وهذا واقعُ احتياجهن .. أتُراك ستمنعُ عنهن الزواج لكي ينتظرن منك الطلب ؟!

قلتُ له وأنا أنظرُ إلى الأرض :
فما ترى لي يا أخي ؟

قال صاحبي وهو يضع يده على كتفي :
دع ما لا تعرفه يا أخي .. إلى ما تعرفه ..
وابحث لك من بنات المسلمين العروس المتدينة الخلوقة التي تُشابه من أحببتها، لأجل أخلاقها ..
وتجاوز يا أخي كل ما سلف !

زفرتُ من صدرٍ منهكٍ وقلت :
أما النسيانُ الحبِ فليس بيدي .. فهو حياتي .. فكيف أحيا بغير حياة ؟
ألم تسمعِ الشاعر :
خليليَّ إن الحبَّ فيه لذاذة ٌ ** وفيهِ شفاءٌ دائمٌ وكروبُ
على ذاك ما عيشٌ يطيبُ بغيره ** ولا عُمْرَ إلا بالحبيبِ يطيبُ
ولا خيرَ في الدنيا بغير صبابةٍ ** ولا في نعيمٍ ليس فيه حبيبُ


وتطلعتُ إلى عينيه برهة ً قبل أن أردف :
وأما الصمتُ عما ليس لي بحقٍ .. فواجبٌ مفروضٌ، وأنا مُلزمٌ بتنفيذه بإذن الله ..

وأطرقت مرددًا بخفوتٍ بيتيّ "ابن الرومي" :
قد كنتُ أبكي لأصحابِ الهوى زمنًا ** فهل لي الآن من باكٍِ فيبكيني ؟
أهكذا يجدُ العشاقُ كلهم ** يا رحمتي للمحبين المساكينِ !


ثم رفعتُ رأسي قائلاً :
صدقت يا أخي ..
من أراد السلامة لبابه .. فليأتِ الناس من أبوابها ..
صدقت .. فنصحتَ أخيك .. فأحسنتَ النصيحة ..

وجدت هذا الموضوع فى احدى المنتديات
شدنى كثيرا واعجبنى جدا ربما لأن به الكثير من الحقائق
فنقلته لكم هنا
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-08-2008, 06:12 AM   #6
كونزيت
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 3,955
إفتراضي

حوار مسلي وممتع جداً كما أن للأبيات رونق وجمال خاص


شكراً لك سلسبيلا فقد أحسنت الإنتقاء وأفدتنا بما نقلت ِ .

__________________
كونزيت غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-08-2008, 01:52 PM   #7
ودق
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 685
إفتراضي

روعة.. نقل حلووووووو استمتعت به كثيرا و تأثرت به

أكثر.. أبيات الشعر ..الحوار ..الاحساس ..حقيقة كتيييييييير جميل

دائما مميزة و متفردة بكل جذاب

سلامي لك يا غالية

أختك ودق
ودق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2008, 01:17 AM   #8
المخملية
العضوة المميزة للربع الثالث من العام 2008م
 
الصورة الرمزية لـ المخملية
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
الإقامة: حيث العزة تكون
المشاركات: 406
إفتراضي

سيدتي


\



/


اتركِ لقلمك العنان

فما اجمل قلمكِ وهو يتراقص على حروف

رسمت بريشتكِ رائعة من الروائع

فاسمحي لى ان استمتع بمعزوفتكِ

واظل هناك اغفو على دفء قلبكِ

تحايا بيضاء كقلبكِ

تقبلي رقيق محبتي وإمتناني

أختك المخملية
المخملية غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-08-2008, 01:16 PM   #9
على رسلك
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: في كنف ذاتي
المشاركات: 9,019
إفتراضي



وأنا بعد أحبك
__________________






شكرا أيها الـ...غـيـث
على رسلك غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-08-2008, 01:03 PM   #10
hema103
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 313
إفتراضي

:New6: وانا ايضا احبك فى الله يا اخنى الغاليه سلسبيلا
نقل رائع
شكرا عليه
وأسأل الله ان نكون ممن تحابا فى الله
ورمضان كريم
__________________
ندى 103
hema103 غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .