العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-06-2011, 12:49 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(174)

5-القالب المسرحي بكل تكنيكاته :
لم تقف استعارة القصيدة الحديثة من المسرحية عند حدود استعارة التكنيكات المسرحية الجزئية ، من تعدد شخصيات ، وحوار، وكورس ، وغير ذلك من الأدوات المسرحية ، وإنما تجاوزت ذلك إلى استعارة القالب المسرحي بكل عناصره ومقوماته ، بما في ذلك التوجيهات المسرحية التي يكتبها المؤلف لرسم المشهد ، وقد شاع استخدام هذا القالب المسرحي في ديوان "المسرح والمرايا" لأدونيس ، كما استخدمه كثير من الشعراء العرب المعاصرين ، ومن النماذج الجديد ةلاستخدام هذا القالب قصيدة "حين قال سامر لا في مواجهة الأولى" (149) للشاعر محمد القيسي ، وسامر في هذه القصيدة هو المناضل الذي لا يلين لأي ترغيب أو ترهيب ، والذي يرفض كل محاولات الاحتواء ، وهناك إلى جانب صوت سامر في القصيدة صوت "المرأة " رمز القوى التي تحاول احتواء سامر بالترهيب أو الترغيب، وصوت الجوقة ، وصوت الصدى الذي يردد بعض مقاطع صوت سامر بهدف تأ:يدها وإبرازها .

ويبدأ الشاعر القصيد ببعض التوجيها ت المسرحية المعتادة يحدد بها أبعاد المسرح الذي تجري فوقه الأحداث ويعلن دخول الشخصيات –كما يفعل الكاتب المسرحي- وهو يقدم هذه التوجيهات في صيغة شعرية ، وليس في صيغة نثرية كما يفعل عادة من يستخدم هذا التكنيك من الشعراء :

(أرض واسعة كخلاء
أشبه بالمسرح
يتجمهر خلق . وإضاءة
فوضى أصوات متداخلة . خطوات المرأة
تملأ أرجاء المطرح ..)
____________________
(149) ديوان : "رياح عز الدين القسام ".منشورات وزارة الإعلام العراقية بغداد 1974ص23 .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:52 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(175)

وتبدأ (المرأة) حديثها ، ولكن الجمهور يحتج ويعترض لإحساسه بما في كلامها من زيف وافتعال ، ويعلن المؤلف –بنفس الطريقة التي أعلن بها عن دخول المرأة- عن خروج سامر من بين صفوف الجماهير لمحاورة المرأة :

(..يخرج من بين الجمهور
سامر ، كالرمح نحيلاً ، ومضيئًا بالحب
يتوقف في دائرة النور )

سامر :
إني أنشل نفسي من بئر الأخطاء
وأحاكمها
وأدينك باسم سنابلنا الظمآنة
والشجر ا لمقصوف

ثم يعلن الشاعر –بطريقته السابقة ذاتها- عن صوت الجوق ةالتي ل ايظهر أفرادها ، وتترد أغنية للجوقة معلقة على الأحداث ، وممثلة للطرف الثالث في الحوار ، وتحاول المرأة في البداية أ، تحتوي سامرًا بالإغراء والترغيب ، ولكنه لا يستجيب ، ثم بالنصح . ولكنه لا يستجيب أيضًا ، فتعمد في النهاية إلى أسلوب الترهيب حيث تتحول إلى شرطي بهرواة تنذر سامرًا .

المرأة (الشرطي): حاذر ، حاذر
واضبط أعصابك يا سامر

لكن الجوقة تدخل لتحض سامرًا على الصمود ، التمسك بموقفه وكلمته الثائرة ويتمسك سامر بموقفه مهما كانت التضحية ، يعلن في وجه المرأة :

وجهك يا سيدتي يتلون ، يكلح ، يصفر
ويطالبني بالصمت
لكني أختار الموت


وهكذا تستمر القصيدة في تطورها ونموها من خلال هذا القالب حيث يسجن سامر ، وحيث تنعكس تضحيته على الجوقة المحايدة السلبية فتقرر في النهاية أن تحطم المسرح وتثور ، وتنتهي القصيدة ونهر الأصوات الغضبى يهدر ، وتدق الأجراس ، وتسمع في الظلمة أصوات مقاعد تتحطم ، إذ ينفض الناس .
وعلى هذا النحو نجد الشاعر قد استعار الشكل المسرحي بكل عناصره وتكنيكاته مما يضفي على القصيدة طابعًا دارميًا واضحًا ، ويزيل كثيرًا من الفوارق بينها وبين المسرحية .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:56 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(176)


الفصل التاسع


التكنيكات الروائية في القصيدة الحديثة


علاقة القصيدة بالرواية :
علاقة القصيدة بالرواية علاقة قديمة جدًا ، ترجع إلى ما قبل استقرار الرواية كجنس أدبي مستقل بقرون طويلة ، حيث كانت الرواية مجرد حكايات خيالية ساذجة ليس لها أسس فنيه مستقرة ، فقد استعارت القصيدة من الرواية –منذ هذه المرحلة المبكرة جدًا في تاريخها- عنصر "القص" أو "الحكاية " الذي كان هو جوهر الرواية أو القصة في ذلك الحين . ولكن صل ةالقصيدة بالرواية لم تقف عند هذا الحد ، فبعد أن نضجت الرواية وأصبحت جنسًا من أهم الأجناس الأدبية ، وتعددت اتجاهاتها وتياراتها ، وتعددت تبعًا لذلك تكنيكاتها الفنية ، ابتدأت القصيدة تستعي رمن الرواية أخص تكنيكاتها وأحدثها ، وبخاصة تلك الاتجاهات كاتجاه "تيار الوعي" وسواه ، وإن لم نقطع علاقاتها حتى بأشد تكنيكات القصة تقليدية وقدمًا ، ولا نريد هنا أن نستقصي التكنيكات والأدوات التي استعارتها القصيدة الحديثة من الرواية ، وإنما نريد فحسب أن نمثل لهابتكنيكين شاعا في القصيدة العربية الحديثة لنعرف من خلالهما كيف استطاع الشاعر أن يحول الأدوات الروائية الخالصة إلى أدوات شعرية ، وهذان التكنيكان هما "الارتداد flash bac " و"المونولوج الداخلي monologue interieure " .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:57 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(177)


والارتداد في الرواية هو قطع التسلسل الزمني للأحداث ، والعودة من اللحظة الحاضرة إلى بعض الأحداث التي وقعت في الماضي ، وقد يتم هذا الارتداد على لسان الراوي ، أو من خلال وعي أحد الأبطال لأغراض فنية مقصودة ، كإضاءة اللحظة الحاضرة التي يتم منها الارتداد وما أشبه ذلك . وقد استعار الشاعر هذا التكنيك من الرواية وطوعه لطبيعة البناء الشعري ، واستخدمه لأغرض شبيهة بتلك التي يستخدتمه من أجلها كاتب الرواية ، وقد يكون الارتداد في القصيدة من اللحظة النفسية الحاضرة إلى لحظة نفسية أخرى سباقة عليها في الزمن ، وقد يكون من حدث إلى حدث آخر –كما هو الشأن في الرواية – وتتضح لنا طبيعة توظيف الشاعر لتكنيك الارتداد من النموذج التالي- وهو من قصيدة "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة " للشاعر أمل دنقل : (150)
.. لشد ما أنا مهان
لا الليل يخفي عورت ، ولا الجدران
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدها
ولا احتمائي في سحائب الدخان
تقفز حولي طفلة وساعة العينين .. عذبة المشاكسة
(كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق
فنفتح الأزرار في ستراتنا ونسند البنادق
وحين مات عطشًا في الصحراء المشمسه
رطب باسمك الشفاه اليابسه
وارتخت العينان
فأين أخفي وجهي المتهم المدان ؟
والضحكة الطروبة ضحكته
والوجه ، والغمازتان

___________________________
(150): ديوان "البتكاء بين يدي زرقاء اليمامة "ص 25
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:58 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(178)


والمتحدث في القصيدة واحد من الجنود الذين نجوا من معارك 1967 وعاد يحمل جراحًا في جسمه وقلبه ، وإحساسًا ثقيلاً بالعار لا يستطيع أن يتخلص منه أو يخفيه ، فلا الليل يستر هذا العار ولا الجدران ، ولا محاولاته اليائسة – التي جسدها في صور مادية-لإخفائه عن أعين الآخرين ، ويزداد إحساسه بالعار ثقلاً وكثافة حين يرى طفلة أحد رفاقه في الميدان من الذين استشهدوا عطشًا في الماضي –الذي يتم من خلال وعي الجندي – من هذه اللحظة ؛ فرؤيته للطفل تذكره بأبيها الشهيد ، فيسترجع ما كانت تمثله هذه الطفلة بالنسبة له ، ولهم جميعًا – من خلاله- حيث كان حديث الأب عنها يتحول إلى نيسم وديع يهب النسيم ، ويسندون بنادقهم ، وحتى عندما استشهد والدها عطشًا في الصحراء المشمسة كان آخر ما تلفظ به لسانه –بل آخر ما رطب به شفتيه اليابستين- يرجع الحديث إلى اللحظة الحاضرة وقد ازداد إحساس الجندي بالعار ثقلاً وفداحة ، وزادت معالم المأساة عمقًا وكثافة ، فكل شيسء من ملامح الطفلة يذكره بأبيها ويدينه بأنه لم يشاركه في مصيره ، ويذكره بالمأساة الأليمة بكل تفاصيلها التي يحاول التهرب منها سدى .
وكثيرًا ما يستخدم أسلوب الاتداد في القصائد التي تتبنى على مفارقة تصويرية ، وبخاصة تلك المفارقات التي يكون للزمن أثر في تناقض الطرفين فيها .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 01:01 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(179)
1- المونولوج الداخلي :
والمونولوج الداخلي تكنيك من أبرز تكنيكات اتجاه (تيار الوعي) في الرواية الحديثة ، هذا الاتجاه الذي يهتم بمحتوى وعي الأبطال الداخلي و"يركز أساسًا على ارتياد مستويات ما قبل الكلام من الوعي ، بهدف الشكف عن الكيان النفسي للشخصيات (151) وكتاب هذا الاتجاه يستخدمون عدة تكنيكات لتقديم محتوى وعي أبطاله مقبل أن يخضع للمراقبة والتنظيم ، وأهم هذه التكنيكات هو "المونولوج الداخلي" لدرجة أن البعض يخلط بينه وبين مصطلح "تيار الوعي " ذاته (152) والمنولوج الداخلي هو "ذلك التكنيك المستخدم في القصص بغية تقديم المحتوى النفسي للشخصية ، والعمليات النفسية لديها – دون التكلم بذلك على نحو كلي أو جزئي – وذلك في اللحظة التي توجد فيها هذه العمليات في المستويات المختلفة للانضباط الواعي قبل أن تتشكل للتعبير عنها بالكلام على نحو مقصود "(153).
وقد استخدم الشاعر الحديث هذا التكنيك الروائي في تقديم بعض العمليا تالنفسية التي تتم في وعي شخصيات قصائده –كما في قصيدة أمل دنقل السابقة- أو في وعيه هو الخاص كما في قصيدة "في المدينة الهرمة" (154) للشاعرة فدوى طوقان ؛ حيث تستخدم الشاعرةهذا التكنيك الروائي لتقدم من خلاله بعض التداعيات التي تتم في وعيها . و "رحلة التداعلي في هذه القصيدة – كما تقول الشاعرة في تقديمها لها – تجري بين شارع أوكسشفرود في لندن وسوق العطارين في نابلس (بلدها ) . الرحلة تبدأ عند غشارة الضوء الأ؛مر ، وتنتهي عند إشارة الضوء ا لأخضر. والقصيدة تبدأ والشاعرة منجرفة مع المد البشري الذي يزدحم به الشارع دون أن يكون هناك أي تواصل بين عناصره :
_________________
(151) : روبرت همفري : تيار الوعي في الرواية الحديثة . ترجمة الدكتور محمد الربيعي . دار المعارف . مصر 1974ص22.
(152):السابق . ص 24 ، ص44 .
(153) : السابق . ص 46
(154) : فدوى طوقان . ديوتان "على قمة الدنيا وحيدًا " .ص 7 .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 01:06 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(180)

أمارس حمل الخطيئة ، معصيتي أنني غرسة أطلعتها جبال فلسطين من مات أمس استراح ،
(أشك ، لعل بقاياهمو في القبور تئن وتلعنني حين أفسح في السوق دربًا،
لتعبر نصف مجنزرة ثم أمضي بغير اكتراث)
رسالة عائشة تستريح على مكتبي
ونابلس هادئة ، الحياة تسير كماء النهر
يبادلني خاتم السجن صمتًا فصيحًا
(يقول لها حارس السجن إن الشجر
تساقط ، والغابة اليوم لا تشتعل
ولكن عائشة ما تزال تصر على القول إن الشجر
كثيف ومنتصب كالقلاع .. )إلخ

ولا يقطع رحلة التداعيات هذه في وعي الشاعرة إلا اخضرار ضوء الإشارة واندفاع المد البشري عبر الشارع من جديد :
ويخضر ضوء الإشارة ، يجرفني المد ، تهرب ذاكرتي ،
والخفافيش تهوى إلى قاع بئر عميقه
يغر ظل طريقه
يتابع ظلي ، يوازيه ، يمتد جسر .. إلخ
وعلى هذا النحو يحول الشاعر الحديث التكنيكات الروائية المختلفة إلى تكنيكات شعرية ، يصور من خلالها تعدد المستويات النفسية والشعورية لرؤيته الشعرية وتفاعلها وتصارعها في داخله .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .