العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-12-2007, 02:33 AM   #31
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السلام من خلال القوة

أوجد تلك الرؤية المعروفة (السلام من خلال القوة) الرئيس ريغان بعد تسلمه الحكم عام 1981, وهو يعني أنه لا يمكن أن يتحقق السلام إلا من خلال القوة .. لقد أضافت تلك الرؤية عاملا جديدا للتسريع في إعادة التسابق على التسلح.. وهذا ما جعل ريغان يرفع مخصصات وزارة الدفاع حتى بلغت بفترتي رئاسته بين عامي 1981و1989 الى 2600 مليار دولار، مع تقديم 60 مليار دولار كمساعدات لحلفائه .. وهذا جعله أيضا يعيب على سلفه (كارتر) باتباع مبدأ المفاوضات مع السوفييت، في حين حافظ على رؤية كارتر بإعطاء الدفاع عن منطقة الخليج معطى أولي ..

كانت الدوافع وراء تشدد ريغان في هذه الرؤية، ما سبق تلك الفترة من تغيرات تمثلت بتبعية نظام نيكاراغوا لكوبا، ودخول الاتحاد السوفييتي لإفغانستان والتغيير الذي حصل في إيران.. وهو الحدث الذي جعل ريغان إطلاق لقب (إمبراطورية الشر) على الاتحاد السوفييتي، وتكثيف الحملات لزرع الكراهية في نفوس أبناء العالم من السوفييت واستغلال تلك الحملة لدفع الأوروبيين لفتح بلدانهم لتكديس السلاح الأمريكي والمساهمة في أثمانه ..

إن هذه السياسة حملت الميزانية الأمريكية الكثير. وكثر الحديث عن إمكانية إفلاس أمريكا إذ كتب اثنان ممن كلفوا بوضع دراسة عن مستقبل أمريكا، عام 1982 من قبل (ريغان) بأن إفلاس أمريكا سيحصل عام 1992. وقد كتب أحد قادة الحزب الجمهوري (السيناتور ريتشارد لوغار) رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس(سابقا) : (إن الفجوة بين أهداف أمريكا الخارجية وإمكانياتها الذاتية اتسعت بشكل كبير مما أدى الى خلق ما يمكن أن يطلق عليه (الأزمة الأمنية) .. وعلى الرغم من اتفاق الحزبين الجمهوري والديمقراطي على توصيف الأزمة فإنهما اختلفا على طرق علاجها ..

وباختصار فإن سياسة أمريكا الخارجية كانت تقوم على أربعة محاور:

1ـ العلاقة مع الاتحاد السوفييتي، وتقوم على التنافس على دول العالم الثالث، ومنع السوفييت من استغلال علاقاتهم بتلك الدول ..

2ـ العلاقة مع الحلفاء الغربيين وتقوم على إحداث حالة تعاون لا تفتر، ومنعها من الفتور، وتسخير اقتصاد أوروبا للمضي قدما في دعم أمريكا.

3ـ العلاقة مع دول العالم الثالث، وقد تطورت نحو الأسوأ، فبعد أن بدأ تشهد انتعاشا في عهد كارتر لتخليص العالم الثالث من فقره (وقد بدأت بعهد كندي) تراجعت في عهد ريغان لتقوم على تغذية الحروب (في أقاليم العالم) وإنهاك اقتصادها نتيجة ذلك ..

4ـ العلاقة مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة، وكانت ولا زالت لاستغلال تلك المنظمة وتسخيرها لخدمة الأهداف الأمريكية ..

وجهة نظر كيسنجر

يعتبر كبسنجر مع دالاس ووارن كريستوفر أهم ثلاثة وزراء خارجية في تاريخ الولايات المتحدة ولهم فلسفات خاصة بهم تترك أثرها في مجرى السياسة الأمريكية ..

يقول هنري كيسنجر أن على كل دولة أن تجاوب على ثلاثة أسئلة رئيسية على الأقل قبل صياغة سياستها الخارجية:

أ ـ ماذا تعني بمفهوم الأمن القومي؟ أو بعبارة أخرى، ما هي التغيرات الدولية التي لا بد من مقاومتها؟

ب ـ ما هو الهدف القومي؟ بمعنى آخر، ما هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟

ج ـ ما هي الموارد المتاحة لتحقيق الهدفين؟

لو اعتمدنا تلك التساؤلات لفهم ما جرى ويجري في الولايات المتحدة، لرأينا أن الولايات المتحدة التي كانت بعد الحرب العالمية الثانية تنتج ما يعادل 52% من الإنتاج العالمي، ونظرنا إليها الآن في نهاية 2007 لوجدنا أن الظروف قد تغيرت كثيرا، فلم يعد الأمريكان ولا السوفييت (الروس) هم من يسهم مساهمات كبرى في الانتاج العالمي .. بل صعد قوى مختلفة في العالم تسهم في نسب كبيرة في الإنتاج، ففي حين كانت اليابان قبل 20 عاما أي في عام 1987 تحتل المرتبة الثانية في الإنتاج العالمي، فإنه في عام 2010 ستحتل الصين تلك المرتبة التي كان يحتلها الاتحاد السوفييتي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، والذي سيتراجع (روسيا) الى المرتبة الرابعة بعد اليابان ..

يبدو أن ما كان يسمى بسياسة توازن القوى في المرحلة السابقة، قد اختل بشكل ينتظر بعض الوقت لتسقط فيه كل المعايير السابقة ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-12-2007, 12:13 AM   #32
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفصل العاشر

التطور التاريخي لسياسة وأهداف أمريكا الشرق أوسطية

برز الاهتمام الأمريكي في الشرق الأوسط ببداية القرن العشرين، وقد تزامن ذلك مع بروز النفط وأهميته من ناحية، ومع ما سمي بسياسة (الباب المفتوح) التي ظهرت مع تقسيم البلدان العربية بين بريطانيا وفرنسا، لتصل بها الى الاستقلال التام، فاتحة الباب أمام الشركات العالمية للاستثمار في المنطقة العربية، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تطالب باستمرار بتطبيق سياسة الباب المفتوح لتسمح الدولتان المستعمرتان للشركات الأمريكية بالمشاركة في استثمار أموالها بالمنطقة العربية ..

لكن لم يأخذ النشاط الأمريكي شكله القوي إلا في بداية الأربعينات من القرن العشرين، واكتفوا بالدخول بهدوء بحثا عن موطئ قدم في الأقطار العربية .. وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى استطاعت أمريكا أن تقنع بريطانيا بلزوم المشاركة الفعلية بل والقائدة للشركات الأمريكية ..

من جانب آخر وبعد صدور وعد بلفور المشؤوم عام 1917 استطاعت جماعات صهيونية عام 1922 إقناع الكونجرس الأمريكي بالوقوف الى جانب فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .. فتأسست فكرة لدى الأمريكان بربط دعم المطامح اليهودية بالمطامع الأمريكية في المنطقة.

الحركة الصهيونية والسياسة الأمريكية

شهدت فترة سيطرة القوة النازية على ألمانيا وأثناء الحرب العالمية الثانية، إيجاد أجواء من التعاطف مع اليهود، وحالة من التفكير لاستغلال الحالة اليهودية، ومن الغريب أن الولايات المتحدة التي كانت تشجع الإنجليز الذين كانوا يشرفون على صناعة وطن قومي لليهود في فلسطين كونهم هم المحتلون الرسميون لفلسطين، على فتح باب الهجرة أمام اليهود في أوروبا الشرقية والمضطهدين من النازيين الى فلسطين، في حين شددت بقوة على منع دخول أي يهودي في تلك الفترة لأمريكا!

ولما كانت الحركة الصهيونية قد مهدت منذ بداية العشرينات على ترتيب علاقاتها مع الإدارة الأمريكية، فقد أثمرت جهودها في جعل أمريكا حليفا أساسيا لها عندما كانت بصدد إعلان دولتها.. فهذا الرئيس الأمريكي (ترومان) يعترف بقوة الضغط الصهيوني (إن الضغوط التي تعرض لها البيت الأبيض خلال تلك الفترة لم يكن قد سبق لها مثيل) كما أشار الى (أن بعض القيادات الصهيونية اقترحت عليه القيام بالضغط على بعض الدول من أجل حملها على التصويت الى جانب قرار التقسيم في الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة) .. وهكذا استطاع الصهاينة بمعاونة أمريكا من انتزاع 78% من أرض فلسطين عام 1948

بعد تولي إيزنهاور مقاليد الحكم عام 1953 حاول اتباع سياسة متوازنة في الشرق الأوسط، وجعل وزير خارجيته (جون فوستر دالاس) يقوم بجهود كبيرة في تلك المسألة والذي كلف أحد قيادات (الكويكز) وكان اسمه (جاكسون) صاحب المبادرة التي تحمل اسمه عام 1955 والذي قام بثلاث زيارات لكل من القاهرة والقدس لتحقيق تسوية سريعة .. إلا أن جهود إيزنهاور ودالاس وجاكسون كلها باءت بالفشل للأسباب التالية:

1ـ سيطرة موجة معادية للشيوعية على الأمريكية واتجاه أتباع وقيادات تلك الموجة الى اعتبار كل الدول غير الموالية لأمريكا، هي مع الشيوعية، وكان هذا الحال مع مصر وشقيقاتها العربيات اللواتي لم يعجبهن ما حدث لفلسطين.

2ـ قيام حركة التحرر العربية بتبني فكرة معاداة الصهيونية والفكر الإمبريالي الغربي والذي أعتبر مساندا للصهيونية .. وتبني الفكر الاشتراكي ..

3ـ إصرار الكيان الصهيوني على فرض شروط مهينة على العرب، حتى يقبل بتسوية ..

وقد نسفت الحركة الصهيونية كل تلك الجهود، بتكرار اعتداءتها على غزة وهدم بيوتها (ثلاث مرات) كما قامت بعدة مذابح داخل الأرض المحتلة .. ثم توجت ذلك بالعدوان الثلاثي الذي اشتركت به معها كل من بريطانيا وفرنسا.. ورغم أن موقف الرئيس إيزنهاور الذي أجبر تلك الدول على سحب قواتها من مصر، فإن عام 1956 كان عاما تمهيديا لجعل أمريكا السند الأقوى للكيان الصهيوني ..

الكيان الصهيوني كأداة أمريكية

في عام 1962 وصل الرئيس (جون كندي) الى سدة الحكم ب 82% من أصوات يهود أمريكا .. لقد شهدت فترة حكمه رغم قصرها، حالة انتعاش لليهود في احتلال مواقع هامة في إدارة الدولة الأمريكية .. وبعد وصول (ليندون جونسون) للحكم على إثر اغتيال (كندي) .. كانت فكرة استخدام (إسرائيل) كأداة بيد الأمريكان قد اختمرت لدى النخبة الحاكمة الأمريكية ..

وقد كان جونسون من المشجعين لتلك الفكرة، أو بالأحرى ممن نذروا أنفسهم لخدمة تلك الفكرة، مستغلا ظهور موجة عداء لأمريكا بعد هزيمة 1967، ونشاط بعض الدول العربية في حركة عدم الانحياز، وكانت هزيمة العرب في حزيران يونية عام 1967 مشجعا إضافيا على المراهنة على الكيان الصهيوني باعتباره أداة مهمة للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.

زاد الدعم الحكومي 500%، كما زاد الدعم الشعبي، فقد كتب (إدوارد تفنان) في كتابه (اللوبي) أن (كرم يهود أمريكا تجاوز الخيال إذ قامت الجالية اليهودية بجمع 100 مليون دولار خلال شهر حزيران 1967 .. وفي حفل غداء بنيويورك تم جمع 15 مليون دولار خلال 15 دقيقة !..


التحالف الأمريكي ـ الصهيوني

برز الكيان الصهيوني بعد حرب 1967 كدولة قوية راسخة تستحق الإعجاب والتحالف معها .. وبعد تلك الحرب بأيام ظهرت 38 منظمة صهيونية ارتبطت جميعها به وأهمها : (لجنة العلاقات الأمريكية ـ الإسرايلية) و (اللوبي الصهيوني) و (مجلس رؤساء الجمعيات اليهودية الرئيسية) و (جمعية بناي بريث) .. تقول الدكتورة (شيريل روبينبيرغ) وهي أستاذة جامعية يهودية إن سرعة حصول القوى المساعدة لاسرائيل على الدعم الأمريكي الكبير يرجع الى:

1ـ قوة ايمان الطبقة الحاكمة بأهمية اسرائيل الاستراتيجية.
2ـ تزايد إعجاب الأمريكيين باسرائيل بعد انتصارها عام 1967
3ـ النشاط الكبير للحركة الصهيونية داخل أمريكا

في عام 1969 انتقل الحكم من الديمقراطيين الى الجمهوريين حيث استلم نيكسون في فترة كثيرة الاضطراب .. فكان نشاطه الرئيسي منصبا على جنوب شرق آسيا .. حرب فيتنام .. غزو كمبوديا .. ثم أخذ يغير من سياساته تمهيدا لانهاء حرب فيتنام والتقارب مع الاتحاد السوفييتي والصين (وقد مررنا على ذلك)

لكن لم تحظ المنطقة العربية باهتمام كبير، خصوصا للأجواء التي كانت القوى المعادية للعرب تصويرهم بالهمجية من خلال موجات خطف الطائرات الخ.. واقتصرت نشاطات نكسون في المنطقة على مبادرة (وليام روجرز) وزير الخارجية ومساعده (جوزيف سيسكو) .. والتي لم يشجعها (كيسنجر) مستشار الأمن القومي آنذاك، بل اقترح على نكسون إهمالها ..

لكن ما حدث في أعقاب حرب أكتوبر عام 1973، أعاد الأمريكان الى اهتمامهم الشديد بالمنطقة وفق أسس التزموا بها في نشاطهم:

1ـ إعادة تأكيد التزام أمريكا بوجود وأمن اسرائيل.
2ـ الإعلان عن الرغبة في بدء عملية سلام جديدة بهدف التوصل الى حل شامل
3ـ البدء في بلورة سياسة محددة تجاه منطقة الخليج بهدف تفريغ البترول من قوته السياسية وإخضاع تلك المنطقة للسيطرة الأمريكية (كان هذا بعد أن استخدم العرب النفط كسلاح).
4ـ اعتماد اسرائيل وإيران أداتين من أدوات السياسة الأمريكية الخارجية.

في عام 1977 حاول الرئيس كارتر (1977ـ1981) تعديل مجرى السياسة الأمريكية وجعلها متوازنة، لكنه فشل في إقناع اسرائيل المدعومة من الكونجرس الأمريكي باجبارها على الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ونجح في إتمام عملية التسوية مع مصر .. وإخراجها من حالة الصراع العربي الصهيوني وهذا أكبر إنجاز للصهيونية وأكبر أذى حل بالأمة العربية ..

في المرة القادمة سنتناول سياسة أمريكا تجاه الخليج العربي ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-12-2007, 06:09 PM   #33
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

سياسة أمريكا تجاه الخليج العربي :

بدأ إهتمام الأمريكان بالخليج العربي مع بداية ظهور النفط فيه، وقد سارعت الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة علاقات متينة مع كل من إيران والسعودية، وإن عدم اهتمامها بالعراق كان ينبع من خضوع العراق تحت السيطرة الإنجليزية.

وفي عام 1953 قامت الولايات المتحدة بالإطاحة بحكومة مصدق في إيران، وأعادت الشاه اليها، ويمكن تحديد أهداف السياسة الأمريكية في الخليج ب:

1ـ تأمين حرية وصول الغرب الى آبار البترول والحيلولة دون وصول السوفييت إليها (في وقته) ..
2ـ احتواء نفوذ السوفييت في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
3ـ تحقيق استقرار دول الخليج المنتجة للنفط من خلال الحفاظ على الأمر الواقع وبأقل التكاليف الممكنة.
4ـ مساعدة الشركات والبضائع الأمريكية على التغلغل في أسواق الخليج.

ولأجل تحقيق تلك الأهداف، قامت الحكومة الأمريكية برسم سياسة خارجية مرنة، في مقدورها العمل على عدة اتجاهات، اقتصادية ثقافية اجتماعية عسكرية، مع معظم دول الخليج، فاستطاعت انتزاع موافقة كثير من تلك البلدان على إقامة قواعد عسكرية فيها، مبتدئة بعمان والبحرين .. ولم تنس أمريكا إيران والكيان الصهيوني كأسيجة لحماية تلك المنطقة وجعلها آمنة لتسهيل السيطرة عليها ..

لقد صرح إيزنهاور عام 1957 بالتزامه بحماية تلك المنطقة، كما أعلن كارتر في أعقاب غزو الاتحاد السوفييتي لإفغانستان بالتزامه بالدفاع عن منطقة الخليج إذا ما تعرضت لخطر ..

ولعب ريغان لعبة مزدوجة في الحرب العراقية الإيرانية، إذ أوحى للعراقيين بأنه على استعداد لتزويدهم بالمعلومات الاستخبارية عن إيران. وأوعز للكيان الصهيوني بتزويد إيران بأسلحة أمريكية عن طريق الكيان الصهيوني وتلك العملية التي سميت (إيران ـ كونترا) .. وقد جن جنون الأمريكان عندما عرض السوفييت على الكويتيين تأجيرهم ثلاث سفن لنقل النفط مع تأمين الحماية لها، بعد أن تعرضت ناقلات النفط الكويتية لهجمات إيرانية .. مما اعتبره الأمريكان تهديدا للهدف الأول من سياساتهم في الخليج ..

إلا أن السياسة الأمريكية قد شابها فتور في النصف الثاني من الثمانينات، في عهد ريغان في منطقة الخليج بالأشكال التالية:

1ـ حدوث انخفاض حجم التبادل التجاري بين دول الخليج وأمريكا..
2ـ قيام أمريكا بناء على رغبة الكيان الصهيوني بعدم الالتزام ببنود المقاطعة مع الكيان الصهيوني .. مما حدا بالخليجيين بالعزوف عن التعامل مع الشركات المخالفة.
3ـ قيام اللوبي الصهيوني بتحريض الكونجرس على عدم تنفيذ بيع أسلحة لبعض الدول الخليجية ..

عناصر سياسة أمريكا الشرق أوسطية

1ـ الحيلولة دون حصول السوفييت على موضع قدم لهم في الشرق الأوسط.
2ـ ضمان انفراد الغرب بنفط المنطقة وسهولة انسيابه وتدفقه لأسواقهم.
3ـ الحفاظ على استقرار الدول التي تقيم علاقات جيدة مع أمريكا .. وإرباك الدول الممانعة لإقامة مثل تلك العلاقات ..
4ـ ضمان وجود إسرائيل وأمنها وتقدمها..
5ـ تسهيل وتأمين دخول الشركات والبضائع الأمريكية للمنطقة العربية.

أما قضية فلسطين فإن الإدارة الأمريكية تنظر لها وفق ما يلي:

1ـ الاعتراف بحق دول وشعوب المنطقة بحياة سلام وأمن.
2ـ إيجاد حل دائم وشامل يقوم على:
أ ـ توفير الاحتياجات الأمنية للكيان الصهيوني.
ب ـ توفير الاحتياجات الأمنية للدول الأخرى..
ج ـ أخذ تطلعات الشعب الفلسطيني بالاعتبار!
3ـ التمسك بقراري الأمم المتحدة 242و 338 باعتبارهما أساس لمبادلة الأرض بالسلام..
4ـ ربط الضفة الغربية وقطاع غزة بالأردن.
5ـ الإيمان بأهمية المفاوضات المباشرة..
6ـ إن صيغة المؤتمر الدولي لا بد وأن تحدث تقدما وتحول دون الشلل..
7ـ الابتعاد عن دمج الوفود العربية بالمفاوضات والتفاوض معها منفردة..
8ـ لا بد أن يتوفر بالمفاوضين الرغبة بالسلام وكراهية العنف والإرهاب!
9ـ يجب أن ينتج عن كل مفاوضات معاهدات منفصلة عن غيرها مع أقطار عربية أخرى ..

مع ذلك فإن أمريكا (النخب الحاكمة) تقدم مصالحها على مصالح غيرها، حتى لو كان الآخرين (الكيان الصهيوني) وهذا يعني أن القوة الإسرائيلية في منطقتنا هي قوة هشة على أحسن الفروض، قابلة للانحناء والانكسار، وقد رأيناها في جنوب لبنان كما كنا رأيناها في حرب 1968 في الكرامة و1973 في حرب أكتوبر/ تشرين .. فإذا تم خلع أنبوب التغذية الأمريكي عنها وهي أشبه ما يكون بغرفة العناية الحثيثة، فإن إمكانية زوالها أمر ممكن جدا ..

سنتكلم في المرة القادمة وهي الأخيرة عن العرب وصنع السياسة الأمريكية
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-12-2007, 04:03 AM   #34
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

العرب وصنع السياسة الأمريكية


رأينا في الحلقات السابقة كم هي معقدة مسارات القرار الأمريكي، والكيفية التي تحول دون تفرد شخص أو هيئة في اتخاذ القرار، فالرئيس الذي لا بد له من أن يكون حامي حمى المصالح الأمريكية، والذي بنفس الوقت يحاول استرضاء الوسط الذي خرج منه سواء كان وسطا ماليا أو نخبويا، يحاول النفاذ من بين ممثلين لولايات يكونون في أغلب الأحيان تحت ضغط حب البقاء في الكونجرس أو تحت ضغط جماعات تدفع لهم بسخاء أو يقترن رضاها بموضوع التمديد لذلك العضو وبين وسط مؤسساتي إعلامي و دعائي من خلال مجموعات هائلة من مراكز التمويل للدراسات التي تضخ في الفضاء الذهني ليحرك الرأي العام وما لتحريكه صلة ببقاء النخب في مواقعها ..

في هذه الأجواء سنتلمس أثر أداء الوسط العربي داخل بيئة صناعة القرار..

تاريخ بداية التحرك العربي في موضوع اتخاذ القرار الأمريكي

بعد هزيمة العرب في حرب 1967 تحركت بعض الشخصيات العربية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية وأنشأت شكلا تجميعيا أطلقت عليه (جمعية الخريجين العرب الأمريكيين AAUG) وكان نشاطها أشبه بمؤسسة خيرية تعليمية ثقافية ..

وفي أوائل السبعينات من القرن الماضي تم إنشاء الجمعية الوطنية للعرب الأمريكيين NAAA كلوبي عربي هدفه الاتصال بالإدارة الأمريكية وحثها على منع تشويه صورة العرب، والابتعاد عن الانحياز الكامل للجانب الصهيوني.

وفي عام 1985 تم إنشاء المعهد الأمريكي AAI كمؤسسة استهدفت تثقيف العرب المقيمين في أمريكا سياسيا و تشجيعهم على القيام بدور المؤثرين بالعملية الانتخابية .. الى جانب ذلك أقيمت عدة جمعيات أخرى منها (جمعية صندوق الأراضي المقدسة الموحدة) و (صندوق فلسطين العربي) و (مجلس العلاقات العربية ـ الأمريكية) ..

ورغم مرور عدة عقود على إنشاء مثل تلك الجماعات العربية في أمريكا، فإن أداءها لا زال ضعيفا ولا يذكر، وقد تكون أسباب رداءته التالية :

1ـ قيام تلك الجماعات بتبني قضايا بعيدة عن اهتمام الجمهور الأمريكي، كقضية بيع الأسلحة للسعودية والأردن، وهي قضايا يصعب جذب الجمهور الأمريكي نحوها..

2ـ اتجاه الجالية العربية الأمريكية عن الابتعاد عن القضايا السياسية، وجهلها بفنون العمل الجماعي ولعبة الصوت في الانتخابات ..

3ـ عدم تعود العرب للتبرع لقضايا سياسية، وفشلهم في تمويل هيئاتهم تلك.

4ـ عجز الدول العربية عن بلورة موقفها تجاه قضاياها الخارجية وانقسامها في بلدانها، انعكس على الرعايا العرب في أمريكا .. فانقسموا ..

هل يمكن للعرب أن يكونوا مؤثرين يوما في السياسة الأمريكية؟

صحيح، أنه لم يكن للعرب في أي يوم من الأيام دورا بارزا في صنع السياسة الأمريكية الخارجية. إلا أن ذلك لا يعني ألا يكون لهم في يوم من الأيام مثل ذلك الدور، وذلك لأن المناخ الذي تصنع فيه السياسة الأمريكية ـ كما رأينا ـ له الكثير من المداخل والمخارج .. والتدرب على التأثير على تلك المفاصل أو المداخل، وإن بدا صعبا وطويلا، فإنه يحتاج الكثير من الصبر والتدريب ومعرفة قواعد لعبة السياسة الدولية ..

إن المؤسسات الإعلامية وذات الطبيعة الدراسية وحتى تلك السياسية أو القريبة من الدائرة السياسية، لها مدراء ومساعدين مدراء وكلها ترتبط بالتالي بالجانب الاقتصادي ومصالح المؤسسات الكبرى الرأسمالية، فعقد الصفقات وإقامة الحوار و دعوة هؤلاء الأشخاص المؤثرين وجعل من يحاورهم مستعدا لمعرفة ما يريد من خلال الربط العربي الرسمي والثقافي والاقتصادي بالأشخاص والمؤسسات العربية الموجودة في الساحة الأمريكية سيعطي نتيجة بكل تأكيد.

وبإمكاننا تلخيص ذلك التوجه بما يلي :

1ـ إن وجود إجماع حول سياسة أمريكا الخارجية ـ من قبل الأمريكيين ـ يجعل من الخطأ مهاجمة تلك السياسة بشكل سافر، بغض النظر عن مساوئها ومعاداتها في غالبية الأحيان لتطلعات الشعوب العربية. لأن ذلك سيستعدي الطبقة الحاكمة والدوائر المحيطة بها من قوى اجتماعية واقتصادية وإعلامية.

2ـ توجيه النقد لتلك السياسة بشكل انتقائي والتركيز على العناصر التي تضر بمصالح أمريكا بالمدى الطويل، والتركيز أيضا على انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين والعراق (من قبل الصهاينة والجنود الأمريكان أو ممن يساعدونه) وأثر مساندة ذلك أمريكيا على مصالح الشعب الأمريكي.

3ـ ولما كان من الصعب تحريك صانع القرار السياسي دون الإحساس بتعرض مصالح أمريكا لخطر حقيقي فإن محاولات الإقناع والتخويف لا بد أن تقترن بإجراءات عملية تلحق الضرر بمصالح بعض الشركات للتأثير على صانعي القرار، وهذا ينسحب على التنسيق مع قوى شعبية بالسماح لها عربيا (رسميا) بالتعبير عن غضبها في المظاهرات والاحتجاجات المنظمة..

4ـ التنسيق الرسمي والشعبي في البلدان العربية مع الجاليات العربية والمؤثرين فيها بالولايات المتحدة .. ودعم منظمات تلك الجاليات ماليا وإعلاميا.

5ـ تنسيق جهد الجامعة العربية والسفارات العربية في أمريكا في تكريم من يساند القضايا العربية .. وتقوية صلاته بالنخب العربية ..

انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-12-2007, 09:52 AM   #35
ماجد زايد
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 239
إفتراضي

قال صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلم العلم "وعلمه".
وها قد علمتنا اخى الفاضل كثير مما لم نكن نعلم , احييك واتمنى منك ـ وجميعنا ـ أن تواصل امدادنا بما لم يعلموه لنا فى مدارسنا , وبما تتغاضى عن افشاؤه لنا وسائل اعلامنا , وبما يؤدى بنا للأفاقه من وهم اننا "نعلم" كل شيىء !!!
علمتنا كيف أن هذه " الأمريكا" صارت عظمى وأولى القوى فى الأرض !!!
نرجو منك أن تعلمنا , كيف ؟ وما يجب علينا ان نتعامل به مع هذه الدوله !! على أسس من تلك التركيبه التى بنيت لها , انا أرى فيك قادرا على ذلك فلا تدخر وسعا كثيرا .
أفادك الله وتقبل أحترامى.
مجدالعرب
ماجد زايد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .