العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 16-09-2008, 05:00 AM   #11
الشــــامخه
مشرفة قديرة سابقة
 
الصورة الرمزية لـ الشــــامخه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 3,760
إفتراضي


بارك الله بالشيخ الـ د.أحمد الكبيسي ونفعنا ونفع الأمه بعلمه واطال الله بعمره..



وجزاك الله خيراً اخي الكريم واثابك في هذا الشهر الفضيل على المجهود الأكثر من مميز و نافع
ووفقك لما يحبه ويرضاه..





متابعين بإذن الله..

__________________

ان تجـد خيـراً فخـذه....وأطـرح ما لـيس حسـناً
ان بعض القـول فــن....فـأجعلِ الاصغـــاءَ فنـا



اســـتودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه


الشــــامخه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-09-2008, 04:42 AM   #12
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكركم أختنا الفاضلة على المرور وشمولنا بالدعاء

علما بأني لم يكن لي فضل سوى محاولة نشر تلك المادة

الغنية بلغتها من قبل شيخنا حفظه الله
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-09-2008, 04:44 AM   #13
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

منظومة أنصت

أنصت – إستمع – سمع

هذه المنظومة هي في كيفية التعامل مع القرآن الكريم

أنصت والإنصات: هو عدم الكلام والسكوت لإعجاب المستمع بحديث المتكلم فيسكت ويستمع للاستفادة والفهم. (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {204} الأعراف) و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ {29} الأحقاف).

سمِع والسمع: حدث غير مقصود بمعنى حدث السمع بدون قصد من السامع ولم يكن في نيته السمع. (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ {26} فصلت) و (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ {55} القصص).

استمع والاستماع: هو سماع مقصود ومخططٌ له من قبل المستمع ويصل بالمستمع إلى التأمل في المعاني التي يستمع إليها بقصد الفهم والتعلم والاستفادة. (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {204} الأعراف) و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ {29} الأحقاف) و (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {18} الزمر).

ومن هنا ننتبه إلى الفرق بين السكوت ومرادفاته أيضاً:

السكوت: هو عدم الكلام لالتقاط الأنفاس وهو حركة من قوانين التنفّس.

الصمت: هو عدم الكلام تجنباً أو ترفّعاً عن الرد على كلام ما أو ترفّع عن جهل المتكلِّم.

الكظم: هو السكوت عند الغيظ.

الإفلاس: عند المناقشة بحيث يأتي أحد المتناقشين بحجّة لا تستطيع الرد عليها.

بهت: عندما يأتيك المتكلِّم بحجة تجعلك تبدو غبياً.

الإنصات: وهو السكوت لإعجابك بحديث المتكلِّم فتنصت لقوله لتفهم.

والقرآن الكريم بجب علينا قرآءته (وهي القراءة العادية) وتلاوته (أي تدبّر آياته) وهذه قراءة العلماء والمفكرين والمفسرين لسبر أغوار هذا الكتاب العزيز (اتل ما أُوحي إليك من الكتاب) وقد امتدح الله تعالى الذين يتلون القرآن فقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ {29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ {30}‏ فاطر).

ويختلف الناس باختلاف تعاملهم مع القرآن الكريم (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {32} فاطر) فمنهم:

ظالم لنفسه: الذي تعلّم القرآن ولم ينتفع به أو ينفع غيره به إنما تعلّمه سمعة ورياء ومرآءاة.

مقتصد: وهو الذي تعلّم القرآن ولم يعلّمه لغيره لكنه لم يُقصّر فيه.

ربّانيون: وهم الذين تعلموا القرآن وعلّموه لغيرهم وهم أهل القرآن وخاصته وحاملوا القرآن والمتخصصين به.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-09-2008, 04:45 AM   #14
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

منظومة آزر

آزر –أمدّ – أعان – أيّد - نصر

آزر: شدّ واستقام بحيث لا عوج فيه .

أيّد: اُشعر بالقوة (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {26} الأنفال).

أمدّ مدد على التوالي دفعة دفعة كالإمداد بالملائكة يوم غزوة بدر (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ {9} الأنفال). وتستخدم أمدّ بالخير ومدّ بالشر.

نصر: عند إلتحام الجيوش أو الحرب بين الحق والباطل (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {123} آل عمران).

إعانة: إعانة على مهنة ما أو حِرفة ما أو عمل ما (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً {95} الكهف).

بعث: بمعنى إثارة الشيء وتوجيهه (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً {5} الإسراء)

والتسلسل في القرآن لهذه الكلمات جاء على الشكل التالي:

بعث – آزر – أيّد – أمدّ - نصر
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-09-2008, 04:46 AM   #15
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

منظومة أجّ وأُجاج

أُجاج – ملح-

هاتان الكلمتان ليستا بمعنى واحد وهناك فرق بين الملح وبين الأُجاج.

أُجاج: شديد الملوحة والحرارة بحيث تكون الملوحة حارقة. فالإُجاج ليس الملح المطلق وإنما هو أخصّ من الملح. فكل أُجاج ملح وليس كل ملح أُجاج. وأجّ مأخوذة من أجيج النار. (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً {53} الفرقان). وكلمة مرج لها 12 معنى ومن هذه المعاني اشتعل ناراً كما في قوله تعالى (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ {15} الرحمن) .

وأجّ يؤجّ بمعنى أسرع واليأجوج مشتق من أجّ يؤجّ إذا هرول الإنسان وعدّى عليه (في حديث فتح خيبر لما قال الرسول r لأعطينّ الراية غداً... فدخل علي بن أبي طالب فأعطاه الراية إلى أن قال فذهب يؤجّ بها). ويأجوج ومأجوج فيها اشتقاقان : من أجّ يؤج بمعنى أشعل ناراً أو أوقد فتنة أو أحدث ارباكاً فهي مصروفة ويأجوج (فاعول) وقد تكون علَماً على قوم معينين فهي غير مصروفة . ويأجوج ومأجوج شُبّهوا بالنار المضطرمة والمياه المتموجة لكثرة اضطرابهم. (وللدكتور وقفات في يأجوج ومأجوج نوردهما إن شاء الله قريباً بعد الإنتهاء من تفريغ محتوى الحلقة وتنقيحها).

ملح: هو الطعم المعروف الذي يجعل الماء متجمداً. تغلب على الماء الملوحة فيصبح ملحاً ثم يُطلق على الماء المالح وإن لم يكن متجمداً والكلمة ليست عربية ولهذا انتقُد الشافعي لأنه استعمل كلمة كلمة مالح. يُقال مملح وليس مالح.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-09-2008, 04:49 AM   #16
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

منظومة إثم

ذنب –خطيئة – سوء وسيئات – فحشاء – إثم – معصية – جُرم - مُنكر - ضلالة

هذه المنظومة هي كل ما يتعلق بالذنب ومرادفاته في القرآن الكريم وكل كلمة لها معنى يختصّ بها.

الذنب: هو كل شيء يجعلك في مؤخرة الناس. وهو مشتق من الذَنَب وهو أخسّ شيء في الحيوان. وهو يستعمل في كل فعل يُستوخم عقباه اعتباراً بذَنَب الشيء ولهذا يُسمى الذنب تبِعة اعتباراً لما يحصل من عاقبته. (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ {11} آل عمران) (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ {40} العنكبوت).

الخطيئة: هي كل عمل قبيح يصدر عن عمل مُباح في الغالب. وأكثر ما تقال الخطيئة فيما لا يكون مقصوداً إليه في نفسه بل يكون القصد سبباً لتولّد ذلك الفعل منه كمن يرمي صيداً فيصيب إنساناً (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به). ويُسمى الذنب خاطئة (والمؤتفكات بالخاطئة) بمعنى الذنب العظيم. هناك خطأ بالإرادة أنت تريد شيئاً غير صحيح فهذا هو الخطأ التام وهو المأخوذ به الإنسان، خطيء يخطأ خِطأ (إن قتلهم كان خِطئاً كبيرا) و (إن كنا لخاطئين). وهناك خطأ في التنفيذ كأن يريد الإنسان أن يُحسّن فعله ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال أخطأ إخطاء فهو مخطئ وهنا تكون الإرادة مشروعة لكن تصير خطأ أي أنه أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل كأنك تريد أن تضرب عصفوراً فتصيب به إنساناً خطأ وهذا النوع من الخطأ معفو عنه بنسب معينة (ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة) (نغفر لكم خطاياكم) (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وجاء في الحديث الشريف: " رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان" و "من اجتهد فأخطأ فله أجر" " كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابين". وهناك نوع آخر أن يريد ما لا يحسن فعله ويتفق مع خلافه فهذا مخطيء في الإرادة ومصيب في الفعل فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله وهناك نوع آخر من الخطأ وهو الخطأ في العقيدة.

فالخطأ هو الذي يصدر عن مباحات وأكثر ما يقع في العبادات كالحب يتطور إلى أن يصير وداً ثم عشقاً ثم يبالغ العاشق حتى يصل إلى المبالغة والمغالاة التي قد تكون مقبولة محمودة وقد لا تكون حتى يصل إلى البدعة أي خرج من مشروع إلى غير مشروع كما فعل النصارى بعيسى حتى ألّهوه من شدة حبهم له. بينما قد يكون هذا الحب محموداً كما أحب صحابة رسول الله r الرسول r فمنهم من عشق النبي r عشقاً عظيماً وكان الرسول r قد أمر أصحابه أن لا يقوموا له عند دخوله عليهم لتواضعه r فلم يستطع أحد الصحابة ذلك وبقي يقوم للرسول r فلمّا سأله قال:

قيامي للحبيب عليّ فرض إلى أن قال: عجبت لمن له عقل ولُبّ يرى هذا الجمال ولا يقوم.

وكذلك بنو اسرائيل أخطأوا في العبادات (نغفر لكم خطاياكم) وقوم نوح (مما خطيئاتهم أُغرقوا) فقد كانوا مؤمنين موحّدين وكانوا من نسل شيث ثم بعد 400 سنة تقريباً كان بينهم أناس صالحون هم ودّ وسواع ويعوق وازداد حب الناس لهؤلاء الصالحين حتى صنعوا لهم تماثيل ثم انتهى بهم الأمر إلى عبادتهم دون الله تعالى. هذه خطيئات وهكذا تبدأ في العبادات غالباً. وفي حياتنا اليومية يقع الكثير من الأخطاء وهذا ما يُغفر . والخطيئة التي تكون في العقيدة هي التي تُخرج من المِلّة كالفرق الضّالة التي تتطور أفكارها حتى تخرج من الملّة.

وكلمة خطايا هي جمع كثرة (نغفر لكم خطاياكم) بينما كلمة خطيئاتكم جمع قلة (نغفر لكم خطيئاتكم).

السوء والسيئات: هو المُستقبح إما طبعاً أو عقلاً أو شرعاً. وهو كل ما يغُمّ الإنسان من الأمور الدنيوية والأخروية ومن الأحوال النفسية والبدنية والخارجية. والشيئة هي أفعال قبيحة تترك للإنسان سمعة سيئة عند الناس وهي ضد الحسنة (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من شيئة فمن نفسك) وقال r : "يا أنس أتبع السيئة الحسنة تمحها" لذا يجب أن نحرص على الإسراع في الأعمال الحسنة لتمحو السيئات. والحسنة والسيئة نوعان أحدهما باعتبار العقل والشرع كما في قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزى إلا مثلها) وهناك حسنة وسيئة بحسب اعتبار الطبع وذلك ما يستخفّه الطبع وما يستثقله (فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطّيروا بموسى ومن معه) و (ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة).

وهناك فرق بين السوء وظُلم النفس قال تعالى (ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه) والفرق هنا أن السوء قد يعود ببعض النفع على الإنسان كالذي يشرب الخمر أو يزني أو السارق فهو يشعر باللذة ولو للحظات أما ظلم النفس فهو لا يعود على الإنسان بأي نفع كالذي يشهد الزور لغيره دون أن يعود عليه الأمر بالنفع أو كالذي يقتل أحداً لأجل غيره من الناس فالفائدة هنا لا تعود على الشخص نفسه وإنما على غيره وهذا هو ظلم النفس.

الفحشاء: هو كل فعل من الأفعال يترك في القلب والنفس شعوراً بالتدني كالقتل والزنى وما إلى ذلك. والفحشاء هي أكثر من الفاحشة وأعمال الفحشاء ثلاثة: الزنى (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا) واللواطة (إنهم كانوا يأتون الفاحشة ما سبقهم بها من أحد من العالمين) وإتيان المحارم (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا).

الإثم: هو الذنب الذي يجعلك تشعر بالنقص وبالحقارة والخِسّة كشهادة الزور فبعد أن يرجع شاهد الزور إلى بيته ونفسه ويُفكّر فيما أقدم عليه يشعر بالحقارة وفي منتهى السوء وأنه أقل قيمة من غيره مع نفسه. (ومن يفعل ذلك يلق أثاما). والإثم هو الإقصاء والتبديل (فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم). والإثم هو ما حاك في الصدر وكرهت أن يطّلع عليه الناس (ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبينا) كأن تصوّب على غزال فتقتل إنساناً (هذه خطيئة) ثم تتهم غيرك بالقتل (هذا إثم) والكذب فرع منه ويُسمى الكذب إثماً لكونه من جملة الإثم. والإثم شعور خفي (أخذته العزة بالإثم) يشعر بالحقارة وبأنه وضيع لكن تأخذه العزة (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) يشعر بالحقارة إذا كتم الشهادة. وقوله تعالى (كفّار أثيم) هذا في الذي كان يكذب على الرسول r وبه خِسّة.

إذن الإثم هو كل شيء يُشعرك في داخل النفس وتُنقص من قدر نفسك وأنك لست كريماً بذلك الفعل يُسمة إثماً وهذه ذنوب الجبناء.

والإثم أعمّ من العدوان (يسارعون في الإثم والعدوان) والعدوان فيه اعتداء على حقوق الآخرين وهو أن يكون لي حق عليك فأتجاوزه وهناك البغي وهو أن أسلبك حقك بالقهر أو بالسلاح وهناك الظلم وهو أن ألسبك حقك سِلماً.

المعصية: نوعان إما أن لا تفعل أمراً فتتمرد عليه (ولا أعصي لك أمراً) وإما أن ترتكب أمراً منهياً عنه (وعصى آدم ربه) وهذه تحصل ساعة صدور الأمر بافعل أو لا تفعل. يقال لك إفعل فلا تفعل أو يقال لك لا تفعل فتفعل. ولا تُسمى عاصياً إلا إذا لم تُطبق الأمر ساعة صدوره إليك (لا يعصون الله ما أمرهم) (فإن عصوك فقل إني بريء).

والكفر أنواع: كفر العقيدة وهو أن تجعل لله نداً وهو خلقك وهناك كفر لا يُخرج من المِلة كما جاء في بعض الأحاديث عن الرسول r "النياحة على الميت كفر" و "الحلِف بغير الله كفر". وهناك كفر النعمة بأن لا تشكرها لكنك لا تعتدي بها على غيرك وهناك شكر النعمة أن تشكر الله عليها وهناك بطر النعمة وهو أن لا تشكر النعمة وأن تعتدي بها على غيرك من الناس لتأخذ حقوقهم.

وهناك كفر وشرك وكفر وإلحاد. والكفر في القرآن يعني المشرك المحارب (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) والشرك هو أن تجعل لله نداً وهو خالقك. أما الإلحاد والرياء والنفاق منظومة واحدة: فالرياء هو أن اُجوّد العمل لأسمع المديح من غيري (كالذي يُحسّن صلاته أمام الناس فقط) وهذا رياء العمل فالمرائي قلبه مؤمن، وهم الذين جاء فيهم الحديث أنهم أول من تُسعّر بهم النا عالم وشهيد ومُنفق كل منهم فعل ما فعل ليقول الناس عنه أنه كذا. أما النفاق فهو إبطان الكفر وإظهار الإسلام إما خوفاً أو جبناً (لا يصلي إلا إذا رأى الناس) وهذا المنافق يعمل لغير الله تعالى، وهناك الإلحاد وهو نوع من النفاق الصادق من وجهة نظر صاحبه كالمسلم الذي يُصلي ويصوم ولكنه يُحب الشيوعية، فهو إذن اعترتفك بالشيء الصواب لكنك تضيف عليه ما ينافي العقيدة (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) وعليه لا يُقال للمسيحي الذي يُثلّث أو اليهودي أنه ملحد (إن الذين يلحدون في أسمائه) هؤلاء يؤمنون بالله لكنهم يجعلون له أسماء غير التي هي له.

أما الفسق فهو الخروج عن طاعة والدخول في كبيرة كالذي كان يصلي ثم توقف عن الصلاة أو لم يكن زانياً فأصبح زانياً. وهناك فسق عمل وفسق عقيدة (سأوريكم دار الفاسقين).

وهنالك الفجور: إذا صار الفسق ديدناً يُسمى فجوراً. فإذا أصبح الفسق فيه إدمان صار فاجراً كالذي يشرب الخمر بشكل مستمر ولو شرب مرة واحدة وتاب يُعاقب وينتهي الأمر (ولا يلدوا إلا فاجراً كفّارا) لأنهم اعتادوا على الفسق.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-09-2008, 04:51 AM   #17
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

تابع للمنظومة السابقة

الضلال والضلالة: هو كل طريق لا يؤدي إلى المقصود كالذي يدور في حلقة مفرغة (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدّا). متى ما سلك الإنسان سبلاً أخرى غير السبيل الصحيح فهو لن يصل إلى المقصود فهو ضالّ لأنه لا بد من الإتجاه نحو الهدف عن طريق السبيل الصحيح (قل هذه سبيلي) (ولا تتبعا السبل فتفرّق بكم عن سبيله). والضلال نسبي وقد يُصاب به الصالحون كما جاء على لسان موسى u (وما أنا من الضالين)، ومطلق وهو ضلال العقيدة كعبادة الأصنام ونحوها ويُطلقها تعالى على الكافرين غير الموحّدين (واغفر لأبي إنه كان من الضالّين). وقد تأتي ضلّ بمعنى تاه (الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) لم يكن سعيهم في الطريق المرسوم.

الجُرم: هناك فرق بين الجَرم الذي هو من الحسم والجزم من أنواع القطع فهناك قطع سريع ونوع بتر ونوع قطع فرعي (لا جَرَم أنهم في الآخرة من الخاسرين) هذا قطع نهائي قد يكون هناك قطع يمكن أن يلتحم بعده المقطوع أما النهائي فهو ما لا يمكن أن يلتحم ويعود كما كان.

أما الجُرم والمجرم والجريمة: فالمجرم هو الذي بفعله انقطع عن مجتمعه انقطاعاً كاملاً فهو منذ وجوده يسعى لأن يكون هو في ناحية والمجتمع كله في ناحية أخرى بحيث أن كل سعيه ينحصر بأن يتميّز عنهم ولا يكون بينهم وبينه صلة بل يقضي عمره كله في مكره بهم. والجريمة لغة من بعض معانيها النواة فالإنسان عندما يأكل التمرة يرمي بالنواة ولا يبقى بينه وبينها صلة. ولو علم الناس كلمة مجرم لفهموا معناها فهناك إجرام نسبي لا يأخذ الحد الكبير في الإجرام لكنه ذنب لا يمحوه الصلاة والصوم ومن الإجرام النسبي تعسّف الأزواج مع زوجاتهم أو أبنائهم بضربهم إل حد العوَق فهذا مجرم قطع ما بين نفسه وبين زوجه وأولاده ويوم القيامة يعاقبه الله تعالى عقاباً شديداً، وإجرام مطلق كالحاكم الذي عزل نفسه عن شعبه وكان ماكراً بهم ويتسلط عليهم فهو مجرم جبار متكبر ظالم متسلط هذا الذي يعامله الله تعالى بصغار (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) والمكر هو التفاف الأغصان بعضها على بعض بحيث لا يعرف الناس أي ورقة تنتمي لأي غصن، والإجرام المطلق مثل فرعون مثلاً الذي سخّر كل الناس لخدمته وتفنن في مكره بهم فالمجرم لا بد في النهاية من أن يُخذل قبل أن يموت (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون) مفرعون والنمرود وغيرهم حتى في التاريخ المعاصر. والعذاب أنواع هناك عذاب أليم وعظيم وشديد ومهين وكل عذاب يليق بأحد الناس فالعذاب المهين مثلاً يكون على القيم والكرامة فلو أُلقي القبض على أحدهم بتهمة صك مزور وكان هذا المزور تاجراً كبيراً عظيماً أو عاملاً بسيطاً أما هذا الأخير فقد يُسجن أياماً قليلة ثم يفرج عنه أما التاجر فيهان لأن الإهانة عنده تساي السجن عشرات السنين. وقوله تعالى (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) يدل على أن حساب يوم القايمة عذاب مهين ومن هذه الإهانة أن لا يُسأل المجرم عن ذنبه وهذا إمعان في إهانته واحتقاره بحيث أنه لم يُعطى حتى المجال أن يدافع عن نفسه وهذا منتهى الصّغار للمجرم، ولهذا جاء في قوله تعالى (يومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان) وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى (تالله لتسئلن عما كنتم تعملون).

المُنكر: هو الذي ينكره المجتمع أو العرف الصالح وهو عكس الحسن وهذا يتغير من جيل إلى جيل ولهذا يُراعى العُرف ما دام صالحاً لذا لا ينبغي أن يخرج أحدهم عن العرف.أو هو الأمر الذي تُقبّحه الشريعة فهناك ذنوب تُقبّحها الشريعة لكنها في عرف الناس أخفّ والعكس صحيح.

البغي غير الظلم فالظلم كما قلنا هو أخذ حق الغير بدون قهر والبغي أخذ حق غيرك بالقوة والتعسّف كأن يكون للشخص نفوذاً وقوة فيأخذ بها حقوق الآخرين. والتفرق بين المسميات هذه يترتب عليه أن لكل نوعاً من هذه الذنوب علاج خاص به وعقوبة خاصة به أيضاً. فيجب معرفة نوع الذنب لإيجاد العلاج المناسب الخاص به. ولذلك نلاحظ أن الأنبياء جاءوا لأقوام كل قوم منهم عنده عيب معين خاص به فأعطى تعالى لكل قوم علاجاً خاصاً بهم. فإذا كثرت الآثام في القوم يكون العلاج بالنزاهة وتطهير النفس بحيث يأنف من هذه الذنوب التي تترك في نفسه أثراً وشعوراً بالتدني. والخطيئة في العبادات وهي كل خطيءة ناتجة عن عمل مشروع أصلاً كالصلاة مثلاً يطوّرها الإنسان حتى يخرج بها عن عن المشروع، هنا العلاج يكون بتعليم الإتّباع الصحيح حق الإتّباع (فاتّبعوني يحببكم الله( فلا يجب أن يُسفّه القوم المبتدعون وعلى الداعية أن يُبيّن لهم السنّة الصحيحة ويعلمهم الإتباع الصحيح حتى يعرفوها حق المعرفة ويعرفون حكم الشرع فيها، والخطيئة مثل العاطفة والهوى التي تسوق الإنسان، وقد جاء في الحيث :"لاتكونا عون الشيطان على أخيكم" "لا يؤمن أحدكم إلا أن يكون هواه.." فيجب عدم المبادرة إلى تسفيه المبتدعين واتهامهم بالكفر (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) (وقولا له قولاً ليّنا)فالمؤمن يُخطئ عن حسن نيّة. أما السوء والسيئات فهي تسبب لصاحبها حزناً ولذلك فإن علاجها يكون بالدرء أي الحث على عمل الحسنات التي تمحو السيئات (ويدرؤون بالحسنة السيئة) وكما جاء في الحديث عن الرسول r "أتبع الحسنة السيئة تمحها" فمن عمل سوءاّ ترك في نفسه نوعاً من الحزن والكآبة يعالج الأمر بعمل الحسنات مكانها حتى يدرأها.

وأضيف على هذه الكلمات كلمة لمم (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) وكلمة زلل (وإن زللتم من بعد ما جاءتكم البيّنات) والله أعلم أنها تدخل في هذه المنظومة.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-09-2008, 02:38 PM   #18
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

باب حرف الباء




منظومة بتر

بتر– بتك- قطع ـ بت

بتر : بمعنى قطع وهي عادة تُطلق على قطع الذنَب ثم أُطلق على قطع العَقِب فيقال فلان أبتر أي مقطوع من الولد ويقال مقطوع ذكره عن الخير كلّه (إن شانئك هو الأبتر) سورة الكوثر آية 3.

بتك: هو قطع الأعضاء والشعر مما لا ينبغي تفريقه مثل الأذن والشعر والأنف ولهذا سمّي السيف الباتك ومنه قوله تعالى (فليبتكنّ آذان الأنعام). وهنا لا بد من التفريق بين تغيير خلق الله وتبديل خلق الله: أما تغيير خلق الله فالمقصود منه هو التغيير الجزئي مع الإبقاء على أصل المخلوق كتغيير جنس الإنسان من ذكر إلى أنثى أو العكس. أما تبديل خلق الله فهو وضع أحد البديلين مكان الآخر.

قطع: هو فصل الشيء مدرَكاً بالبصر كالأجسام أو مدركاً بالبصيرة كالأشياء المعقولة ومن ذلك قطع الأعضاء كما في قوله تعالى (لأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف) وقوله (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) وقوله (وسقوا ماءً حميماً فقطّع أمعاءهم) وتقال لقطع الثوب (فالذين كفروا قُطّعت لهم ثياب من نار). وقطع الوصل هو الهجران وقطع الرحم يكون بالهجران ومنع البِرّ (وتقطعوا أرحامكم) (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل). وقطع الأمر بمعنى فصله (ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون) سورة النمل، وقطع دابر الإنسان هو إفناء نوعه (فقطع دابر الذين ظلموا) (وأن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين)، وقوله (إلا أن تُقطّع قلوبهم) إما ندماُ على تفريطهم أو بالموت.

بتّ: تقال لقطع الحبل والوصل ولم ترد هذه الكلمة في القرآن الكريم.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-09-2008, 02:40 PM   #19
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

منظومة البِرّ

البر - التفضل - الإنعام - الإحسان- المنّة- الرحمة

قال تعالى : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مم تحبون و ما تنفقوا من شيء فإن لله به عليم ) [ سورة آل عمران : 93].

و أخوات البر في القرآن الكريم البر ـ الإحسان ـ التفضل .

والبر هو العمل الواجب الشاق جداً فكل عمل سواء كان عبادة أو جهاداً أو إكراماً أو إنفاقاً يكون براً إذا كان واجباً لا هوادة فيه و كان شاقاً جداً و هو دليل الصدق لا يعرف صدقك عند الله إلا بالفتنة و الابتلاء قال تعالى : ( ألم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين ) [سورة العنكبوت 3].

قال تعالى : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب و ما كان الله ليطلعكم على الغيب و لكن الله يجتبي من رسله من يشاء ) [ سورة آل عمران : 179] .

هذا بالعمل الشاق إذا أديته فقد نلت البر .

قال تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مم تحبون ) ، فأنت عندك عدة أموال و لكن أحبها إليك المال الفلاني فتفقه في سبيل الله إنفاقاً واجباً و هذا هو البر .

الإحسان : هو السلوك الشاق مندوب أي ليس وجباً فمثلاً كظم الغيظ على من أغاظك و أنت قادر على إنفاذ غيظك و إنما تكظمه لوجه الله ندباً و ليس فرضاً و لمشقته الزائدة فإن هذا من الإحسان قال تعالى ( الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ) [ سورة آل عمران : 134] .

قال تعالى و جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا و أصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) [سورة الشورى : 40] .

و العفو ليس سهلاً و لكن في غاية المشقة .

الإنعام : هو ابتداء النعمة قبل أن يسألها احد منك ، أنت أعلى ممن تنعم عليه و النعمة لا تكون إلا من الأعلى إلى الأدنى ، فتكون من أمير إلى رعيته فينعم عليها إنعاماً ابتدائيا لا يسأل فيه إلى رعيته فينعم عليهم ، فالنعمة من الأعلى إلى الأدنى ، أما إذ سألتها فليست نعمة .

أما التفضل : هو تمييز أحد الناس بميزة لكي يتميز عن غيره ، أنت تخص واحداً من الناس بميزة معينة و بالتالي أنت لا تكون إلا ذا شأن إذا كنت ذا شأن فأكرمت واحداً من الناس إكراماً لكي يتميز عن بقية أقرانه فهذا هو التفضل .

قال تعالى : ( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) [سورة الإسراء: 70].

و قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم ) [سورة النساء : 34].

أما المنة :المنعة لا يستطيع أحد أن يفعلها إلا صاحب تلك المنة ، أن تهب واحداً حياته ، أو أن تنقظه من الغرق أو أن تعفوا عنه و قد حكم عليه بالإعدام و هذا في الدنيا لا يفعلها إلا الملوك أصحاب النفوذ الواسع و رب العالمين هو أولى الناس بها و لا تليق إلا بالله تعالى و لقد من الله على سيدنا موسى قال تعالى: ( و لقد مننا عليك مرة أخرى ) [ سورة طه : 37].

و لقد منّ علينا بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قال تعالى : ( لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث منهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) [ سورة آل عمران : 164 ] .

و هذه منه عظيمة لا يستطيع أحد أن يفعلها إلا الله سبحانه و تعالى و لقد عرفنا في هذه العجالة الموجزة الفرق الدقيق بين هذه الكلمات التي تبدوا في الظاهر كأنها واحدة ، فنقول بررت بأبيك ، و تفضل إليك أخوك ، و أنعم عليك الملك ، و تفضل عليك رئيسك و منَّ الله عليك.

كلها عطاء و لكن لكل كلمة جرساً و همساً و نفساً و لفتة و دقة تختلف عن الكلمة الأخرى قطعاً ، نعود الآن لكي نشرح الكلمات كلمة كلمة ، و نبين كيف أستعملها القرآن الكريم و كيف وظفها ذلك التوظيف الهائل الذي يعطي ذلك التوظيف موضوعاً كاملاً تستطيع أن تكتب فيه بحثاً هائلاً بمجرد اختيار كلمة واحدة فالله سبحانه و تعالى قال: ( و كان فضل الله عليك عظيماً ) و لم يقل إنعامه عليك فالله منّ على الناس منّاً و تفضل على محمد تفضلاً لأن محمد متميز أفضل الناس .

نبدأ بكلمة البر : البر هو العمل الصالح الشاق بكل أنواعه مادام واجباً و إذا صار البر منك سجية و دأباً و عادة فأنت بَرٌ قال تعالى : ( إن كنا ندعوه إنه هو البر الرحيم )[سورة الطور : 28].

فالبَر هو كثير البِر بالآخرين و ما من أحد أكثر براً بعباده من الله

و لو قال أنا أبر والدتي لما كانت لتعطي نفس المعنى لكنا نبر بأمهاتنا و لكن قد يحدث منا شيء في يوم من الأيام قد يعكر صفوها ونحن بارون بأمهاتنا و لكننا لم نصل إلى الحد أن نكون بَراً، البَر مطلق و البر نسبي فرب العالمين و هو بر فبره مطلق ، فسيدنا عيسى عليه السلام من معجزاته كان بَراً مطلقاً بأنه و لم يسيء إليها يوماً هذا البر و حينئذ البر مأخوذ من البر ضد البحر و البر واسع و لو أن واقع الحال أن المياه أكثر من اليابسة و لكن كما نعرف أن المحيطات و البحار مساحتها أكبر من اليابسة و لكن ما قيمة ذلك إذا كانت حركتك في البحر محدودة أن لا تتحرك داخلها إلا في الفلك ، فحركتك في البحار على سعة البحار هي حركة محدودة أما في البر فأنت تركد قال تعالى اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب )[سورة ص: 42 ].

و قال تعالى الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )[سورة النساء : 97].

فمن البر و سعة البر أستخدم الله سبحانه و تعالى هذه الكلمات على كل الأعمال التي ينبغي أن يكون أداؤها واسعاً لاحظ دقة الآيات الكريمة ، طبعاً نحن كلنا يعرف أن الأعمال متنوعة منها أعمال فروض و منها أعمال أركان وواجبات و منها سنن و هناك أوليات ، رب العالمين يحدثنا عن الأمم لا تأبه بصغائر الأعمال تؤديها كيفما أتفق لا تقف عندها طويلاً لأنها مشغولة بأداء المهام العظمى فإذا رأيت الأمة تنشغل بصغائر الأمور فأعلم أن هذا دليل على عجزها ، عاجزة ، بليدة متخلفة جبانة ، شحيحة تنشغل بصغائر الأمور :

قال الشاعر :

و تعظم في عين الصغير صغارها و تصغر في عين العظيم العظائم

العظيم يرى في مهام الأمور أنها سهلة و يقوم بها و كأنها سهلة و لكن الصغير ينشغل بالتفاهات و الصغائر .

لاحظ في القرآن لما حول الله القبلة وهو له المشارق و المغارب كيف ضج الناس من يهود و نصارى و مشركين قال تعالى سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق و المغرب يهدي من يشاء على صراط مستقيم ) [سورة البقرة : 142]. فجعلوا منها نقاش ومشكلة كبيرة و كأن الدنيا قامت و هذا دليل التفاهة قال تعالى : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل والسائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون )[سورة البقرة : 177].

فنلاحظ في هذه الآية أنها جمعت العمل الصالح الشاق من ألفه إلى يائه ، ابتداءً بالإيمان بالله و انتهاءً باليوم الآخر و ما بينهما من إيمان بالرسل و الغيب .

قال تعالى : ( و آتى المال على حبه ذو القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل ..).هذه كلمة عظيمة إياك أن تعتبرها إنشاء ، فمثلاً واحد عنده مال هو أغلى من عينيه و المال أغلا من النفس من النفس يوم يبذل نفسه في سبيل ماله و لا يبذل ماله في سبيل نفسه و كم من إنسان قتل في سبيل ماله قال صلى الله عليه و سلم : (من قتل دون ماله فهو شهيد ) [سنن النسائي : 1898].

و هنا ( آتى المال على حبه ) أي يحب المال حب عظيم و على ذلك يعطيه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب ثم أقام الصلاة و آتا الزكاة ، فقد يقول قائل هل تسقط الزكاة نقول : لا ...الزكاة هي الحد الأدنى المفروض عليك في الحالات . و إعطاء المساكين و ابن السبيل و اليتامى و ذو القربى هذه فرض كفاية أما إيتاء الزكاة فهي فرض عين ، فهي فرض كفاية على كل من يجد قريب فقير أو مسكين أو يجد منقطع أو ابن سبيل و هو في حاجة ماسة و في غير أيام الزكاة فعليك أن تعطيه من حر مالك و هذا فرض كفاية إذا كان أبناء المجتمع لم يقوموا به فالكل آثم و لو قام به بعضهم سقط عن الباقين .

و قال تعالى : ( و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا )

العهود : هي كل علاقة بين اثنين طالب و أستاذ , جندي ضابط ، بائع و مشتري .

قال تعالى : ( الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس ..

و هذه كلها تصب في هذه الخانة و قلنا أن البر هو الأعمال الشاقة فأنت أصبت بأمراض جسدية لها ألم هائل فقلت الحمد لله أو أصبت بخسائر اقتصادية كبيرة أو فقر أو جوع و قال الحمد لله حين البأس في الحرب و هو صابر قال تعالى : ( أولئك الذين صدقوا ) .

ولو قرأنا تاريخ السير النبوية و تاريخ الأجيال الأولى المباركة ، لا تراهم انشغلوا بما انشغلت به الآن ، الناس في العالم الإسلامي منذ 15 سنة مشتغلون بما هو قاسم لها كيف يكون حجم اللحية كيف تسفط اللحية ، ما سمعنا أن اثنين من الصحابة قالوا هذا . كم طول الثوب ؟...... ناس تجعله فوق الكعب شبراً و ناس شبرين و ناس إصبعين .... و لقد أنشغل الناس بهذه الأمور التي هي أقل من تحويل القبلة و قال تعالى : (ليس البر أنو تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب ....)

قال صلى الله عليه و سلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقاً و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و ما يزال العبد يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذباً)[سنن الترمذي :2038و قال حديث حسن صحيح ]. ‏

و لقد أنشغل الصحابة بالأمور العظام قال تعالى : ( و الذين تبوؤوا الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) [سورة الحشر: 9].
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-09-2008, 02:42 PM   #20
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الإحسان : هو السلوك الاجتماعي المندوب الشاق الذي يكون غير ملزم إنما مندوب .

قال تعالى : ( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه وأعد لهم جناة تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم )[سورة التوبة : 100]. فالمندب أفضل من الفرض من حيث الأجر فالذي يرفع الدرجات هو المندوب و ليس الفرض و الفرض ينقذك من النار فالصوم في رمضان ينقذك من النار أما أن تحسن الصوم فهذا يرفع الدرجات و الصلاة هكذا فالركوع و قراءة الفاتحة و السجود تنقذك من النار لكن خشوعها و اطمئنانها ترفع درجاتك فالنوافل إذاً أرجى من الفروض و لذلك قال الله تعالى ( إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون .)[سورة النحل : 90].

والإحسان هو أفضل من العدل مع أن العدل واجب ، فالإحسان هو زيادة على العدل ، فأنت تعفوا عمن ظلمك هذا ليس عدلاً بل هو إحسان فالعدل أن آخذ حقي منه لكن الأجر و رفع الدرجات بالعفو عنه ، لذلك الله سبحانه قال (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين )[سورة العنكبوت : 69] .

فمثلاً أنت شيخ أو أمير ثم يعتدي عليك أحد بكلام أو سفاهة أو ما شاكله ذلك من مآمرة أو تخريب ، ثم تعفوا و أنت قادر على أخذ حقك أن لا يمكن أن تفعل ذلك إلا لله فالإحسان أن تعفوا عمن ظلمك و أن تعفوا و أن تعطي من حرمك و أن تصل من قطعك . الناس تأبى هذا و هي مجبولة على الانتقام و حب التعالي ، أن تتواضع و تعفوا لله تعالى فالله معك : قال تعالى ( من كظم غيظاً و هو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا و إيماناً) [كنز العمال : 5822] فالإحسان يقابل البر في السلوك و لكنه مندوب وليس فرضاً .لذلك قال تعالى ) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مم تحبون ..) فالصحابة بادروا كل واحد عنده مال غالى عليه أنفقه، أما الحجر المبرور لمشقتة الحج من الصعب جداً أن تؤديه كما أراد الله ، ففي كل عام لو قمنا بإحصاء كم من الناس أدنى مناسك الحج كما قال

تعالى : (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه الله و تزودوا فإن خير الزاد التقوى و اتقون يا أولي الألباب ) [سورة البقرة : 197] تجدهم قلة.

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني جبان و إني ضعيف ! فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه : الحج ) [مجمع الزوائد :5257]. و لهذا كم من الحجاج يكون حجه مبروراً ...

و سيدنا يوسف لما كان في السجن قال له أصحابه (و دخل معه السجن فتيان قال أحداهما إني أراني أصر خمراً و قال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ) [سورة يوسف : 36] فقد كان يداوي المريض و يعطي المحتاج و قد أوقف نفسه لتخفيف ويلات المسجونين المادية و المعنوية و هو ليس ملزماً بهذا و بمشقة هذا العمل .

الله سبحانه و تعالى امرنا بالإحسان للولدين قال تعالى : (و إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله و بالوالدين إحساناً ) [سورة البقرة : 82]. و لم يقل لله بالوالدين براً ، فعلينا أن نفهم القرآن ، و لهذا هذا البرنامج يعطينا أسلوباً دقيقاً للتعامل مع كتاب الله لو رب العالمين قال فقط بروا الوالدين أي إذا جاعا أن تطعمها طعاماً و إذا عريا أن تعطيهما ثياباً ....لا ..... قال ( بالوالدين إحساناً ) و في آية أخرى و قال ( حسنا ) أي حسناً و إحساناً أي حسناً بالقول و إحساناً بالفعل لذلك بكل السلوكيات الأخلاقية عليك أن تتعامل مع أمك و أتيك و ليس فقط بالبر قال صلى الله عليه و سلم :

عن جابر بن عبد الله أن رجلاً قال : يا رسول الله ! إن لي مالاً وولداً . و إن أبي يريد أن يجتاح مالي . فقال : ( أنت و مالك لأبيك )[سنن ابن ماجة: 2291 ].

وإذاً إحسان وليس بر و البر لا يقتضي هذا و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان تحتي امرأة و كنت أحبها ، و كان عمر يكرهها ، فقال لي : طلقها ، فأبيت ، فأتى عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " طلقها " قال الترمذي حديث حسن صحيح . [ البخاري : 5973].

قال تعالى : ( و لا تقل لهما أفٍ ) هذا إحسان ،

عن عبد الله بن عمرو قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يستأذنه في الجهاد فقال :ألك والدان ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد ) [سنن الترمذي : 1722] حسن صحيح .

و جاء رجلٌ النبي صلى الله عليه و سلم و قال : يا رسول الله ! ما حق الوالدين علي ولدهما ؟ قال ( هما جنتك ونارك ..)[سنن ابن ماجة: 3662 ].

و إذا غضب عليك أحد أبويك لا يقبل منك عمل و لهذا إن هذه الآمة المباركة التي كرمها الله سبحانه و تعالى بالإسلام و شاعت فيها الأسرة الرائعة بحيث ما من أمة في الدنيا لها من الأسرية المترابطة مثل هذه الأمة لأن بدت فيها في هذا العصر عصر المادة عصر الإنترنت و العولمة ظواهر بسيطة و لكن يجب القضاء عليها فوراً و هو شيوع دار المسنين عند بعض الدول العربية حيث نسمع مثلاً أن أحد الأبناء يذهب بأبيه و يلقيه في دار العجزة على هذا الابن أن يعلم أنه لن يقبل منه عمل و لن تقبل منه توبة و سوف لن ييسر الله نطق الشاهدتين عند الموت ، و قد يكون الأبناء قادرون و لكن زوجة الابن تتضايق من أبيه فيذهب الابن و يلقي بأبيه في مأوى العجزة ، إن هذه ظواهر و حالات قليلة في مجتمع مليار مسلم و لكن خطيرة و هذه الأمة لا ينبغي أن تصل لهذا الدرك أبداً ، لأن هذه أخطر ما يمكن أن توسم به هذه الأمة بأخلاقياتها ، قد نكون ضعفاء قد نكون فقراء قد نكون..... قد نكون ...و لكن لا أحد يتهمنا بسوء الأخلاق ، هذه أمة مترابطة عرضها كامل و شرفها كامل و ترابطها الأسري كامل فالثوب الأبيض تؤثر فيه قطرة حبر ، و هذه بقعة حبر في ثوب الأمة إذا شاع بين الناس أن يذهبوا بآبائهم و أمهاتهم إلى دور العجزة عليه أو المسنين و هذه قد تكون نادرة و لم تصبح ظاهرة حتى الآن و لكنها موجعة فلكل من له أب أو أم و ألقى بهما في دار العجزة عليه أن يذهب غليهما و إلا هلك ، لأن الله لا يبارك له في رزقه ، و لا في عمره ، ولا في ذريته سوف يفعل أبناؤه كما فعل بأبيه .

قال صلى الله عليه وسلم : ( بروا آباؤكم تبركم أبناؤكم ) [الجامع الصغير للسيوطي : 3138].

و لذلك قال الله عز و جل أحسنوا ولم يقل بروا فإنه مطلوب في كل شيء حتى في القتل قال صلى الله عليه و سلم " و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة " .

وعن رب العالمين ربط زيادة الرزق و زيادة العمر بالبر بالوالدين و الأرحام . قال صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يوسع له في رزقه وأن ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه "[متفق عليه ] . لهذا يأبى كرم الله و يأبى حياء الله سبحانه و تعالى أن يعذب عبداً و أبوه و أمه راضيان عنه و تأبى غيرة الله أن ينعم صالحاً أو صحابياً أو ولياً و أمه أو أبوه غضبان عليه.

الإنعام : قال تعالى : ( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) [سورة إبراهيم : 34].

أي أنكم قد تقصرون في شكر نعمي و لكن بما أنتم من أهل القبلة فأغفر لكم بعض التقصير و لهذا من قال عندما يصبح أو يمسي اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك الحمد و لك الشكر حتى ترضى فقد أدى شكر يومه ، و من قال حين يمسي فقد أدى شكر ليله.

التفضل : قال تعالى : ( و لقد فضلنا بعض النبيين على بعض و آتينا داود زبورا) [سورة الإسراء : 55] . و قال تعالى : ( و لقد كرمنا بين آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) [سورة الإسراء: 70] .

قطاً ما من مخلوق إلا و قد فضل عليه ابن آدم و لهذا جعله الله المخلوق الوحيد المختار و سخر كل ما في هذا الكون له من أجل هذا فإن صالحي البشر أفضل من صالحي الملائكة لأنهم ليسوا مجبرين .

المنة : هي النعمة التي لا يستطيعها غير المنان سبحانه و تعالى و المنة هي النعمة التي لا يسأل المنعم عن ثوابها قال تعالى : ( قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) فالمن هي النعمة العظمى التي لا يستطيع أحدٌ غير معطيها أن يعطيها و امن بالمعنى الآخر هي التذكير بها على الممنون عليه ، و هذه لا تليق إلا بالله وهي من البشر مفسدة و عيب .

الرحمة : هي إعطاء النعمة لمن لا يستحقها و أن يرفع العقوبة عن من يستحقها و لذلك هذه الرحمة تالية لن الله سبحانه و تعالى يحب فلاناً فيعطيه نعمة لا يستحقها لم يقدم أسبابها و لم يباشر لها عملاً جاءته هكذا أو كان يستحقها عقاباً معيناً فعفا عنه رحمة به .
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .