أعزائنا القراء،
بما أننا سنتجه صوب مؤتمر أنابوليس المزمع عقده غدا، فإننا نود مشاركتكم جميعا بالمقال أدناه بقلم زميلنا وليد جواد الذي سينوب عن الفريق في هذا المؤتمر.
أشد الرحال إلى أنابوليس
بقلم وليد جواد
أُجَهِّز حقيبة السفر استعدادا للذهاب إلى مؤتمر أنابوليس. كنت أعتقد حين طلب مني السفر لحضور المؤتمر أنني سوف أحزم ملابسي ولكني وجدت نفسي أحزم فيضا من العواطف ... شيئ من الأمل ،،، من التطلع ،،، من الشك ،،، وشيئ من التوجف ،،، ولكني وبعد إقفال الحقيبة وجدتني مبتسما ،، فرحا ،، تغلب أحاسيس التطلع والتفاؤل على أحاسيس الشك والتوجف.
إحساس التطلع الذي يعتريني يغذيه ينبوعان ، الينبوع الأول يفيض بإلحاح الحاجة وتدهور الحالة في قطاع غزة. فوقوف حماس في وجه محاولات تحسين الأوضاع في غزة يؤكد على أن بقاء الوضع على ما هو عليه ليس وضعا مقبولا. فالضرر الذي يقع على الفرد الغزاوي يزداد سوءا يوما بعد يوم. والمواطن الفلسطيني يستحق ما هو أفضل من ذلك خاصة وأنه لا يخفي رغبته في تحسين وضعه ، وإنهاء المعاناة والألم والحرقة. محاولاتنا من خلال زيادة المعونات إلى قطاع غزة ليست كافية بسبب وقوف حماس في الطريق.
الينبوع الثاني يفيض بأمل اللحظة ، وهي اللحظة التي تقول بأن زيارات وزيرة الخارجية كونداليزا رايس الثماني هذا العام إلى المنطقة ، بالإضافة إلى طرح الجامعة العربية لمبادرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، وأخيرا اختلاف العلاقة بشكل جوهري بين القيادة الفلسطينية (الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض) والقيادة الإسرائيلية (رئيس الوزراء إيهود أولمرت) تؤكد على أن اللحظة مواتية. تلك الأسباب الثلاثة مجتمعة تؤكد على أن التقدم باتجاه تحقيق سلام شامل ودائم بين الغريمين الفلسطيني والإسرائيلي - من خلال خارطة الطريق التي تنتهي بتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة لتعيش بسلام وآمان بجانب إسرائيل - هي رؤية تستوجب منا العمل بجد وتفاني ، فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
تحقيق التقدم على هذا المسار سيكون نسبيا ، فالهدف الأساس من مؤتمر أنابوليس هو هدف ثنائي الأبعاد. الأول منهما رمزي ، كنقطة انطلاق لمحادثات السلام الثنائية – الفلسطينية الإسرائيلية – التي يجب أن تنتهي بتأسيس دولة فلسطين. أما البعد الثاني فهو عملي وينقسم إلى ثلاثة محاور: أولا ، توفير الدعم للمحادثات بين الطرفين المتنازعين في شخصي عباس و أولمرت. ثانيا ، لمساندة جهود تطوير الإقتصاد الفلسطيني ، وبناء المؤسسات الفلسطينية ودعم قدراتها الوطنية. وأخيرا ، تشجيع الخطوات العملية لتحسين الوضع على أرض الواقع بغرض تمهيد الطريق لسلام شامل.
إذن تمتلئ حقيبتي بالأوراق والملابس أما حقيبتي المعنوية فتفيض بهواجس من الخواطر والأمنيات ولكني عندما أصل إلى مقر المؤتمر في أنابوليس سوف أضع بما يثقل كاهلي جانبا وسوف أءخذ نفسا عميقا وأمد يدي مصافحا كل من أراد أن يسير معي في قافلة التطلع التي ستأخذنا إلى مدينة السلام والأمن لنضع الرحال مستبشرين بعهد جديد لشرق أوسط مستقر. سوف أصل إلى أنابوليس مساء الإثنين 26 توفمبر 2007 وسوف أكتب خلال المؤتمر شارحا ما يحدث ومعلنا عن تصريحات الحكومة الأمريكية ومجيبا على أسئلتكم التي يمكنكم أن تدرجوها في حقل التعليقات على هذه الصفحة.