تكفيريون أعداءٌ للكفار .. وولاة أمور إخوانٌ للكفار !!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،
طالعتنا وسائل الأنباء بأخبار الخطبة العصماء التي جادت بها قريحة خائن الحرمين المتقرحة ، ولم أكن أنوي الرد على ما قاله لشدة وضوح انحرافه وسفالته وفضحه لقائله ومن ناصره ومن سكت عنه ، وفكرت في هجائه فقرأت :
إذا رمت هجوا في فلان تصدني *** خلائق قبح عنه لا تتزحزح
تجاوز قدر الهجو حتى كـأنه *** بأقبح ما يهجى به المرء يمدح
فتجاوزت عن الموضوع كأنه لم يكن ، لأن كل رد عقلاني ومنطقي وشرعي هو في حد ذاته طعن في العقل والمنطق والشرع !
لماذا الشرع أيضا ؟! ببساطة لأنك عند التفنيد ستقول للمسلمين : يا أيها المسلمون أنتم مسلمون أما الكفار فهم كفار ، والمسلمون هم وحدهم المسلمون أما الكفار فكلهم كفار ، ونحن أسلمنا لنختلف عن الكفار فلنا دين ولهم دين .. وعندها سيقترب منك أحد المستمعين ويربت على كتفك ويقول متأسفا : يا عيني عليك يا أخي طار عقلك !
يحكى أن امرأة بلغها أن أحد فقهاء المسلمين ألف كتابا فيه ألف دليل على وجود الله ، فقالت : لو لم يكن عنده ألف شك لما بحث عن ألف دليل !
وأنا أخشى أن يقال لو كان يعرف أن هذا هو الدين الحق فلماذا يبرر لنفسه ، بل لماذا اتبع هذه الدين إذا كانت جميع الأديان عنده سواسية ؟!
لكن شغلتني نقطة في الموضوع لم أستسغها ..
وأنا لا أحب التكبر على الناس ولا أحسب نفسي خيرا منهم ، لكنني لا أستطيع منع نفسي من شعور يجتاحني ، يقول لي : إيش كل هذا التواضع لكي تناقش كلام هذا الحقير ؟ هذا شرف كبير له أن تتنازل أنت المسلم وتخاطبه بلغة العرب التي لا يكاد يفقهها ، لا هي ولا غيرها !
وأهون على نفسي قائلا : لقد فعلها خير منك مع شر منه ! لكن مع الفارق ، أننا اليوم في حالة حرب بينما ولي أمر هذه الأمة ( حسب شهادة علماء السوء وستكتب ويُسألون ) قد وقف مع العدو وقفة صريحة فصيحة بفعالها ولو غلب اللحن لسان صاحبها
على كلٍّ ، يقول خائن الحرمين التمتامُ الفأفاءُ الذي لا يستطيع تركيب جملة مفيدة :
ولو سعيت في تشريح هذا المقطع فلعلي أخرج مجلدات ، ولكن نكتفي من رائحة عفنه بما أزكم الأنوف ، واختصر عليكم الموضوع :
النكتة الأولى : [
كنت أفكر] هذه معلومة جديدة ، سجلوها ولا تنسوا أن خائن الحرمين يفكر أيضا ، وأظنكم لم تتوقعوا هذه المفاجأة ! نعم صدق أو لا تصدق فخائن الحرمين أيضا يفكر ..
النكتة الثانية : [
منذ سنتين ] يعني تفكير معمق ، ومع أن الفكرة بسيطة إلا أن الواضح أن أمير البلاد وسارق العباد وخادم بوش وباقي الأسياد ، الواضح أنه كان يبحث عن الكلمات المناسبة في قاموس الفصحاء المسمى ’الربع الخالي‘ لمدة حولين كاملين
النكتة الثالثة : وهنا سقط الإلهام الشيطاني على الحاضر الغائب ليخبرنا بأمر جديد هو محور تفكيره ، يقول عليه من الله ما يستحق : [
أن جميع البشرية في وقتنا الحاضر في أزمة ] ، ولا أدري هنا من أوصل له هذه المعلومة السرية جدا حتى يخصص سنتين من عمره البدل الضائع للتفكير في حلها ! ربما لا يعلم أنه هو نفسه الخرقة التي قفلت البالوعة فحصلت الأزمة !
النكتة الرابعة : [
أزمة أخلت بموازين العقل والأخلاق والإنسانية ] ، يا عيني على المشفق على العقل والأخلاق والإنسانية .. لا أدري أين العقل يوم احتل الأمريكان بلاد الحرمين ولا أين الأخلاق يوم صفقة اليمامة ولا أين الإنسانية يوم قتل مليون ونصف مليون طفل عراقي على يد آل سلول ؟!
وهنا نكتة أطرف وقعت في خطابه عن غير قصد .. فاختلال القيم في العالم عند خائن الحرمين دليل على أنها في طريقها لتعتدل ! لماذا ؟! لأن هؤلاء القوم مقلوبون مُنكّسوا الفطرة فيرون الأبيض أسودا ، تماما مثل قوم لوط عندما قالوا عن المؤمنين : {
إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }
وقد يقول قائل أن الأوضاع سيئة ، فأقول نعم ولكن هؤلاء القوم كانوا دوما راضين عن هذه الأوضاع السيئة فلما ظهرت بوادر الإصلاح قام الذئب يدعو للصلاح !
النكتة الخامسة : [
ولهذا فكرت ] لمن لم يسمع في المرة الأولى ، فها هنا يكرر ليثبت لنا باستخدام أقوى النظريات الإعلامية (التكرار) أنه يفكر ! مستفيدا من ثرات سلفه الألماني غوبلر : " اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس "
النكتة السادسة : [
وعرضت تفكيري على علمائنا في المملكة العربية السعودية لأخذ الضوء الأخضر منهم ] وصلنا للمفيد الآن ، يا ناس لا داعي أن تنكروا عليه فقد أخذ الضوء الأخضر ، وطبعا الضوء الأخضر تعبير مجازي ، وإلا فلو أُعطي الضوء الأخضر لصار يصرفه بالفلوس أو لنقله إلى بنوك سويسرا ولأصبحت ألوان الطيف ستة !
المهم أننا في هذه النقطة نطالب عبد الأمريكان أبا رغال وفي رواية خائن الحرمين ، نطالبه بقائمة تضم أسماء هؤلاء العلماء الذين وافقوه على الفكرة !
ونشجب ونستنكر ونندد ونسخر ونهزأ ونهدد وووو .. لأن خائن الحرمين أغفل أهم نقطة في خطابه وترك الأمر مبهما فلم يخبرنا من هم هؤلاء العلماء الذين وافقوه !
لماذا أسأل ؟! طبعا لتصبح الفضيجة بجلاجل !
لا نريد إلا أسماء هؤلاء العلماء ! يعني بالعامية وآخر الكلام : ’اللي عندكم عالم ويقول انا موافق طلعوه لنا ، نبي نشوف ها التحفة كيف شكلو يكون‘
>>> فاصل <<<
انتهى للتو تحميل الشريط السمعي لخطبة خائن الحرمين ، فشغّلته ثم حركت المؤشر فإذا بي أقع على نفس الجزء الذي أشرِّحه !
وأترك لكم تخيل مشهدي وقد ضحكت حتى اغرورقت عيناي .. المسكين يبدو أنه يترك فراغا بين الكلمات لنملأها بما يناسب !
لتحميل الشريط المسخرة
هــنــــــا
>>> عدنا <<<
النكتة السابعة : [
ولله الحمد وافقوا على ذلك ] .. من هم أصلا ؟ ولماذا تحمد الله ، هل لأنك لم تضطر لتمريرهم عبر الحائر والرويس قبل أن يخرجوا عجينة تصوغها كيف شئت وقد خرب أدمغتهم محلول بنتاثول الصوديوم (مصل الحقيقة) ؟!
بل خانهم الحظ ولو لاحظهم الحظ لما طاح بهم اللحظ ولا كانوا إذا الوعظ فتوى للدين تهدم (من قصيدة مشهورة بتصرف)
النكتة الثامنة : [
والفكرة أن أطلب من جميع الأديان السماوية الاجتماع مع إخوانهم في إيمان وإخلاص لكل الأديان لأننا نحن نتجه إلى رب واحد ] هذه خلاصة الموضوع وتفكير السنتين ، تمخض الفأر فولد جبلا من الكفر !
ما هي هذه الأديان السماوية ؟ لعل الإلحاد أيضا دين سماوي لأن ماركس صعدت روحه إلى السماء !!
ومن هو الرب الواحد الذي يتجهون إليه ؟!
أذكر في إحدى المرات في الجامعة جاء علي الدور لأتكلم في درس التواصل بلغات أعجمية ، ولم أكن أعددت شيئا فقمت وألقيت خطبة عصماء في أن المسلمين هم غير الكفار وأن المسلمين في الجنة وأن الكفار في النار ، طبعا لا أحد صدّق نفسه عندما سمع ما أقوله وقد تحول الأمر إلى خطبة دينية ! وهنا قام الأستاذ الجامعي يريد أن يفهمني أن الأديان السماوية كلها دين واحد وطرح مصطلحا لذلك (monothéisme) ، لم يكن هناك أدنى مجال ليفرض ذلك الفهامة وجهة نظره ، ففي مقابل كل خبالة من خبالات عقله كنت أرد عليه بآية قرآنية واضحة أو حجة بسيطة قاطعة ، فلما رأى أن لا حجة لديه وأن عامة المتابعين يوافقون ما أقوله وأن كلامه لا وزن له ولا حجة فيه ، قال لي : " إذا كنت عندي في السنة القادمة فسأناقشك في هذا الأمر في حصة خاصة !! " ، فقبلت بإعلانه الفشل وبوصول الفكرة إلى كثير من إخوتي المسلمين ، وطبعا كنت أتصرف ببرود ولامبالاة ولولا ذلك لتم استدعائي . لكن يبقى من الغريب جدا أن تسمع نفس الكلام ممن يدعي الإسلام وله مجموعة علماء من نوع (أعطني دولارا أعطيك فتوى) وهم يتحدثون مثل ذلك العلماني .
بعبارة أخرى : خائن الحرمين يطلب من جميع الأديان السماوية (
إلا الإسلام الصحيح بالطبع ) الاجتماع مع إخوانهم (
يقصد عملائهم في المنطقة ) في إيمان وإخلاص (
وطبعا ففي هذا الدين الجديد أو كوكتيل الأديان لا يُقبل العمل إلا أن يكون موافقا لسنة بوش وأن يكون خالصا للأمم المتحدة .. وأي عمل أخل بشرط الاتباع والإخلاص فهو رد ) لكل الأديان (
هنا زودها حبتين وحسب نفسه الدجال فطالب بمؤاخاة جميع الأديان مرة واحدة ) لأننا نحن نتجه إلى رب واحد (
يقصد أنهم جميعا monothéiste أما مسألة الأقانيم وتعدد الآلهة وأبناء الآلهة فهي لا تتعارض مع التوحيد وإنما رؤية حولاء من زاوية عرجاء لنفس ما يراه الأمير التمتام )
طبعا هذا الموضوع ليس ردا على ذلك الحقير عبد الكفار ، كي لا يتهمني أحد في عقلي !
وإنما هي نكت نجتمع عليها ونشمت في الكافرين .. وهي مجرد فقرة صغيرة ضمن طوام الخطاب الطويل الذي تجدونه
هــنــــــا
وأيضا سؤال وجيه : من هم العلماء المسلمون الذين أباحوا لولي الأمر أن يؤاخي الكفار ؟ ولماذا يُحرَّف الإسلام ويدمج مع الديانات الأخرى ؟!
أنقذونا .. عقلي الصغير يكاد أن يطير ،، كيف أن :
القاعدة التي تعادي الكفار وتعمر ثغور المسلمين >>> حركة تكفيرية
الأمير الذي يؤاخي الكفار ويواليهم ويتولاهم ويظاهرهم على المسلمين >>> ولي أمر المسلمين وفوق الحدود والشبهات وحتى الدين !
التفسير السليم أن الكفار عندهم مسلمين ، والمسلمين المستسلمين أيضا مسلمين إلى حد ما ، والكافر الوحيد من عادى الصليبيين .. فهل هكذا الأمر يستقيم ؟!
أترك الجواب لكم .
أخوكم/ درع لمن وحد
[ ’ تكفيريــون أعــداءٌ للكفـار .. وولاة أمــور إخــوانٌ للكفـار !! ‘ ]
النمط الخطي
