حينمت تقطع مرحلة - زمنية - ما ، فأنك تظن أنها ولت بلارجعة ، وذهبت بلا عودة ، لأن الزمن لايعود أبدا ولايمكن استرجاعه ، في أحسن الأحوال تكون نكهة الذكريات عبقة ، فتعايش تلك المرحلة بعبقها وتستنشق عبيرها ، لكنها تظل ذكريات .
وحينما تقلب الدفاتر القديمة والصفحات المطوية ، يجتاحك الفضول ، بل قل الحنين ، لمعرفة ما الذي حل بإخوان الدرب ( ورفاق السلاح ) على وجه أدق في هذه الخيمة التى شهدت معارك سالت الدماء الفكرية فيها الى الركب .
سنوات طويلة مرت منذ كتبت في هذا المنتدى لأول مرة ، بعضه لست ارتضيه الآن قطعا ، ولكن كما يقال أنا ابن جيلي ، ونتاج المرحلة ، المبادئ ثابتة قطعا ، والأصول زاد التمسك بها بل واليقين بصلابتها ، أصلها ثابت وفرعها في السماء ، لكن الذي يشوقني كثيرا ، ويفرحني في نفسي لكن يحزنني لأخواني وأخواتي اني وبعد ان من الله علي بقفزات وفقت بها ، وجدت الكثير من رفقاء الذكريات ( مكانك راوح ) وجدتهم على نفس الأرضية بل وفي نفس المحل ! وكأن الزمن لم يكويهم بلسعات مرورة الحارة كرياح صيفية ملتهبة ، فلم ينفتح لهم من آفاق التقدم و قنوات الرقي الكثير الا ما يكتسبه الحيوان الناطق في يومه وليللته ، دع عنك تقلب الأهواء ، و تغير الأمزجة ، فهذا لاداوء له ولاتفسير .
أفتقدت الكتابة كثيرا بل اني اجد صعوبة في جمع شتات الأفكار وانتقاء الكلمات وربط الجمل بل حتى مفاصلي تئن ، على خلاف الماضي حيث تنساق الكلمات في دقائق واليد في سباق لي لملمتها ، والكلمة ما بين عين طارفة و اصبع طابعة و قلب مراجع . الجميع في انشغال لكنه كاللهو ، وفي عجلة لكنها كالأستراحة .
لا أدري هل هذا استهلال جيد ، و بداية مباركة ، او حتى صياغة الجمل وترتيب العبارات موفق ؟ هل افصحت ؟ ام او غلت في التعمية . لا أعرف فقد مضى زمن . اصبح اكتشاف هذا عسيرا علي .
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك يا مسلم فاهم
ربما على من بقي هنا و بقي يراوح مكانه ان ينقطع لمدة و يحاول تذوق تجارب اخرى و قفزات اخرى لعله ينزاح عن مكانه نحو اماكن اخرى اكثر سمو و اوسع افق .... من اجل معارك اخرى حيث تتصارع الافكار و تتصادم علها تتلاقى و تتقاطع لتؤسس للافضل
__________________
فعلم ما استطعت لعل جيلا . . . سيأتي يحدث العجب العجاب
إنهم أطفالنا إن شاء الله
ان صفحات قديمة دونت فيها بعض الافكار او التنبيهات في كشكولات البعض قد نفعت اقوام بل ولعل اصحابها يجنون الخير الكثير من حيث لايعلمون لانهم نفعوا بعلمهم وعملهم الكثير وحتى انها تكون احيانا نورا اضاء طريق فبارك الله فيك فلقد كنت نعم المعلم لاخوانك والمعين لهم في وقت قل فيه امثالك فجزاك الله عنا خيرا ولاحرمنا من امثالك وافكارك ونصائحك .
لا أدري هل هذا استهلال جيد ، و بداية مباركة ، او حتى صياغة الجمل وترتيب العبارات موفق ؟ هل افصحت ؟ ام او غلت في التعمية . لا أعرف فقد مضى زمن . اصبح اكتشاف هذا عسيرا علي .
السلام عليكم أحبتي بعد طول غياب .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنا سعيدة جداً بعودتك مرة أخرى أخي مسلم فاهم .. وأتمنى منك الاستمرار .. فقد افتقدنا قلمك
كان استهلالك جيداً .. وأفصحت على الأقل لمن يعرفك ويعرف توجهاتك وفكرك
جميلٌ جدا، أن تتم معاينة المكان من خلال أعين الآخرين، ففي بعض البيوت تجد امرأة قد جددت أثاث بيتها، من أجل الاستعداد لمناسبة ما، كالاحتفال بزواج أحد أبنائها مثلاً، وتكون عيناها وأذناها كالرادار تعمل بحيوية فائقة، لتستمع الى ما ستقوله النسوة حول ذوقها في اختيار الأثاث المجدد، أو لتتفحص عيون النسوة وتحليل (شيفرة) الإعجاب أو الإنكار. هذا التفحص يحدث عندما تكون الزائرات قد دخلن البيت لأول مرة.
في حالة الاعتزال (بسبب سفر أو غيره) ومن ثم العودة الى مسرح المكان، فإن شواهد الذاكرة، هي التي ستساعد في تطابق الصورة القديمة قبل الاعتزال مع معالم الصورة بعد العودة. فغياب جسر أو مئذنة أو إنشاء عمارة عالية، وافتتاح سوق بالمكان، سيجعل العائد يحس بحاجة الى تكييف (اكتناه) الصورة ومطابقتها مع ما كان قد احتفظ به في (مخياله).
قد يكون المسرح أحياناً، ليس مدعوما بشواهدٍ مادية (معمارية) أو جغرافية، بل يكون مجرد فضاء ذهني، يستطيع المرء تحويله لشواهد جغرافية، كما هي الحال في بعض المنتديات، والتي يكون الأعضاء أو بعضهم يشكلون تلك الشواهد البديلة.
أتفق مع حضرتكم، بأن هناك تغيير في مستوى تراكم الأنماط في التعاطي الثقافي أو (التثاقفي)، لقد غاب البعض المهم من الأعضاء الذين كانوا يشكلون (محراكا) لتحديد شكل التعامل (التثاقفي). وهي مسألة يؤسف لها.
وبنفس الوقت، تم رفد الخيام بقادمين جدد، بذلوا أو حاولوا بذل ما باستطاعتهم لزيادة وتيرة التثاقف، وإن كان هناك ما يحبط من هممهم فهو الشكل الذي يتم تناول موضوعاتهم فيه، وهذا سيؤثر حتما على إثارة الهمم لديهم في زيادة (استثمارهم) في تحقيق حالات الإشباع الذاتي في تكوينهم الثقافي.
نأتي على من وسمتهم ب (المراوحة في مكانهم)، هؤلاء لا يشكلون استثناءا في قراءة من يريد القراءة لحالات المنتديات، فهم كأبناء الريف الذين تعودوا على نمط اقتصادي كان في الماضي يمتد عدة قرون دون تغيير، فلن يكون بإمكان أحد أبناء الريف وهو يعلم القدرة الشرائية لمن يحيطون به من أن يفكر في إنشاء قاعدة اقتصادية كصناعة السيارات في قرية، هذا على فرض أنه يملك الإمكانات اللازمة لتلك الصناعة!
أشكركم على استفزازكم لاستثارة مثل هذا الموضوع وتقبل احترامي و تقديري