فرض الواقع الفني نفسه على دوره الخليج وانتهت الأفكار القديمة التي كانت تعتمد على الإثارة وإطلاق التصاريح وتغليب العوامل النفسية على حسابات الملعب الخاصة، وتمكنت المهارة والقراءات الفنية من فرض السيطرة وتغيير القناعات، فلا مجال للصدف ولا مجال للعشوائية وعدم التخطيط، وأعتقد أن هذه الدورة سوف تصبح نقطة تحول هامة ومؤثرة في دورات الخليج القادمة وفي تطور الكرة في المنطقة بشكل عام وذلك لكثرة الدروس أو الأشياء الجميلة التي حدثت خلالها ومن أهمها المحبة والأخوة التي سادت أجواء البطولة وهو ما يؤكد على نجاح التنظيم والوصول إلى الأهداف النبيلة من التنافس الرياضي الشريف بين أبناء الخليج، وهو ما انعكس على تخفيف حدة التوتر بين اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية في كل اللقاءات والملاحظ أن الجميع حرص على الاحترام وانتقاء العبارات وعدم الاستفزاز أو الخروج عن النص كما حدث في دورات سابقة، وعلى ذلك سوف تحرص أي دولة من دول المجلس على أن يكون التنظيم القادم أفضل مما كان عليه الأخوة في عمان وهو ما يصب في مصلحة الدورة ويضمن لها أن تستمر وترتقي إلى أعلى المستويات الفنية والتنظيمية.
وصول منتخبنا ومنتخب عمان إلى المباراة النهائية على كأس الخليج دليل واضح على أن التخطيط السليم والمحاولة الدائمة والاهتمام بالقاعدة وشؤون الأندية هي الطريق الصحيح إلى الاستمرار في القمة ومواصلة النجاح وهو ما يتطلب مضاعفة الجهد وتطوير الأفكار حتى نصل إلى العالمية ولا نتوقف أو نقتنع بأي انجاز، والحقيقة أن الملاعب والأندية السعودية تزخر بالمواهب ومازالت تقدم أسماء ونجوماً في كل المناسبات المحلية والخليجية والقارية وتحتاج فقط إلى مزيد من الاحتكاك ومزيد من الخبرات في عالم الاحتراف، ويعتبر المنتخب العماني من أفضل الأمثلة على حسن الإعداد والتخطيط، إذ أن معالم هذه النجومية وهذه الأسماء التي ملأت الملاعب الخليجية والخارجية إبداعاً بدأت منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وامتدت حتى وصلت إلى النهائي الثالث بعد أن كانت في مرحلة من المراحل محطة عبور واستراحة لجميع المنتخبات.
والخلاصة أن الدورة كانت ممتعة وشيقة اختلطت بها عدة مشاعر وعوامل ومؤثرات إلا أن الجانب الفني كان هو الأبرز والأوضح في كل الدقائق والتفاصيل لأحداث المباريات.. ومبروك لأبناء الخليج هذا العرس الجميل.
صالح المطلق
فوائد من دورة الخليج
النمط الخطي
