|
|
14-08-2008, 12:21 PM
|
#1
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
|
في يدي غيمة
أَسْرَجوا الخَيْلَ ,
لا يَعرفون لماذا
ولكِّنُهمْ أَسْرَجُوا الخيلَ في السهلِ
.. كان المكانُ مُعَدَّاً لِمَوْلِدِه : تلَّةً
من رياحين أَجداده تَتَلَفَّتُ شرقاً وغرباً
وزيتونهً قُرْبَ زيتونه في المَصاحف تُعْلي سُطُوح اللُغَةْ ...
ودخاناً من اللازَوَرْدِ يُؤَثِّثُ هذا النهارَ لمسْأَلةٍ
لا تخصُّ سِوى الله . آذارُ طفلُ
الشهور المُدَلَّلُ . آذارُ يُؤلِمُ خبيز لِفناء الكنسيةِ
آذارُ أَرضٌ لِلَيْلِ السنون , ولا مرآةٍ
تَسْتَعدُّ لصرخَتَها في البراري... وتمتدُّ في
شَجَرِ السنديانْ .
يُولَدُ الآنَ طفلٌ
وصرختُهُ ,
في شقوق المكانْ
اِفتَرقْنا على دَرَجِ البيت . كانوا يقولونَ:
في صرختي حَذَرٌ لا يُلائِمُ طَيْشَ النباتاتِ ,
في صرختي مَطَرٌ ؛ هل أَسأَتُ إِلى إخوتي
عندما قلتُ إني رأَيتُ ملائكةٌ يلعبون مع الذئب في باحة الدار ؟
لا أَتذكَّرُ
أَسماءَهُمْ . ولا أَتذكَّرُ أَيضاً طريقَتَهُمْ في
الكلام ... وفي خفِّة الطيرانْ
أَصدقائي يرفّون ليلاً , ولا يتركونْ
خَلْفَهُمْ أَثَراً . هل أَقولُ لأُمِّي الحقيقةَ :
لِي إخوةٌ آخرونْ
إخوةٌ يَضَعُونَ على شرفتي قمراً
إخوةٌ ينسجون بإبرتهم معطفَ الأُقحوانْ
أَسْرَجُوا الخيلَ
لا يعرفون لماذا ,
ولكنهم أَسرجوا الخيل في آخر الليلِ
سَبْعُ سنابلَ تكفي لمائدة الصَيْف .
أَبيض يَسْحَبُ الماءَ من بئرِهِ ويقولُ
لهُ : لا تجفَّ . ويأَخذني من يَدي
لأَرى كيف أكبُرُ كالفَرْفَحِينَة...
أَمشي على حافَّة البئر : لِيَ قَمَرانْ
واحدٌ في الأعالي
وآخرُ في الماء يسبَحُ ... لِي قمرانْ
واثَقيْن , كأسلافهِمْ , من صَوَابِ
الشرائع ... سَكُّوا حديدَ السيوفِ
محاريثَ . لن يُصْلِحَ السيوفِ ما
أفْسَدَ الصَّيْفُ – قالوا وصَلُّوا
طويلاً . وغَنّوا مدائحَهمْ للطبيعةِ ...
لكنهم أَسرجوا الخيل ,
كي يَرْقُصُوا رَقْصَةَ الخيلِ ,
في فضَّة الليل ...
تَجْرحُني غيمةٌ في يدي : لا
أُريدُ من الأَرض أَكثَرَ مِنْ
هذه الأَرضِ : رائحة الهالِ والقَشِّ
بين أَبي والحصانْ .
في يدي غيمةٌ جَرَحْتني . ولكنني
لا أُريدُ من الشمس أَكثَرَ
من حَبَّة البرتقال وأَكثرَ منْ
ذَهَبٍ سال من كلمات الأذانْ
أَسْرَجُوا الخَيْلَ ,
لا يعرفون لماذا ,
ولكنهُمْ أسرجوا الخيل
في آخر الليل , وانتظروا
شَبَحاً طالعاً من شُقوق المكانْ ....
(من ديوان " لماذا تركتَ الحصانَ وحيداً " 1995)
|
|
|
14-08-2008, 12:23 PM
|
#2
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
|
غريب في مدينة بعيدة
عندما كنتُ صغيراً
وجميلاً
كانت الوردة داري
والينابيع بحاري
صارت الوردةُ جرحاً
والينابيع ظمأ
- هل تغيَّرت كثيراً ؟
- ما تغيَّرتُ كثيراً
عندما نرجع كالريح
إلى منزلنا
حدِّقي في جبهتي
تجدي الورد نخيلا
والينابيع عرق
تجديني مثلما كنتُ
صغيراً
وجميلاً..
(من ديوان "العصافير تموت في الجليل" 1969)
|
|
|
14-08-2008, 12:25 PM
|
#3
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
|
عندما يبتعد *
للعدُوُّ الذي يشربُ الشايَ
في كوخنا فَرَسٌ في الدخَانِ
وبنْتٌ لها حاجبانِ كثيفانِ ,
عينانِ بُنيتان , وشَعَرُ طويلٌ كَلَيْلِ الأغاني على الكتِفْينِ .
وصورَتُها لا تفارقُهُ كُلَّما جاءنا يطلُبُ الشاي
لكنَّهُ لا يُحَدَثُنا عن مشاغلها في المساء , وعَنْ فَرَسٍ تَرَكَتْهُ الأَغاني على قمَّة التَلِّ ..../
*... في كوخنا يستريحُ العَدُوُّ من البُندقيّة ,
مثلما يفعَلُ الضيفُ . يغفو قليلاً على مقعد الخَيْزُرانِ , ويحنُو على فَرْوِ قطْتنا , ويقولُ لنا دائماً :
لا تلوموا الضحيَّة َ!
نسأَلُهُ : مضنْ هيَ ؟
فيقولُ : دَمٌ لا يُجَفِّفُهُ الليلُ .../
* ... تلمعُ أَزرارُ سُتْرَتِهِ عندما يبتعدْ
عِمْ مساءً ! وسَلِّمْ على بئرنا
وعلى جِهَةِ التين . وامشِ الهُوَيْنَى على
ظلَّنا في حقول الشعير . وسَلِّمْ على سَرْونا في الأَعالي . ولا تَنْسَ بَوَّابةَ البيتِ مفتوحةً في الليالي .
ولا تَنْسَ خَوْفَ الحصان من الطائراتِ
وسَلِّمْ علينا , هُنَاكَ إِذا اتَّسعَ الوقتُ .../
هذا الكلامُ الذي كان في وُدِّنا
أَن نَقولَ على الباب ... يَسْمَعُهُ جيِّداً جَيِّداً ,
ويُخَبِّئُهُ في السُّعال السريع
ويُلْقي به جانباً
فلماذا يزور الضحيَّة كُلَّ مساءٍ ؟
ويحفَظُ أَمثالنا مِثْلَنا ,
ويُعيدُ أَناشيدَنا ذاتها ,
عن مواعيدنا ذاتها في المكان المُقَدَّسِ ؟
لولا المسدسُ
لاختلطَ النايُ في النايِ .../
*... لن تنتهي الحربُ ما دامت الأرضُ فينا تدورُ على نفسها ! فلنَكُنْ طَيِّبين إِذا كان يسألُنا أَن نكونَ هنا طَيِّبينَ .
ويقرأُ شِعراً لطيّار " ييتْس" : أَنا لا
أُحبُّ الذينَ أُدافعُ عنهُم , كما أَنني لا أُعادي الَذينَ أُحاربُهمْ ...
ثم يخرجُ من كوخنا الخشبيِّ ,
ويمشي ثمانينَ متراً إلى
بيتنا الحجريِّ هناك على طَرَفِ السَّهْلِ .../
* سَلِّمْ على بيتنا يا غريبُ .
فناجينُ قهوتنا لا تزال على حالها , هل تَشُمُّ أَصابعَنَا فوقها ؟
هل تقولُ لبنتك ذات الجديلةِ والحاجبينِ الكثيفينِ إِنَّ لها صاحباً غائباً ,
يتمنَّى زيارَتَها , لا لِشيْءٍ ...
ولكنْ ليدخل مِرْآتَها ويرى سرَّهُ :
كيف كانت تُتَبَعُ من بعده عُمْرَهُ
بدلاً مِنه ؟ سَلِّمْ عليها
إِذا اتسَّعَ الوقتُ .../
*هذا الكلامُ الذي كان في وُدِنِّا
(من ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا" 1995)
|
|
|
14-08-2008, 12:26 PM
|
#4
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
|
سماء منخفضة *
هُنَالِكَ حُبٌ يسيرُ على قَدَمَيْهِ الحَرِيرِيَّتَيْن
سعيداً بغُرْبَتِهِ في الشوارع ,
حُبٌّ صغيرٌ فقيرٌ يُبَلِّلُهُ مَطَرٌ عابرٌ
فيفيض على العابرين :
" هدايايَ أكبرُ منّي
كُلُوا حِنْطَتي
واشربوا خَمْرَتي
فسمائي على كتفيّ وأرضي لَكُمْ " ...
هَلْ شمَمْتِ دَمَ الياسمينِ المُشَاعَ
وفكّرْتِ بي
وانتظرتِ معي طائراً أَخضرَ الذَيْلِ
لا اسْمَ لَهُ ؟
هُنَالكَ حُبٌّ فقيرٌ يُحدِّقُ في النهر
مُسْتَسْلِماً للتداعي : إلى أَين تَرْكُضُ
يا فَرَسَ الماءِ ؟
عما قليل سيمتصُّكَ البحرُ
فامش الهوينى إلى مَوْتكَ الاختياريِّ ,
يا فَرَسَ الماء !
هل كنتش لي ضَفَّتَينْ
وكان المكانُ كما ينبغي أن يكون
خفيفاً خفيفاً على ذكرياتِكِ ؟
أيَّ الأغاني ؟ أَتلك التي
تتحَّدثُ عن عَطَشِ الحُبِّ .
أَمْ عن زمانٍ مضى ؟
هنالك حُبّ فقير , ومن طَرَفٍ واحدٍ هادئٌّ هادئٌّ لا يُكَسِّرُ
بِلَّوْرِ أَيَّامِكِ المُنْتَقَاةِ
ولا يُوقدُ النارُ في قَمَرٍ باردٍ
في سريرِكِ ,
لا تشعرينَ بهِ حينَ تبكينَ من هاجسٍ ,
رُبَّما بدلاٍ منه ,
لا تعرفين بماذا تُحسِّين حين تَضُمِّينَ
نَفسَكِ بين ذراعيكِ !
أَيَّ الليالي تريدين ؟ أَي الليالي ؟
وما لوْنُ تِلْكَ العيونِ التي تحلُمينَ
هُنْالكَ حُبٌّ فقيرٌ , ومن طرفين
يُقَلِّلُ من عَدَد اليائسين
ويرفَعُ عَرْشَ الحَمَام على الجانبين .
عليك , إِذاً أَن تَقودي بنفسك هذا الربيعَ السريعَ إلى مَنْ تُحبّينَ
أَيَّ زمانٍ تريدين ؟ أَيَّ زمان ؟
لأُصبحَ شاعرَهُ , هكذا هكذا : كُلّما
مَضَتِ امرأةٌ في السماء إلى سرِّها
وَجَدَتْ شاعراً سائراً في هواجسها .
كُلَّما غاص في نفسه شاعرٌ
وَجَدَ امرأةً تتعرَّى أمام قصيدتِهِ ..
أَيّ منفىً تريدينَ ؟
هل تذهبين معي أَمْ تسيرين وَحْدَكِ
في اسْمك منفىً يُكَلَّلُ منفّى
بِلأْلاَئِهِ ؟
هُنالِكَ حُبٌّ يَمُرُّ بنا ,
دون أَن نَنْتَبِهْ ,
فلا هُوَ يَدْري ولا نحن نَدْري
لماذا تُشرِّدُنا وردةٌ في جدارٍ قديم
وتبكي فتاةٌ على مَوْقف الباص ,
تَقْضِمُ تُفَّاحةً ثم تبكي وتضحَكُ ؟
" لا شيءَ , لا شيءَ أكثر
من نَحْلَةٍ عَبَرتْ في دمي ..
هُنَالكَ حُبٌّ فقيرٌ , يُطيلُ
التأَمُّلَ في العابرين , ويختارُ
أَصغَرَهُمْ قمراً : أَنتَ في حاجةٍ
لسماءٍ أَقلَّ ارتفاعاً ,
فكن صاحبي تَتَّسعْ
لأَنانيَّةُ اثنين لا يعرفان
لمن يُهْدِيانِ زُهُورَهُما ...
ربَّما كان يَقْصِدُني , رُبَّما
كان يقصدُنا دون أَن نَنْتَبِهْ
هُنَالِكَ حُبّ ... *
( من ديوان "سرير الغريبة" 1999)
|
|
|
14-08-2008, 12:28 PM
|
#5
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
|
تعاليم حُوريَّة *
(1)
*
فَكَّرتُ يَوماً بالرحيل , فحطّ حَسُّونٌ على يدها ونام .
وكان يكفي أَن أُداعِبَ غُصْنَ داليَةٍ على عَجَلٍ ... لتُدْركَ أَنَّ كأس نبيذيَ امتلأتْ .
ويكفي أَن أنامَ مُبَكَّراً لَتَرى مناميَ واضحاً , فتطيلُ لَيْلَتَها لتحرسَهُ ...
ويكفي أَن تجيء رسالةً منّي لتعرِف أَنْ عنواني تغّير , فوق قارِعَةِ السجون ,
وأَنْ أَيَّامي تُحوِّمُ حَوْلَها ... وحيالها
**
أُمِّي تَعُدُّ أَصابعي العشرينَ عن بُعْد .
تُمَشِّطُني بخُصْلَّة شعرها الذَهَبيّ
تبحثُ في ثيابي الداخلّيةِ عن نساءٍ أَجنبيَّاتٍ وَتَرْفُو جَوْريي المقطوعَ .
لم أَكَبْر على يَدِها كما شئنا :
أَنا وَهي , افترقنا عند مُنحَدرِ الرَّخام ... ولوَّحت سُحُبً لنا , ولماعزِ يَرِثُ المَكَانَ .
وأَنْشَأَ المنفى لنا لغتين :
دارجةُ ... ليفهمَهَا
الحمامُ ويحفظَ الذكرى , وفُصْحى ...
كي أُفسِّرَ للظلال ظِلالَهَا !
(2)
***
ما زلتُ حيَّا في خِضَمَّكِ .
لم تَقُول الأُمُّ للوَلَدِ المريضِ مَرِضْتُ من قَمَرِ النحاس على خيامِ البْدوِ .
هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنانَ , حَيْثُ نسيتني ونسيتِ كيسَ الخُبْزِ
[ كانَ الخبزُ قمحيَّاً ] ولم أَصرخْ لئلاّ أُوقظَ الحُرَّاسَ حَطَّتْني على كَتِفْيكِ رائحةُ الندى .
يا ظَبْيَةُ فَقَدَتْ هُناكَ كنَاسَها وغزالها ...
عَجَنْت بالحَبَقِ الظهيرةَ كُلَّها .
وَخَبَزْتِ للسُّمَّاقِ عُرْفَ الديك .
أَعرِفُ ما يُخَرَّبُ قلبَك المَثّقُوبَ بالطاووس , مُنْذُ طُرِدْتِ ثانيةً من الفردوس .
عالُنا تَغَيَّر كُّلَّهُ فتغيرتْ أَصواتُنا حتَى التحيَّةُ بَيننا وَقَعَتْ كزرِّ الثَوْبِ فوق قولي أَيَّ شيء لي لتَمنَحني الحياةُ دَلالَها .
****
هي أُختُ هاجَرَ أُختُها من أُمِّها .
تبكي مع النايات مَوْتى لم يموتوا .
لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تَنْفَتِحَ السماءُ ولا ترى الصحراءَ خلف أَصابعي لترى حديقَتَها على وَجْه السراب , فيركُض الزَّمَنُ القديمُ بها إلى عَبَثٍ ضروريِّ :
أَبوها طار مثل الشَرْكَسيِّ على حصان العُرسْ
(3)
أَمَّا أُمها فلقد أَعَدَّتْ , دون أن تبكي لِزَوْجَة
زَوْجِها حناءَها , وتفحَّصَتْ خلخالها ...
*****
لا نلتقي إلاَّ وداعاً عند مُفْتَرَقِ الحديث .
تقول لي مثلاً :
تزوجَّ أَيَّةَ امرأة مِنَ الغُرباء , أَجملُ من بنات الحيِّ , لكنْ لا تُصَدِّقْ أَيَّةَ امرأة سواي .
ولا تُصَدِّقْ ذكرياتِكَ دائماً .
لا تَحْتَرِقْ لتضيء أُمَّكَ , تلك مِهْنَتُها الجميلةُ.
لا تحنُّ إلى مواعيد الندى .
كُنْ واقعيَّاً كالسماء .
ولا تحنّ إلى عباءة جدِّكَ السوداء , أَو رَشَوَاتِ جدّتك الكثيرةِ وانطلِقْ كالمُهْرِ في الدنيا .
وكُنْ مَنْ أَنت حيثَ تكون .
واحَملْ عبء قلبِكَ وَحْدَهُ ...وارجع إذا اتسَعَتْ بلادُكَ للبلاد وغيَّرتْ أَحوالهَا ...
(من ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا" 1995)
|
|
|
14-08-2008, 12:30 PM
|
#6
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
|
كتاب في جريدة
في الوقت الذي نضع فيه " كتاب في جريدة " كأول عمل ثقافي عربي موحد بين أيدي قراء العربية , بمشاركة كبريات الصحف في الوطن العربي , أملاً في أن تبلغ الثقافة والمعرفة مدّى اكثر اتساعاً في حياة الأفراد والمجتمع , فإن منظمة اليونسكو ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ومؤسسة صخر ومؤسسة الحريري , تنجز بهذا المشروع خطوة مهمة نحو الاندماج الثقافي وتعميم القراءة والتواصل مع الآداب والفنون عبر مختلف العصور , من اجل مزيد من التلاحم وترسيخ وحدة اللغة والثقافة .
يهدي " كتاب في جريدة " عبر صحفه المشترك في شبكة التوزيع مجاناً إلى ملايين الأسر في العالم العربي وخارجه الكثير من المؤلفات الإبداعية العربية المهمة , ترافقها أعمال فنية لنخبة متميزة من الفنانين التشكيليين .
كويتشيرو ماتسورا عبد الغفار حسين
محمد عبد الرحمن الشارخ
بهية الحريري
مدير عام منظمة اليونسكو
مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية
مؤسسة صخر
مؤسسة الحريري
الهيئة الاستشارية : أدونيس - توفيق بكار - جابر عصفور - سمير سرحان - عبد العزيز المقالح - عبد الله الغذامي - محمد بنيس - محمود درويش - ناصر الظاهري - يمنى العيد.
المشرف العام : شوقي عبد الأمير
المشرف الفني والمصمم : محيي الدين اللباد
إدارة وأمانة سر : ميرنا نعمة
تصميم حروف العناوين : المأمون أحمد
تدقيق ومراجعة : يس إبراهيم
أعمال الكمبيوغرافيك : أسامة بحر
الصحف المشاركة : الاتحاد الاشتراكي ( الدار البيضاء ) – الاتحاد ( حيف ) – الأنباء ( الخرطوم ) – الأهرام ( القاهرة ) – الأيام ( رام الله ) – الأيام ( المنامة ) – بيان اليوم ( الدار البيضاء ) – تشرين ( دمشق ) – الثورة ( صنعاء ) – الخليج ( الشارقة ) – الدستور ( عمان ) – الرأي ( عمان ) – الراية ( الدوحة ) – الرياض ( الرياض ) – السفير ( بيروت ) – الشعب ( نواكشوط ) – الشمس ( طرابلس الغرب ) – العلم ( الرباط ) – القدس العربية ( لندن ) .
الشكر واجب : لعائلة الفنان عصام أبو شقرا
مركز خليل السكاكيني الثقافي برام الله ...
على تعاونهم في توفير أعمال الفنان لهذا الكتاب .
** كتاب في جريدة
( السنة الرابعة ) رقم 39
3 يناير / كانون الثاني 2001
|
|
|
14-08-2008, 12:31 PM
|
#7
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
|
إلى شاعرٍ عراقي ...
( 1 )
أُعِدُّ لأَرْثيكَ , عِشْرينَ عاماً مِنْ الحُبِّ , كُنْتُ وَحَيداً هناكَ تُؤَثِّثُ مَنْفى لسَيَّدَةِ الزَّيْزَفُونِ , وبَيْتا ,,, لِسَيِّدِنا في أعالي الكَلامِ .
تَكَلَّمْ لِنَصْعَدَ أَعْلى..وَ أَعْلَى ... وَأَعْلى ...
على سُلَّمِ الْبِئْرِ , يا صاحِبي , أَينَ أَنتَ ؟
تَقَدَّمْ لأَحْمِلَ عنكَ الكَلامَ .. وأَرْثيك /
... لو كانَ جِسْراً عَبَرْناهُ , لكنَّه الدَّارُ والهاوَية
وللقَمَر البابِليِّ على شَجَرِ اللَّيلِ مَمَلَكَةٌ لَمْ تَعُدْ
لَنا , مُنْذُ عادَ التَّتارُ على خَيْلِنا
والتَّتارُ الجُدُدْ يَجُرُّونَ أَسْماءَنا خَلْفَهُم في شَعابِ الجِبالِ , ويَنْسَونْنا
وَيَنْسَوْنَ فينا نَخيلاً ونَهْرَيْنِ :
يَنْسَوْنَ فينا العِراقْ
أَما قُلْتَ لي في الطَّريقِ إلى الرِّيحِ :
عَمَّا قَليل سَنَشْحَنُ تاريخَنا بالمَعاني ,
وَتَنْطَفِئُ الحَربْ عمَّا قَليل
وَ عمَّا قَليل نُشَيِّدُ سُومَرَ , ثانِيَةً , في الأَغاني
وَنَفْتَحُ بابَ المَسارحِ للنَّاسِ والطَّيْرِ مِن كلّ جِنْسِ ؟
وَنَرْجِعُ مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ بِنا الرِّيح .../
(.... )
لَنا غُرَفٌ في حَدائِقِ آبَ , هُنا في البِلادِ الَّتي
( 2 )
تُحِبُّ الكِلابَ وتَكْرَهُ شَعْبْكَ واسْمَ الْجَنوبِ
لَنا بَقايا نِساءٍ طُردْنَ مِنْ الأُقْحُوانِ
لَنا أَصْدِقاءُ من الغَجَرِ الطَّيِّبينَ .
لَنا دَرَجُ الْبَارِ .
رامبو لَنا ,ولنا رَصيفٌ مِنَ الكَستَنْاءِ .
لَنا تكنولوجيا لِقَتْلِ الْعِراق
تَهُبُّ جَنُوبيّةٌ ريحُ مَوْتاكَ , تَسْأَلُني :
هَلْ أَراك ؟
أَقولُ : تَراني مساءً قَتيلاً على نَشْرَةِ الشَّاشَةِ الْخامِسَة
فَما نَفْعُ حُرِّيَّتي يا تَماثيلَ رودانَ ؟
لا تَتَساءَلْ , ولا تُعَلِّقْ على بَلَحِ النَّخْلِ ذاكرَتي جَرَساً .
قَدْ خَسِرْنا مَنافِينا مُنْذُ هَبَّتْ جَنوبِيَّةَ ريحُ مَوْتاك.../
.... لا بُدَّ مِنْ فَرَسٍ لْغَرِيبِ ليَتْبَعَ قَيْصَرَ , أَوْ
ليَرْجِعَ مِنْ لَسْعَةِ النَّايِ .
لاَ بُدَّ مِنْ فَرَسٍ للغَريبْ
أَما كانَ في وُسْعِنا أَنْ نَرى قَمَراً وَاحِداً لا يَدُلُّ
على امْرَأَةٍ ما ؟
أَما كان في وُسْعِنا أَنْ نُمَيِّزَ بَيْنَ البَصيرَةِ ,
يا صاحِبي , والبَصَرْ ؟
( 3 )
لَنا ما عَلَيْنا من النَّحْلِ وَالمُفْرداتِ .
خُلِقْنا لِنَكْتُبَ عَمَّا يُهَدِّدُنا مِنْ نساءٍ وَقَيْصَرَ ..
والأَرْضِ حِينَ تَصيرُ لُغَةْ ,
وَعَنْ سِرٍّ جلَجامشَ الْمُستَحيلِ , لِنَهْرُبَ مِنْ عَصْرِنا إِلى أَمْسِ خَمْرَتِنا الذَّهَبيِّ ذَهَبْنَا ,
وَسِرنْا إلى عُمْرِ حِكْمَتنا
وكانت أَغاني الحَنينِ عِراقّيَةً ,
والعِراقُ نَخَيلٌ وَنَهْرانَ .../
... لِي قَمَرٌ في الرَّصافَةِ .
لِي سَمَكٌ في الفُراتِ ودِجْلَةْ
ولِي قارِئٌ في الجَنُوبِ , ولِي حَجَرُ الشَّمْسِ في نَيْنَوى ونَيْروزُ لِي في ضَفائِرِ كُرديّةٍ في شَمالِ الشَّجَنْ ...
ولِي وَرْدَةٌ فِي حَدائِقَ بابِلَ .
لي شاعِرٌ في بُوَيْب,
ولي جُثَّتي تَحْتَ شَمْسَ العراق
ولا الغَربُ غَرْبٌ , تَوَحَّدَ إِخْوَتُنا في غَريزَةِ قابيلَ , لا تُعاتِبْ أَخاكَ ,
فإِنْ الْبَنَفْسَجَ شاهِدَةُ الْقَبر ..../
... قَبْرٌ لِباريسَ , لُنُدنَ , روما , نيويورك , موسكو , وقبر لِبَغْدادَ , هَلْ كانَ من حَقْها أَن تُصَدِّقُ ماضيَها المُرْتَقَبْ ؟
وَقَبْرٌ لإِيتاكَةِ الدَّرْبِ وَالْهَدَفِ الصَّعْبِ , قَبْرٌ لِيافا ...
( 4 )
وَقَبْرٌ لهِوميِّر أَيْضاً وَ لِلبُحْتُرِيِّ , وَقَبْرٌ هو الشَّعْرُ, قبرٌ من الرِّيحِ ... يا حَجَرَ الرُّوحِ ,
يا صَمْتَنا !
نُصَدِّقُ , كَي نُكْمِلَ التَّيهُ , أَنَ الخَريفَ تَغَيَّرَ فينا .. نَعَمْ , نَحْنُ أَوْراقُ هذا الصَّنَوَبَرِ , نَحْنُ التَّعَب..., وقَدْ خَفَّ , خارِجَ أجسادنا , كالنَّدى ... وَانْسَكَب
نَوارِسَ بيضاءَ , تبحثُ عن شُعَراءِ الْهَواجِس فينا ..
وعَنْ دَمْعَةِ الْعَرَبِيِّ الأَخيرةِ ,
صَحْراء ... صَحْراء.... /
(....)
ولا صَوْتَ يَصْعَدُ , لا صَوْتَ يَهْبِطُ , بَعْدَ قَليل ..
سَنُفْرِغُ آخِرَ أَلْفاظنا في مَديحِ المَكانِ , وَبَعْدَ قليل سَنَرْنو إلى غَدنا , خَلْفَنا , في حَريرِ الكَلامِ القَديم
وسَوْفَ نُشاهِدُ أَحْلامَنا في المَمَرَّاتِ تَبْحَثُ عَنَّا
وعَنْ نَسْرِ أَعْلامِنا السُّود .../
صَحْراءُ للصَّوْتِ , صَحْراءُ للصَّمْتِ , صَحراء للْعَبَثِ الأَبَديّ
للَوْحِ الشَّرائِعِ صَحْراءُ , للكُتُبِ الْمَدْرَسِيَّةِ , للأَنبِياء وللَعُلَماءْ
( 5 )
لَشيكسبير صَحْراءُ , للباحِثينَ عنِ الله في الكائنَ الآدَمِيّ
هُنا يَكْتُبُ العَرَبيُّ الأَخِيرُ : أَنَا العَرَبِيُّ الَذي لَمْ يَكُنْ
أَنَا العَرَبِيُّ الَذي لَمْ يَكُنْ
قُلِ الآنِ إِنْكَ أَخْطَأْتَ , أَو لا تَقُلْ
فَلَنْ يَسْمَعَ المَيتونَ اعْتذارَكَ منهم , ولَنْ يَقْرَؤوا
مَجَلاّتِ قاتِلِهمْ كَيْ يَرَوْا ما يَرَوْنَ , ولن يَرْجعِوا إِلى الْبَصْرَةَ الأَبَدِيةِ كَيْ يَعْرِفوا ما صَنَعْتَ بأُمِّك ,
حِينَ انْتَبَهْتَ إلى زُرْقَةِ الْبَحْر .../
(....)
سَأُولَدُ مِنْكَ وَتُولَدُ مِنّي . رُوَيْداً رُوَيْداً سأَخْلَعُ عَنْك أصابعَ مَوتايَ , أَزْرارَ قُمصانهمْ.
وبطاقاتِ ميلادهمْ وتخلعُ عنيِّ رسائلَ مَوْتاكَ للْقُدْس , ثُمَ نُنَظِّفُ نظَّرَتَيْنا من الدمِ , يا صاحِبي , كَيْ نُعيدَ قِراءَةَ كافْكا ونَفْتَحَ نافِذَتَيْنِ على شارِعِ الظِّلّ .../
... في داخِلي , لا تُصَدِّقْ دُخانَ الشِّتاءِ كثيراً
فعمَّا قليل سَيَخْرُجُ إِبْريلُ مِنْ نَوْمِنا , خارِجي داخِلي فلا تَكْتَرِثْ بِالتَّماثيلِ ... سَوْفَ تُطَرِّزُ بِنْتٌ عِراقيِّةٌ ثَوْبَها بأَوَّلِ زَهْرَةِ لَوْزِ ,
وتَكْتُبُ أَوَّلَ حَرْفٍ مِنَ اسْمِكَ
على طَرَف السَّهْمِ فَوْقَ اسْمِها ....
في مَهَبِّ الْعِراق ..
(من ديوان " أَحد عشر كوكباً " 1992)
|
|
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
|
|
قوانين المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML غير متاح
|
|
|
| |