العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-08-2008, 12:21 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

في يدي غيمة



أَسْرَجوا الخَيْلَ ,

لا يَعرفون لماذا

ولكِّنُهمْ أَسْرَجُوا الخيلَ في السهلِ



.. كان المكانُ مُعَدَّاً لِمَوْلِدِه : تلَّةً

من رياحين أَجداده تَتَلَفَّتُ شرقاً وغرباً

وزيتونهً قُرْبَ زيتونه في المَصاحف تُعْلي سُطُوح اللُغَةْ ...

ودخاناً من اللازَوَرْدِ يُؤَثِّثُ هذا النهارَ لمسْأَلةٍ

لا تخصُّ سِوى الله . آذارُ طفلُ

الشهور المُدَلَّلُ . آذارُ يُؤلِمُ خبيز لِفناء الكنسيةِ

آذارُ أَرضٌ لِلَيْلِ السنون , ولا مرآةٍ

تَسْتَعدُّ لصرخَتَها في البراري... وتمتدُّ في

شَجَرِ السنديانْ .



يُولَدُ الآنَ طفلٌ

وصرختُهُ ,

في شقوق المكانْ



اِفتَرقْنا على دَرَجِ البيت . كانوا يقولونَ:

في صرختي حَذَرٌ لا يُلائِمُ طَيْشَ النباتاتِ ,

في صرختي مَطَرٌ ؛ هل أَسأَتُ إِلى إخوتي

عندما قلتُ إني رأَيتُ ملائكةٌ يلعبون مع الذئب في باحة الدار ؟

لا أَتذكَّرُ

أَسماءَهُمْ . ولا أَتذكَّرُ أَيضاً طريقَتَهُمْ في

الكلام ... وفي خفِّة الطيرانْ



أَصدقائي يرفّون ليلاً , ولا يتركونْ

خَلْفَهُمْ أَثَراً . هل أَقولُ لأُمِّي الحقيقةَ :

لِي إخوةٌ آخرونْ

إخوةٌ يَضَعُونَ على شرفتي قمراً

إخوةٌ ينسجون بإبرتهم معطفَ الأُقحوانْ



أَسْرَجُوا الخيلَ

لا يعرفون لماذا ,

ولكنهم أَسرجوا الخيل في آخر الليلِ



سَبْعُ سنابلَ تكفي لمائدة الصَيْف .

أَبيض يَسْحَبُ الماءَ من بئرِهِ ويقولُ

لهُ : لا تجفَّ . ويأَخذني من يَدي

لأَرى كيف أكبُرُ كالفَرْفَحِينَة...

أَمشي على حافَّة البئر : لِيَ قَمَرانْ

واحدٌ في الأعالي

وآخرُ في الماء يسبَحُ ... لِي قمرانْ



واثَقيْن , كأسلافهِمْ , من صَوَابِ

الشرائع ... سَكُّوا حديدَ السيوفِ

محاريثَ . لن يُصْلِحَ السيوفِ ما

أفْسَدَ الصَّيْفُ – قالوا وصَلُّوا

طويلاً . وغَنّوا مدائحَهمْ للطبيعةِ ...

لكنهم أَسرجوا الخيل ,

كي يَرْقُصُوا رَقْصَةَ الخيلِ ,

في فضَّة الليل ...



تَجْرحُني غيمةٌ في يدي : لا





أُريدُ من الأَرض أَكثَرَ مِنْ

هذه الأَرضِ : رائحة الهالِ والقَشِّ

بين أَبي والحصانْ .

في يدي غيمةٌ جَرَحْتني . ولكنني

لا أُريدُ من الشمس أَكثَرَ

من حَبَّة البرتقال وأَكثرَ منْ

ذَهَبٍ سال من كلمات الأذانْ



أَسْرَجُوا الخَيْلَ ,

لا يعرفون لماذا ,

ولكنهُمْ أسرجوا الخيل

في آخر الليل , وانتظروا

شَبَحاً طالعاً من شُقوق المكانْ ....











(من ديوان " لماذا تركتَ الحصانَ وحيداً " 1995)
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 12:23 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

غريب في مدينة بعيدة

عندما كنتُ صغيراً
وجميلاً

كانت الوردة داري

والينابيع بحاري

صارت الوردةُ جرحاً

والينابيع ظمأ

- هل تغيَّرت كثيراً ؟

- ما تغيَّرتُ كثيراً

عندما نرجع كالريح

إلى منزلنا

حدِّقي في جبهتي

تجدي الورد نخيلا

والينابيع عرق

تجديني مثلما كنتُ

صغيراً

وجميلاً..



(من ديوان "العصافير تموت في الجليل" 1969)

السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 12:25 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

عندما يبتعد *

للعدُوُّ الذي يشربُ الشايَ

في كوخنا فَرَسٌ في الدخَانِ
وبنْتٌ لها حاجبانِ كثيفانِ ,
عينانِ بُنيتان , وشَعَرُ طويلٌ كَلَيْلِ الأغاني على الكتِفْينِ .
وصورَتُها لا تفارقُهُ كُلَّما جاءنا يطلُبُ الشاي
لكنَّهُ لا يُحَدَثُنا عن مشاغلها في المساء , وعَنْ فَرَسٍ تَرَكَتْهُ الأَغاني على قمَّة التَلِّ ..../
*... في كوخنا يستريحُ العَدُوُّ من البُندقيّة ,
مثلما يفعَلُ الضيفُ . يغفو قليلاً على مقعد الخَيْزُرانِ , ويحنُو على فَرْوِ قطْتنا , ويقولُ لنا دائماً :
لا تلوموا الضحيَّة َ!
نسأَلُهُ : مضنْ هيَ ؟
فيقولُ : دَمٌ لا يُجَفِّفُهُ الليلُ .../
* ... تلمعُ أَزرارُ سُتْرَتِهِ عندما يبتعدْ
عِمْ مساءً ! وسَلِّمْ على بئرنا
وعلى جِهَةِ التين . وامشِ الهُوَيْنَى على
ظلَّنا في حقول الشعير . وسَلِّمْ على سَرْونا في الأَعالي . ولا تَنْسَ بَوَّابةَ البيتِ مفتوحةً في الليالي .
ولا تَنْسَ خَوْفَ الحصان من الطائراتِ
وسَلِّمْ علينا , هُنَاكَ إِذا اتَّسعَ الوقتُ .../

هذا الكلامُ الذي كان في وُدِّنا

أَن نَقولَ على الباب ... يَسْمَعُهُ جيِّداً جَيِّداً ,

ويُخَبِّئُهُ في السُّعال السريع

ويُلْقي به جانباً

فلماذا يزور الضحيَّة كُلَّ مساءٍ ؟

ويحفَظُ أَمثالنا مِثْلَنا ,

ويُعيدُ أَناشيدَنا ذاتها ,

عن مواعيدنا ذاتها في المكان المُقَدَّسِ ؟

لولا المسدسُ

لاختلطَ النايُ في النايِ .../

*... لن تنتهي الحربُ ما دامت الأرضُ فينا تدورُ على نفسها ! فلنَكُنْ طَيِّبين إِذا كان يسألُنا أَن نكونَ هنا طَيِّبينَ .

ويقرأُ شِعراً لطيّار " ييتْس" : أَنا لا

أُحبُّ الذينَ أُدافعُ عنهُم , كما أَنني لا أُعادي الَذينَ أُحاربُهمْ ...

ثم يخرجُ من كوخنا الخشبيِّ ,

ويمشي ثمانينَ متراً إلى

بيتنا الحجريِّ هناك على طَرَفِ السَّهْلِ .../

* سَلِّمْ على بيتنا يا غريبُ .

فناجينُ قهوتنا لا تزال على حالها , هل تَشُمُّ أَصابعَنَا فوقها ؟

هل تقولُ لبنتك ذات الجديلةِ والحاجبينِ الكثيفينِ إِنَّ لها صاحباً غائباً ,

يتمنَّى زيارَتَها , لا لِشيْءٍ ...

ولكنْ ليدخل مِرْآتَها ويرى سرَّهُ :

كيف كانت تُتَبَعُ من بعده عُمْرَهُ

بدلاً مِنه ؟ سَلِّمْ عليها

إِذا اتسَّعَ الوقتُ .../

*هذا الكلامُ الذي كان في وُدِنِّا



(من ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا" 1995)





السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 12:26 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

سماء منخفضة *


هُنَالِكَ حُبٌ يسيرُ على قَدَمَيْهِ الحَرِيرِيَّتَيْن

سعيداً بغُرْبَتِهِ في الشوارع ,

حُبٌّ صغيرٌ فقيرٌ يُبَلِّلُهُ مَطَرٌ عابرٌ

فيفيض على العابرين :

" هدايايَ أكبرُ منّي

كُلُوا حِنْطَتي

واشربوا خَمْرَتي

فسمائي على كتفيّ وأرضي لَكُمْ " ...

هَلْ شمَمْتِ دَمَ الياسمينِ المُشَاعَ

وفكّرْتِ بي

وانتظرتِ معي طائراً أَخضرَ الذَيْلِ

لا اسْمَ لَهُ ؟



هُنَالكَ حُبٌّ فقيرٌ يُحدِّقُ في النهر

مُسْتَسْلِماً للتداعي : إلى أَين تَرْكُضُ

يا فَرَسَ الماءِ ؟

عما قليل سيمتصُّكَ البحرُ

فامش الهوينى إلى مَوْتكَ الاختياريِّ ,

يا فَرَسَ الماء !



هل كنتش لي ضَفَّتَينْ

وكان المكانُ كما ينبغي أن يكون

خفيفاً خفيفاً على ذكرياتِكِ ؟

أيَّ الأغاني ؟ أَتلك التي

تتحَّدثُ عن عَطَشِ الحُبِّ .

أَمْ عن زمانٍ مضى ؟





هنالك حُبّ فقير , ومن طَرَفٍ واحدٍ هادئٌّ هادئٌّ لا يُكَسِّرُ

بِلَّوْرِ أَيَّامِكِ المُنْتَقَاةِ

ولا يُوقدُ النارُ في قَمَرٍ باردٍ

في سريرِكِ ,

لا تشعرينَ بهِ حينَ تبكينَ من هاجسٍ ,

رُبَّما بدلاٍ منه ,

لا تعرفين بماذا تُحسِّين حين تَضُمِّينَ

نَفسَكِ بين ذراعيكِ !

أَيَّ الليالي تريدين ؟ أَي الليالي ؟

وما لوْنُ تِلْكَ العيونِ التي تحلُمينَ

هُنْالكَ حُبٌّ فقيرٌ , ومن طرفين

يُقَلِّلُ من عَدَد اليائسين

ويرفَعُ عَرْشَ الحَمَام على الجانبين .

عليك , إِذاً أَن تَقودي بنفسك هذا الربيعَ السريعَ إلى مَنْ تُحبّينَ

أَيَّ زمانٍ تريدين ؟ أَيَّ زمان ؟

لأُصبحَ شاعرَهُ , هكذا هكذا : كُلّما

مَضَتِ امرأةٌ في السماء إلى سرِّها

وَجَدَتْ شاعراً سائراً في هواجسها .

كُلَّما غاص في نفسه شاعرٌ

وَجَدَ امرأةً تتعرَّى أمام قصيدتِهِ ..



أَيّ منفىً تريدينَ ؟

هل تذهبين معي أَمْ تسيرين وَحْدَكِ

في اسْمك منفىً يُكَلَّلُ منفّى

بِلأْلاَئِهِ ؟



هُنالِكَ حُبٌّ يَمُرُّ بنا ,

دون أَن نَنْتَبِهْ ,

فلا هُوَ يَدْري ولا نحن نَدْري

لماذا تُشرِّدُنا وردةٌ في جدارٍ قديم

وتبكي فتاةٌ على مَوْقف الباص ,

تَقْضِمُ تُفَّاحةً ثم تبكي وتضحَكُ ؟

" لا شيءَ , لا شيءَ أكثر

من نَحْلَةٍ عَبَرتْ في دمي ..

هُنَالكَ حُبٌّ فقيرٌ , يُطيلُ

التأَمُّلَ في العابرين , ويختارُ

أَصغَرَهُمْ قمراً : أَنتَ في حاجةٍ

لسماءٍ أَقلَّ ارتفاعاً ,

فكن صاحبي تَتَّسعْ

لأَنانيَّةُ اثنين لا يعرفان

لمن يُهْدِيانِ زُهُورَهُما ...

ربَّما كان يَقْصِدُني , رُبَّما

كان يقصدُنا دون أَن نَنْتَبِهْ



هُنَالِكَ حُبّ ... *



( من ديوان "سرير الغريبة" 1999)



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 12:28 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

تعاليم حُوريَّة *
(1)
*

فَكَّرتُ يَوماً بالرحيل , فحطّ حَسُّونٌ على يدها ونام .

وكان يكفي أَن أُداعِبَ غُصْنَ داليَةٍ على عَجَلٍ ... لتُدْركَ أَنَّ كأس نبيذيَ امتلأتْ .

ويكفي أَن أنامَ مُبَكَّراً لَتَرى مناميَ واضحاً , فتطيلُ لَيْلَتَها لتحرسَهُ ...

ويكفي أَن تجيء رسالةً منّي لتعرِف أَنْ عنواني تغّير , فوق قارِعَةِ السجون ,

وأَنْ أَيَّامي تُحوِّمُ حَوْلَها ... وحيالها



**

أُمِّي تَعُدُّ أَصابعي العشرينَ عن بُعْد .
تُمَشِّطُني بخُصْلَّة شعرها الذَهَبيّ
تبحثُ في ثيابي الداخلّيةِ عن نساءٍ أَجنبيَّاتٍ وَتَرْفُو جَوْريي المقطوعَ .

لم أَكَبْر على يَدِها كما شئنا :

أَنا وَهي , افترقنا عند مُنحَدرِ الرَّخام ... ولوَّحت سُحُبً لنا , ولماعزِ يَرِثُ المَكَانَ .

وأَنْشَأَ المنفى لنا لغتين :

دارجةُ ... ليفهمَهَا

الحمامُ ويحفظَ الذكرى , وفُصْحى ...

كي أُفسِّرَ للظلال ظِلالَهَا !













(2)

***

ما زلتُ حيَّا في خِضَمَّكِ .

لم تَقُول الأُمُّ للوَلَدِ المريضِ مَرِضْتُ من قَمَرِ النحاس على خيامِ البْدوِ .

هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنانَ , حَيْثُ نسيتني ونسيتِ كيسَ الخُبْزِ

[ كانَ الخبزُ قمحيَّاً ] ولم أَصرخْ لئلاّ أُوقظَ الحُرَّاسَ حَطَّتْني على كَتِفْيكِ رائحةُ الندى .

يا ظَبْيَةُ فَقَدَتْ هُناكَ كنَاسَها وغزالها ...

عَجَنْت بالحَبَقِ الظهيرةَ كُلَّها .

وَخَبَزْتِ للسُّمَّاقِ عُرْفَ الديك .

أَعرِفُ ما يُخَرَّبُ قلبَك المَثّقُوبَ بالطاووس , مُنْذُ طُرِدْتِ ثانيةً من الفردوس .

عالُنا تَغَيَّر كُّلَّهُ فتغيرتْ أَصواتُنا حتَى التحيَّةُ بَيننا وَقَعَتْ كزرِّ الثَوْبِ فوق قولي أَيَّ شيء لي لتَمنَحني الحياةُ دَلالَها .



****

هي أُختُ هاجَرَ أُختُها من أُمِّها .
تبكي مع النايات مَوْتى لم يموتوا .

لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تَنْفَتِحَ السماءُ ولا ترى الصحراءَ خلف أَصابعي لترى حديقَتَها على وَجْه السراب , فيركُض الزَّمَنُ القديمُ بها إلى عَبَثٍ ضروريِّ :

أَبوها طار مثل الشَرْكَسيِّ على حصان العُرسْ



(3)





أَمَّا أُمها فلقد أَعَدَّتْ , دون أن تبكي لِزَوْجَة

زَوْجِها حناءَها , وتفحَّصَتْ خلخالها ...



*****

لا نلتقي إلاَّ وداعاً عند مُفْتَرَقِ الحديث .

تقول لي مثلاً :

تزوجَّ أَيَّةَ امرأة مِنَ الغُرباء , أَجملُ من بنات الحيِّ , لكنْ لا تُصَدِّقْ أَيَّةَ امرأة سواي .

ولا تُصَدِّقْ ذكرياتِكَ دائماً .

لا تَحْتَرِقْ لتضيء أُمَّكَ , تلك مِهْنَتُها الجميلةُ.

لا تحنُّ إلى مواعيد الندى .

كُنْ واقعيَّاً كالسماء .

ولا تحنّ إلى عباءة جدِّكَ السوداء , أَو رَشَوَاتِ جدّتك الكثيرةِ وانطلِقْ كالمُهْرِ في الدنيا .

وكُنْ مَنْ أَنت حيثَ تكون .

واحَملْ عبء قلبِكَ وَحْدَهُ ...وارجع إذا اتسَعَتْ بلادُكَ للبلاد وغيَّرتْ أَحوالهَا ...



(من ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا" 1995)











السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 12:30 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كتاب في جريدة

في الوقت الذي نضع فيه " كتاب في جريدة " كأول عمل ثقافي عربي موحد بين أيدي قراء العربية , بمشاركة كبريات الصحف في الوطن العربي , أملاً في أن تبلغ الثقافة والمعرفة مدّى اكثر اتساعاً في حياة الأفراد والمجتمع , فإن منظمة اليونسكو ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ومؤسسة صخر ومؤسسة الحريري , تنجز بهذا المشروع خطوة مهمة نحو الاندماج الثقافي وتعميم القراءة والتواصل مع الآداب والفنون عبر مختلف العصور , من اجل مزيد من التلاحم وترسيخ وحدة اللغة والثقافة .

يهدي " كتاب في جريدة " عبر صحفه المشترك في شبكة التوزيع مجاناً إلى ملايين الأسر في العالم العربي وخارجه الكثير من المؤلفات الإبداعية العربية المهمة , ترافقها أعمال فنية لنخبة متميزة من الفنانين التشكيليين .

كويتشيرو ماتسورا عبد الغفار حسين
محمد عبد الرحمن الشارخ
بهية الحريري

مدير عام منظمة اليونسكو
مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية
مؤسسة صخر
مؤسسة الحريري




الهيئة الاستشارية : أدونيس - توفيق بكار - جابر عصفور - سمير سرحان - عبد العزيز المقالح - عبد الله الغذامي - محمد بنيس - محمود درويش - ناصر الظاهري - يمنى العيد.

المشرف العام : شوقي عبد الأمير

المشرف الفني والمصمم : محيي الدين اللباد

إدارة وأمانة سر : ميرنا نعمة

تصميم حروف العناوين : المأمون أحمد

تدقيق ومراجعة : يس إبراهيم

أعمال الكمبيوغرافيك : أسامة بحر



الصحف المشاركة : الاتحاد الاشتراكي ( الدار البيضاء ) – الاتحاد ( حيف ) – الأنباء ( الخرطوم ) – الأهرام ( القاهرة ) – الأيام ( رام الله ) – الأيام ( المنامة ) – بيان اليوم ( الدار البيضاء ) – تشرين ( دمشق ) – الثورة ( صنعاء ) – الخليج ( الشارقة ) – الدستور ( عمان ) – الرأي ( عمان ) – الراية ( الدوحة ) – الرياض ( الرياض ) – السفير ( بيروت ) – الشعب ( نواكشوط ) – الشمس ( طرابلس الغرب ) – العلم ( الرباط ) – القدس العربية ( لندن ) .





الشكر واجب : لعائلة الفنان عصام أبو شقرا

مركز خليل السكاكيني الثقافي برام الله ...

على تعاونهم في توفير أعمال الفنان لهذا الكتاب .





** كتاب في جريدة
( السنة الرابعة ) رقم 39
3 يناير / كانون الثاني 2001
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 12:31 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

إلى شاعرٍ عراقي ...

( 1 )



أُعِدُّ لأَرْثيكَ , عِشْرينَ عاماً مِنْ الحُبِّ , كُنْتُ وَحَيداً هناكَ تُؤَثِّثُ مَنْفى لسَيَّدَةِ الزَّيْزَفُونِ , وبَيْتا ,,, لِسَيِّدِنا في أعالي الكَلامِ .
تَكَلَّمْ لِنَصْعَدَ أَعْلى..وَ أَعْلَى ... وَأَعْلى ...

على سُلَّمِ الْبِئْرِ , يا صاحِبي , أَينَ أَنتَ ؟

تَقَدَّمْ لأَحْمِلَ عنكَ الكَلامَ .. وأَرْثيك /



... لو كانَ جِسْراً عَبَرْناهُ , لكنَّه الدَّارُ والهاوَية

وللقَمَر البابِليِّ على شَجَرِ اللَّيلِ مَمَلَكَةٌ لَمْ تَعُدْ

لَنا , مُنْذُ عادَ التَّتارُ على خَيْلِنا

والتَّتارُ الجُدُدْ يَجُرُّونَ أَسْماءَنا خَلْفَهُم في شَعابِ الجِبالِ , ويَنْسَونْنا

وَيَنْسَوْنَ فينا نَخيلاً ونَهْرَيْنِ :

يَنْسَوْنَ فينا العِراقْ



أَما قُلْتَ لي في الطَّريقِ إلى الرِّيحِ :

عَمَّا قَليل سَنَشْحَنُ تاريخَنا بالمَعاني ,

وَتَنْطَفِئُ الحَربْ عمَّا قَليل

وَ عمَّا قَليل نُشَيِّدُ سُومَرَ , ثانِيَةً , في الأَغاني

وَنَفْتَحُ بابَ المَسارحِ للنَّاسِ والطَّيْرِ مِن كلّ جِنْسِ ؟

وَنَرْجِعُ مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ بِنا الرِّيح .../

(.... )



لَنا غُرَفٌ في حَدائِقِ آبَ , هُنا في البِلادِ الَّتي







( 2 )



تُحِبُّ الكِلابَ وتَكْرَهُ شَعْبْكَ واسْمَ الْجَنوبِ

لَنا بَقايا نِساءٍ طُردْنَ مِنْ الأُقْحُوانِ

لَنا أَصْدِقاءُ من الغَجَرِ الطَّيِّبينَ .

لَنا دَرَجُ الْبَارِ .

رامبو لَنا ,ولنا رَصيفٌ مِنَ الكَستَنْاءِ .

لَنا تكنولوجيا لِقَتْلِ الْعِراق



تَهُبُّ جَنُوبيّةٌ ريحُ مَوْتاكَ , تَسْأَلُني :

هَلْ أَراك ؟

أَقولُ : تَراني مساءً قَتيلاً على نَشْرَةِ الشَّاشَةِ الْخامِسَة

فَما نَفْعُ حُرِّيَّتي يا تَماثيلَ رودانَ ؟

لا تَتَساءَلْ , ولا تُعَلِّقْ على بَلَحِ النَّخْلِ ذاكرَتي جَرَساً .

قَدْ خَسِرْنا مَنافِينا مُنْذُ هَبَّتْ جَنوبِيَّةَ ريحُ مَوْتاك.../



.... لا بُدَّ مِنْ فَرَسٍ لْغَرِيبِ ليَتْبَعَ قَيْصَرَ , أَوْ

ليَرْجِعَ مِنْ لَسْعَةِ النَّايِ .

لاَ بُدَّ مِنْ فَرَسٍ للغَريبْ

أَما كانَ في وُسْعِنا أَنْ نَرى قَمَراً وَاحِداً لا يَدُلُّ

على امْرَأَةٍ ما ؟

أَما كان في وُسْعِنا أَنْ نُمَيِّزَ بَيْنَ البَصيرَةِ ,

يا صاحِبي , والبَصَرْ ؟







( 3 )



لَنا ما عَلَيْنا من النَّحْلِ وَالمُفْرداتِ .

خُلِقْنا لِنَكْتُبَ عَمَّا يُهَدِّدُنا مِنْ نساءٍ وَقَيْصَرَ ..

والأَرْضِ حِينَ تَصيرُ لُغَةْ ,

وَعَنْ سِرٍّ جلَجامشَ الْمُستَحيلِ , لِنَهْرُبَ مِنْ عَصْرِنا إِلى أَمْسِ خَمْرَتِنا الذَّهَبيِّ ذَهَبْنَا ,

وَسِرنْا إلى عُمْرِ حِكْمَتنا

وكانت أَغاني الحَنينِ عِراقّيَةً ,

والعِراقُ نَخَيلٌ وَنَهْرانَ .../



... لِي قَمَرٌ في الرَّصافَةِ .

لِي سَمَكٌ في الفُراتِ ودِجْلَةْ

ولِي قارِئٌ في الجَنُوبِ , ولِي حَجَرُ الشَّمْسِ في نَيْنَوى ونَيْروزُ لِي في ضَفائِرِ كُرديّةٍ في شَمالِ الشَّجَنْ ...

ولِي وَرْدَةٌ فِي حَدائِقَ بابِلَ .

لي شاعِرٌ في بُوَيْب,

ولي جُثَّتي تَحْتَ شَمْسَ العراق

ولا الغَربُ غَرْبٌ , تَوَحَّدَ إِخْوَتُنا في غَريزَةِ قابيلَ , لا تُعاتِبْ أَخاكَ ,

فإِنْ الْبَنَفْسَجَ شاهِدَةُ الْقَبر ..../



... قَبْرٌ لِباريسَ , لُنُدنَ , روما , نيويورك , موسكو , وقبر لِبَغْدادَ , هَلْ كانَ من حَقْها أَن تُصَدِّقُ ماضيَها المُرْتَقَبْ ؟

وَقَبْرٌ لإِيتاكَةِ الدَّرْبِ وَالْهَدَفِ الصَّعْبِ , قَبْرٌ لِيافا ...





( 4 )



وَقَبْرٌ لهِوميِّر أَيْضاً وَ لِلبُحْتُرِيِّ , وَقَبْرٌ هو الشَّعْرُ, قبرٌ من الرِّيحِ ... يا حَجَرَ الرُّوحِ ,

يا صَمْتَنا !

نُصَدِّقُ , كَي نُكْمِلَ التَّيهُ , أَنَ الخَريفَ تَغَيَّرَ فينا .. نَعَمْ , نَحْنُ أَوْراقُ هذا الصَّنَوَبَرِ , نَحْنُ التَّعَب..., وقَدْ خَفَّ , خارِجَ أجسادنا , كالنَّدى ... وَانْسَكَب

نَوارِسَ بيضاءَ , تبحثُ عن شُعَراءِ الْهَواجِس فينا ..

وعَنْ دَمْعَةِ الْعَرَبِيِّ الأَخيرةِ ,

صَحْراء ... صَحْراء.... /



(....)

ولا صَوْتَ يَصْعَدُ , لا صَوْتَ يَهْبِطُ , بَعْدَ قَليل ..

سَنُفْرِغُ آخِرَ أَلْفاظنا في مَديحِ المَكانِ , وَبَعْدَ قليل سَنَرْنو إلى غَدنا , خَلْفَنا , في حَريرِ الكَلامِ القَديم

وسَوْفَ نُشاهِدُ أَحْلامَنا في المَمَرَّاتِ تَبْحَثُ عَنَّا

وعَنْ نَسْرِ أَعْلامِنا السُّود .../



صَحْراءُ للصَّوْتِ , صَحْراءُ للصَّمْتِ , صَحراء للْعَبَثِ الأَبَديّ

للَوْحِ الشَّرائِعِ صَحْراءُ , للكُتُبِ الْمَدْرَسِيَّةِ , للأَنبِياء وللَعُلَماءْ



( 5 )



لَشيكسبير صَحْراءُ , للباحِثينَ عنِ الله في الكائنَ الآدَمِيّ

هُنا يَكْتُبُ العَرَبيُّ الأَخِيرُ : أَنَا العَرَبِيُّ الَذي لَمْ يَكُنْ

أَنَا العَرَبِيُّ الَذي لَمْ يَكُنْ



قُلِ الآنِ إِنْكَ أَخْطَأْتَ , أَو لا تَقُلْ

فَلَنْ يَسْمَعَ المَيتونَ اعْتذارَكَ منهم , ولَنْ يَقْرَؤوا

مَجَلاّتِ قاتِلِهمْ كَيْ يَرَوْا ما يَرَوْنَ , ولن يَرْجعِوا إِلى الْبَصْرَةَ الأَبَدِيةِ كَيْ يَعْرِفوا ما صَنَعْتَ بأُمِّك ,

حِينَ انْتَبَهْتَ إلى زُرْقَةِ الْبَحْر .../

(....)



سَأُولَدُ مِنْكَ وَتُولَدُ مِنّي . رُوَيْداً رُوَيْداً سأَخْلَعُ عَنْك أصابعَ مَوتايَ , أَزْرارَ قُمصانهمْ.

وبطاقاتِ ميلادهمْ وتخلعُ عنيِّ رسائلَ مَوْتاكَ للْقُدْس , ثُمَ نُنَظِّفُ نظَّرَتَيْنا من الدمِ , يا صاحِبي , كَيْ نُعيدَ قِراءَةَ كافْكا ونَفْتَحَ نافِذَتَيْنِ على شارِعِ الظِّلّ .../

... في داخِلي , لا تُصَدِّقْ دُخانَ الشِّتاءِ كثيراً

فعمَّا قليل سَيَخْرُجُ إِبْريلُ مِنْ نَوْمِنا , خارِجي داخِلي فلا تَكْتَرِثْ بِالتَّماثيلِ ... سَوْفَ تُطَرِّزُ بِنْتٌ عِراقيِّةٌ ثَوْبَها بأَوَّلِ زَهْرَةِ لَوْزِ ,

وتَكْتُبُ أَوَّلَ حَرْفٍ مِنَ اسْمِكَ

على طَرَف السَّهْمِ فَوْقَ اسْمِها ....

في مَهَبِّ الْعِراق ..



(من ديوان " أَحد عشر كوكباً " 1992)



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .