ويجب ان نتذكر بان الخوارج يدخل فيها كل من حمل صفاتهم من المتطرفين الذين تتعدد اسماء فرقهم اليوم وسنذكر لهم امثلة.
واما الذين قاتلهم علي فهم اولهم وليس كلهم ولم يكن وصف الخوارج خاص بألئك ، وذكر ذلك شيخ الإسلام ج 28 ص494 : فهذه المعاني موجودة في ألئك القوم الذين قاتلهم علي ض وفي غيرهم ، وانما قولنا : ان عليا قاتل الخوارج بامر رسول الله r مثل ما يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار أي قتال جنس الكفار - الى قوله :
: وكذلك الخروج والمروق يتناول كل من كان في معنى ألئك ويجب قتالهم بامر النبي r كما وجب قتال ألئك ). انتهى
ويعني قتال الخوارج المتأخرين ايضا بأمر رسول الله r.
وورد في موضع سابق قوله : قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله r وجماعة المسلمين.
وقال ايضا بعد ذكر العلامة التي في المخدج، قال : وهذه العلامة التي ذكرها النبي r هي علامة اول من يخرج منهم ، ليسوا مخصوصين بألئك القوم ، فانه قد اخبر في غير هذا الحديث انهم لا يزالون يخرجون الى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على ان الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر .- وايضا قال : فالصفات التي وصفها في غير ذلك العسكر ، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقا.- الى قوله : والنبي ص انما ذكر الخوارج الحرورية لانهم اول صنف من اهل البدع خرجوا بعده بل اولهم خرج في حياته فذكرهم لقربهم من زمانه. انتهى
يتبين ان كل فرق التطرف اليوم التي تخرج على حكام المسلمين بشبهة الحاكمية من غير ان يجحد الحاكم ذلك فهم خوارج يجب قتالهم
وكان عمر ض يرصدهم لو خرجوا ، فلما اشتبه في تصرفات رجل يقال له صبيع بن عسل ، كشف راسه فوجد له شعر فقال له عمر ض : لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. أي لقتلك لان من علامات الخوارج حلق كامل الشعر لادعاء الزهد.
وشاهدنا انه يتابع أي مظهر يبدوا للخوارج لمحاربته في اول ظهوره ، وعلى حكامنا في البلاد الاسلامية ان يتابعوا ذلك وينفذوا امر رسول الله r في استئصالهم ، عملا بوصية رسول الله r.
وقال شيخ الإسلام في ص 546 ج28 : وقد اتفق السلف والائمة على قتل الخوارج واول من قاتلهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، ومازال المسلمون يقاتلون في صدر خلافة بني امية وبني العباس مع الامراء وان كانوا ظلمة وكان الحجاج ونوابه ممن يقاتلونهم فكل ائمة المسلمين يامرون بقتال الخوارج. انتهى
وربما هناك من يحمل صفات الخوارج لكنه يسمع هذا الاسم عند قياداته ، او يقولون نحن لا نكفر بالكبيرة ، فنقول ان التكفير بالكبيرة واحدة من بعض صفات بعض الخوارج وهناك الكثير من الصفات الاساسية فيهم وما سمو بالخوارج الا لخروجهم على الحكام وجماعة المسلمين فمن اعتقد ذلك من المتطرفين هو من الخوارج.
فكل هذا لم تفهم منه شئ.
ولانك فيك صفات الخوارج لم تدرك المراد الخص لك بعض النقاط وايضا ليدرك القارئ ان هذه الصفات وردت سابقا. ولتعلم اولا الخوارج بضعا وسبعين فرقة مختلفون في عقائدهم لذلك ليس كل الصفات في جميعهم بل لكل فئئة عقيدة وعليها تكفر غيرها، لذا اذا وجدت صفة عند بعضهم ولم توجد عند الاخر لا يعني انهم ليسو من الخوارج ولكن بعض صفاتهم تكفي للدخول في الخوارج لانها ابواب مثل من سب الدين يكفر لكنه لا يجحد حكم الزنى فكل واحدة تقوم بحكها ولا يلزم ان توجد جميعها في شخص واحد. لذلك كان امير المؤمنين عمر كشف راي صبيغ بن عسل ليرى ان كان راسه محلوقا كصفات الخوراج، بعد ما سنع منه كلة اشبهم بحديثهم: ثم قال : لو وجدتك محلوقا لقطعت راسك، أي لو كانت هناك صفة اخرى لما رايت من الخوارج.
والملخص:
1- ومن صفاتهم : الجهل بالكتاب والسنة ، وسوء الفهم لمعانيهما ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (يقرؤن القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم) (رواه مسلم1066 )..
2- ومن صفات الخوارج الخروج على الحكام بناء على زعمهم انهم كفار .
3- وصفة فئة منهم تكفر أصحاب الكبائر. وهذه عند بعضهم واخرين يقولون لا نكفر بالكبيرة للهرب منها في حين يكفرون بكبيرة يرون انها ليست كبيرة بل يرونها كفر اكبر في حين هي كفر اصغر وكفر دون كفر، وهي عدم تحكيم الحدود من غير جحود، فانها ليس مخرجة من الملة كما ورد عن الصحابة والسلف رضي الله عنهم وراجع ذلك اعلى المقال.
4- .انهم يضللون الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما. ويتبرءون منهما
5- تجويز الإمامة العظمى في غير القرشي وهي اذا كان لكل العالم الاسلامي سلطة اسلامية واحدة فهي تكون من قريش، وهم يوسعونها لتشمل رموزهم الغير قرشية وحرصهم على السلطة.
6- يقولون بوجوب قضاء الصلاة على الحائض، حيث خالفوا النص والإجماع.
7- إسقاط حد الرجم عن الزاني، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال دون من قذف المحصنات من النساء . لانهم يردون الاحاديث التي بينتها.
8- ومن صفات فرقة العجاردة من فئات الخوارج: إنكار بعضهم سورة يوسف، ومن هواهم قالوا لا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن. وهل ما يرد في القران كله مما يؤيده بل هناك الزنا والكفر واللواط والخمر. كما ان ما يرد في القران لا يخضع للراي. وانه يحكي ما يقعثم يحكم عليه.
9- التكلف في العبادة وادعاء الزهد والعبادة ، وقد ورد سابقا.
10- ومن علاماتهم صغار الأسنان سفهاء الأحلام: فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الخوارج
حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام ) متفق عليه. وهم شباب لم يتمكن من تحصيل العلم ويسارع للفتوى والتكفير.
11- ومن أوصافهم التحليق، كما ثبت في صحيح البخاري مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصفهم
سيماهم التحليق ) والمراد به : حلق رؤسهم على صفة خاصة، أو حلقها بالكلية، بقصد العبادة والزهد.
12- ومن صفاتهم: التظاهر بالدين مع فساد العقيدة حيث يخرجهم ذلك من الدين بسبب تكفيرهم للمسلمين كما في الحديث: (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وقراءتكم مع قراءتهم وصيامكم مع صيامهم) لكنهم والعياذ بالله (يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية).
13- ومن صفاتهم: إظهار شيء من الحق ويريدون به الباطل، فيعلنون الإصلاح والمطالبة بتحكيم الشريعة في حين أنها محكّمة ليتوصلوا بها إلى حمل السلاح وإسقاط الدولة . كما جاء في الحديث
من حديث عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الحرورية - يعني الخوارج - لما خرجت وهو مع علي ابن أبي طالب ، قالوا : لا حكم إلا لله . قال على رضي الله عنه : كلمة حق أريد بها باطل. صحيح مسلم (1066).
14- من صفاتهم استباحة دماء المسلمين والمعاهدين واستحلال أعراضهم وأموالهم بل وأولادهم، كما جاء في الحديث: (أن علياً حرض المسلمين على قتال الخوارج لما نزعوا البيعة وأفسدوا في الأرض ، فقال بعد أن ذكر حديث الخوارج ومروقهم من الإسلام: (أيها الناس ، تتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم ، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا في سرح المسلمين فسيروا على اسم الله) . صحيح مسلم (1066). وكما جاء في مسند الإمام أحمد(1/86) : (أن عائشة رضي الله عنها ، قالت لعبد الله بن شداد: وهل قتلهم علي رضي الله عنه تعني الخوارج ، قال : والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم ، واستحلوا أهل الذمة " وهذا ما يقع من الخوارج سواء القاعدة او غيرها من المتطرفين الذين يفجرون الناس سواء مسلمين او كفار اهل ذمة.
ان صفات الخوارج متواجدة في هذه الحركات التي ذكرناها ولكنكم عجزتم عن الرد فعمدتم الى النفي والمراوغة وعليكم الرد العلمي وليس فقط نفي وقوع ما قد وقع.