أهلاً بضيف الأردن الكبير (الملك عبدالله بن عبدالعزيز)

[النسري]

أهلاً بضيف الأردن الكبير
(الملك عبدالله بن عبدالعزيز)

حين يحتفي الأردنيون بضيفهم الكبير فإنهم يقدّمون واجبهم تجاه ملك عربي ما عرفوه إلا واقفا إلى جانبهم كلما اشتد خطب أو ألمت بوطننا نازلة .. وليس هذا بكثير على خادم الحرمين الشريفين الذي تربى على الإحساس الديني والقومي مضافا إليه أخلاق الفروسية النبيلة التي نما في ظلها .

وعبد الله بن عبد العزيز الصافي كليل الصحراء.. الهادئ كالبحر.. النابض بالحيوية كما جذوع النخل ... الصلب كما المرمر ... والنقي كحبة لؤلؤ استخرجت للتو من مكمنها يحل اليوم ضيفا عزيزاً مكرّماً في المملكة الأردنية الهاشمية وبين أخوته بين بيوت العرب لتكون عمّان موئلا يجمع الشرف والعقل والحكمة والنبل والفروسية .

لأبي متعب في قلوب الأردنيين مكانة خاصة.. فقد خبروا وقفته الشامخة في أحلك الظروف حيث يشعر الأردنيون أن لهم في ابن عبد العزيز سنداً صلباً يركنون إليه في محنهم التي لا تدوم طويلا :

في حجم بعض الورد إلا انه *** له شوكة ردت إلى الشرق الصبا

في عريننا نرحب بأبي متعب والاردنيون يعرفون بمن يرحبون بهذه الحرارة اليوم 27/6/2007، فعبد الله الملك كان على الدوام منذورا لخدمة قضايا امته ابتداء بمؤتمر الطائف وليس انتهاء باتفاق مكة مروراً بالعديد من المبادرات الخلاقة التي كانت جامعاً لكلمة العرب تجاه قضايا أمتهم المصيرية .

فحرارة الجو تلتقي مع حرارة اللقاء لتؤكد مدى الصدق والوفاء والمودة وأن الأخوّة والمودة قائمة لا ريب فيها خاصة أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز إختار أن يطوف بين أخوته وأبناءه ليطوف في شوارع عمّان وبين جموع أهله وأحبته ومناصريه في هذا البلد الطيب إن شاء الله تعالى حيث سوف يمر في شارع الإستقلال مروراً بدوار الداخلية بإتجاه دوار المدينة الرياضية ثم إلى شارع الشهيد وصفي التل (الجاردنز) ثم إلى دابوق (على ما أعتقد) .

وإذا كانت الامة اليوم تمر بفترة عصيبة من حياتها نتيجة السياسات الهوجاء لبعض زعاماتها التي جلبت الكوارث والاحتلالات عسكرية وغير عسكريه فإن إرادتنا بشرعية التاريخ وشرعية الوفاء تدفع لأن يظل الامل نابضاً ونحن نرى عرى المودة تتوطد بيننا وبين أخوتنا سعياً لنهضة جديدة تتفجر فيها الطاقات الكامنة أو المعطلة لتأخذ أمتنا مكانها اللائق بها بين أمم الارض .

مؤكد أن الآمال التي بناها الانسان العربي على نتائج قمة الرياض التي انعقدت برعاية خادم الحرمين الشريفين قبل عدة شهور قد اصطدمت بمعوقات نجمت عن تدخلات إقليمية لا تريد لهذه المنطقة أن تنعم بالهدوء إضافة إلى تحركات قادها متعصبون يتسترون بالدين الحنيف في محاولات بائسة للتدليل على أن الرياض ليست مركز الثقل في سياسات المنطقة أو انها ليست المحور الجامع والاساس في العمل العربي وأن على الجميع أن يولوا وجوههم صوب قم وطهران، وهذا كله ما يحصل نتمنى إلى إعادة الثقة للمواطن العربي بصدقية وجدية في السير بهذه المنطقة في دروب الرخاء والسلام والإبتعاد بها عن سياسة المحاور المستندة إلى ادخال اجسام غريبة ومعادية الى صلب القرار العربي .

وإذا كان طبيعياً أن تبحث قمة اليوم العلاقات الاردنية السعودية فإنها ستجد بين يديها كتابا ناصع البياض من الاخوة العربية الاسلامية ومثلما سيجد ضيوفنا صفحات عديدة من المودة والعرفان والوفاء .

أهلا بالضيف الكبير في مضاربنا التي ظلت منذ شرّف الله تعالى سيدنا محمدا بالرسالة وعلى مدى التاريخ بيتاً لكل المسلمين والعرب الشرفاء .
أهلا بك جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بين أهلك وربعك ضيفاً عزيزاً على الأردنيين جميعهم ...

منقول بتصرف