العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-02-2010, 12:53 PM   #1
زهير الجزائري
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: من قلب الاعصار
المشاركات: 3,542
إفتراضي الكنز المفقود

- أنتم شعب عظيم، شعب البطولات والمعجزات والثورات، شعب وصل للمونديال، وهذا فقط يكفيكم ويزيدكم فخرا.
- إن سعر الحديد قد ارتفع في الاسواق العالمية، ولا يخفي عليكم أن العدس منجم حديد، لهذا قررنا رفع سعر العدس إلى الضعف..
- كما أبشر مرضي السكري بارتفاع ثمن السكر، وبهذا ننتقم لهؤلاء المرضى المساكين من الوحش الشرير الذي تسبب في معاناتهم. فالسكر، سيرفع ثمنه أيضا..

أطفأ التلفاز ونار الغضب تتأجج في داخله، لم يعد يستطيع احتمال سماع المزيد في نشرة الاخبار وخطب الرئيس، وشلال الأكاذيب التى عليه أن يسمعها، وأخبار الشؤم.

الفقر يهوي بالناس إلى قاع سحيق والسيد يرفع في الأسعار ويبشر بالثمن الغالي.
تبا لها الحياة.. وتبا له العوز.

لقد اتخذ القرار.. لم يعد يستسيغ العيش كالأسماك التى تعتمد في حياتها على غريزتها دون ذكائها، فيجذبها الضوء، والطعم، إلى حتفها.

أخذ حبلا وصخرة، وركب قاربه دون أن يعرف الوجهة، لكنه يعرف ما يريد، هو الذي لم يعد أمامه سوى الركوض هربا من كل شيء قابله، ومن الوحوش البشرية التى يعيش معها، لقد اقتنع أنه صار غريبا عن موطنه، غريبا كأنه لم يعش يوما في هذه قريته، وكأنه لم يجد مكانه فيها.. فلا صداقات تربطه، ولا صلة رحم ولا قربى، مما عجل بشعور القلق لديه، لقد مل الحياة التى يعيشها، محطما، قلقا، موسوسا.
بل يشعر أنه أخو البحر، أخوه في غرابة طبعه، نعم إنه كذلك، وقد كتب عليه أن يعيش ويموت فيه.

كان يجدف بقوة هربا من البر، بعد أن صار يراه موحشا.. وكان يتوقف أحيانا ويتأمل من بعيد، لكن الذكريات تهاجمه وتتدفق بغزارة كانهيار شلال. يحاول الهروب، ويجدف أكثر وأكثر، أين المفر. يجدف يهرب يجدف أكثر وأكثر.. أكثر.

وصل إلى المكان المحدد، كان الظلام يغطى المكان وأضواء مصابيح تغمز من بعيد، وتذكر، من سخرية القدر أن هذا المكان القصي شهد قبل مائتي سنة حدثا كبيرا، سفينة عائدة من غزوة بحرية، محملة بغنائم وكنوز.. كان قبطانها سعيدا يستعجل الوصول حتى يحظى باستقبال الأبطال من طرف الحاكم العثمانى والسكان، ثم تفاجئه عاصفة وأمواج عاتية، وتغرق السفينة وتكسر أضلاعها وتبعثر كنوزها.
استجمع كل قواه، حمل الصخرة المربوطة إلى رجليه، ورمى نفسه معها إلى عمق البحر.
كانت نهايته بين تفاصيل كنز قديم، ولفظ أنفاسه بين قطع ذهبية وصناديق لآلئ وجوهر.
قد لا يكون انتبه، هذا الغريق.
لأن الظلام هنا، سيد المكان
__________________
زهير الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .