الرياضة والوطن والانتماء
التصرفات المخجلة التي تسربت عن الوفد السعودي في بكين ليست إحراجا مؤقتا أو فضيحة عابرة بل هي جزء من ظاهرة متكاملة تعكس علاقة الرياضة بالانتماء والوطن. ولو كانت التصرفات التي صدرت عبارة عن انحراف أخلاقي أو مخالفة للأنظمة المحلية لأمكن تفهم القضية، لكن ما حصل يعكس مشكلة كبيرة في تصور اللاعبين لطبيعة مهمتهم وحقيقة موقعهم في هذه الرحلة إلى بكين.
الرامي سعيد المطيري يشارك بدون مدرب والرباع السعودي علي آل دحيلب يحل وقت المسابقة في رفع الأثقال وإذا به غير موجود والعداء محمد شاوين يقول في تصريح رسمي بعد فشل ذريع إنه يعلم أنه لن يحقق شيئا قبل شهرين من ذهابه إلى بكين.
في رصد عميق للظاهرة الرياضية في بلادنا يتبين أن هذه التصرفات تدخل في سياق علاقة الرياضة بمفهوم الوطن والانتماء أكثر من كونها ضعف في الجدية أو سوء تنظيم أو عجز إداري. ويمكن فهم هذه الظاهرة بشكل أعمق إذا وضعت في الإطار الأوسع حول ما يجري في أهم نشاط رياضي في البلد وهو كرة القدم.
يقول الراصدون لمجريات كرة القدم إن المرء لا يحتاج لقوة ملاحظة حتى يعلم أن كل نشاط كروي مرتبط بالمنتخب تكاد شعبيته تقترب شعبيته من الصفر بخلاف النشاطات المرتبطة بالأندية. وشعبية الأندية ليست مجرد اهتمام شعبي بل هي قضية وثقافة وهمّ يكاد يقترب من صفة الرسالية.
ترى لماذا يتابع جزء كبير من الشعب المباريات التي بين الأندية وتمتليء بهم المدرجات وفي نفس الوقت يعزفون عن مباريات المنتخب؟ وترى لماذا يدفعون تكاليف القنوات المشفرة لمشاهدة هذه المباريات في التلفاز وفي نفس الوقت لا يحرصون على مشاهدة مباريات المنتخب حتى لو لم تكن مشفرة؟ وترى لماذا تستحوذ أخبار ما يجري بين الأندية من مباريات على اهتمامهم في الحديث والنقاش والتخطيط والنتظيم ولا يُنظر لأخبار المنتخب إلا بمنظار الاستهجان والتهكم؟
ولكم الحكم "
تحياتي
__________________
|
النمط الخطي
