العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال صائدو فروات الرؤوس (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-03-2009, 07:20 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي الحركة على طرقات مملكة العنكبوت

الحركة على طرقات مملكة العنكبوت

لم يكن الإنسان الأول بحاجة الى طرقات، وهو بالتالي لم يكن بحاجة الى علامات مرورية، فلم يكن هناك من يكتب له على قطعة معدنية منتصبة: أمامك منعطف، أو احذر أمامك منحدر خطير، كانت دائرة تحركه محدودة، فلذلك كان يتوقع كل المفاجئات التي يمكن أن تصادفه.

في حياة العناكب، يعتمد العنكبوت على الأخطاء التي يمكن أن ترتكبها حشرات رعناء تتحرك بسرعة ولا تتلمس طريقها، فتعلق بشبكة عنكبوت يتحلى بالصبر يربض في زاوية كهف أو بين أغصان شجرة، ينتظر رزقه.

العناكب والحشرات لا تدخل مدارس ومعاهد وجامعات لتنمي مهاراتها، ولكنها تعتمد على الفطرة التي زودها خالقها بها، ضامنا لكل مخلوقاته أن يأتيها رزقها من حيث لا تحتسب.

يتميز الإنسان دون سائر المخلوقات، أنه لا يكتفي بقوانين الله، بل يجتهد عليها ويضيف إضافات وتفصيلات كلما اقتضت حاجات حضارته المتطورة، وتلك القوانين تختلف من جيل الى جيل، ومن بلد الى آخر ومن جماعة الى أخرى، فقبل قرن من الزمان مثلا، لم تكن هناك إشارات ضوئية، ولم يكن قبل عشرين عاما في بلادنا هذا الكم من التعامل مع شبكة (عنكبوت أخرى) هي الإنترنت.

يصعب على أي إنسان الإلمام بكل التعليمات الصادرة في كل أقطار العالم، بل ويصعب عليه الإلمام بقوانين بلده، أو القوانين والتعليمات الصادرة لتنظيم مهنته هو بين جماعته الممتهنين نفس المهنة. لذلك نجد المحامين يكتبون على لوحات إعلان مكاتبهم (محام قانوني مختص بالطلاق) (محام قانوني مختص بضريبة الدخل) (محام قانوني مختص بالعلاقات الدولية) الخ.

يتراجع الإنسان في حالات كثيرة ليبحث عن نسخته الأصلية في ماضي أجداده (الإنسان الأول)، فيبتكر طرقا بالفطرة لاتقاء شرور العناكب، فإذا عُرض عليه بضاعة من قبل بائع يحمل بضاعته ويتجول في مواقف السيارات في بلده أو في بلد آخر يزوره، فإنه سيكون أمام (عقله الأولي)، ويضع سوء النية في مقدمة احتمالاته التي تحدد تجاوبه مع ما عُرِض عليه من بضاعة، ويكتفي بهز رأسه ليدلل على عدم رغبته في شراء تلك السلعة، خوفا من أن يكون مخدوعا.

في شبكة الإنترنت، يتصرف الإنسان بخطواته الأولى كإنسان أول، فهو في منأى عن مراقبة الآخرين في لحظات اطلاعه على صورة خليعة أو موضوع يخاطب غرائزه المكبوتة، ففي حين كان يخجل من البحث عن كتاب أو مجلة تتعامل مع تلك المواضيع، لأنه كان يخشى أن يضبطه أحد معارفه وهو يقوم بشرائها، أو يضبطه أحد أفراد أسرته وهو يتصفحها، أو حتى إن ضُبِطت من بين موجوداته فإنه سيكون أمام حرج وضعته القوانين والتقاليد الموروثة بكل مصادرها السماوية والوضعية.

في حالات تسامي الإنسان، وإبراز رغبته في جعل الآخرين ينظرون إليه بوقار ويعترفون له بالقدرة، ينتقل الإنسان من مرحلة كونه (إنسان أول) الى مرحلة كونه إنسان متحضر، له رسالة (دعائية)، يبدأ بالتصرف بحرية الإنسان الأول ليطرح ما عنده من أفكار متكاملة، أو أجزاء من أفكار متكاملة، ويتوقع أن يتلقفها الآخرون لتنقله لمرحلة الإنسان الموَقَر المحترم، إنه يتعامل مع ما يفكر على أنه مُسَلَمات سيحييه الآخرون عليها، ولم يمتحن إن كانت أفكاره قد سبقه عليها السومريون أو الإغريق.

ستعلق أشواك أفكاره، بخيوط العنكبوت، فهذا يسأله: أين الجديد فيما تطرح؟ وهذا يقول له إنها أفكار عفا عليها الزمن، وهذا يبارك له نباهته وتفرده فيما يطرح، ويعيش بحالة انتفاضة ليخلص أشواكه من خيوط العنكبوت، فيقرر أحيانا أنه لن يعود لها مرة أخرى.

وأحيانا، يعترف لنفسه أنه مخطئ، فلم يكن ليفكر في طرح أفكاره في جريدة أو مجلة، لأنه لو فعل، لواجه هيئة التحرير التي تلتزم بضوابط لغوية وعقائدية وسياسية وأخلاقية، وبالتالي فإن حظوظه ليجعل الآخرين يطلعون على ما يفكر فيه لم تكن في الصحف والمجلات تساوي واحدا من ألف من حظوظه في شبكة العنكبوت، ولم يكن ليتحسر على عمره لأن أفكاره ستموت مع موته، فيحاول أن يعيد مقدرته على التكيف لمراقبة مدى صلاحية تلك الأفكار.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .