العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-03-2009, 12:47 AM   #1
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي ( منقول ) ما تحتمله الجدران

ما تحتمله الجدران
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى عشرينيات القرن الماضي كانت الكاتبة الامريكية الاصل ( جريترود شتاين 1874 - 1946 ) بمثابة الأب الروحي لجيل من الكتاب والفنانين الشباب المهاجرين الى العاصمة الفرنسية باريس ، وهي كانت شاعرة وقاصة وناقدة درست علم النفس والطب وتخصصت فى تشريح المخ ، كما كانت لها تجاربها مع اللغة ، حيث ارادت ان تنتج تبسيطاً للتكنيك النثري مثلما تجده فى نتاج بعض الفنانين المحدثين ، وقد امنت دائما بان لطريقة استخدام الكلمات او اللون التي نقدم بها عملاً فنياً هي العامل الاساسي فى ابراز معنى هذا العمل وقيمته ( بمعنى ان الطريقة التى اعبر لك بها عن فرحي هى التي تحدد قيمة هذا الفرح او القرف او ما شئت من المشاكل مثلاً ) كما كانت هي التي اطلقت على جيل همنجواي ( ولد فى 1899 وانهى حياته فى 1961 ) من الكتاب الذين نشأوا عقب الحرب العالمية الاولى اسم الجيل الضائع .
فى ذلك الوقت ، اعني عشرينات القرن الماضي ، كان همنجواي الشاب يجلس فى غرفته العلوية بالفندق يتدرب على اكتساب الخبرة بالعمل اليومي على تطوير نثره ، وهو المران الذي يجب ان يستمر حسبما يقولون على مدى العمر ليس اكثر ولا اقل .
كان عقد العزم على ان يكتب قصة عن كل شئ يعرفه فاذا تعثر قال لا تقلق فلقد كنت تكتب دائما من قبل وستكتب مرة اخرى وان كل ما عليك ان تفعله هو ان تكتب : " جملة حقيقية واحدة اكتب بصدق جملة تعرفها ثم واصل من عندها " وهكذا يتمكن من كتابة جملة حقيقية ويواصل من هناك .
ورغم مثل هذه الجملة الحقيقية التي عرفها الكاتب موجودة دائما الا ان العثور عليها لا يتطلب اقل من كاتب حقيقي لان هناك البعض ممن يمثلون حزما زائفة من الجمل والعبارات المختلسة من شتى الكتب والناس ، والتي لا ينتج عملا حقيقيا ابدا . وسوف نعود الى مثل هذه الحالة مستقبلا
كانت ( شتاين ) فى الثامنة والاربعين اذن عندما بدأ همنجواي الشاب يتردد عليها فى بيتها ، ثم كاتبها بعد ذلك لسنوات واعترف بفضلها عليه فى اختيار الطرق والاساليب التي انتهى اليها ، وقال انها جعلت منه كاتبا بدلا من صحفي فقط وطالبته دائما ان يجعل اسلوبه طبيعيا وان يحذف الزخرفات والمقدمات والالتواءات اللفظية التي لا يلجأ اليها الا النصابون من الكتاب وليبدأ بأول جملة خبرية حقيقية باختصار ان يستغنى عن كل ما يمكن الاستغناء عنه سواء فى السرد او الحوار .
بعد فترة من تردده وزوجته على شقتها والجلوس اليها : بدأ على " شتاين " وصديقتها انهما احبتانا هو وزوجته وعاملتانا كما لو كنا طفلين .. وقبلت دعوة زوجتي لهما لتناول الشاى معنا حسبما قال فى ( وليمته المتنقلة ) .
وجلست الانسة شتاين على الفراش المبسوط على الارض وطلبت ان ترى القصص التى كتبها ، وقالت انها اعجبتها ما عدا واحدة ( هناك فى متشجان ) وقالت : " انها جيدة ولكن لا يمكن تعليقها ، وهذا يعني انها مثل لوحة يرسمها الفنان بيد انه لا يستطيع تعليقها عندما يقيم معرضا ولن يشتريها احد لانه لن يمكنه هو الاخر تعليقها " .
وقد حاول همنجواي ان يدافع عن بعض الالفاظ التي جاءت بقصته ولكنها كانت قضية مستوى ، لذلك قالت : انك لا تكتب اي شئ لا يمكن تعليقه على الجدران انه خطأ وامر سخيف .

--------

قرأت المقالة السابقة السابقة للاستاذ ابراهيم اصلان فى جريدة الاهرام المصرية
واعتقد ان قراءتها لن تخلو من الفائدة فاردت ان تشاركوني قراءتها ...

تقبلوا تحياتي
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-03-2009, 09:39 PM   #2
ريّا
عضوة شرف
 
الصورة الرمزية لـ ريّا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: amman
المشاركات: 4,238
إفتراضي

شكرآ لك سيدي ........مقالة جميلة ويسعدنا مشاركتك بقرائتها

دمت وسلمت ,,,,,,,,,,كن بخير ,,,,,,,,,,ريا
__________________
ريّا غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-03-2009, 11:49 PM   #3
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

الاخت العزيزة rayaa

شكرا لك تلك المشاركة الجميلة التي تحمل كلمات رقيقة ...
وحضورك مصدر سعادة

اتمنى لك دائما وابداً
السعادة والهناء

دمت بخير
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-04-2009, 12:41 AM   #4
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

وجدت لنفس الكاتب مقالة اخرى بجريدة الاهرام لها علاقة بالمقالة المنقوله
لذا ايضا قمت بنقلها لتشاركوني قراءتها واتمنى تجدوا فيها فائدة

حول الكتابة

ما زلنا برفقة السيد الامريكي " ارنست همنجواي 1899 - 1961 " ونظريته التي اكدت أهمية ان يحذف الكاتب من قصته الكثير من الوقائع والمعلومات ، ما دام يعرف ما يحذفه معرفة جيدة .
وبنص كلماته : " إذا كان الجزء المحذوف قد حذفه الكاتب لانه لا يعرفه ، يكون عمله لا قيمة له ، انما الاشياء المهمة التي يعرف الكاتب عنها الكثير ويحذفها ، هي ما تمنح قصته قوة " ما دام ما يحذف سوف يظل موجوداً كاحساس وراء القليل الذي يكتب . ولكن ما معنى هذا الكلام ؟ واين تذهب هذه الاجزاء المحذوفة والتي لا تكتب ؟ وكيف لها ، هي الغائبة ان تمنح العمل غوره وغناه وقدرته على التأثير . الاجابة عن هذه الاسئلة تصبح ممكنة اكثر اذا عدنا الى اشارات همنجواي القديمة والمتكررة حول جبل الجليد العائم ، ذلك الوقور فى حركته ، والذي لا يكتسب هذا الوقار إلا لان ثمنه فقط فوق سطح الماء . وهو عندما قال ذلك ، قبل نصف قرن او يزيد فانه كان يتحدث عن احد اهم المبادئ التي عمل على هداها وظل مخلصا لها طيلة حياته ، والتي اقام عليها عمله القصصي كله ، وعند جبل الجليد هذا نتوقف قليلاً . لقد كانت اقاصيصه القصيرة هو الذي عالج ادق مشكلات التعبير وتمرس بها خادعة فالقصة التي نقرأ هي اشبه بهامة ذلك الجبل " هي الثمن " وما تم استبعاده من احداثها هو اشبه " بالسبعة اثمان المغمورة " تحت سطح الماء . وهذا المغمور حاضر بقوة برغم غيابه فالكثير الذي استبعدناه ولم نكتبه تحول الى احساس كتب به القليل الذي كتبناه . فالتجارب الحقيقية فى حياة الناس مراوغة وموجعة وعصية غالباً على التعبير ، ونادراً ما وجدت الكلمة او درجة اللون او النغمة التي يمكن ان تكافئها تماماً ، ولكن اذا لم نكن قادرين على الكتابة عن هذه الاوجاع فاننا قادرون دائما ان نكتب بها ، لقد تحولت الاوجاع الى طبقة صوت بوسعها ان تحكي عن اشياء غير موجعة فتوجعنا . والمثال القريب هنا اننا بدلاً من الكتابة عن العدل مثلا نتعلم كيف نكتب بعدل .

=====
وكنا وقفنا نودع صديقنا الشاعر وكنت اعرف ان لديه ما يقوله لصديقنا الواقف الى جواري ، إلا انه مد يده وصافحني على عجل وصافح صاحبنا قائلاً : طيب سلام . وبعد ما ابتعد سالني صاحبي وهو غاية فى القلق : تفتكر عرف ؟ قلت لا اظن قال : والله عرف ، انت لم تنتبه للطريقة التي قال بها : طيب سلام . إنها النبرة ، لقد تحولت الحكاية التي اراد الشاعر ان يحكيها " السبعة اثمان المغمورة " الى نبرة ، قال بها " طيب سلام " هكذا اصبحت الحكاية الغائبة هي الحالة والمشهد ، كولم تعد " طيب سلام " ذات قيمة إلا بوصفها تجسيداً لهذه النغمة ، وهذه هي الطبيعة اللحنية للقصة القصيرة ، حسب كونديرا ، وما قال .
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-04-2009, 07:27 AM   #5
ريّا
عضوة شرف
 
الصورة الرمزية لـ ريّا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: amman
المشاركات: 4,238
إفتراضي

فالتجارب الحقيقية فى حياة الناس مراوغة وموجعة وعصية غالباً على التعبير ، ونادراً ما وجدت الكلمة او درجة اللون او النغمة التي يمكن ان تكافئها تماماً ، ولكن اذا لم نكن قادرين على الكتابة عن هذه الاوجاع فاننا قادرون دائما ان نكتب بها ، لقد تحولت الاوجاع الى طبقة صوت بوسعها ان تحكي عن اشياء غير موجعة فتوجعنا . والمثال القريب هنا اننا بدلاً من الكتابة عن العدل مثلا نتعلم كيف نكتب بعدل .

سيدي الكريم,,,,,,,,,,,,يسعدنا أن نشاركك القراءة ,,,,,,,,,مقالة أكثر من رائعة
دمت لنا ,,,,,,,,,,,,كن بخير ,,,,,,,,,,,,ريا
__________________
ريّا غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-04-2009, 12:17 AM   #6
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

الاخت الكريمة ... ريا

اشكر لك اطلالتك التي اضاءت المكان المسمى المتصفح

وانتقاءك مميز للكلمات التى اخترتيها من المقالة المنقولة ... اعجبتنى كثيراً

ولا حرمنا الله من تواجدك دائماً

خالص شكري وتقديري لك
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-04-2009, 10:52 PM   #7
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

اعلم اني قد اثقلت عليكم ولكن تلك اخر مقالة وجدتها فى نفس الجريدة للكاتب الاستاذ ابراهيم اصلان وهي لها علاقة بما سبق وان كتبه ...


فى استبقاء اللحظة
-------------------

لعله من المناسب الان فى هذه المقالة الاخيرة أن نقول بأنه لا يوجد أسلوب فني واحد أمكنه أن " يفي باحتياجات تعبيرية كاملة " والامكانات والحلول الفنية التي قد يلجأ اليها كاتب ما ليست مفيدة بالضرورة لكاتب اخر ، وهي على اية حال ليست لجوءا ولا يجب أن تكون بل هي تمثل فى حقيقتها استجابة لطبيعة الكاتب نفسه وأغراضه الفنية ، بحيث يمكن القول بانها تمثل لدى البعض مطلباً وجودياً ، ومعذرة لهذا الكلام الثقيل ، يعني يمكن القول باختصار ان المبادئ التي اتبعها كاتب مثل ( هيمنجواي 1899 - 1961 ) تكاد تكون المبادئ الوحيدة الملائمة للمولعين بالقبض على المشهد فى حال حدوثه واستبقاء اللحظة الراهنة الى الابد ، هؤلاء الذين يظنون ان القيمة الجمالية فى قصة ما ليست فى دغدغة مشاعر قارئ مستكين واثارة لواعجه بل فى طبيعة العلاقات داخل هذه القصة وتفاعلاتها الداخلية إذ هي تصعد بنا نحو ذروة ما . انها السعي نحو : الحقيقة اللحنية للحظة متلاشية حسب كونديرا ، باعتبار ان اي عنصر غير مشهدي هو ثانوي تماماً ، الامر الذي يعكس قمية ما هو درامي وليس ما هو واقعي لانه : ليس هناك ما هو اكثر خداعاً من واقعية الحياة ذاتها ، فى مقدمة من يصابون بهذا الولع هم اصحاب الذاكرة البصرية ، الذين يسعون عبر عيونهم ، وتبقى مشكلة هؤلاء انهم اذ يرغبون اعتقال اللحظة فى مشهد مرئي يستخدمون لغة ليست هي الوسيط الامثل لتقديم هذا المرئي ، فالكلمات ليست كادراً ولا لوحة وهذه حكاية اخرى . يقول بيكر ان هيمنجواي كان قد اخذ نفسه بالشدة المتناهية فى تمثل الصور التي يراها فى الحياة ويعيد انتاجها ، وهذا المأخذ المتشدد فى بناء القصة القصيرة على وجه الخصوص هو الذي علمه حرفته ومكنه من استخراج الكثير من اقل القليل ، كما اكسبه القدرة على نقل انطباعاته بايجاز قاصداً ان يحشد التأثير باعتماد
الاقتصاد فى القول ، والبساطة التي تدرك أن البلاغة فى عمل فني هي بلاغة أي شئ اخر : " الامر الذي يعكس ثقته فى قدرات قارئه باعتباره شريكاً فى عملية الخلق ذاتها " .
لم يشأ هيمنجواي فى قصصه القصيرة أبداً أن " يبلغنا " بالانفعال بل ارادنا ان ( نعيشه ) . كان يرد الاحساس الى العناصر الاولية التي كونته ثم ينشئ من هذه العناصر عمله القصصي ، وهكذا يتاح لهذه العناصر ان تنبت بداخلي كقارئ وتفجر الاحساس الذي لم يشأ الكاتب ان يبغلنا به وإنما الذي شاء ان نعيشه .
وهو نهج فى الكتابة اراد ان يكون اعمق تأثيراً ، ولنا ان نتذكر أن هناك من يعتقدون أن الناس ليست بحاجة لاعمال فنية تفكر بدلاً منها أو تتخيل بدلاً منها ، وهكذا تعفينا من التفكير كما تعفينا من الحلم ، ولكننا بحاجة الى تلك الاعمال التي تحترم قدرتنا على التفكير وقدرتنا على الحلم . بحاجة الى اعمال توسع امامنا الافق ، لكي نفكر نحن لانفسنا ونتخيل لانفسنا ، ونصبح مؤهلين هكذا لكي نعمل بما فكرنا فيه ونحقق ما حلمنا به .إلا ان هذه لمبادئ التي اقتضت من كاتبها عمراً من التدريب القاسي والمستمر حتى صارت علامة بارزة فى سياق الادب العالمي كله ، هذه الطريقة لم تنج من انتقادات ، وكل انتقاد مشروع بطبيعة الحال . اتهم هيمنجواي بضيق المدى وقلة العمق احياناً وأنه كثيراً ما يعتمد على عدته التكتيكية المذهلة ليغطي مادة اقل ، كما فسرت قصصه مرات باعتبارها تكنيكاً يبحث عن موضوع وقيل مراراً إن من أخطار هذه الطريقة انها تقود العمل إلى حالة تجريدية تماماً . والحقيقة انها تصبح كذلك بين يدي المقلدين ومن تعوزهم الموهبة والاشباه وهم كثر . وان جاز لي اخيراً ان اسوق راياً فإنني أظن أن المشكلة الحقيقية أمام هذه الطريقة أنها لا تملك إلا ان تعتمد باكثر مما يجب على خيال القارئ ودرجة حساسيته .

-----------------

انتهي

تحياتي لكم
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-05-2009, 12:50 AM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أخي العزيز الحبيب متفائل :

أشعر بقدر كبير من التقدير لاختيارك ما تحتمله الجدران وهذا الموضوع على أهميته كان من غير
الممكن في الأيام الماضية لي التعليق عليه ، أما وقد هيأ الله لي الظروف المناسبة ، فها أنذا
قائل فيه .

العمل الأدبي هو هذه الشركة الصوتية الحرفية أو الذهنية بين كل من الكاتب والمتلقي ،
ولكل واجبات وحقوق . وبقدر ما يتمكن كلاهما من تحقيق هذه المعادلةبقدر ما تكون الحصيلة
الإبداعية في غاية المتانة والقوة .

إن الأديب لا ينطلق من فراغ ولا يعطي أعماله لكي يقرأها عفاريت الجن وإنما يعطيها لقراء لهم من مستوى الثقافة والفكر ما يجعلهم قادرين على تحديد ما يناسبهم دون فرض ما يفضل الكاتب عليهم .

والزخرفة اللفظية قضية كانت وما زالت لها أصداؤها في مجتمعنا وهي لا تنتشر إلا في مجتمعات الدول غير المثقفة والدول كثيرة الأمية ، ذاك أن الفجوة بين المثقف والفرد العادي في الدول المتقدمة قليلة ، وحتى انعكاسات الثقافة على المثقف أكثر إيجابية مما هي عندنا في العالم العربي .

ومن هنا فإن التفنن في الزخارف اللفظية يأتي لفقدان الكاتب لدلالة أو أثر العمل في نفوس المستمعين أو إنه يعيش متقوقعًا متحوصلاً داخل ذاته يستنسخ منها آلافًا مؤلفة يطبع بها طبائع الآخرين.


لهذا لا يصح للأديب خاصة في فن القصة والرواية -لأنهما يصفان أبسط تفاصيل حياة الإنسان العادي- أن يتحذلق في الألفاظ وأن يجعل منها قضية كينونة ثقافية .
من ناحية أخرى فيما يتعلق بالجبل وجذوره ، فكثيرًا ما يتمكن الكاتب من أن يكتب عملاً تستنتج أنت مغزاه من غير أن يخبرك ببدايته ولا ترسباته في اللاشعور الخاص به صراحة .
على سبيل المثال : هناك جان جاك روسو والذي يعد كتابه العقد الاجتماعي منشور الثورة الفرنسية ، رغم عبقريته إلا أن الملاحظ على مؤلفاته التربوية أنه أساء إلى المرأة وجعل غاية التعليم لها أن تتعلم الرقص وإرضاء الزو ج فقط ولم يتطرق إلى تعليمها . ذلك لأنه مر بتجارب نسوية غير سوية حتى أن ابنتيه كانتا غير شرعيتين ! وهذا جعل اتجاهه في القصة ميالاً إلى التجني على الأنثى .

على غرار هذا الفكر قد نقيس أعمال البعض استنادًا إلى المرجعية الثقافية والحياتية التي لا تحتاج للزج بها دومًا في كل عمل .
نقلك كان رائعًا ، ودمت موفقًا دائمًا .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-05-2009, 02:03 AM   #9
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

اخي العزيز الاستاذ ... المشرقي الاسلامي

اضاء المتصفح بتواجدكم الطيب ... ودائما اجد سعادة في اي موضوع تتواجدون به ...
فهنا اتيقن اني ساخرج بمعلومة وفائدة مما يخطه مداد قلمكم ...

إقتباس:
كتبت بواسطة المشرقي الاسلامي
والزخرفة اللفظية قضية كانت وما زالت لها أصداؤها في مجتمعنا وهي لا تنتشر إلا في مجتمعات الدول غير المثقفة والدول كثيرة الأمية ، ذاك أن الفجوة بين المثقف والفرد العادي في الدول المتقدمة قليلة ، وحتى انعكاسات الثقافة على المثقف أكثر إيجابية مما هي عندنا في العالم العربي .

ومن هنا فإن التفنن في الزخارف اللفظية يأتي لفقدان الكاتب لدلالة أو أثر العمل في نفوس المستمعين أو إنه يعيش متقوقعًا متحوصلاً داخل ذاته يستنسخ منها آلافًا مؤلفة يطبع بها طبائع الآخرين.
كل فقرة كانت تحمل الجديد ولكن اجدني وقد استوقفتني الكلمات السابقة ...
واراها اشبه ما تكون ببائع يبيع سلع رديئة ولكنه يغلفها بورق سوليفان بشكل شيك
وفى النهاية نكتشف ان اهم ما فيها هو هذا الورق الذي يغلفها اما المحتوى فسراب وقبض الريح ...


من جهه اخرى اتابع برنامجكم صناعة مبدع وما تضيفونه وهو ما زال يضيف لنا ...
ونلمس ما تبذلونه من مجهود فيه ... فاعانكم الله لهذا الجهد وهذا البذل ... وجعله عمل صالح فى موازين حسناتكم ...

مرة اخرى اشكركم على هذا الرد الذي اعتز به

تحياتي وتقديري
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .