اصبحت مليونيرا

[منية الشادلى]

يا الاه مالهذا الهاتف لا يكف عن الرنين, ألا يكفيني صداع رأسي و الضجيج المتسرب من النوافذ المغلقة. عنادا فيك يا هاتف جالب المصائب لن أرد و أذهب لأخذ حبة ألم رأس عله يذهب بهذا الألم و الضجيج.
لا مجال سأرد و أرى من هذا اللحوح الذي لا يكف عن الأزعاج:
* المتصل : مرحبا السيدة ....؟
- المتصل به: نعم هي بلحمها و شحمها.
* المتصل:سيدتى نبارك لك ...
المتصل بها في أعماقها ( على ماذا ياحسرتى حتى .... المرض الذي حرمني العمل فلن أحصل ثمن الدواء هذا الشهر)
* سيدتى هل أنت معنا؟
- معذرة نعم .. ماذا قلتى؟
* أقول لك مبروك لقد فزتي معنا في مسابقة الاتصال العشوائي. و قد كان الحظ معك.
- كيف؟ لم أشارك في أي مسابقة...
* لم تشارك لكن هذه مسابقة تخص كل حامل لهاتف جوال نتصل برقم عشوائيا و من يرد علينا يكون الفائز ب1.500000مليون....
- ماذا تقصدين بالملايين؟ أليست أكذوبة أو احدى الخدع التى نسمع بها؟
* معذرة سيدتى ليست خدعة و الدليل على ذلك أنه الآن هناك المبعوث خاصتنا في الطريق اليك بالشيك و لا ننتظر سوى مدنا بعنوانك كاملا و سيكون مبعوثنا لديك في أقل من ساعة .....
- هذا مستحيل ... معذرة لكن هذا غير ممكن .... وووو
* لا تستغربي سيدتى و ان لا تصدقين لك رقم الهاتف الخاص بمؤسستنا المنظمة للمسابقة .و لك الخيار بالاتصال بهم حالما أقفل معك, تستطعين مدهم باسمك و رقم هاتفك و ستسمعين الرد.
- حسنا ... ( ماذا سأخسر في النهاية ) سجلي العنوان ......
* حسنا انه عنوان قريب لموقع مبعوثنا سيكون لديك في أقل من ساعة.
- أرجو ذلك, و لا تكون مزحة سخيفة من أحدهم.
*( ضاحكة) لن تكون كذلك سيدتى تأكدي. الى اللقاء وسنعاود الاتصال بك أول ما يصلك مبعوثنا.

لا يمكن ان يكون هذا من فعل أحدهم ها قد اتصلت بالمؤسسة و أكدت لي الخبر. يا لله لقد أصبحت حقا مليونيرة. هذا مستحيل ... غير معقول...
رنين الباب .... المبعوث وصل ... الملايين وصلت ... الرنين لا يتوقف ...
فتحت عيناي لأجد المنبه ... لقد حان وقت مغادرة الفراش الدافئ للذهاب الى العمل.....