العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-12-2010, 11:40 AM   #1
جمال الدين الجزائري
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 55
إفتراضي الفتاة, التفاحة, والسقوط/ بقلم محمد أبوعبيد



المجتمعات العربية توصف بالمستهلِكة , وقد تكون أيضاً مستَهلَكة ,بفتح اللام , واستهلاكها غير منقضٍّ فقط على البضائع ولا منفضّ عن المأكولات التي يجب أن تسمن وتغني من جوع الكروش . إنها مجتمعات مستهلكة أيضاً للمفردات المتداولة بين الناس منذ ردح من الزمن , من دون التبصر في معناها , وظلت عاجزة عن إنتاج مفردات عصرية جديدة عجزَها عن إنتاج البضائع , إلا قلة من الأفراد اتسمت بالإبداع .
هذه المفردات المستخدَمة , مثلاً, في حالات وصف السلوك ,أو الفكر ,تنشط , بفعل فاعل ,على جنس من دون الآخر علماً أنها مفردات قابلة للتذكير والتأنيث , لكن الكثير من العرب مالوا إلى تأنيثها ,ليس رغبة من الذكور في الإناث , إنما إجحافاً بالإناث , وهذا ما يندرج في إطار الانفصام العربي بشكله العام .
ما يجعل الأمْرَ أدهى وأمَرّ هو أن من يكررون المفردات التي حصروها في التأنيث , لا يتحدثون في أسباب تلك الأوصاف التي قذفوها خبط عشواء من تُصِب ,فتفتق عن الظلم ظلمٌ آخر . فيقال في الفتاة المتهمة "بخدش الحياء" أو ممارسة "الرذيلة" إنها "ساقطة" , مع أن مفهوم "الرذيلة" مقاساته مختلفة من شريحة مجتمعية إلى أخرى , فعند البعض تكون دردشة الفتاة مع الشاب عبر الإنترنت ضرباً من الرذيلة فاستحقت لدى محاكمهم الذكورية الجائرة حُكْم "ساقطة" . في المقابل , قد يكون الذَكَر متحرِشاً في الإناث لا مدردِشاً معهن , فلا يردد هذا "البعض" الصفة التي ألصقوها بالفتاة المدردِشة إلكترونيا , ويقولون عنه "ساقط" , مع أن الصفة قابلة للتذكير إذا تذكروا ذلك .
من باب الأفتراض , إذا اتسع مصراعاه , لو أن فتاة ,فعلاً, أرتكبت الفاحشة بمفهومها غير النسبي , إنما المتعارف عليه لدى أغلبية الأمم ,وأصاب خبرها آذان الرهط الأعظم من مجتمعها , فإن كلمة "ساقطة" ستنقلب من صفتها إلى اسمها فيناديها الرهط "يا ساقطة" , وسيجد المرء أن مذكَر الصفة شبه غائب حين يتعلق الأمر بالذكر في السياق عينه .هنا, قد ينعدم وجود من يبحثون في أسباب "السقوط" قبل إنزال صفته على هذه أو تلك , وإن البحث في أسباب أية جنحة أو حتى جريمة لا يعني تبريراً لهما .
في مجتمعاتنا ما أكثر من يقولون عن مرتكب جريمة القتل "قاتل" ,لكن ما أقل من يقولون لنا لماذا هو قاتل ,والسارق لماذا هو سارق ,والفاشل لماذا هو فاشل ,وإنْ كان لا مبرر على الإطلاق لكل ما تم ذكره ,لكن البحث في الأسباب سيقلل من كل سلوك يعتبر خروجاً على القانون .لذلك من الأولى أن يتحدث الناس عن سبب صيرورة فتاة " ساقطة " إنْ ليس قبل ,فعلى الأقل بموازاة وصفها "بالساقطة" .
عندما سقطت التفاحة من الشجرة على الأرض قال الجميع سقطت التفاحة ,لكنّ شخصاً واحداً قال لنا لماذا سقطت التفاحة . نحن , إذنْ, في حاجة إلى أكثر من نيوتن كي يخبرونا لماذا يسقط أفراد من المجتمع.


المصدر: موقع العربية نت / الثلاثاء 08 محرم 1432هـ - 14 ديسمبر 2010م


آخر تعديل بواسطة ARGOUN ، 21-12-2010 الساعة 08:42 PM.
جمال الدين الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .