مداخلة جميلة...وحياد أجمل في التعامل مع الآخرين حتى حال خصومتهم مع الأصدقاء....
لكن ربما هذا الحياد يسبب زعل صديقي.... وربما يجعله يقول ما دمت على اتصال بعدوي أو أنك لا تعاديه فأنت عدو لي...فما العمل ؟؟؟ وكيف تصحيح هذا الفهم المعوج؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
إقتباس:
هل هذه المقولة صحيحة بأن عدو صديقي هو عدو لي؟؟؟؟
لكن ربما هذا الحياد يسبب زعل صديقي.... وربما يجعله يقول ما دمت على اتصال بعدوي أو أنك لا تعاديه فأنت عدو لي...فما العمل ؟؟؟ وكيف تصحيح هذا الفهم المعوج؟؟؟؟؟؟
أتوكل على الله:
أخي الكريم المسك،اسمح لي أن أقول رأيي إن شاء الله،شخصيا لا أظن أن تلك المقولة صحيحة،لماذا؟ ببساطة لأنه لو قبلت بها لكنت من الذين يرمون أنفسهم في البئر لأن فقط صديقهم ألقى بنفسه أيضا.أخي الكريم،الصداقة جميلة ولذيذة،وخصوصا إن كانت صداقة تنبني على الثقة والإحترام والتقدير والحب لوجه الله،لكن رغم كل ذلك،فهذا لا يعني أن نلقي بأنفسنا إلى ما هو غير صحيح فقط من أجلها،فالله رزقنا العقل كي نفرق بين الأشياء الصحيحة والخاطئة،إن كان صديقك له عدو،فهذا لا يدفعك أن تتخده عدوا لك أيضا،ولو كان صديقك على صواب،فما بال إن لم يكن على صواب،ثم نفترض مثلا أن صديقك يدخن،وقال لك إن لم تدخن معي سأزعل منك،فماذا ستفعل؟؟ أكيد والله أعلم،ستقول لا،لن أسمح لنفسي أن أفعل شيئا قبيحا من أجلك ولو كنت عزيزا،أليس كذلك؟؟ فانظر يا أخي الكريم،أنت سترفض بكل جدية أن تمسك سجارة في يدك،مجرد سجارة،فما بالك بإنسان بمشاعر وقلب،ألا يستحق أن ترفض عداوته ولو أن صديقك عزيز عليك؟ فهنا الأولوية ليست لصديقك وإنماهي لوقوفك من جهة الحق،والحق يقول أننا لا أعداء لنا إلا اعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور،احرص على أن تكون صحيفة أعدائك فارغة ما أمكن،تعيش هنيئا في الدنيا وتسعد في الآخرة .لكن من جهة أخرى،أظن والله أعلم أنه من الأحسن أيضا أن لا تتخد عدو صديقك صديقا فقط لكي لا تجرح مشاعره،يعني لا عدو ولا صديق،فتكون بذلك لا تظلم إنسانا،ولا تجرح مشاعر صديقك،وثق بي أخي الكريم،لو صديقك هذا أصر عليك على أن تتخذ عدوه عدوك وإلا سيدعك،فاشدد على قلبك و دعه،فوالله ليس صديقا وفيا ولا صحبة صالحة،طبعا بعد أن تحاول اقناعه بالصحيح ونصحه،فلن تتخلى عنه هكذا،لكن إن استصعب وأصر،فاعلم أنك:بسم الله الرحمن الرحيم"" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"" وأكيد سيبدلك الله خيرا منه إن شاء الله.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لذنبي وللمؤمنين والمؤمنات وللمسلمين والمسلمات ولكافة أمة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إرضاء جمسع الناس أمر لا يُدرك أي لا يتحقق. أما عن الحياد فقد قال الله تعالى"لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"
على صديقك أن يعرف أن مصاحبتك لمن يعادي لا ضرر فيها ما دام لا يمسه الأمر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنه لم ينزل قرآن يأمر بأن يكون كل أصدقائك هم أصدقاء لصديقك وأن يكون كل أعدائك هم أعداؤه.مفهوم الواقعية
يجب أن يسود على الفكر لا العاطفية أو الحالمية الخيالية المثالية ما دام هذا هو الأصح
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
أختي مسلمة سلمك الله من كل سوء
أخي المشرقي الإسلامي سلمك الله من كل سوء أيضا
والله ما قصرتوا صراحة اثريتم الموضوع وأحسنتم الردود...ففيها ما فيها من العدالة والأتزان والحياد والأقناع ...
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم...
وهناك محاور آخرى للموضوع مثل:
هل الصديق هو الذي اقضي معه معظم أوقاتي؟؟؟ أم أنه فقط وقت الضيق؟؟؟ فربما لا آراه إلا مرة في الشهر أو اقل؟؟؟... وهل كل من يقف معي في محني أعتبره صديق ؟؟؟..وهل الصديق هو من أجد معه الراحة النفسية بحيث أطلق العنان لأسراري فأودعها أياه؟؟؟
وهل يمكن أن تكون الصداقة من باب واحد...حيث أني اثق في شخص ما وأرتاح له وأطلعه على اسراري وألجأ إليه بعد الله وقت الضيق....وأجد منه كل التعاون و الوقفة الصادقة....لكنه هو لا يطلعني على شيء من همومه أو اسراره أو حاجاته بل له صديق غيري؟؟؟؟...فهل هذا يعتبر صديق من طرف واحد؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم:
قبل الخوض في الرد يهمني أ، أوضح لك أمراً هاماً وهو أن وجود أرضية مشتركة أو روابط مشتركة في الفكر والاتجاه والقيم والمعارف والثقافة يلعب دوراً كبيراً في إقامة هذه العلاقات ، وبالتالي لا توجد صداقة بين اثنين بينهما فارق كبير في تلك الجوانب إلا في حالة واحدة وهي أن يكون هذا الفرد -رغم اختلافه الجذري مع طبيعة شخصيتك- تجد فيه تعبيراً عن شيء مما يجول بها أو أن طبيعة مكونات ومحددات شخصيته تكامل أو تكمّل أو تكمْل نقصاً نفسياً لديك.لذا يجب اختيار الصديق المقارب لك في السن أو الاتجاه أول الميول أو القيم والثقاقة.
أما بالنسبة للصديق هل يجب أن يكون وقت الضيق فقط فالأمر ليس بهذا الشكل هو في كل وقت في الفرح والجرح والسراء والضراء.. وفي هذه النقطة الناس على أربعة أشكال:
نوع يذكرك في السراء لكنه وقت الضراء ينساك
نوع يتذكرك في الضراء ويعيش معك أجمل ذكريات الوقت العصيب فإذا ما فرج الله عليك أو عليه نسي ما كان بينكما أو كما نقول في المصرية(نسى عشرة الماضي) وهذه إما لحقده عليك أن أصابك سراء أو لغروره بما أنعم الله به عليه من سراء يخاف مشاركتك فيه
نوع يذكرك في السراء والضراء.. وهذا أعظمهم
ونوع ينكرك (بالنون) في كلتا الحالتين .. وهذا أخسهم
أما بالنسبة للإفضاء بالمشاعر:
فيجب أن يعرف الفرد أن كل أسراره وخبايا نفسه ليست مشاعاً لكل إنسان .. هناك ما تخبر به صديقك وهناك ما لا يصح إخبار حتى الأب والأم به على سبيل المثال ما يدور في خيالات المراهق من أفكار تتعلق برغبته الجامحة في الاستمتاع بالشهواني...(مثلاً) والكثير من المشاكل التي مجرد ذكرها إما يثير الشك في نفس غيرك تجاهك أو يجعله قلقاً عليك مشفقاً عليك .
لذلك أقول : لا تفضي بكل شيء لسببين:
الأول : في ذلك أرهاق لغيرك وتحميله ما لا طاقة له به وكفى كل إنسان بنفسه ضيقاً وهماً
الثاني: لئلا تكون أسرار الإنسان كالماء الجاري في كل مكان
لكني أوضح إضافات وهي أن الإفضاء بكل شيء يسبب مشكلة وهي أنه لا يجعلك معتمداً على نفسك في حل المشاكل والضوائق النفسية علاوة على أنه قد بجعل الآخر يعرف نقطة ضعفك فينطلق إليك منها.
أقصد أفض إلى صديقك لكن بحدود.قال ابن المقفع عن صديق له:" وكان لا يشكو أحداً إلا إذا كان يرجو عنده برء ما به أي زوال ما به من حزن" لذلك لا بأس بأن تفضي لصديقك لكن بحدودوأود أضيف إضافة وهي أن الفرد لو لم يخبرك ما به فلا تأسف لذلك فالناس ليسو جميعاً نمطاً واحداً وربما هنالك من الضغوط المحيطة به ما لا يجعله يخبرك بها .. وطالما لم يسبب لك سوء فلا تضق به. يخيل إلي من خلا ما تكتبه أنك مرهف الحس أو حساس أو تحلم بشيء من المثالية تترجى أو ترتتجي وجوده فيمن حولك.. أليس كذلك؟ وربما هنالك صراعات تدور في نفسك حول تقييم الصديق ومسامحته أو لا وهذه أمور بالوقت والخبرة تكتسب بإذن الله.
فيما يتعلق بصديق المرة الواحدة أو الموقف فقد يكون الصديق من مرة واحدة عرفته وهو خير من ألف ألف صديق .. هذا أمر وارد لا تغتر بمجرد موقف فقد يكون الموقف غطى على مشاكل كثيرة لكن من حيث المبداً..ممكن بإذن الله.
من طرف واحد.. لا يضايقك هذا فتفضيلات الأفراد تختلف وهي لا تخضع لأسس عقلية بحتة كما تخضع لعوامل نفسيةأقوى في تأثيرها من العومل النفسية فقد تحب واحداُ ولكنه لا يبادلك الحب بنفس الدرجة لا إهمالاً ولا استخفافاً وإنما كما قلت لعدم وجد أرضية مشتركة بين الجانبين بالقوة التي تجعل كل واحد منكما هو أوحد الآخر أي الصديق الأول والأخير له، والعكس ممكن وهوأن تجد إنساناً يتفاني في حبك وأنت لا تشعر بنفس الدرجة من المبادلة لسبب أو آخر مما ذكرت أو لأسباب أخرى تتعلق بإدراك الفرد لك أو إدراكك له أي النظرة التي أنت تتصتورها عنه أو هو يتصورها عنك. قال أحد الحكماء :"رب أخ لك لم تلده أمك" وهي أرقى أنواع الصداقة على العكس مما قال الشاعر:
وما أكثر الإخوان حين تعدهم
لكنهم في النائيات قليل
أي في المشكلات أو الأزمات أي إخوانك من الأب والأم قد يكونون ديكوراً لك إن أنت حاولت الاعتماد عليهم في حب المشكلات المحيطة بك. صديق الطرف الواحد حاول أن تمد الصلات المشتركة بينك وبينه وما عدا ذلك فلا تعباً به كثيراً حتى لا تشعر أنك تجري وراء السراب كما لا تلمه فقد لا يكون إهمالك قصده بقدر ما هو نوع من عدم التوافق أو الانسجام النفسيين.
أخيراً اعلم أن الله لم يجعل الدنيا متوقفة على صديق واحد.. مهما كان الفرد فريداً نادراً لكنه ليس نبياً ولن يحجر على الزمن أو على الله أن يأتي بمثله وحاول مد أواصر الصداقة عبر ه
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال