العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 18-02-2006, 08:25 PM   #11
الصمصام
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,444
إفتراضي

كم نحن بحاجة لمثل هذه القصص النازفة من بين ثنايا الحرب
من من عايشوها حقيقة لا سماعا كي ندرك بعض الهول الذي كانوا فيه
ولن نصل أبدا إلى عمق آلامهم مهما سكبنا من الدموع وتأثرنا
فليس من رأى كمن سمع

إيه يامحمد
إنزف علنا نصحو
إنزف وحرك القلوب الميتة

إنزف ليعلم الناس أن من بكى ليس مثل من تباكى
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الصمصام غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-02-2006, 09:29 AM   #12
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

إذا اشتبهت دموعٌ في عيونٍ...تبيّن من بكى ممن تباكى..

بوركت على هذا المرور العاطر أخي الصمصام..
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-02-2006, 12:04 PM   #13
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

الشمس شمسي و العراقُ عراقي
ما غيّر الدُخلاءُ من أخلاقي


ثوانٍ معدودةٌ فصلت بيني و بين الموت..
كنتُ واقفاً في حديقةَ المنزل في إحدى الصباحات المتفجرة للحرب..و هممتُ بالدخول إلى المنزل و تحركت فإذا بي أسمع صوتَ سقوط شظيّةٍ لا تزال ملتهبةً من بُقيا صاروخ مضاد للطائرات من عيار 57 ملم الذي صُنّع للحرب العالمية الثانية و العراقيون يُقاومون به الطائرات الشبح و الإف-18 هورنيت و الإف-14 تومكات. مشهورةُ بصوتها الرخيم عند الإطلاق، كُنّا دائماً ما نجد شظاياها في باحة المنزل أو في الحديقة أو حتى على سطح المنزل. ذلك أن أحد المدافع التي كانت تُطلقها كانت تقبع ليس ببعيدةٍ عن منزلنا. و في ليلةٍ نوّرها الأمريكان بالقصف المتواصل إستمر هذا المدفع بإطلاق الصواريخ لفترةٍ طويلةٍ لأن الطائرات كانت تحوم فوق المنطقة أعتقد لضرب أحد القصور الرئاسية القريبة من المطار. و بعد فترةٍ من الإطلاق المتواصل..سمعنا صوت صاروخ قريبٍ جداً تلاهُ صوت انفجارٍ قريبٍ هزّ المنزل..و لم نسمع بعدها صوت الصواريخ المضادة للطائرات، فأدركنا أن البطل رحمة الله عليه قد استُشهد و موقع المدفع قد دُمِّر.
في كل مناطق بغداد، كان حزب البعث قد حفر الخنادق و وزّع البدلات العسكرية و الأسلحة الخفيفة على أعضاء الحزب و على أي شخص كان يرغب بحمل السلاح لمحاربة الأمريكان. فللحصول على سلاح خلال الحرب لم يكُن عليك سوى التوجه إلى أقرب منظّمة حزبية أو مقر لحزب البعث للحصول على رشّاش كلاشينكوف (أي كَي 47) و علبة رصاص للسلاح. و كان أعضاء الحزب يقبعون في الخنادق 24 ساعةً في اليوم في أول أيام الحرب. و كان أهل المنطقة يزودوهم بالطعام الحار في وقته و الماء و كل ما يحتاجون.

"القوات الأمريكية تحاصر مدينة النجف و تتوجه إلى كربلاء" هذا ما كان يُذاع في الأخبار. و من طرائف الأخبار التي لن أنساها ما حييت، هو الخبر بخصوص وصول القوات الأمريكية إلى كربلاء.
جاء الخبر أول ما جاء ( و قد كان الخبر كاذباً في حينه) أن "القوات الأمريكية تحكم الطوق على كربلاء الواقعة 75 كم جنوب بغداد". و بعد ما يقارب ستة ساعات أذيع الخبر "القوات الأمريكية تحاصر كربلاء الواقعة 60 كم جنوب بغداد". و أخيراً أذيع الخبر بعد عدة ساعات "القوات الأمريكية تحاصر كربلاء الواقعة 35 كم جنوب بغداد". ما أجمل هذه النكتة، فالظاهر أن كربلاء بدأت تزحف باتجاه بغداد..و بسرعةٍ كبيرةٍ أيضاً..!!!
كانت الأخبار التي تذيعها الإذاعات و القنوات الغربية أبعد ما تكون عن الصحة. و بالرغم من كثرة الحديث عن محمد سعيد الصحاف و عن كذبه و صدقه، فإن الأخبار التي كان يحملها كانت أقرب ما يُذاع إلى الحقيقة. كانت أخباره تحيد عن الحقيقة أحياناً لأنه لم يُبلغ بصورةٍ صحيحةٍ عما يحدث ولكنه كان الأقرب إلى الحقيقة من كل أبواق الإعلام الغربي.

في خضم تقدم القوات الأمريكية بإتجاه بغداد من الشمال و الجنوب..كانت هنالك بطلةٌ على موعدٍ مع الشهادة إن شاء الله. تلك بطلةٌ فجّرت نفسها في نقطة تفتيش أقامها الأمريكان بين بغداد و كربلاء قبل إحتلال بغداد. كانت -رحمة الله عليها- حاملاً. و آثرت الجهاد في سبيل الله على الحياة الدنيا.
كان العراق يهدد و يتوعد بحربٍ غير تقليدية. تلكم الكلمة التي تشدّق بها بوش محاولاً إفهام العالم أن العراق يملك أسلحة دمار شامل. إستخدم الجيش العراقي و قوات الحرس الجمهوري و الحرس الخاص كل الأساليب الممكنة لمواجهة الأمريكان..و سنأتي إن شاء الله بحلقةٍ عن معركة المطار و ما حدث فيها. إستخدم العراقيون حتى سيّارات الإسعاف لنقل القوات و مواجهة الأمريكان. لذلك أصبح الأمريكان يخافون من ظلالهم.

كانت بغداد تتحول شيئاً فشيئاً إلى مدينة أشباح..الكثير الكثير من سكان بغداد غادرها. بعضهم غادر قبل الحرب إلى سوريا أو الأردن. و البعض الآخر غادر قبل الحرب و أثنائها إلى بعض محافظات العراق الأقل عرضةً للخطر مثل محافظة الأنبار في وقتها و الموصل أو حتى الحلّة أو النجف و كربلاء و الكوفة. من كان له أهلٌ في محافظةٍ أخرى ذهب إليهم. و أكثر سكان المنطقة التي نسكنها ذهب إلى الأنبار إلى المدن البعيدة عن الحرب في وقتها مثل الفلوجة و البغدادي و آلوس و عانه و حديثة و عامرية الفلوجة.
رفض أبي أن يُغادر البيت إلى الأنبار. و قال:"إن شئتم فاذهبوا جميعاً و اتركوني". و لكننا لم نكن نقبل بكل حال من الأحوال أن نفترق. فإن كان الله سبحانه و تعالى قد كتب لنا الموت فسوف يُدركنا أينما نكون.
كنت أفقد أعصابي شيئاً فشيئاً. و كانت تمر عليّ أوقاتٌ لا أحتمل فيها الإستمرار بالعيش بهذه الطريقة. قتل و دماءٌ و إنفجارات. و لكني كنت أعود إلى رَشَدي و أقول "قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا".

كان الحزن يُقطّعني كلما رأيت بنايةً او مكاناً دُمّر بالقصف. لطالما أحسست أن بغداد جزءٌ من روحي. فإينما كان يحل القصف كانت الصواريخ تسقط على روحي..و ليس لي أن أمنع نفسي من البكاء على نفسي...
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-02-2006, 03:51 PM   #14
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي

كان الحزن يُقطّعني كلما رأيت بنايةً او مكاناً دُمّر بالقصف. لطالما أحسست أن بغداد جزءٌ من روحي. فإينما كان يحل القصف كانت الصواريخ تسقط على روحي..و ليس لي أن أمنع نفسي من البكاء على نفسي...

بغداد جزء كالدم يجري بكل مجريات اجسادنا .. فلا تظن اننا اخي لم نابه ببغدادنا .. فوالله اننا بالاحساس فقنا من عاش فيها ولم يألم بجراحها ..
دلِلّول .. يا الوَلَد يابني .. دلِلّول ...
تَمَنّيتُ أنْ أُغَنيَها لَهُ وهوَ حي... و لكِنْ بَعدَ أنْ قَتَلَهُ الحِصارُ ... لَمْ يَبقَ لي إلا أنْ أُغَنيَها لَهُ و هوَ مَيّتْ ... لم تفارق خيالنا ايها العاني .. ولن تفارقه ابدا ؟؟

حسبنا الله ونعم الوكيل ..
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-02-2006, 10:11 PM   #15
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة *سهيل*اليماني*
بغداد جزء كالدم يجري بكل مجريات اجسادنا .. فلا تظن اننا اخي لم نابه ببغدادنا .. فوالله اننا بالاحساس فقنا من عاش فيها ولم يألم بجراحها ..
لا أظنّ هذا أبداً أخي..
فبغداد لم تكُن يوماً بغداد العراقيين فقط..بل هي بغداد الإسلام و العروبة .. و ستبقى دوماً هكذا..
و لعنةُ الله على الظالمين..

و شكراً لك على مرورك أخي الحبيب..



أخوك
محمد
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-02-2006, 11:12 AM   #16
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي الخونة

بِسم اللهِ الرحمنِ الرحيم
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
صدق الله العظيم

من سورة الحج، الآية 38


إن الله لا يحب كل خوّانٍ كفور..
فلنتحدّث اليوم عن الخونة..ولا أقصد بذلك ما ذهب إليه الجميع من خيانات في القيادة العسكرية. لأن ذلك سنتحدث عنه في حلقة يوم إحتلال بغداد.
الكثير منكم سمع عن أجهزة الهاتف التي تعمل على الأقمار الإصطناعية و لها الكثير من الأنواع أشهرها (الثريا). ذلك الهاتف الذي يعمل على القمر الإصطناعي و فيه خدمة تحديد المكان (جي بي إس). كان عنصراً فعالاً في المعركة أيضاً. فقد إستخدمه الأمريكان على يد مجموعة من الخونة أقل ما يقال عنهم أنهم فئران.
في أكثر من حادث، كان الأحداث تسير بالتسلسل التالي: يقوم أحد الخونة بالمشي بشكل طبيعي قرب الهدف. ثم يقوم بالضغط على زر تحديد الموقع الـ(جي بي إس GPS) و يبقى واقفاً في المكان لوقت قصير ليتم تحديد الموقع. ثم يقوم بالإبتعاد عن الموقع بشكل طبيعي إلى مكان قريبٍ يستطيع فيه الإتصال بدون أن يراه أحد. ثم يتصل بالرقم المُعطى له في أي مكان بالعالم (و الذين قُبض عليهم وجدت بحوزتهم أرقام هاتف كويتية كانو يتصلون بها) ليعطي الإحداثيات.
بالتأكيد هذا التكنيك لم يكُن هو كل ما يلجأ له الأمريكان لأنهم يستطيعون رؤية الأهداف من صور الأقمار الإصطناعية و لكنه كان عنصراً مهماً لإثبات أن صواريخهم "الذكية" تضرب أهدافها فقط.
و من المهمات الأخرى التي أُنيطت بالخونة هي التأكد من دمار الأهداف بعد قصفها و التوجيه بقصفها مرة ثانية إذا لم تُدمّر بالكامل.
قُبض على الكثير من الخونة أثناء الحرب، أكثرهم أُعدم مباشرةً و القليل منهم نفذ بجلده لأنه لم يُعدم قبل إحتلال بغداد. و سأروي لكم إحدى أهم قصص الخيانة كما سمعتها من أحد كبار ضباط جهاز الأمن العراقي السابق.
سنبدأ القصة من قبل الحرب لنعرف عمّن نتحدث. نتحدث عن التكية الكسنزانية التي تقبع غرب بغداد بين حيّ الجامعة و حيّ السفارات. تلك التكية ذات ليالي الدَروَشة و ما إلى ذلك من ما لا أؤمن به شخصياً. و يُذكر أن من أهم رواد هذه التكية كان نائب الرئيس المدعو عزّت إبراهيم الدوري...!!
نعم..كان نائب الرئيس عندما يدخل على شيخ التكية يدخل زاحفاً على ركبتيه محني الرأس يُقبّل يد الشيخ بكل تواضع. لا حول ولا قوة إلا بالله. و أما إذا أراد أحد المساس بهذه التكية أو التقرب منها. فمجرد إتصال هاتفي صغير إلى مكتب السيد النائب سوف تقلب الدنيا عاليها سافلها. هو نفسه عزّت الدوري الذي الآن يُلقّبه البعض بالبطل المجاهد و يدّعون أنه يقود مجموعات المقاومة التابعة لحزب البعث. ألا بئس المقاومة إن كان هذا قائدها.
في أحد أيام الحرب، كانت إحدى الوحدات الفنية من جهاز المخابرات تلتقط إشارات لاسلكية مشابهة لأتصالات الأقمار الصناعية من المنطقة التي توجد بها التكية. و بسبب العلاقة الطيبة بين طاهر جليل الحبوش التكريتي رئيس جهاز المخابرات في وقتها و السيد النائب تُركَ هذا الموضوع إلى جهاز الأمن لأنه يُعتبر شأن أمن داخلي و هو ليس من إختصاص جهاز المخابرات.
في هجومٍ كبير على التكية، طوّقت قوات الأمن التكية و إعتقلت كل من هو موجود بها و من ضمنهم "نهرو" إبن شيخ التكية الذي هددهم بالإتصال بالسيد النائب. و أما ما وجد في التكية فكان مجموعة كبيرة جداً من هواتف الأقمار الإصطناعية تقارب المئة. و خريطة بغداد مخبّأة و مؤشر عليها بالدبابيس الملونة كل الأماكن التي قُصفت..!!!
و ما هو مُحزنٌ فعلاً أنّ هذا الـ"نهرو" لم يُقتَل قبل إحتلال بغداد. بل تم الحفاظ عليه للنظر في قضيته لاحقاً بسبب قربه من السيد النائب و خوف مدير جهاز الأمن في وقته من أن يصنع قتله مشكلةً مع السيد النائب إذ أقل ما يُمكن أن تفعله هذه المشكلة أن يُطرد مدير الأمن من كرسيّه العزيز إن لم يُسجن. و إمعاناً في الخلل..فقد صار "نهرو" الآن مناضلاً و شارك كمرشّح في الإنتخابات الأخيرة..!!!
لكنّ ذلك ليس بغريب..فأغلب من عاش خارج العراق بإسم المعارضة العراقية خان العراق و أخذ رواتب من CIA. كل هؤلاء خونة. كل من رضي بالمحتل. كل من خرج ليرمي الورد على دبابات داست أوّل ما داست كرامتنا قبل أن تدوس أطفالنا و عراقنا...
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-02-2006, 12:43 PM   #17
على رسلك
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: في كنف ذاتي
المشاركات: 9,019
إفتراضي

أخي العاني ..

والله عندما أقرأ ما كتبت أقول أين نحن من كل ما يحدث لكم.

ما هذا السبات الذي طال حتى عواطفنا ومشاعرنا .جزاك الله خير

فلعل ما تكتب يعيد الاحساس إلينا ولو للحظات .نحن معك ......
__________________






شكرا أيها الـ...غـيـث
على رسلك غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-02-2006, 01:10 PM   #18
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

شكراً على مرورك أختي العزيزة على رسلك..
و مُتابعتكِ لموضوعي هذا دليلٌ على شعوركم بما نمرُّ به أختي..
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-02-2006, 10:38 AM   #19
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي أول ليالي المطار

أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ . . . بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ
فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةً . . . وليس كآخَرَ يَسترحِم
يصيحُ على المُدْقِعينَ الجياع . . . أريقوا دماءكُمُ تُطعَموا
ويهْتِفُ بالنَّفَر المُهطِعين . . . أهينِوا لِئامكمُ تُكْرمَوا


الخميس 3-4-2003 يومٌ لن أنساهُ ما حييت. كنت جالساً في حديقة المنزل أستمتع بالهواء الطلق و أصوات القصف المتواصل منذ الصباح. و فجاْةً تحول صوت القصف إلى صوت إطلاقاتٍ نارية من أسلحةٍ رشاشة..!!!!
هل تعلمون ماذا يعني ذلك؟؟ يعني أننا صرنا في ساحة المعركة. خرجتُ من البيت إلى الشارع الرئيسي و رأيتُ منظراً لن أنساه ما حييت..
رجالٌ و نساءٌ يركضون بملابس البيت يحملون أطفالهم و يركضون في الشارع الرئيسي المؤدي إلى "أبو غريب" مبتعدين عن "أبو غريب". كانوا يركضون حفاةً و يصرخون "لقد أتو..لقد أتو". كان هنالك بعض الجنود هم من حزب البعث و كانوا يرتدون البدلات العسكرية يركضون هاربين أيضاً يخلعون الملابس العسكرية في الشارع و يرمون أسلحتهم ورائهم في الخنادق..!!!
و المشهد الأكثر بشاعةً كان سيّارتان نوع "بيك أب" تحمل جثثاً لجنودٍ من الحرس الخاص الذين نمّيزهم من المثلث الأحمر على أكتاف بدلاتهم..كانت السيارتان ملئى بالجثث و متوقفتان أمام شارع بيتنا. كانت هاتان السيارتان متوقفتين بانتظار سيارات الإسعاف التي كانت تأتي ليرموا فيها عدداً من الجثث و تذهب..
كان المنظر بشعاً لدرجةٍ منعتني من التفكير..ظللت واقفاً في الشارع لا أعلم ما أفعل..
هل أذهب لأساعدهم؟؟ هل أعود للبيت و أخبر أهلي؟؟ هل أهرب مع الهاربين؟؟
لن أنسى وجوه الناس و الأطفال وهم يبكون كأنّ جهنّم تركض ورائهم..
بعد عدّة ثوانٍ بدت كأنها الدهر كله عدت إلى البيت راكضاً و أخبرت أبي بما رأيت و تجمّد الدم في عروقي و بدأت بفقدان أعصابي لشدّة خوفي على والدتي حبيبة (حفظها الله لنا) و أخي الصغير. توسّلتُ بأبي أن نرحل عن بغداد..ولا أعلم إلى أين ولكن المهم أن نرحل..لكن أبي رفض أن يرحل هو و قال "إن شتم إرحلوا أنتم". و حتى إن قررنا الرحيل فالطريق إلى الجهة الغربية أي محافظة الأنبار هو نفس الطريق الذي حدث فيه الإنزال قبل قليل..!!!
المعركة لا تزال متواصلةً في الخارج و لم نزل لا نعلم ما نفعل في الداخل. أخيراً قررنا البقاء في البيت و ما يحدث فليحدثْ فإننا لن نُغيّر ما كتب الله. إستمرت القتال الليل كلّه و لم يتوقف حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة.
إتصلنا بخالي الذي يسكن في نهاية شارعنا في منتصف الليل و لم نجد أحداً..كان خالي قد أخذ زوجته و طفلتيه إذ كانت إحداهما رضيعةً و حاول الخروج من بغداد ولكنه لم يستطع.
لم تزل أصوات المدافع الرشاشة في دبابات البردالي ترنّ في رأسي و كنت أتخيل أن مع كل ضربةٍ تضربها شخصٌ يموت..!!!
عند فجر يوم الجمعة أصبت بالإرهاق الشديد و نمت لفترةٍ قليلةٍ و صحوت صارخاً من كابوسٍ كان يُلازمني طول فترة الحرب و هو أن صاروخاً سيضرب بيتنا و سأكون أنا الناجي الوحيد. كان كابوساً مرعباً حقاً. فلم يكُن لدي مانعٌ من الموت..و لكن أن أكون الناجي الوحيد..كان هذا كابوساً فعلاً.
ساد بعض الهدوء صباح يوم الجمعة بعد ليلةٍ عاصفةٍ بالقنابل و الطلقات. خرجتُ مع أخي الصغير إلى بيت أحد أقاربنا في آخر الشارع لنرى إن كانوا لا يزالون أحياءاً أم لا لأنهم لم يُجيبوا الهاتف.
كانت الخنادق الملئى بالحزبيين فارغةً...!!!
أين ذهب المقاتلون؟؟
رأيت المنظمة الحزبية التي سمّي عليها شارعنا في العامرية فارغةً و بابُها مُقفل. كل البيوت و المحال مُقفلة. لقد جدّ الجدّ و صارت الحرب حقيقةً نراها لا نسمع بها فقط. شاهدتُ قَطَعات الحرس الجمهوري المدرعة و جنود الحرس الجمهوري بين البيوت و في كل الشوارع الفرعية.
كل هذا الذي حدث كان أن القوات الأمريكية قامت بإنزال كبير على مطار بغداد و طريق "أبو غريب" و القوات العراقية لا تزال في مواجهات متواصلة معها. كانت الأحداث تتفاقم بسرعة. و كان التصور السائد أن الأمريكان ليحتلوا بغداد فسوف يمحوها جزءاً جزءاً لأن الجيش العراقي لن يستسلم بسهولة. كانت الطائرات الأمريكية من نوع أيه-10 (A-10) تحوم بين الفينة و الأخرى و تقصف الدروع العراقية لأنها طائرة مضادة للدروع. و أسقطت الدفاعات العراقية بعضاً منها لأنها تطير بارتفاعات منخفضة.
فجأةً بعد عدةِ ساعاتٍ من الهدوء عادت المعركة لتتفجّر بعنفٍ و يُصاحبها صوت المدفعية الثقيلة التي لا تستخدم إلا في ساحة المعركة و عاد صوت مدافع "البيكيتا" الرشاشة إلى قتل العراقيين.
كان أحد أصحابي جندياً في معارك بغداد يصف لي كم كان مدفع البيكيتا عنيفاً بوصفٍ غريب. قال لي:"تخيّل أنك ملئت برميلاً بالحصى الصغير جداً. ثم قلبت البرميل على الأرض. هكذا هي سرعة البيكيتا في أخذ الأرواح". رواها لي بعد أن قُتل كل من كان مشاركاً معه في إحدى معارك بغداد.
عُدتُ إلى البيت أكثر رُعباً مما كنت لأنني أدركتُ بما لا يقبل الشك أن هذه الليلة ستكون حافلة..و ربما تكون الأخيرة..!!!
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-03-2006, 01:00 PM   #20
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

عذرأ أخواتي و أخوتي على هذا الإنقطاع..
إنما تحتم علينا الظروف ما لا نريد..
سأعود لأكمال القصص بإذن الله قريباً..



أخوكم
محمد
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .