سفريات نحو الهاوية

[ابن حوران]

سفريات نحو الهاوية

في البر

الإبل مُنهكة وعطشى
والمسافرون.. يتصارع أملهم مع يأسهم
الخيارات محدودة
أقلها سوءًا هو الوثوق بقائد الركب

الصحارى تحيط بالقافلة من كل الاتجاهات
كلُّ مَن في القافلة يَدَّعي الحكمة
وكلٌ منهم يعرف أنه قليل القدرة
لا أحدٌ يستمع إليه

لقد قلت لكم: تزودوا بالماء أكثر
لقد قلت لكم: هذا القائد من الضعف بمكان
لقد قلت لكم: لا تسلكوا هذا الطريق
قال قائل: من نحن، ومَن نُحاسِب؟

***
في البحر

ككل الركاب
دفعته الرغبة لدخول غرفة المحركات
ليتحدث مع كبير المهندسين

ليس مهماً أن يكون مثقفاً في شؤون البحار
أو بميكانيكا المحركات
المهم أن يُعبر عن رأيه

الموج عاتٍ
والخطر قادم
وأكثر الخطر يأتي من سوء اختيار القبطان

***
في الجو

انتهت ذروة التحليق
ووزعت الوجبات الخفيفة
فك الجميع أحزمتهم
ووضعوا في آذانهم ما يوصل لها الموسيقى

أحس الجميع بارتباك مسار الطائرة
علت أصوات الهلع
تقدمت مجموعة نحو قيادة الطائرة
فاكتشفوا أن قائدها (قرد)

هل منكم من يحسن الطيران؟
أتت همهمات، فُهم منها أن هناك من يحسن الطيران
عبَّر الجميع بأنه لا يثق بالقادم
كما أنه لم يعد يثق بالقائم

بين الموافقة والرفض
هوت الطائرة
ولم ينجُ أحد
حتى القرد