العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بـــوح الخــاطـــر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-09-2012, 08:51 PM   #1
عبدالحميد المبروك
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 200
إفتراضي لقاء تحت القصف.

مسحت العرق المنصب على جبيني و عيني و خلعت نظارتي الشمسية التي ألفتها حتى ما عدت أشعر بوجودها و نفثت فيها ثم مسحتها بطرف قميصي و أعدتها إلى مكانها و لبست نظارتي الطبية المعلقة بعنقي فتأكدت أن المبتسمة التي على مرمى بصري هي ، هي ، لا أخرى تشبهها.
لقد كانت زميلتي لسنوات عديدة منذ أكثر من ثلاثة عقود مثلها مثل الكثيرات و الكثيرين و عشنا أيامها إخوة و أخوات لم نرضع من ثدي واحد ، فلقد كانت وشائج المودة و الإحترام و التقدير و الإكبار و الإيثار تطغى في كل علاقتنا ...كنا نعيش أسرة واحدة ...رغم إنحدارنا من أسر مختلفة ...
لقد مرت سنوات بل عقود لم ألتقيها و لم تقع عيني عليها ، إلا أن أخبارها لم تنقطع عني ، كلما مرت بي الأيام حنيت إلى مشاعري القديمة نحوها و التي لم تمت و لكنها دخلت طور الكمون ، تستثيرها وجوه مشابهة لوجهها أو أغنية كانت تحلق بي في أعالي الروح فصارت الآن تثقل الروح بألم ممض، أو ذكرى تطغى على نفسي أحيانا ، غير عابئة بجريان السنين ... تباطأت خطواتي و تثاقلت ، و تلاحقت أنفاسي و عاد العرق يسيل على جفوني... كان التوتر الباديء علي مثيرا لي ، قررت أن أقصدها مباشرة دون أن أهرب مثل عادتي حينما تقابلني إحدى زميلاتي في العمل ... كانت قدماي كأنها تريد أن تخذلني ، فتتردد ، و إضطربت خطواتي ، لكنني واصلت و أنفاسي تتلاحق ، فشعرت بإرتعاشات يدي... و خفقات قلبي تكادان أن تسمع ..... إبتلعت ريقي الذي جف فجأة ... ما إن إقتربنا من بعضنا حتى ألقينا السلام في لحظة واحدة و كأننا على موعد ، فإذا بإبتسامة ممزوجة يوقع المفاجأة و عينانا مصوبتان إلى بعض...
كان حاجباها مرتفعان... فبادرتني ... كيف أنت ؟ و كيف هي أحوالك ؟ كيف هم أولادك ؟ قالتها متتابعة متسارعة كأنها تحفظها أو كأنما لا تريد سوى الإجابة المعهودة، الحمد لله .. الحمد لله... قلتها و لبرهة أردت أن أسترسل لكن نظراتها المتراخية لم تشجعني فودعتها معربا لها عن سعادتي بلقائها هذا المصادف بعد هذه العقود و أثناء هذه الأحداث الدامية التي تمر بها البلاد ... و القصف على المدينة..
إنصرفت ، و إنصرفت و أنا لا أدري إلى أين و قد تشظت مرايا نفسي بعشرات الأسئلة و صور المشاعر المتماوجة و إن ظللت أردد في خاطري سؤال واحد ، هل يستحق الأمر كل هذا العناء ؟ ! ... حتى ساقتني قدماي إلى باب زوجة أولادي الذين تزوج معظمهم و لم يبق منهم أحد .. فوضعت المفتاح لأدخل عالمي فتعثرت على غير عادتي .. أعدت المحاولة أكثر من مرة فإذا بأم الأولاد تفتح الباب .. دخلت حجرتي ، و أنا أخبيء جهشة دفنتها بين شفتي و في صدري، و دمعة ساكنة قد سالت حارة في عيني على وجهي المكابر حتى لا تراها ... فأسرعت إلى الحمام بحجة الوضوء ... !!!
عبدالحميد المبروك غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .