الانتخابات السورية والشرعية

[صفاء العشري]

النظام السوري يعقد الانتخابات الرئاسية كما لو كان كل شيء يسير بسلاسة في بيئة ديمقراطية سلمية. كيف يمكن عقد هذه الانتخابات في خضم حرب أهلية وحشية ، تم بسببها تهجير ثلث السكان ؟
لقد اضطر ما يقرب من 3 ملايين من السوريين للفرار من البلاد ، وأكثر من 6.5 مليون نزحوا داخليا وحوالى 150000 قتلوا. من الواضح أن التصويت سيكون صعبا بالنسبة لهم. فهناك مساحات واسعة من شمال سوريا و شمال شرق البلاد، فضلا عن بعض الأماكن في الجنوب، ليست تحت سيطرة الحكومة ، ولن يكون هناك انتخابات في تلك المناطق. من الممكن التصويت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ، ولكن ليس من الواضح ما هي النسبة المئوية من السكان الذين لا يزالون في الواقع يقيمون في هذه الأماكن .كما أن الآلاف من أولئك الموجودة أسماؤهم على قوائم الاقتراع لن يكونوا قادرين على التصويت لأنهم ببساطة ماتوا ضحايا هذه الحرب.
من ناحية أخرى هناك تخوف كبير من أن يكون هناك عنف على نطاق واسع في يوم الانتخابات . إذ تقول المعارضة ان الانتخابات هي مجرد خدعة و أنها ستكون هدفا رئيسيا.
لا أحد خارج سوريا يعتبر هذه الانتخابات حرة ونزيهة كليا . فقد انتقدتها المعارضة و مؤيدوها واعتبروها " مهزلة " ومحاكاة ساخرة للديمقراطية.
كما أدان الانتخابات جيران سوريا في جامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون . وقال انه يمكن أن تنسف الجهود للتوصل الى اتفاق لانهاء الحرب الاهلية . منذ إعلان تلك التعليقات ، انهارت المحادثات على أي حال، واستقال الأخضر الإبراهيمي من منصبه بعد فشل جهوده.
وزارة الخارجية الأمريكية قالت أن نظام الأسد قد اتخذ خطوات "لجعل من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تكون هناك انتخابات نزيهة وحرة في سوريا . "
لا شك أن الأسد سوف يفوز؛ في النهاية المرشحان الآخران ماهر حجار و حسن نوري غير معروفين نسبيا. طبعا في جو حر ظاهريا تمكنا من تعليق الملصقات الانتخابية في دمشق ، على الرغم من أن الملصقات التي تدعو إلى إعادة انتخاب بشار الأسد أكثر بكثير. بعض المنتقدين يقولون أنهما مجرد بيادق أو واجهة لإضفاء قشرة لامعة من الديمقراطية. ولكن حتى أنصار الأسد لا يمكن إلا أن يكونوا على بينة من المهزلة التي تجري .
هل تعتقدون أن الانتخابات الرئاسية ممكن أن تكون عادلة في بلد مزقته الحرب ؟ ما هو التغيير الذي يمكن أن تجلبه هذه الانتخابات إلى سوريا ؟ وهل يمكن أن يكون الأسد الرئيس الشرعي عندما يصوت لصالحه جزء من السوريين وحسب؟