حزب الله والطائفية
نجم عن تورط حزب الله في الصراع السوري ردود فعل من العالم الإسلامي عموما والعالم العربي بشكل خاص. ردود الفعل لم تقتصر على المتطرفين ، بل تعدتها إلى البلدان المشاركة في الصراعات الإقليمية . ما أن أعلن نصر الله مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا حتى أطلق وزراء خارجية دول الخليج في اجتماع لهم، اسم "منظمة إرهابية " على حزب الله وتعهدوا باتخاذ ما يلزم من خطوات ضد أصول المجموعة في دول الخليج. وحذروا من أن حزب الله يحاول " تغيير التوازن في المنطقة وجرها إلى أتون الأزمة السورية ".
المخاوف أيضا تتعلق بما صدر عن المنظمات الإرهابية والمتطرفين الذين يتحينون الفرص للاستثمار في العداء السني – الشيعي. فقد انبرى على سبيل المثال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قائلا أن زيادة التورط العسكري لحزب الله في الصراع السوري يشير إلى محاولات إيران تعزيز هيمنتها في المنطقة . إن الانتفاضة الجهادية في سوريا المسلمة فضحت الوجه القبيح لحسن نصر الله ، رئيس المخطط الرافضي ( الشيعي ) الصفوي ( الإيراني ) في سوريا ، "
الشيخ محمد الزغبي ( رجل الدين المصري ) دعا " الشباب في مصر ، ليبيا ، تونس ، الجزائر ، الكويت، الأردن واليمن " للذهاب إلى سوريا للقتال. " يجب أن نذهب جميعا لتطهير سوريا من هذا النظام الكافر ، ومعه الشيعة الذين جاؤوا من إيران وجنوب لبنان والعراق . "
هذه النداءات للجهاد من قبل بعض رجال الدين يمكن أن تزيد من تدفق المتشددين الأجانب الموجودين أصلا إلى سوريا، للقتال إلى جانب المتمردين. لا شك أن حزب الله في دعمه للنظام السوري يساهم في التوترات الطائفية المتزايدة وفي جذب المقاتلين المتطرفين الذين يعمل كثير منهم لحسابه الخاص،إلى الحرب الدائرة ، وبالتالي في تغيير صورة النضال و إضعاف المعارضة العلمانية .
قال وزير الخارجية كيري بهذا الصدد عندما كان في باريس "حزب الله وإيران يمثلان قوتين من خارج القوات النظامية في سوريا يقاتلون نيابة عن الأسد، لذا أعتقد أنه حان الوقت للأمم المتحدة و غيرها من المنظمات الدولية النظر في مدى ملائمة أنشطته”.
|