كانت تنظف بعضا من اجزاء ذكرياتها فسقطت صفحة مملوءة بتجليات الأيام دنت منها لتلتقطها وقالت:
يا صفحة خططتها بريشة البراءة و مداد اعتصرته من دم قلبي صدقا حبا و وفاء،رسمت لك فيها كل انطباع حتى تتخيلني و أنا أكتبها مبتسمة ...فرحة... حزينة... دامعة...تمنيت ان تشرح لك تقلبات مزاجياتي و أنا أحاكيك فيها.
بين صمتي و نقش حرفي أنملة ناضلت حتى أتخطاها كي أزخرف كياني كلمات قد رددتها يوما على مسامعي، و ارفقها بعضا من عطوري و مسكي حتى تتذكر عبقي و انت تجول في بساتين تعابيري.
لكن حين طويتها بتأن حتى لا يسقط منها دفئي وحناني و ارسلها لك مع حرارة قلبي...لم أجد لك عنوان...أين رحلت؟ كيف تكون بقربي و أحس أن بيننا بحور... و خطوات سنين؟
بدون قصد مني نزلت دمعة رقراقة ختمت الصفحة .... طويتها داخل مجمل الذكريات ...تمنيت أن أجد لك عنوان حتى أسلمك الصفحة والقلب و بعض من مخلفات كيان.