احبتى فى الله والاخوه الكرام
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.. وانت تجعل الحزن إن شئت سهلا..
إخوانى في الله
قد لا يعرف بعضنا بعضا ، و لكن نريد أن تكون أروحنا على إتصال متين[/color]
نريد أن نكون أكثر قربا من الأخوه من بعضهم رغم أننا لا نتقابل و جها لوجه
نريد أن يكون إجتماعنا فى منتدانا هذا على الخير ...و للخير فقط
نريد به حب الله ، و نطمع في رحمته ، و نرجو عفوه
نريد أن يكون هذا الموضوع مكانا لتجميع الحسنات ، ....علامه فارقه نتذكرها إن شاء الله في الجنه[/
أخوتي في الله
يا من لم أركم بالعين ، ولكنى أتمنى بعد هذا الموضوع أن أراكم بالقلب هيا نبدا سوا موضوعنا
" الحمدلله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير *1* "سبأ
" الحمدلله ..... جملة قائلها سبحانه لنفسه أم قالها ليعلمنا نحن أن نقولها ؟
قالها ليعلمنا . والحمد أن تأتي بثناء على مستحق الثناء بالصفات الجميلة . ومقابلة : الذم ، وهو أن تأتي لمستحق الذم بالصفات القبيحة وتنسبها اليه.
و أنت قد تحمد شيئا لا علاقة لك به ، لمجرد أنه أعجبك ما فيه من صفات ، فاستحق في نظرك أن يحمد ،
كأن تحمد الصانع على صنعة أتقنها مثلا ، وإن لم تكن لك علاقة بها .
اذن فالحمد مرة يكون لأن المحمود فيه صفات تستحق الحمد ، وان لم تصل اليك ،
فكيف اذا كانت صفات التحميد والتمجيد والتعظيم أثرها واصل اليك ؟
لا شك أن الحمد هنا أوجب .
لذلك نقول : كل حمد ولو توجه لبشر عائد في الحقيقة الى الله تعالى ؛
لأنك حين تحمد انسانا إنما تحمده على صفة وهبها الله له ،
فالحمد على اطلاقه ولو لمخلوق حمد لله.
وكلمة " الحمدلله.......
وردت في القرآن ثمان وثلاثون مرة ،
وخصت منها في فواتح السور خمس مرات :
في الفاتحة ، والأنعام ن والكهف ، وسبأ ، وفاطر .
والحق سبحانه بدأ بالحمد ؛ لأنه بدأ خلقه من عدم فله علينا نعمة الخلق من عدم ،
ثم أمدنا بمقومات الحياة فوفر لنا الأقوات التي بها استبقاء الحياة ،
ثم التناسل الذي به استبقاء النوع ، هذا لكيان الانسان المادي ،
لكن الانسان مطلوب منه حركة الحياة ، وهو يعيش مع آخرين فلابد أن تتساند حركاتهم لا تتعاند ، لابد أن تنسجم الحركات
والا لتفانى الخلق .
وهذا التساند لا يتأتى الا بمنهج يحدد الحركات ، ويحكم الأهواء ، وإلا لجاء واحد يبني ، وآخر يهدم . هذا في الدنيا ،
أما في الحياة الآخرة فسوف يعدنا لها إعدادا آخر ، ويعيدنا إلى خير مما كنا فيه ؛ لأننا نعيش في الدنيا بالأسباب المخلوقة لله تعالى / أما في الآخرة فنعيش مع المسبب سبحانه ذات الحق.
نحن في الدنيا نزرع ونحصد ونطبخ ونخبز ونغزل ......الخ ، هذه أسباب لابد من مزاولتها ،
لكنك في الآخرة تعيش بكن مع المسبب ،
في الدنيا تخاف ان يفوتك النعيم أو تفوته أنت أما في الآخرة فنعيمها باق لا يزول ولا يحول ،
في الدنيا تتمتع على قدر امكاناتك ، أما في الاخرة فتتمتع على قدر امكانات ربك .
فالحق سبحانه أوجدنا من عدم ، وأمدنا من عدم ، ووضع لنا المنهج الذي يحفظ القيم ، وينظم حركة الحياة قبل ان توجد الحياة ،
فقبل أن يخلقك خلق لك
كالصانع الذي يحدد مهمة صنعته قبل صناعتها ،
وهل رايتم صانعا صنع شيئا ، ثم قال : انظروا في أي شئ يمكن أن يستخدم ؟
لذلك قال تعالى
:" الرحمن *1* علم القرآن *2* خلق الانسان *3* علمه البيان *4* " ( الرحمن )
فالمنهج المتمثل في القرآن وضع أولا ليحدد لك مهمته وقانون صيانتك ، قبل أن توجد أيها الانسان .
والمتأمل لآيات الحمد في بدايات السور الخمس يجد أنها تتناول هذه المراحل كلها ، ففي أول الأنعام :" الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون *1* " ( الأنعام )
تكلم الحق سبحانه عن بدء الخلق ،
ثم قال :" هو الذي خلقكم من طين ....*2* " ( الأنعام ) وهذا هو الايجاد الأول .
ثم في أول الكهف يذكر مسألة وضع المنهج والقيم :" الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا *1* " ( الكهف )
هذا هو القانون الذي يحكم الاهواء وينظم حركة الحياة لتتساند ولا تتعاند .
وفي أول سورة سبأ التي نحن بصددها يذكر الحمد في الآخرة :
" الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة .....*1* " ( سبأ )
وحين تنظر الى الحمد في الآخرة تجده حمدا مركبا مضاعفا ؛لأنك في الدنيا تحمد الله على خلق الأشياء التي تتفاعل بها لتعيش بالأسباب ،
لكن في الآخرة لا توجد أسباب ، إنما المسبب هو الله سبحانه ، فالحمد في الآخرة أكبر حمدا يناسب عيشك مع ذات ربك سبحانه 0
وفي أول فاطر :"الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ويزيد في الخلق ما يشاء ...*1* " ( فاطر )
نحمد الله على القيم ، وعلى المنهج الذي وضعه لنا الحق سبحانه بواسطة الملائكة ، والملائكة هم رسل الله إلى الخلق ، ومنهم الحفظة ، ومنهم المدبرات أمرا التي تدبر شئون الخلق ، ومنهم من أسجدهم الله لك 0
ثم جاءت أم الكتاب ، فجمعت هذا كله في :" الحمد لله رب العالمين *2* "(الفاتحة) والرب هو الخالق الممد :" الرحمن الرحيم *3* مالك يوم الدين *4* " ( الفاتحة ) أي : في الآخرة ،
ثم ذكرت وجوب السير على المنهج
" إياك نعبد وإياك نستعين *5* اهدنا الصراط المستقيم *6* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *7* " ( الفاتحة )
ولأنها جمعت البداية والنهاية ، والدنيا والآخرة سميت فاتحة الكتاب ، وسميت المثاني ، وسميت أم القرآن 0
فقوله تعالى :" الحمد لله..........علمنا الله تعالى أن نقولها ؛لأن الناس مختلفون في المواهب ،
وفي الملكات ، وفي حسن الأداء ، وفي صياغة الثناء ، فلا يستوي في الحمد والثناء الأديب
والأمي الذي لا يجيد الكلام ؛
لذلك قال الله لنا : أريحوا أنفسكم من هذه المسألة ، وسوف أعلمكم صيغة يستوي فيها الأديب الفيلسوف مع راعي الشاة ،
وسوف تكون هذه الصيغة هي "الحمد لله *1* " ( سبأ)
لذلك جاء في الحديث قول سيدنا رسول الله في حمد ربه ، والثناء عليه :
" سبحانك لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك "
فحين أقول خطبة طويلة في حمد الله والثناء عليه ،
وتقول أنت : الحمد لله
لا أقول لك قصرت في حمد ربك ،
وكأن هذه الصيغة وتعليمها لنا نعمة أخرى تستحق الحمد ؛ لأنها سوت الجميع ولم تجعل لأحد فضلا على أحد في مقام حمد الله والثناء عليه 0
وحين تحمد الله على أن علمك هذه الصيغة ، بماذا تحمده ؟
تحمده بأن تقول الحمد لله 0
إذن : هي سلسلة متوالية من الحمد لا تنتهي ، الحمد لله على الحمد لله ،
ومعنى ذلك أن تظل دائما حامدا لله ، و أن يظل الله تعالى دائما وأبدا محمودا 0
كما قلنا : إن اختلاف المواقيت في الأرض واختلاف المشارق والمغارب إنما جعلت لتستمر عبادة الله لا تنقطع أبدا في كل جزئيات الزمن ، ففي كل لحظة صلاة ، وفي كل لحظة الله أكبر ،
وفي كل لحظة أشهد أن لا إله إلا الله ،
وفي كل لحظة أشهد أن محمدا رسول الله ..... الخ
لتظل هذه الألفاظ وهذه العبارات دائرة طوال الوقت
فالكون كله يلهج بذكر الله وعبادة الله في منظومة بديعة ، المهم من يحسن استقبالها ،
المهم جهاز الاستقبال عندك .
وفاصل لنتواصل ابقوا معى .....