العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بـــوح الخــاطـــر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 26-06-2007, 06:03 PM   #21
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكركم أخي الفاضل سهيل اليماني على مروركم الكريم

وأشكركم لما أضفت من هالة أكسبت العمل وصاحبه ما كان بنقصه من بريق

احترامي وتقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-06-2007, 06:04 PM   #22
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

وقعت في الخمسينات من القرن الماضي .. لم يعد يذكر، هل شاهد القصة بأم عينه أم أنه سمعها في حينها ..

كان سالم الخلف يعمل بحياكة (الطواقي) (جمع طاقية ..غطاء للرأس) و(اللكاليك) وهي جوارب من صوف يلبسها الناس في أيام البرد .. وكانت امرأته (وطفة البركات) تقوم بمداواة الناس بطرق قديمة، باستعمال الأعشاب، أو مواد مستوردة من الحجاز والهند وعُمان مثل (العنزروت والمرمكة والسنامكة وغيرها) كانت تحتفظ بها بطيات غطاء رأسها (العصبة) التي لو فردتها لامتدت عدة أمتار.. كان الناس يتعرفون على وطفة دون أي يرونها من خلال الروائح النفاثة التي تنبثق من غطاء رأسها ومن على بعد عشرات الأمتار..

كانت لحيتها مدققة بوشم أقرب للون الأخضر بنقاط واسعة لكل ضربة وشم تتسع لاحتواء حبة عدس، وكانت تبدو لمن يراها كأنها مخلوق من العهد السومري نسيه الموت .. وفوق ذلك كانت تحمل معها علبة تحتفظ بها ببعض التبغ و دفتر لورق رقيق تصنع بواسطة أوراقه لفافات من التبغ تدخنها عندما تنزل في ضيافة ناس، أو تحل غصبا عنهم في ضيافتهم .. كانت قليلة المكوث في بيتها، وزوجها (سالم الخلف) لا تعجبه حالة غيابها عن البيت، فقد كانت تنسى في كثير من الأحيان أن تحضر له الطعام .. لكنه كان قليل التذمر والتبرم ونادرا ما كان يفاتحها بضرورة تصويب وضعها ..

في تلك الليلة، عادت (وطفة البركات) الى البيت، وكانت قد نسيت أن تأخذ مفتاح بوابة الدار معها.. وكان المفتاح عبارة عن قضيب مربع المقطع من خشب الجوز الذي اكتسب من كثرة استعماله وحمله، لونا بنيا متسخا، وأصبح سطحه مصقولا فوق صقل من صنعه.. وقد ثبت في رأسه قطع من معدن مصقول ومبروم .. فعندما يتم إدخال هذا المفتاح العجيب في مجرى بمغلاق الباب، فإن القطع المعدنية ستتلمس طريقها لتستقر في ثقوب تم عملها لتتلاءم وطريقة صف القطع المعدنية .. وتثبيتها بتلك الطرق العشوائية، هو ما يصعب استعمال مفتاح محل آخر ..

طرقت وطفة الباب منادية على سالم ولكنه لم ينهض ولم يفتح لها الباب، حركت قطعة في البوابة سمح لها تحريكها برؤية سالم يجلس قبالة البوابة ويحيك شيئا بيده .. فصاحت بأعلى صوتها: يا سالم .. يا سالم .. ولكن سالم لم يكلف نفسه بالرد عليها .. فأخذت تصيح ويعلو صوتها في كل مرة، حتى اجتمع حولها بعض الجيران، ورأوا بأعينهم ما رأت .. فصاحوا : يا سالم يا سالم .. ولكن سالم لم يحرك ساكنا .. فقرروا خلع الباب وكسره .. ففعلوا ..

وعندما دخلوا عليه، واستنكروا تجاهله لصياحهم .. قال لهم : أنتم تصيحون على سالم الخلف .. وسالم الخلف أخذ علبة التبغ وخرج ليسهر، أما أنا فلست إلا (وطفة البركات) .. علي الطلاق يا وطفة لن تعودي لي امرأة فطلقها في ساعتها ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-07-2007, 04:40 AM   #23
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

في أوائل الستينات بعد سنتين من سنين القحط

كان الناس في الأرياف، إذا ما تتابعت سنون القحط، يلجؤون الى تدابير صارمة في تقنين استهلاكهم للغذاء، الذي لم يكن موجودا أصلا، فمن كان لديه القليل من القمح أو الشعير، يطحن منه ويأكل هو وعياله باقتصاد شديد .. فالكل قد دخل في خطة (حرب البقاء) ..

ومن الطبيعي أن تظهر أعراض، لمثل تلك التدابير، قد تطال المواليد الصغار فيموتون لندرة الحليب في أثداء أمهاتهم. وقد تطال الكبار، فتظهر عليهم علامات الهزل، والضعف وارتباك السير أو الإنهاك المبكر من أي عمل بسيط، وقد تظهر عليهم علامات (العشى الليلي) وهي عدم القدرة على الإبصار في الظلام، أو حتى في النهار .. وهذا ما حدث لمسعود ..

ذهب مسعود الى جدته متلمسا طريقه، وحدثها بعدم قدرته على رؤية أي شيء، فهرعت الجدة الى ابن عمها (فرج) وكان شيخا قد مر عليه الكثير من تلك الحالات، وله بعض النوافل التي تشهد بحكمته الصحية، وحتى لو لم يكن له فالخيارات قليلة أمام من أراد أن يعالج حالة كحالة مسعود ..

ابتسم الشيخ (فرج) ومسد على لحيته البيضاء، وطمأن العجوز (ابنة عمه) .. أن الأمر مقدور عليه .. وهي عبارة يستبشر منها الخير كل من وقع بكرب.. قال الشيخ ائتوني بنصف رطل من (السمرة) وهي (كبد الجمل) .. وقطعوها (14) قطعة .. وضعوها في (صينية) وأدخلوها الفرن ولا تجعلوها تستوي كثيرا، بل نصف استواء ..

فعلت العجوز ما أمرها به (أبقراط) (فرج) .. ونادته وهو الجزء الأهم من وصفته التي لن تتم إذا لم تكن تحت إشرافه!

جلس الشيخ مرتكزا على عجزه، جامعا ساقيه بين يديه، وأمر مسعود أن يجلس كجلسته، مسندا ظهره الى ظهره، فأصبحا كأنهما تمثال حجري من العهد الكنعاني القديم .. فأمر بإحضار الصينية وما تحويه من كبد مشوي نصف شية، فأخذ يتناول قطعة من الكبد ويعطيها لمسعود، قائلا: هذه لك .. ويتناول قطعة ويضعها في فمه (هو) .. حتى انتهيا من أكل الكبد ..

عندما يتذكر مسعود تلك القصة، ويحلف: والله يا أخوان لم تمض نصف ساعة حتى أصبحت أشوف من على بعد كيلومترات .. ويصمت مسعود قليلا، ويقول: لكن ما لم أفهمه، هو ما علاقة أن يأكل الشيخ (فرج) نصف الصينية بموضوع شفائي مما كنت فيه!
__________________
ابن حوران

آخر تعديل بواسطة خاتون ، 04-07-2007 الساعة 03:03 PM.
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-07-2007, 03:06 PM   #24
خاتون
مشرفة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 489
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
عندما يتذكر مسعود تلك القصة، ويحلف: والله يا أخوان لم تمض نصف ساعة حتى أصبحت أشوف من على بعد كيلومترات .. ويصمت مسعود قليلا، ويقول: لكن ما لم أفهمه، هو ما علاقة أن يأكل الشيخ (فرج) نصف الصينية بموضوع شفائي مما كنت فيه!

لو لم يتقاسم معه السمرة لانتقلت إليه العدوى

كتاباتك ممتعة


تحياتي
خاتون
خاتون غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-08-2007, 12:13 AM   #25
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكر تفضلكم بالمرور أيتها الفاضلة
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-08-2007, 12:14 AM   #26
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

منتصف شهر تشرين الثاني نوفمبر 1970

لم يبدأ سنته الجامعية من أولها، بل أتى قبوله متأخرا في جامعة الموصل، وكان ذلك في رمضان، وكان عليه أن يذهب لتناول طعام الإفطار في مطعم (الزوراء) حيث يذهب زملاؤه من الطلبة العرب.. وقد لاحظ ازدحام الزبائن بشكل لم يلحظه من قبل .. لدرجة أن كان على بعضهم الانتظار حتى يكمل آخرون تناول طعام الإفطار ليفسحوا مجالا لغيرهم باستخدام المنضدة .. وقد يتأخر بعض الصائمين حوالي الساعة حتى يتسنى لهم تناول إفطارهم ..

كان (غانم) رئيس العمال في مطعم (الزوراء) هو من يسأل الزبائن عما يودون تناوله .. وكان مشغولا وهو يسرد ما عنده من أصناف الطعام في الانتباه للعمال الذين يحضرون الوجبات للزبائن .. فكان يخصص بعض ثواني لكل زبون ليعرف ما يريد، ويصيح بأعلى صوته عن الصنف الذي يجب على من في المطبخ أن يملأ به صينية الطلب، وبنفس الوقت ينتبه الى من يقف أمام المحاسب لدفع ثمن طعامه ويبلغ المحاسب بالمبلغ الواجب أخذه من الزبون .. كان (غانم) لا يطيل المكوث مع أي زبون يتأخر في إبلاغه عما يريد، فكان كالماسترو الذي يقود فرقة موسيقية، عليه الانتباه وتقنين الوقت بشكل جيد ..

عندما وقف (غانم) فوق رأسه يسأله عما يريد، حاول أن يتحذلق ويسأله بلهجة عراقية مكسرة وغير متقنة (شكو عدكم عيني؟) فأجاب غانم بسرعة البرق ( قزاطمة، دولمة، بتيتا جاب، كريم جاب، جلفراي، قوزي الشام، قوزي على تمن، يابسة، تبسي، قص على تمن) لم يفهم من كل تلك الأصناف أي واحد، ولكنه تذكر آخرها قص على تمن فطلبه .. فصاح غانم: وصار عندك ثلاث قص على تمن..

وفي اليوم الثاني تكررت المسألة، فسأله بنفس الطريقة السابقة فأجاب غانم بسرعة البرق كما في المرة السابقة ( قزاطمة، دولمة، بتيتا جاب، كريم جاب، جلفراي، قوزي الشام، قوزي على تمن، يابسة، تبسي، قص على تمن)، ويطلب قص على تمن ( وهو قطع من الشاورما توضع فوق طبق الرز ومعها صحن به مرق الطماطم) .. فيصيح غانم : وصار عندك أربعة قص على تمن .. حيث كان قبل آخر طلب ثلاث طلبات أخرى ..

وهكذا حدث في اليوم الثالث والرابع .. وصاحبنا كان بوده أن يتذوق الأصناف الأخرى، ولكن لضيق الوقت والخوف من أن يتجاهله غانم، كان عليه أن يسرع في الطلب ويطلب (قص على تمن) ..

لم يعد غانم يسأله في الأيام التالية عن طلبه، فعندما يلمحه قادما، ويكون لديه طلبان من (القص على تمن) فإنه يبادر لتبليغ من في المطبخ بصوت عال : وصار عندك ثلاثة قص على تمن ..

وهكذا أنهى رمضان بصنف واحد من الطعام وهو (القص على تمن) ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-09-2007, 10:46 PM   #27
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

لا تاريخ محدد لتلك الشظية

يستحيل على أصدقاءه أو من تعرف عليه في مناسبة ما، أن لا يسرد كل ما سأسرده عن (نعمان) بتواصل .. ويستحيل على من يريد إعادة إنتاج صورته وهيئته، أن يتذكره إلا بأنف محمر لامع، وكأن الزكام لا يفارقه نهائيا، كان اللمعان والحمرة تتفشى على جوار أنفه وأسفل خديه، وأطراف ذقنه المحلوق بنعومة مستمرة ..

عندما ذهب لدراسة الهندسة في جامعة دمشق، رجع ببعض المشاهدات الغريبة. عندما كان يرويها بصوته الخافت والذي كانت تختلط الحروف فيه بفعل الرشح المزمن، كان الجميع يصغون لتمييز مخارج تلك الحروف، لينعموا على إثرها بحكاية لم يستطع ـ حتى من تعرف عليه بعمق ـ أن يتوقع نهايتها ..

قال: اشتكيت من ألم في بطني .. فراجعت طبيبا، فكان تشخيصه لي أنه يشك في وجود ديدان معوية تعيش في أحشائي.. يتوقف عندها .. ثم يضيف : كنت أذهب الى المطعم وأطلب طبقا من الرز والفاصوليا البيضاء، وعندما أتأكد من أن الدود قد شبع .. أطلب لنفسي طبقا من اللحم المشوي!

ويحكي قصة أخرى، يقول : كنت أذهب الى كازينو لبنان في بيروت، في نهايات الأشهر، وفي مرة من المرات كنت أجلس أتناول عشائي، فكلما رفعت رأسي لأنظر أمامي تصادف عيناي وجه رجل يبتسم لي، فأبادله الابتسامة، وأتساءل: من يكون هذا الرجل؟ قد يكون معلم في مدرستي الابتدائية ولم أتذكره. ثم أعاود إكمال تناول وجبتي وتتكرر الابتسامة من الرجل، فأقلب ذاكرتي .. من يكون؟ قد يكون رئيس بلدية قديم وقد نسيته .. وتكررت الابتسامات والتساؤلات واحتمالية من يكون .. حتى استعنت بمن كان يجلس جانبي، فسألته أتعرف ذاك الرجل؟ فأجاب على الفور: إنه فريد الأطرش!

كان المهندس(نعمان) لا يبذل جهدا هندسيا هائلا، فقد عمل بكل شيء عدا الهندسة، وكانت أرباحه من أعماله كبيرة جدا، فقد روى أنه ربح ما يقرب من العشرين ألف دولار من عمل لم يكلفه أكثر من خمسين دولارا، حيث نفذ مكانا لاستراحة من قصب البردي حرق أطرافها بخدعة (ديكورية) .. كما أنه عمل بالأطراف الصناعية وربح منها أرباحا طيبة .. كان لا يمكث بعمل بعينه طويلا، فما أن يكتشف أن هناك من أسس مصلحة عمل تشبه مصلحته حتى يترك تلك المصلحة وينتقل لعمل آخر، استطاع أن يبني (عمارة) من ستة طبقات في موقع هام، فأصبح دخله عاليا جدا، وقيمة العمارة زادت عن مليوني دولار .. ومع ذلك كان يردد لأصحابه بأنه رجل (تافه) لا أحد ينتظره حتى زوجته وأطفاله .. ويبالغ في القول : (لو أنني أتحلل وأصبح نفطا لما افتقدني أحد!)

من قصصه التي حفظها عنه أصدقائه، أنه عندما كان في قريته (قبل الكهرباء)، كان في القرية (كلب أحمر) عرفته القرية بشراسته وخاف منه الأطفال وحتى الكبار .. فيقول : بليلة خرجت من سهرة عند أصحابي، فداست قدمي بطن (الكلب الأحمر) الذي كان مستغرقا في نومه، فذعر الكلب هاربا وترك عادة إخافة الآخرين .. فلما رأيته بذعره هذه .. صحت فرحا .. أي أنا من زمان وأنا أشتهي أن أدوس بطن هذا الكلب!

وقصته الأخيرة التي حكاها لأصحابه: أن امرأته سمعت صوتا في الليل، فتأكدت أن لصا يحاول سرقة الملابس المغسولة والمنشورة على الحبل .. فأيقظت (نعمان) .. فأجابها أن تحضر بنطلونه والقميص الأبيض وربطة العنق الحمراء والجوارب الرمادية .. كانت امرأته تستغرب منه تلك الطلبات وتستنكرها عليه حاثة إياه على الإسراع بالخروج واللحاق باللص قبل أن يسرق كل شيء من على حبل الغسيل .. في حين ظل يصر هو على طلباته حتى تأكد أن اللص قد أخذ ما يريد وولى هاربا .. في صباح اليوم التالي اكتشف هو وجيرانه أن أحد جيرانه اعترض اللص في الليل، فضربه اللص بسكين كان يحملها في أسفل عنقه .. وأن جاره لا يزال في العناية الحثيثة .. يكمل حديثه بابتسامة كأنه نموذج عن (بابا نوئيل) ولكن بدون (لحية بيضاء) .. ويضيف (مو قلة عقل لو تصديت للص و شمطني سكينا من الخاصرة للخاصرة .. مشان شوية هدوم؟) ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-10-2007, 05:22 PM   #28
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

خريف 1972

المكان: الموصل/ حمام العليل/كلية الزراعة والغابات/مختبر الآلات الزراعية

دخل المحاضر الدكتور بولتن ومعه مساعده أرمني اسمه (كراكين) .. جلس الطلاب قباله، فيما بدأ هو يتكلم ويخط بعض الرسوم على اللوح، وكراكين يساعده في إيصال المعلومات للطلاب ..

فجأة برز أحد الطلاب ولم يكن كالطلاب أو الأساتذة فكان يفوق متوسط عمر الطلاب بعشرة أعوام على الأقل .. ولم يلتزم بالزي الموحد المكون من بنطلون رمادي وسترة زرقاء غامقة .. وعلا بصوته (سير .. سير Sir.. Sir) انتبه المحاضر الكندي على صوته وتفاجأ كما تفاجأ الطلاب به أيضا .. فهي أول مرة يجلس مع الطلاب في محاضرة ..

أجابه المحاضر بسؤال ماذا تريد؟
فأخبره الطالب بأنه (Parallel) وهذه الكلمة معناها بالعربي متوازي (الأضلاع) وهي كلمة علمية .. والعراقيون عندما يتضايق أحدهم من شيء خصوصا إذا احتاج الذهاب للحمام، فإنه يقول (متوازي) ..

لم يفهم الكندي ماذا كان يعني الطالب على وجه التحديد فسأله عن اسمه؟
أجاب الطالب : (My name is double) كان يقصد أن اسمه مثنى!

زادت حيرة الكندي فسأله: هل أنت طالب في هذه الشعبة؟
فأجاب : (Yes I am precipitate from the last year ) كان يقصد أنه راسب من السنة الفائتة .. وفعلا لقد كان مثنى من الطلاب القلة الذين استفادوا من أي قانون يبقيهم في الجامعة مدة أطول

ولما كان اللفظ precipitate يعني بالرواسب الكيميائية فقط، فإن الكندي شق عليه الفهم في الإجابات الثلاثة .. متوازي .. دبل .. مترسب .. فطلب من الطالب أن يفعل ما يشاء .. في حين غرق الصف في موجة من الضحك لم يستطع لا الكندي ولا الأرمني أن يفهم لماذا.. فالكلمات إنجليزية ولكن ماذا تعني؟؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-11-2007, 02:55 PM   #29
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

للتطبيع ذاكرة

صيف 1966

كان الحاج فالح يغيب عدة أسابيع خارج البلاد، ورغم تقدمه بالسن إذ كان يقارب الثمانين عاما، لكنه كان يصر على أنه قادر على القيام بعمله جيدا، ولكنه كان أحيانا يقع ضحية بعض الخدع التي يقوم بها من يتعاملون معه..

أحضر معه بعد غيابه، أربعة بغال ذات أجسام قوية وعيون لامعة، فكانت بعمر فتي، وكان الجميع يستغربون كيف لهذا الرجل المسن أن يركب واحدة من تلك البغال ويقود الأخريات لعدة أيام، ويوصلها من مسافة سير طويلة تصل عدة مئات من الكيلومترات .. لكن زوجته وبعض أولاده كانوا يعرفون جزءا من الحقيقة ..

بعد وصوله بعدة أيام، كانت البغال تغير من طباعها بشكل جذري، فإن اقترب منها أي كائن حي سواء كان من البشر أو حتى طيور الدجاج و(الحبش) فإنها تشغل قوائمها الخلفية بالرفس العنيف، فتؤذي أو تقتل من تصيبه .. وعندما تشتكي زوجته من تلك الحالة، يضحك حتى تنزل دموعه على لحيته البيضاء.. وعندما يسألونه عن سبب الضحك، يجيب بعد أن يهدئ موجة الضحك فيقول: لقد كنت ضحية لهؤلاء الملاعين الذين باعوني تلك البغال.. ويبدأ بالشرح: بأنهم قد قاموا بغلي ثمار التين المجفف (القطين) وأذابوها بكمية من الماء وقدموها لتلك البغال، فيبقى أثر تخديرها لمدة أسبوعين على الأقل!

يفتش عن ابن أخيه العنيف، ويطلب منه (تطبيع ) تلك البغال، كان (ابراهيم) يأخذ البغلة، الى مكان خارج البلدة، ويربط برقبتها حجرا طوله أكثر من طول البغلة ورقبتها .. ودون أن يضع على رقبتها ما يمنع من احتكاك حبل الليف الخشن المربوط بجهتين من طرفي البغلة، كان ثقل الحجر يقارب نصف طن، وكان يقف على بعد آمن من البغلة، فيضربها بأداة مرنة رفيعة طويلة كان اسمها (شوحط)، فتسقط ضربات تلك الأداة على أذني البغلة، فتقاوم بقائمتيها الخلفيتين، دون جدوى، فتضطر الى الخنوع و الطاعة، ولكنه لا يتركها، فعندما يتأكد أنها أصبحت ذليلة يتحرك نحو أنفها أو أذنها ويعضها بأسنانه ..

كانت البغلة الفتية، عندما ترى إبراهيم بتلك الحالة، تبول (خوفا) .. فينظر الى ابن عمه الصغير ويقول له : هيا اركبها واذهب بها الى الدار .. فيركبها بعد أن يزول خوفه منها .. فتصبح البغلة (مُطًبًعة : أي تم تطبيعها) ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .