زواج طفلة، مرة أخرى !

[سيدي ميمون الغمامي®]

ببساطة شديدة :

الفتاة حين يراد تزويجها تستدعى إرادتها بالمشورة ، فتشاور .. وكلنا يعلم أن ديننا لا إكراه فيه على زواج ..
لماذا ؟؟ لأن الاستواء مقرون بشقين ...بدني وعقلي ..أما البدني فهو البنية الفيزيولوجية للفتاة وما إلى ذلك من دوال على البلوغ ، وأما العقلي فهو استواء لا يستدل عليه فقط بإشارات البلوغ ، ولهذا كانت المشورة واجبة ، فليست المرأة شيئا يباع ويشترى وقد كرمها الإسلام ..ولم يبخسها حقا ..بل جعل الزواج أمرا مشددا فيه وربطه بقوامة الرجل ، والقوامة لها شروطها ، فبغض النظر أنها تبنى على الاستواء العقلي ثم الأمانة والقدرة على الإعالة و استواء الخلق فإن القوامة مرتبطة بمراحل العمر ، فإذا تقدم العمر بالرجل قل فعله في كل جوانبه و وجبت له الرعاية و ما تبقى به من فحولة وقدرة جنسية لا يدخل في ذلك فالزواج ليس جنسا فقط .

أما أن يكون وضع فتاة كهذه ذات الإثنتي عشر سنة فإن الأمر فيه نظر ..
أولا ..بالنسبة لمن يستدل باختلاف البيئة و أوقات البلوغ فيها ، فهذا استدلال ظالم لأن الاستدلال باختلاف المناخ لا يكون إلا على الزرع والحيوان ...وليس أمر البلوغ وحده كافيا للزواج .
ثانيا ...القول بأن الرجل لا يعيبه تقدم عمره قول من السخف بمكان ، و الاعتذار بهذا في الدين يحط من شأن الدين نفسه ، فالقدرة ليست قدرة جنسية فقط ...فإذا تقدم به العمر و وجبت له رعاية فإن المجتمع فيه مطلقات كبيرات في العمر وفيه من لها الخبرة والصبر على تطلبه و نتائج شيخوخته .
ثالثا ... التحجج بأن الفتاة لا بد أن تزوج أمر باطل وليس من الدين في شيء...وتزويجها مشروط بقبول دين خلق الطالب ليدها ..فضلا عن أشياء أخرى ...وأظن أن الأرض لن تخلو ممن يليق بها وبعمرها وبإرادتها .

لي عودة .

[عصام الدين]

في المغرب، هناك قانون يمنع زواج البنت دون سن 18 سنة.
وفي حالات استثنائية يتم طلب إذن القاضي المكلف بشؤون الأسرة، وهو وحده، له الحق في السماح أو منع الزواج.
والعدلان، أي الشخصان المكلفان بعقد الزواج، (المأذون لدى المصريين) لا يستطيعان عقد القران، إلا إذا كانت العروس فوق 18 سنة أو حاصلة على إذن مكتوب وموقع من القاضي.
وبعد أن يحصل زواج القاصر، ومعناه، أنها أقل من السن القانوني بسنة أو سنتين أو حتى ثلاث على أبعد تقدير، يلزم العدلان بتقديم عقد الزواج إلى المحكمة لأجل التصديق عليه.
إلى هنا، تنتهي لغة القانون.
لكن، بخصوص الدعوات إلى زواج البنت القاصر وجواز ذلك، حدث منذ سنة تقريبا في المغرب، أن قام أحد المشائخ على موقعه الالكتروني، بتوضيح أنه لا يوجد ما يعارض ذلك في القرآن والسنة، وبناء على ذلك، قال بجواز أن تتزوج البنت، حتى لو كانت بنت تسع سنين، مثلما حدث في قصة عائشة رضي الله عنها.
هنا قامت القيامة، وتحرك المجتمع المدني، وجمعيات حقوق الإنسان، وجمعيات حقوق الطفل، والصحافة بكل تلاوينها، وهاجمت هذه الدعوة، وحوصر الشيخ، وتم إغلاق موقعه الالكتروني، وإقفال مدارسه التي كان يلقن فيها مبادئ الدين، وهرب الشيخ إلى السعودية، حتى تهدأ الأمور.
أعتقد أن الاقرار بإمكانية وإباحة والموافقة على زواج القاصرين، يعد جريمة في حق هؤلاء الأطفال.
هذا رأيي الخاص.
والسلام عليكم.