العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 16-07-2010, 10:59 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي اليد الممدودة- قصة قصيرة لمجدي عزمي علقت عليها

اليد الممدودة
- عيب لما ترد إيد خالك.. دانا في مقام والدك
- الجيران لبعضيها... ودي عشرة عمر
- عيب... إيش حال لو ما كنت صاحبك
- يعني هي جات عليَّا أنا... دانا أم عيالك
- تكسفني... دانا أحن قلب عليك في الدنيا كلها
لا يعرف سبب تداعي صدى تلك النداءات والتوسلات الحانية على مخيلته - بعد أن سبقتها خمس أيادٍ ممدودة، وهو ينظر إلى الشاطئ الآخر، يرى أناسًا آخرين، فوق زوارق مطاطية يمسكون خراطيم المياه، ويوجهونها نحو أمثاله ممن يحاولون الهرب، تخلص رفاقه من كل ما يثقل أبدانهم ويعوق سباحتهم ضد التيار، وعلى الجهة الأخرى رأى جثثًا طافية، كانت أرواحها قبل ساعات تقاسمه لقيمات يقمن الصلب على مواجهة المجهول - تسربت البرودة إلى أطرافه، شعر بثقل يجذبه لأسفل، أوشك على التجمد، أجهض كل ما في رحم ماضيه - جواز سفره الأخضر، حتى يغرق كبرياء نسره ذي الأجنحة المنتفشة - وصور بناته التصقت به، وحجاب أمه ناح لحاله، لم يجد في جوفه ما يستفرغه، لا يعلم كيف تشرخت الأرضية الخشبية للمركب التي أخذتهم من بر الأمان والتراب الزعفران، وألقت بهم قرب شاطئ صخري تفتتت فوقه سطوة الموج الهالك - تذكر نصيحة متعهد السفريات ذي البشرة الكالحة في أول الرحلة، بألَّا تخدعه المظاهر " دي مركب مصرية... حمالة أسِيَّة " – نظر للقارب المتصدع المقلوب (المحروسة للرحلات والسفريات) (ونجيناك من اليم) تذكر صورة قديمة لآخر ملوك المحروسة في موكب الوداع، قرأ أنهم أطلقوا 21 طلقة من مدافع التشريفة صوب السماء، تخيل نفسه مكانه... لكانوا أطلقوا ال 21 طلقة صوب القارب الذي يحويه بعد أن يغادر مياهه الإقليمية !
هذا ليس قارب نجاة - إنه يخت - كم تمنى أن يكون مالكًا لمثله... بل خادمًا لسيده، رفع ساعده محاولًا التشبث بالطوق الأبيض الذي ألقاه صاحبه ناحيته... خانته قواه – استجمعها، وألقى برأسه داخله... جذبه الآخر... رغم ألم اصطدام رأسه بقاع المركب... استطاع أن يرفعها، رأس الرجل ذي اليد الممدودة ظلَّت فوقه، وحالت دون وصول نصال أنكرت هويتها خلف الغيوم إلى عينيه، رغم ذلك، لمح بريقًا يتدلى، ويتوسط سلسلة معلقة في عنق الآخر .. نجمة داوود.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-07-2010, 11:02 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي



بقدر ما يكون الأدب مقترنًا بمأزق الإنسان وقضاياه المعاصرة ، وبقدر ما يكون متماسًا مع الآلاف والمشاعر التي تبحث عمن يحسن استخراجها لا مجرد التنقيب عنها بقدر ما يكون لهذا الأدب الخلود والتربع على عرش الأبدية التي لا تقبل بتواجد أنصاف المقتدرين عليها وهي في النهاية أبدية جزئية لئلا يكون الخلط بأبدية الآخرة مقصد القارئ .
وإذا كان المجتمع المصري مادة خصبة لكل مواد الأدب شعرًا و نثرًا ، فإن قضية مثل قضية الهجرة غير الشرعية تعد واحدة من القضايا التي يمكن القول أنها على خطورتها نالت قدرًا أقل من الاهتمام الأدبي على سائر مناحيه ومن هنا تأتي قيمة هذا العمل من حيث أنه تعبير عن هذه المعاناة التي تحاول وسائل الإعلام التكتم عليها من خلال تغطيتها لأخبار أخرى أقل أهمية كما أنها أيضًا تند عن تعاطي مؤسسات حقوق الإنسان في غمرة وجود قضايا أخرى أكثر إلحاحًا لتعيش هذه القضية كاللقيطة –على خطورتها- تبحث عمن يتبناها ، لتأتي اليد الممدودة لمجدي عزمي لتؤدي هذ الدور ، مبدع يمد يديه إلى قضية مهما بلغت أهميتها فهي (مغمورة) في خضم قضايا اجتماعية أخرى أكثر إلحاحًا.
تبتدئ القصة من خلال أسلوب الاستعادة الخلفية (flash back) والذي يستخدم فيه المبدع العبارات الأكثر شيوعًا وانتشاراً بين الأوساط الشعبية في مثل هذا الموقف والتي يبرِز من خلالها قيمة التضامن بين المجتمع وأفراده البسطاء الذين يخرِجون اللقمة من فِيهم ليأكلها من جوعته بلده آمنة راضية مطمئنة ..وكانت التعيرات المستخدمة باللهجة العامية قادرة بشدة على إيصال الفكرة للقارئ والتي في الوقت نفسه أبرزت حالة الانكسار التي سيطرت على بطل هذه القصة . وكان السرد في صالح العمل الأدبي من حيث أنه دخل إلى صلب الموضوع ولم يضع ممهدات وهذا الأسلوب في التعامل مع مثل هذه القضايا هو الأنسب لأن القضايا ذات البعد الاجتماعي الأكثر التصاقًا بالإنسان على شاكلة هذه القضية لا يحتاج التعبير عنها إلى قدر كبير من التفلسف والتعمية على القارئ واللامباشرة مما يجعلنا على يقين بوعي المبدع بالأسلوب الذي ينتهجه فهو في ذلك يشبه المباشرة النسبية التي استخدمها شعراء الحداثة في التعبير عن هموم المواطن العربي لأن المتلقي هنا هو المواطن وليس المثقف ، إلا أن وقوع القصة في منطقة متعددة المستويات يعد أحد هذه السمات الجيدة لهذه القصة.

ويأتي التعبير (أجهض كل ما في رحم ماضيه) في حركة عكسية مع حركة البحر الذي ما زال يستقبل الجديد والجديد من الوافدين ،وكان التعبير في ذاته شائقًا في أنه جعل التعبيرات الأكثر استخدامًا مع الأنثى موظفة في التعبير عن حال رجل ، وكل الواقع المحيط به ليس فيه سوى رجال فقط .وكان التعبير رائعًا في توضيحه لقتامة الحاضر الذي أجبره على ذلك .
وبعد ذلك نجد الكاتب العزيز منتبهًا إلى أدق التفاصيل التي تمثلت في صورة النسر الذي استطاع أن يفلسف وجوده العدميّ في هذه القطعة (ليغرق كبرياء نسره الفضي) ليكون النسر هو ذلك الإنسان المصري الذي لم يعد أكثر من مجرد صورة على البطاقة وتنتفي رمزيته عن العلم . كذلك يلقي الكاتب الضوء على الحجاب الذي ناح لحاله وتبدو هذه الأشياء الدقيقة أشد التصاقًا بضميره وإن كنت أرى أنه كان من الممكن توظيف هذه الكلمة الحجاب لتأخذ معنى آخر كحجب الضوء أو ما شابهه ليخرج القصد عن زي الحجاب إلى الحديث عن حالة الحجب نفسها. كما كنت أرى أن من الأفضل أن يضع الكاتب نقاط بين كل مشهد .. لتعبر عن سرعة مسير الأحداث في مثل هذا الموقف .
وعلى تراجيدية الموقف إلا أن المبدع تمكن من استخدام عبارة ما استخدامًا ساخرًا ليعبر عن هذه الحالة من التناقض بين الواقع والماضي ممثلة في (بر الأمان والزعفران ) لتكون هذه الأرض التي كان وقتها ساخطًا عليها ناقمًا من وجوده على ترابها –في لحظة الموت فقط- أرض رغد ورخاء . كما أن القارئ يستخرج من ذلك إشارة أو إشاحة إلى ما يردده دهاقنة النظام السياسي من أن مصر واحة الاستقرار والأمان ، وإيماءة في سخرية إلى المترفين الذين ينتقدون تصرف الشباب بهذا الشكل( المتهور ) على اعتبار أن مصر أرض رخاء و أمان وما يدور في فلك الأغاني المصرية عن الأرض وارتباط المصري بها ، لتكون هذه الأرض –في نظر المبدع- هي الصورة المخففة من البحر والتي لولا قسوتها لم لجأ إليه. لذلك كان هذا التعبير قويًا في دلالته وإيحاءاته الإنسانية المتعددة.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-07-2010, 11:06 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وتلعب السخرية نفس الدور ولكنه بشكل متصاعد ومباشر حينما تكون نصيحة المتعهد بألا تخدعه مظاهر السفر هي عبارة (مصرية حمالة أسية) تلك العبارة التي نفت ما قصده الكاتب ، إ ذ المتعهد لم يقل ذلك وإنما ادعى المبدع عليه هذه العبارة لينسبها إلى نفسه معبرًا عن هذا الواقع المأساوي الذي تتصاعد درجاته مع كل لمحة بسيطة مثل كلمة (المحروسة للرحلات والسفريات) وجمال هذه التعبيرات أنها لم تكن بحاجة إلى تعليق المبدع ولا القارئ عليها معبرة عن هذا التناقض بين كل شيء حتى على صعيد الكلمات البسيطة التي صارت مواقد لهب في قلب الإنسان المصري والقراء بشكل أخص .وكذلك يأتي الاستدلال بالقرآن الكريم معبرًا عن هذه الغاية من خلال استخدام الآيات القرآنية في غير موضعها ، وتأتي هذه الصورة كصورة مجرم مكتوب فوقه(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) والذي أود الإشارة إليه أن القرآن الكريم ليست فيه هذه الآية ولكن فيه (نجيناك من الغم ) وإن كانت هناك العديد من الآيات التي تناولت النجاة من الغرق لكن ليس بينها هذه الآية(ونجيناك من اليم)وإنما هناك آية (فنجيناه ومن معه أجمعين ) وآية أخرى (ونجيناه ومن معه في الفلك المشحون) .

ويستدعي المبدع حال الملك فاروق عند الرحيل وإطلاق المدافع خلفه 21 طلقة ربما ليعبر عن أن النظام صار يرى المواطن أكثر خطورة على مستقبله من النظام الملكي الذي تخلص منه بينما لم يتخلص من هذا المواطن والذي يقاتَل رغم أنه لا يقوم بالإفساد في الوطن ولكن شهوة التعذيب داخل الأراضي المصرية تستولي على من بأيديهم زمام أمره .لكني شخصيًا أرى أن الصورة مقحمة وإن كان الطرفان الملك والمواطن يشتركان في الاضطرار إلى المغادرة ولكن في مثل هذ الموقف ما الذي يذكر الإنسان بالملك ويجعله يتخيل نفسه مكانه خاصة أن غالبية هؤلاء من أصحاب المؤهلات الدراسية تحت المتوسطة ضئيلي الثقافة والمعرفة.كنت أتمنى أن يتذكر الشاب كلمة كنا نسمعها في الإعلانات السقيمة (المصري دايمًا مصري النيل رواه والخير جواه) ربما كانت أشد وقعًا حينئذ..

بعد ذلك نجد كاتبنا العزيز قد عبر عن هذا التفاوت الاجتماعي الذي أعادنا إلى عصر العبيد من خلال التعبير (كم يتمنى أن يكون مالكًا لمثله .. بل خادمًا لسيده) والذي أوضح بجلاء هذا التربح السهل اللعين من خلال المتاجرة بالأرواح وهي صرخة ضد هذا المجتمع الذي جعل مثل هذه الأصول الثابتة (كما يطلق المحاسبون) الرخيصة أداة تربح تأتي ربحيتها من أن المصري لا يملك مثلها والتي على سوء مستواها أصبحت جاذبة للآلاف ممن لا يدرون أيهما أرحم البقاء أم الفناء . وكان بعد ذلك الاستخدام للنقاط بين كل عبارة وأخرى معبرًا عن سرعة إيقاع الأحداث من حوله وهذا يُحسب للمبدع ، لكن لماذا لم يفعل ذلك من قبل ؟ هل ترتيب إيقاعات الحدث بالنسبة له ييقتضؤي ذلك أم أنه يرى أن المرحلة السابقة لم تكن تستدعي مثل هذه السرعة ليكون المشهد هذا هو المشهد الأكثر بروزًا للقارئ؟
تأتي النهاية بعد ذلك قوية ممثلة في (الآخر ) ودلالته غير المباشرة على العدور الذي كان يتوسط صدره قلادة فيه صورة (نجمة داود) ليكون العدو هو ذلك الملجأ الذي يلوذ به من أعياهم الحال وحالت ظروف المجتمع دون إنصافهم ليكون العدو الصهيوني هو ذلك الأم الرءوم التي يجدون فيها طوق النجاة . فقط ينبغي التصحيح للعبارة نجمة داود لأنها ليس لها علاقة بنبي الله داود عليه السلام وإنما هو مصطلح أسماه الصهاينة ينبغي الانتباه إليه .
تكون النهاية بعد ذلك مفتوحة غير محددة في ضمير القارئ : هل نجا فعلاً ؟ وهل وجد في تل أبيب ما هو خير من وطنه ؟ هل يقصد القارئ أن تل أبيب متوغلة في واقع مصر بمثل هذه الدرجة والتي تجعلها تستنقذ المواطن في اللحظة المناسبة لتكون لديه قناعات بأهمية اللاانتماء ؟، هل سبب نجاة هذا الذي كان يعلق نجمة داود هو خوف السلطات من إطلاق النار عليه لأن له (ظهرًا يحميه)؟.. ما هو مصير رجالات الحرس بعد أن تبين أن واحدًا ممن يسبحون له انتساب إلى هذا الكيان ؟!!!
أسئلة لا تنتهي يطرحها هذا العمل الذي يحسن اختيار النهايات دائمًا ويحسن المزج بين الجد والسخرية وليكون الإنسان هو الغاية الوحيدة له والتي ستظل تلهبه وتلهمه العديد والعديد من الرؤى والأفكار والصور التي لا تنتهي ما دام على الأرض وطن بمثل هذه الملامح .

إذا هي اليد الممدودة من قِبَل الكاتب تجاه القضية ولكنه يستحق عليها (خمس نجوم) ليس بينهن نجمة من نجوم صهيون ، تلك النجوم التي تهاوت على أرؤس المجتمع في ظل غياب شمس تضيء سماءه .

أبدعت وأحسنت أخي العزيز وكفى بهذه المساحة القصيرة للعمل دليلاً على تمكنك من هذا الفن .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .