الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لا يخفى على المسلم العاقل أن هذه الإضاءات يجب أن تؤخذ في ضوء كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فإنه لا يضل من استمسك بهما، وما عدا ذلك من كلام البشر فلا عصمة له من الخطأ والقصور والعجز والنسيان.
7- لا يكنْ همّك الاشتغالَ بإصلاح أعمالك الظاهرة فقط، بل اعتن أيضاً بإصلاح نفسك ودوافعها في القيام بالأعمال الصالحة.
8- لا تغتر وأنت تعمل لله تعالى بما تلقاه في الطريق من مدح الناس؛ فما أكثر من خُدِعَ بذلك، وما أكثر من شغلته الوسيلة عن الغاية أو صرفته عنها.
9- لا تغتر ببعض الطرق الخادعة التي يُظن أنها سبيلٌ لتهذيب النفس وإصلاحها، ولكن انظر إلى طريق الرسول وأصحابه رضوان الله عليهم وأتباعهم من العلماء المحققين، قال محمد بن سلام البيكندي )كل طريق لم يمش فيه رسول الله فهي ظلام وسالكها لا يأمن العطب).
10- تذكّرْ أنّ عليك واجباتٍ؛ كما أن لك حقوقاً
وليكن همّك البحث عمّا عليك من واجباتٍ وأداءَها؛ فذلك شرط لتحصيل حقوقك.
11- إذا أَساءَ إليك أحدٌ، فلا تتخذ ذلك سبباً للإساءة إليه
وإذا أخطأ أحد في حقّك فلا يكن ذلك سبباً في أن تخطئ في حقه .
12 - لاتُضَحِّ بأدبِك في سبيل تأديب ولدِك، أولا تُفْسِد أدبَك في سبيل تأديب ولدك.
وذلك يحصل غالباً بسبب الإخلاص وشدة الحماسة للإصلاح؛ ومظاهر هذا التصرف ربما تنحصر في أمرين : إما أن يكون ذلك باستخدام وسيلة أو أسلوب في التأديب غير مشروعة، وإما أن يكون ذلك بمجاوزة الحدّ في استخدام المشروع سواء في المقدار أو الكيفية أو في وضْع المشروع من ذلك في غير موضعه!.
13- ينبغي أَن تَعْلَم أَن أَقلَّ ما عليك أن تُعَامِل الناس به، العدلُ والإنصافُ من نفسك.
وإذا احتاج الناس إلى قاضٍ يأخذ لهم الحق منك؛ فأعلم بأنك رجل سوء.
14- إذا أردتَ الاجتهاد في تحصيل الأخلاق الحميدة؛ فعليك أن تَعْلم فضلها وفوائدها في الدنيا والآخرة؛ لتعرف عن أيِّ شيءٍ تطلب. .
15- تكاد نفسُك تكون كالمرآة، يَظهر فيها أخلاقُ مَن تُصَاحِبُ وأفكارُ ما تقرأُ؛ فاختر الطيبَ من ذلك دائماً.
19- لا تكتفِ بظنِّ صواب ما تَطْلُبه أو تفعله أو تؤمنُ به، إذا كان اليقينُ فيه مُمكِناً، ولا تدفعِ اليقين بالظن بل العكس، واستعملْ هذا المنهجَ دائماً فيما تَميلُ إليه نفسُك.
20- إذا ساءك تصرف أخيك تجاهك، فلا تُسَلِّمْ لِمَا يَهْجمُ على قَلْبك مباشرة من تخطئتِه ونقدِه والغضبِ منه، بل اتهمْ نفسك أولاً، وحاكمْها، فَلَعلَّك تكون أنت المخطئ، فإِن لم يظهرْ لك خطؤك فالْتمس لأخيك عذراً، فلعله يكون له عذراً وأنت في الشك واللوم تغرق.
21 - لا تلتمس لنفسك الأعذارَ في الأخطاءِ الصغيرة؛ فإِنها طريقٌ لما هو أكبر منه.