انعكست الأزمة السورية على لبنان أيضا، فكانت عبئا ثقيلا على الحكومة والشعب في بلد يعاني هو نفسه من إشكالات أمنية ومعيشية. وكما بالنسبة للأردن التأثير شمل التعليم والموارد المائية والطاقة وفرص العمل والبنية التحتية وغيرها ...
لذلك كان لبنان محطة لزيارات مسؤولين من المنظمات الدولية ومن الولايات المتحدة ومن بينهم مساعدة مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لشؤون الديمقراطية والنزاعات والمساعدات الإنسانية نانسي ليندبورغ التي أعلنت الأسبوع الماضي أن المساعدات الإنسانية الأمريكية المخصصة للاجئين السوريين ، والتي بلغت أكثر من مليار دولار حصل لبنان منها على ما يقارب 180 مليون دولار لمساعدة كلٍّ من اللاجئين والمجتمعات اللبنانية المضيفة . كما أوضحت أنه يتم تقديم الأموال المخصصة للبنان إلى المنظمات الدولية والمجتمعات المحلية والشركاء من المنظمات غير الحكومية، لتزويد اللاجئين السوريين بمشاريع سريعة الأثر لتحسين الخدمات المحلية في المناطق المتضررة، إلى جانب التدريب المهني والصفوف التعليمية والأنشطة المدرة للدخل لصالح السوريين واللبنانيين المحتاجين.
وأعادت السيدة ليندبورغ التأكيد على استمرار التزام الولايات المتحدة العمل مع المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في تلبية مجموع احتياجات اللبنانيين التي سببتها الأزمة السورية. وقالت بأن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أعادت توجيه برامج النمو الاقتصادي الحالية لمعالجة ثلاث تحديات رئيسية هي: تقديم الخدمات على الصعيد المحلي، والتخفيف من حدة الصراعات، وتوليد الدخل. أن النشاطات المتعلقة بالتعليم والمياه والزراعة والحكم المحلي تعمل على تحسين تقديم الخدمات الحيوية إلى اللبنانيين، كما تعمل على توسيع الفرص الاقتصادية والتعليمية، وتدعم مشاركة الشباب الفعالة في مواجهة التحديات في مجتمعاتهم.
إن البرامج القائمة من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، تعمل على توسيع الأنشطة لخلق فرص العمل وتوليد الدخل في كافة أنحاء البلاد، بشكل خاص في البقاع والشمال حيث العديد من المجتمعات المحلية اللبنانية التي تستضيف اللاجئين السوريين.
نشاط الوكالة في لبنان لا يتوقف على المساهمة في حل المشاكل الناتجة عن الأزمة السورية وحسب، بل كانت تعمل في لبنان منذ الخمسينيات ولم تتوقف إبان الحرب الأهلية عن تقديم المساعدات. إلى جانب المساهمة في تمويل مشروع نهر الليطاني وفي بناء مستشفى الجامعة الأمريكية وغيرها العديد من المشاريع ، تواصل الوكالة عملها التنموي. مثلا ، ومنذ عام 2007 استفاد أكثر من سبعين ألف لبناني من محطات معالجة مياه الصرف الصحي الممولة من الوكالة في الشوف والبقاع. الوكالة هي حاليا المانح الرائد في مجال التعليم والمياه ولها تأثير هام في تعزيز الحكم الرشيد والفرص الاقتصادية للمواطنين اللبنانيين ذوي الدخل المنخفض.
المساعدة الأمريكية تقدم قروضا أيضا؛ وقد وسعت مروحة القروض إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي لا يمكنها الحصول على قروض من رأس المال التجاري. وقد تم صرف أكثر من 6000 قرض من منح الوكالة على مدى سنوات ثلاث وعلى امتداد جميع مناطق لبنان مع التركيز على المناطق خارج بيروت الكبرى ؛ نصف المقترضين تقريبا كانوا شبابا تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما. وبفضل هذه القروض أوجدت أو دعمت حوالي 9000 فرصة عمل ، 40 % منها للنساء.
http://www.usaid.gov/lebanon/microen...se-development
المساعدات الأمريكية الإنسانية والتنموية للبنان
النمط الخطي
