العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-11-2008, 01:56 AM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Question نعم شباب مسلم لكن بلا روح ....





مما لا شك فيه أن ترابط المجتمع وتماسكه لا يمكن أن يتأسس إلا من خلال تناغم وتوافق طرفيه الرجل والمرأة على حد

سواء في إطار الشراكة المتينة التي تجمع بينهما عبر مشروع الزواج الناجح الذي يثمر عن أسرة سعيدة وناجحة تمضي

قدما في بناء صرح المجتمع وإرساء دعائمه وحمايته من أشكال الفساد وسبل

التفرقة والشتات.



ولا أحد ينكر ما أفرزته وسائل الإعلام من منافع على حياة المجتمعات فقد جعلت العالم قرية صغيرة وأسهمت في التقريب بين

الشعوب رغم اختلاف ثقافاتهم وتعدد مشاربهم غير أن هذا الانفتاح حمل معه منظومات جديدة لمجتمعات ما عادت تؤمن

بمفاهيم ظلت إلى عهد قريب تشكل النواة الأساسية التي ينبني عليها المجتمع الإسلامي ولا ينفك عن إقصائها من رحم

المنظومة الاجتماعية إذ أن جميع مقاصد الشريعة تصب في اتجاه واحد وهي حماية الأسرة ومدها بجميع ما يهيئ لها سبل

السعادة والاستقرار

لهذا اعتبر الزواج في الدين الإسلامي رباطا مقدسا لا يمكن إقصاؤه أو الاستهانة به، في الوقت الذي أصبح فيه هذا الرباط

المقدس شبه ملغي في عرف المجتمعات الغربية التي أصبحت تطالب بالتحرر من قيد الزواج لما فيه من مسئوليات جسام

من شأنها أن تحرم الطرفين من الاستمتاع بالحياة دون قيد أو كدر...



وبين هذا وذاك وفي ظل سياسة انفتاح الشعوب عبر التطورات التقنية والتي عرفت قفزة نوعية متسارعة في مجال الإعلاميات

والتواصل .بدأنا نلمس تغيرات واضحة في بنية المجتمع الإسلامي، وتسربت إليه مفاهيم مغلوطة من مجتمعات تخلت عن القيم

الأخلاقية ـ التي جاءت بها كل الديانات السماوية ـ في باب فصل الدين عن الدولة.. وفتح الباب على مصراعيه لتكريس

مفهوم الحرية التي لا تقيم للدين وزنا ولا تعترف بالقيم والمثل الدينية التي دعت إليها شريعتنا السمحة.

ولأول مرة بدأنا نسمع ما يتردد على لسان شباب مسلم يجنح في تفكيره إلى اعتناق هذه المفاهيم المغرضة ، شباب تتوفر

لديهم كل الشروط الأساسية المؤهلة للزواج غير أنهم يفضلون حياة العزوبية ويعتبرون

الزواج قيدا يفسدعليهم مسار حياتهم ويحرمهم لذتي الهدوء والسكينة التي ينعمون بها، فهم ينشدون البقاء دون زواج مدى الحياة

بمعنى أنهم يختارون حياة العزوبية بمحض إرادتهم!!



وعليه فإن أصحاب هذا المذهب الذي يخالف الدين ويتعارض مع الفطرة التي جبل عليها الإنسان يشكل خطرا حقيقيا على بنية

المجتمع الإسلامي ويعصف به في براثن الفساد والانحلال الأخلاقي بامتياز، فظاهرة العنوسة لا تشكل خطورة كبيرة على

المجتمع إذ أن أسبابها لا تخرج عن إطار المعيقات المادية والاجتماعية الخانقة ...فهذه الفئة تحارب من أجل البقاء وتحقيق

الاستقرار المادي أولا ليفضي بها الأمر في نهاية المطاف إلى الاستقرار الأسري حين تستقر أوضاعها المادية ، إذ ما يعيقها

عن الزواج حقيقة هو عسر الحال

وما إلى ذلك من متطلبات الحياة..لكن المشكلة الحقيقية تكمن في اتخاذ العزوبية قناعة حقيقية يجعلها هؤلاء منهجا يسلكونه

في حياتهم، فيرفعون شعار الإضراب عن الزواج ليجرفهم التيار في اتجاه مظلم وتتحول الحياة إلى وكر للمفاسد

والانحلال...




ترى أين يكمن الخلل؟ لماذا أصبح المجتمع يتجرد من قيمه ويتخلى عنها بهذه السهولة؟ هل الدين الإسلامي لا يستجيب

لمتغيرات الحياة ما جعل شريحة لا يستهان بها تتخذ قيم الغرب كبديل عن قيم ديننا؟ من المسؤول عن هذا الوضع؟

ولماذا ينظر الشباب إلى الدين كعدو لذوذ لا يخاطب في حياتهم سوى الجانب العقائدي؟ لماذا إذن يتم تغييب معاني

الدين الإسلامي في علاقته بحياة المسلم الاجتماعية؟؟

تلك أسئلة تدور حول هذا الموضوع فالدول الإسلامية في برامجها التعليمية نهجت اتجاها عقيما فقيدت مفهوم الدين في ذهنية

الشباب المسلم بكل ما له علاقة بجوانب التحريم والجائز في باب العبادات، وأحجمت عن تبليغ رسالة أعمق وهي مقاصد

الشريعة في علاقتها بالنظم الاجتماعية لأنها تشكل روح الدين وجوهره ليتشرب المسلم قيم دينه بشكل لا يفصل فيه الدين إلى

قسمين متباعدين بل يتخذ ه في كليته ليكتمل المعنى الحقيقي لحياة المسلم في ظل نظم الشريعة الإسلامية السمحة.



وعليه، إن لم يتم تدارك الوضع وإعادة النظر في تقديم مفهوم حقيقي للدين فإننا بذلك ندفع شبابنا إلى تبني رؤى الآخر لوجود

فراغ لم يتم ملأه فيقعون ضحية الجهل بأمور دينهم الذي أصبح في نظر الشباب دينا لا يخاطب لغة العصر، ولا يستسيغون

تعاليمه إلا لتأدية ما اصطلح عليه بالفرائض، وإذا كان الأمر على هذا النحو فلننتظر إذن العديد من الانزلاقات والخروقات

التي ستبحر بنا إلى بحر لجي لن نستطيع الخروج منه إلى شط الأمان مهما حاولنا؛ فكفانا اجترارا للكلام الذي لا يجدي نفعا

ولنبدأ في ترسيخ مبادئ الدين في جوهره ترسيخا يستند على الفهم والإفهام لكي نكون جيلا يؤمن بأن الشريعة لا تنفك عن

الحياة أبد الدهر.
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 02-11-2008 الساعة 02:23 AM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .