أعرب الدكتور عبد الوهاب المسيري، الخبير في دراسات الشأن اليهودي والصهيوني، عن اعتقاده بأن ما تعرف بدولة إسرائيل إلى زوال، واصفًا إياها بـ"الجيب الإمبريالي الذي لا بد أن ينتهي لصالح السكان الأصليين حتى لو طال الأمد".
جاء ذلك في ندوة أقيمت مساء الأربعاء 5-3-2008 بنقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة تحت عنوان "مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي".
وقال المسيري مؤلف "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية": "إن نهاية إسرائيل ليس أمرًا من ابتكاري أو تفاؤلاً متزايدًا مني، ولكنه حقيقة تؤكدها الصحف الإسرائيلية والأبحاث والمقالات والدوريات وحتى النكات والأغاني الصهيونية الذين باتوا يتحدثون في الآونة الأخيرة عن زوال إسرائيل بأنه أمر قادم لا محالة".
واستدلّ المسيري على رأيه بمقولة موشي يعلون رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق "بأن الشعب الإسرائيلي كخيوط العنكبوت الواهية". ولكن والقول للمسيري "الحكومات العربية ترفض الاعتراف بذلك؛ لأن في هذا الاعتراف يعني إخفاقًا لها".
وأضاف أن "الشارع الغزاوي والفلسطيني بشكل عام يلمس تلك الهشاشة بقوة ويدركها؛ وهذا ما تلمسه من طريقة تحدثهم باحتقار شديد عن الإسرائيليين".
"ليسوا هنودًا حمرًا"
ولفت المسيري إلى أن: "إسرائيل تشعر اليوم بالورطة التاريخية التي ألقيت فيها على يد الغرب، عندما وعدوهم بأنهم ذاهبون إلى أرض بلا شعب ولو وجدتم شعبًا فسوف يباد".
ولكنه أشار إلى أن: "إسرائيل اكتشفت أن الشعب الفلسطيني ليس كقبائل الهنود الحمر، ولم ينخدع ويتنازل عن حقه".
واعتبر المسيري أن العامل الديمغرافي هام في زوال إسرائيل، وقال: "إن إسرائيل تدرك أنها ستنهزم من غرف النوم، حيث يسمي الإسرائيليون المرأة الفلسطينية بقنبلة عرفات البيولوجية"، مشيرًا إلى أن الدراسات البيولوجية تؤكد أن الأنثى الفلسطينية من أكثر نساء العالم خصوبة.
وأضاف أن "اليهود يخشون من تناقص عددهم أمام أعداد الفلسطينيين؛ لذلك ظهرت ملامح تعريف جديد لمن هو اليهودي حتى إن بعضهم يعرّف اليهودي بأنه كل من يشعر بقرارة نفسه أنه ينتمي إلى اليهودية".
وبالإضافة إلى ذلك، لفت المسيري إلى أن "إسرائيل تعاني حاليًّا من جفاف منابع الهجرة اليهودية من الخارج، وبات الذين يأتون إلى إسرائيل ليسوا من اليهود".
خيار المقاومة
وشدّد المسيري على أهمية عامل المقاومة في انهيار الكيان الصهيوني، وقال: "المقاومة مسألة أساسية والفكر العسكري الإسرائيلي يدرك ذلك تمامًا أن الجيش النظامي لم ينجح في القضاء على حركة تحرير، ومن هنا شبح النهاية دائمًا في الأفق".
وناشد المسيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بالنزول إلى رأي الشارع الفلسطيني، وتفعيل خيار المقاومة.
وكان ديفيد بن جوريون قد أعلن قيام ما يطلق عليها اسم "دولة إسرائيل" في عام 1948، وذلك بموجب "وعد بلفور" الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور عام 1917 لليهود في العالم، بتأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
----------
من موقع اسلام اون لاين