العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-07-2009, 07:42 AM   #1
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام

بسم الله وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين

إستجابة لطلب الأخ الفاضل متفااائل وإكراما له أطرح كل يوم نبذة عن حياة صحابي من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام .

أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه

نسبه : هو عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي ، ولد بمكة ونشأ سيداً من سادات قريش ومحيطاً بأنساب القبائل وأخبارها . وكانت العرب تلقبه بعالم قريش ، حرم على نفسه الخمر في الجاهلية فلم يشربها. اشتغل بالتجارة وجمع ثروة كبيرة صار بها من أثرياء قريش ، وعندما أسلم كان يملك أربعين ألف درهم . وقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم عتيقاً لأنه نظر إليه صلى الله عليه وسلم فقال : هذا عتيق الله من النار وقيل لأنه يعتق الرقاب، ولقبه أيضاً بالصديق ، حيث صدقه في حديث الإسراء وهو رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة وثاني اثنين إذ هما في الغار ، آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر ، ورآهما مرة مقبلين فقال : إن هذين لسيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين كهولهم وشبابهم إلا النبيين والمرسلين .
منزلته من الرسول : كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس إلى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه :" ان من أمن الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة في الاسلام "000وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس كان أبوبكر أول من صدق بهذا النبأ ، فلقبه الرسول الكريم بالصديق ، ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينة المنورة ، فقال تعالى :"( ثاني اثنين إذ هما في الغار ، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) ، فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه قال : مُروا أبا بكر فليُصل بالناس ، فقالت عائشة : يارسول الله إن أبا بكر رجل رقيق ، وإذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس ، قال : مُروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف ، وعندما شعر صلى الله عليه وسلم بخفة دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حِسَّه ذهب يتأخر فأومأ إليه صلى الله عليه وسلم قمْ كما أنت ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً ومقتدياً بأبي بكر ، وهذا من التكريم والتشريف لأبي بكر .
خلافته : وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبو بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع إليها ، إذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فسأله عن ذلك فقال له :" يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم !!"000 فرد عليه عمر :" أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك" قام أبو بكر -رضي الله عنه- في خلافته التي لم تزد على سنتين ونصف بأعمال جليلة من أبرزها 000انقاذ جيش أسامة الذي كان قد أعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته لملاقاة الروم وتأديبهم000 و محاربة المرتدين والمتنبئين والقضاء عليه في أقل من عام 000و جمع القرآن الكريم في مصحف واحد000 و توجيه الجيوش الإسلامية للعراق والشام000
جهاده بماله :أنفق أبو بكر معظم ماله في شراء من أسلممن العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس فنزل فيه قوله تعالى :
"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ") .
وفاته : كانت مدة خلافته سنتين وستة أشهر ونصف الشهر . توفي ليلة الثلاثاء في المدينة في العام الثالث عشر للهجرة وعمره أربع وستون سنة ، وأوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب . له من الأولاد عبدالله وأسماء ذات النطاقين و عبدالرحمن وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها . ومحمد وأم كلثوم رضي الله عنه.
__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-07-2009, 10:32 AM   #2
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه


عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدون ، كان من أصحاب سيدنا رسول الله
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، إسمه :
عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي .
وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله رسول الإسلام.
أمه حنتمة بنت هشام المخزوميه أخت أبي جهل . هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ،ومن علماء الصحابة وزهادهم. أول من عمل بالتقويم الهجري. لقبه الفاروق. وكنيته أبو حفص، والحفص هو شبل الأسد، وقد لقب بالفاروق لانه كان يفرق بين الحق والباطل ولايخاف في الله لومة لاإم. أنجب اثنا عشر ولدا ، ستة من الذكور هم عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض، وست من الإناث وهن حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .

اسلامه

وظلَّ "عمر" على حربه للمسلمين وعدائه للنبي (صلى الله عليه وسلم)
حتى كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة، وبدأ "عمر" يشعر بشيء من الحزن والأسى
لفراق بني قومه وطنهم بعدما تحمَّلوا من التعذيب والتنكيل، واستقرَّ عزمه على الخلاص
من "محمد"؛ لتعود إلى قريش وحدتها التي مزَّقها هذا الدين الجديد! فتوشَّح سيفه،
وانطلق إلى حيث يجتمع محمد وأصحابه في دار الأرقم، وبينما هو في طريقه لقي
رجلاً من "بني زهرة" فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدًا، فقال:
افلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم! وأخبره بإسلام أخته "فاطمة بنت الخطاب"،
وزوجها "سعيد بن زيد بن عمر" (رضي الله عنه)، فأسرع "عمر" إلى دارهما، وكان
عندهما "خبَّاب بن الأرت" (رضي الله عنه) يقرئهما سورة "طه"، فلما سمعوا صوته
اختبأ "خباب"، وأخفت "فاطمة" الصحيفة، فدخل عمر ثائرًا، فوثب على سعيد فضربه،
ولطم أخته فأدمى وجهها، فلما رأى الصحيفة تناولها فقرأ ما بها، فشرح الله صدره
للإسلام، وسار إلى حيث النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، فلما دخل عليهم وجل
القوم، فخرج إليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأخذ بمجامع ثوبه، وحمائل السيف،
وقال له: أما أنت منتهيًا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال، ما نزل بالوليد بن المغيرة؟
فقال عمر: يا رسول الله، جئتك لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله، فكبَّر رسول
الله والمسلمون، فقال عمر: يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟
قال: بلى، قال: ففيم الاختفاء؟ فخرج المسلمون في صفين حتى دخلوا المسجد، فلما
رأتهم قريش أصابتها كآبة لم تصبها مثلها، وكان ذلك أول ظهور للمسلمين على المشركين،
فسمَّاه النبي (صلى الله عليه وسلم) "الفاروق" منذ ذلك العهد.
بيعة عمر

رغب ابو بكر الصديق في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ،

واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا
فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان : ( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من
علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين
ورعاية مصلحتهم، أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره
قائلا : (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت
أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ). ثم أخذ البيعة العامة له
بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا :
(أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني
قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا) فرد المسلمون : (سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 هـ ).

الهجرة إلى المدينة

كان إسلام "الفاروق" عمر في ذي الحجة من السنة السادسة للدعوة، وهو ابن ست وعشرين
سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين رجلاً، ودخل "عمر" في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه
بها من قبل، فكان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها
وعدائها للنبي وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى "المدينة" فرارًا بدينهم من أذى
المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أرادعمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة
فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع المشركين: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي".
وفي "المدينة" آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين "عتبان بن مالك" وقيل:
"معاذ بن عفراء"، وكان لحياته فيها وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت تظهر جوانب
عديدة ونواح جديدة، من شخصية "عمر"، وأصبح له دور بارز في الحياة العامة في مدينة".

موافقة القرآن لرأي عمر

تميز "عمر بن الخطاب" بقدر كبير من الإيمان والتجريد والشفافية، وعرف بغيرته
الشديدة على الإسلام وجرأته في الحق، كما اتصف بالعقل والحكمة وحسن الرأي،
وقد جاء القرآن الكريم، موافقًا لرأيه في مواقف عديدة من أبرزها: قوله للنبي صلى
الله عليه وسلم يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى: فنزلت الآية
( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) [ البقرة: 125]، وقوله يا رسول الله، إن نساءك
يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب:
(وإذا سألتموهن متاعًا فسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53].
وقوله لنساء النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد اجتمعن عليه في الغيرة:
(عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن) [ التحريم: 5] فنزلت ذلك.
ولعل نزول الوحي موافقًا لرأي "عمر" في هذه المواقف هو الذي جعل النبي
(صلى الله عليه وسلم) يقول:

"جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه". وروي عن ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط

فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر رضي الله عنه".

خلافته

بويع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" خليفة للمسلمين في اليوم التالي لوفاة
"أبي بكر الصديق" [ 22 من جمادى الآخرة 13 هـ: 23 من أغسطس 632م].
وبدأ الخليفة الجديد يواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظة الأولى وبخاصة
الموقف الحربي الدقيق لقوات المسلمين بالشام، فأرسل على الفور جيشًا إلى العراق
بقيادة أبي عبيدة بن مسعود الثقفي" الذي دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون
أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين نبهوه إلى خطورة عبور جسر
نهر الفرات، وأشاروا عليه بأن يدع الفرس يعبرون إليه؛ لأن موقف قوات المسلمين غربي
النهر أفضل، حتى إذا ما تحقق للمسلمين النصر عبروا الجسر بسهولة، ولكن "أبا عبيدة"
لم يستجب لهم، وهو ما أدى إلى هزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة
وأربعة آلاف من جيش المسلمين.
ولد قبل بعثة سيدنا رسول الله الرسول بثلاثين سنة وكان عدد المسلمين يوم أسلم تسعة
وثلاثين مسلماً. وامتدّت خلافة عمر 10 سنين و 6 أشهر وأربعة أيام.
الفاروق يواجه الخطر الخارجي
بويع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" خليفة للمسلمين في اليوم التالي لوفاة
"أبي بكر الصديق" [ 22 من جمادى الآخرة 13 هـ: 23 من أغسطس 632م].
وبدأ الخليفة الجديد يواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظة الأولى وبخاصة الموقف
الحربي الدقيق لقوات المسلمين بالشام، فأرسل على الفور جيشًا إلى العراق بقيادة أبي
عبيدة بن مسعود الثقفي" الذي دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته،
ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين نبهوه إلى خطورة عبور جسر نهر الفرات، وأشاروا
عليه بأن يدع الفرس يعبرون إليه؛ لأن موقف قوات المسلمين غربي النهر أفضل، حتى إذا
ما تحقق للمسلمين النصر عبروا الجسر بسهولة، ولكن "أبا عبيدة" لم يستجب لهم، وهو ما
أدى إلى هزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة وأربعة آلاف من جيش المسلمين.
__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-07-2009, 10:36 AM   #3
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

الفتوحات الإسلامية في عهد الفاروق
بعد تلك الهزيمة التي لحقت بالمسلمين "في موقعة الجسر" سعى "المثنى بن حارثة"

إلى رفع الروح المعنوية لجيش المسلمين في محاولة لمحو آثار الهزيمة، ومن ثم فقد
عمل على استدراج قوات الفرس للعبور غربي النهر، ونجح في دفعهم إلى العبور
بعد أن غرهم ذلك النصر السريع الذي حققوه على المسلمين، ففاجأهم "المثنى"
بقواته فألحق بهم هزيمة منكرة على حافة نهر "البويب" الذي سميت به تلك المعركة.
ووصلت أنباء ذلك النصر إلى "الفاروق" في "المدينة"، فأراد الخروج بنفسه على رأس
جيش لقتال الفرس، ولكن الصحابة أشاروا عليه أن يختار واحدًا غيره من قادة المسلمين
ليكون على رأس الجيش، ورشحوا له "سعد بن أبي وقاص" فأمره "عمر" على الجيش
الذي اتجه إلى الشام حيث عسكر في "القادسية".
وأرسل "سعد" وفدًا من رجاله إلى "بروجرد الثالث" ملك الفرس؛ ليعرض عليه الإسلام على
أن يبقى في ملكه ويخيره بين ذلك أو الجزية أو الحرب، ولكن الملك قابل الوفد بصلف وغرور
وأبى إلا الحرب، فدارت الحرب بين الفريقين، واستمرت المعركة أربعة أيام حتى أسفرت عن
انتصار المسلمين في "القادسية"، ومني جيش الفرس بهزيمة ساحقة، وقتل قائده "رستم"،
وكانت هذه المعركة من أهم المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، فقد أعادت "العراق"
إلى العرب والمسلمين بعد أن خضع لسيطرة الفرس قرونًا طويلة، وفتح ذلك النصر الطريق
أمام المسلمين للمزيد من الفتوحات.
الطريق من المدائن إلى نهاوند
أصبح الطريق إلى "المدائن" عاصمة الفرس ـ ممهدًا أمام المسلمين، فأسرعوا بعبور نهر
"دجلة" واقتحموا المدائن، بعد أن فر منها الملك الفارسي، ودخل "سعد" القصر الأبيض
مقر ملك الأكاسرة ـ فصلى في إيوان كسرى صلاة الشكر لله على ما أنعم عليهم من النصر
العظيم، وأرسل "سعد" إلى "عمر" يبشره بالنصر، ويسوق إليه ما غنمه المسلمون من غنائم وأسلاب.
بعد فرار ملك الفرس من "المدائن" اتجه إلى "نهاوند" حيث احتشد في جموع هائلة بلغت
مائتي ألف جندي، فلما علم عمر بذلك استشار أصحابه، فأشاروا عليه بتجهيز جيش لردع
الفرس والقضاء عليهم فبل أن ينقضوا على المسلمين، فأرس عمر جيشًا كبيرًا بقيادة النعمان
بن مقرن على رأس أربعين ألف مقاتل فاتجه إلى "نهاوند"، ودارت معركة كبيرة انتهت
بانتصار المسلمين وإلحاق هزيمة ساحقة بالفرس، فتفرقوا وتشتت جمعهم بعد هذا النصر
العظيم الذي أطلق عليه "فتح الفتوح".

فتح مصر

اتسعت أركان الإمبراطورية الإسلامية في عهد الفاروق عمر، خاصة بعد القضاء
نهائيًا على الإمبراطورية الفارسية في "القادسية" ونهاوند ـ فاستطاع فتح الشام وفلسطين،
واتجهت جيوش المسلمين غربًا نحو أفريقيا، حيث تمكن "عمرو بن العاص" من فتح "مصر" في أربعة آلاف مقاتل، فدخل العريش دون قتال، ثم فتح الفرما بعد معركة سريعة مع حاميتها،
الرومية، واتجه إلى بلبيس فهزم جيش الرومان بقيادة "أرطبون" ثم حاصر "حصن بابليون"
حتى فتحه، واتجه بعد ذلك إلى "الإسكندرية" ففتحها، وفي نحو عامين أصبحت "مصر" كلها
جزءًا من الإمبراطورية الإسلامية العظيمة.
وكان فتح "مصر" سهلاً ميسورًا، فإن أهل "مصر" ـ من القبط ـ لم يحاربوا المسلمين الفاتحين،وإنما ساعدوهم وقدموا لهم كل العون؛ لأنهم وجدوا فيهم الخلاص والنجاة من حكم الرومان الطغاة الذين أذاقوهم ألوان الاضطهاد وصنوف الكبت والاستبداد، وأرهقوهم بالضرائب الكثيرة.

عمر أمير المؤمنين

[كان "عمر بن الخطاب" نموذجًا فريدًا للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله وأمام
الأمة، فقد كان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئوليةالحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه الله أمانتها، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد،

فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم بنت علي" ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟

فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه،

وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار

حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت

أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته

الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام

ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل!

وكان "عمر" عفيفًا مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة عياله كل يوم

درهمين، في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه على المسلمين، ولا يبقي

لنفسه منه شيئا. وكان يقول: أنزلت مال الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه،

وإن افتقرت أكلت بالمعروف. وخرج يومًا حتى أتى المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا في بطنه

فوصف له العسل، وكان في بيت المال آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم لي فيها

أخذتها، وإلا فإنها علي حرام، فأذنوا له فيها.
عدل عمر وورعه
كان عمر دائم الرقابة لله في نفسه وفي عماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأة المسئولية

عليه حتى تجاه البهائم العجماء فيقول: "والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولا

عنها أمام الله، لماذا لم أعبد لها الطريق". وكان "عمر" إذا بعث عاملاً كتب ماله، حتى

يحاسبه إذا ما استعفاه أو عزله عن ثروته وأمواله، وكان يدقق الاختيار لمن يتولون أمور

الرعية، أو يتعرضون لحوائج المسلمين، ويعد نفسه شريكًا لهم في أفعالهم.
واستشعر عمر خطورة الحكم والمسئولية، فكان إذا أتاه الخصمان برك على ركبته وقال:
اللهم أعني عليهم، فإن كل واحد منهما يريدني على ديني. وقد بلغ من شدة عدل عمروورعه أنه لما أقام "عمرو بن العاص" الحد على "عبد الرحمن بن عمر" في شرب الخمر،نهره وهدده بالعزل؛ لأنه لم يقم عليه الحد علانية أمام الناس، وأمره أن يرسل إليه ولده "عبد الرحمن" فلما دخل عليه وكان ضعيفًا منهكًا من الجلد، أمر "عمر" بإقامة الحد عليه مرة أخرى علانية، وتدخل بعض الصحابة ليقنعوه بأنه قد أقيم عليه الحد مرة فلا يقام عليه ثانية، ولكنه عنفهم، وضربه ثانية و"عبد الرحمن" يصيح: أنا ريض وأنت قاتلي، فلا يصغي إليه. وبعد أن ضربه حبسه فمرض فمات!!

إنجازات عمر الإدارية والحضارية

وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها
أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وقد اقتبس
هذا النظام من الفرس، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة،
وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول(صلى الله عليه وسلم) في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء. فتحت في عهده بلاد الشام و العراق و فارس و مصر و برقة و طرابلس الغرب ذربيجان و نهاوندو جرجان. و بنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية الى الشام.

مماته

كان عمر يتمنى الشهادة في سبيل الله و يدعو ربه لينال شرفها : ( اللهم أرزقني شهادة في
سبيلك و اجعل موتي في بلد رسولك)... و في ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد

طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى مماته ليلة
الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين من الهجرة ، و لما علم قبل وفاته
أن الذي طعنه مجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله مسلم... و دفن الى جوار سيدنا رسول الله
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم و سيدناأبي بكر الصديق في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة.



__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-07-2009, 08:08 PM   #4
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه

اسمه :
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. فهو يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
أمـه :
أروى بنت كُرَيْز من بني عبد شمس أيضا، وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أسلمت أم عثمان (وماتت في أيام خلافته) فليتقي نسبه من ناحية أبيه بالرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك من ناحية جدته لأمه.
كنيته :
كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، ثم اكتنى بأبي عبدالله لما ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكناه المسلمون أبا عبدالله .
مولده :
ولد بمكة وقيل بالطائف في السنة السادسة من عام الفيل سنة 47 قبل الهجرة، فهو أصغر من الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو ست سنين.
إسلامه :
كان عثمان قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام، فكان من السابقين الأولين فكان رابع من أسلم من الرجال وقد ذكر ابن اسحاق " كان أول الناس إسلاما بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة "، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول عن نفسه " إني لرابع أربعة في الإسلام ".
حياته الجاهلـــية
كان عثمان رضي الله عنه من أحكم قريش عقلا وأفضلهم رأياً، شديد الحياء، عذب الكلمات، فكان قومه يحبونه ويوقرونه، لم يسجد في الجاهلية لصنم قط، يقول عثمان رضي الله عنه " ما تغنيت ولا نميت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام ".
أحاديث وفضائل في عثمان رضي الله عنه
> أنه أحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقد بشره بها مرارا. كان عثمان رضي الله عنه من الصحابة وأهل الشورى الذين يُؤخذ رأيهم في أمهات المسائل في خلافة أبي بكر .
> وكانت مكانة عثمان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كمكانة الوزير من الخليفة.> أشار عثمان بن عفان رضي الله عنه على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتدوين الدواين.
> أشار عثمان بن عفان رضي الله عنه على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجعل السنة الهجرية تبدأ بالمحرم بعد أن اتفقوا على جعل مبدأ التاريخ الإسلامي من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
> عن أنس رضي الله عنه قال : صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف، فقال " أسكن أحد - أظنه ضربها برجله - فليس عليك إلا نبي وصدِّيق وشهيدان " البخاري
> حياء عثمان بن عفان رضي الله عنه : أشهر خلائق عثمان رضي الله عنه وأحلاها تلك الصفة النبيلة التي زينه الله بها، وهي خليقة الحياء، فكان رضي الله عنه شديد الحياء، فقد روي أنه كان يكون في البيت وحده والباب مغلق عليه فما يضع ثوبه عنه عند الغسل ليفيض الماء... وقد عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم فيه هذا الخلق.
> روى مسلم عن عائشة أم المؤمنين قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوَّى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج، قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تَهْتَش له ولم تُبَالِه ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تُبَالِه، ثم دخل عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك ! فقال : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " .
من نـفـقـاته وكـــرمــــه
كان عثمان رضي الله عنه من الأغنياء وكان سباقا لكل خير ينفق ولا يخشى
الفقر وكان مما أنفقه :
> بئر رومة :
وقد اشترى بماله بئر رومة ولم يكن بالمدينة ماء يستعذب غيرها، ولا يشرب من مائها إلا بثمن وكانت لرجل من غفار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل " تبيعها بعين في الجنة ؟ " فقال الرجل " ليس لي ولعيالي غيرها ، فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أتجعل لي فيها ما جعلت له ؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم ، قال: جعلتها للمسلمين.
توسعة المسجد النبوي
بعد أن ضاق بالمسلمين مساحة المسجد النبوي ندب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة من يشتري بقعة بجانب المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة " فاشتراها عثمان صلى الله عليه وسلم من صلب ماله بخمسة وعشرين ألف درهم، أو بعشرين ألفا.
في غزوة تبوك في العام التاسع للهجرة :
عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو الروم حث الصحابة على البذل لتجهيز جيش العسرة، فأنفق الصحابة الأموال كل على طاقته ، وأما عثمان فقد أنفق نفقة عظيمة، يقول ابن شهاب الزهري " قدّم عثمان بن عفان رضي الله عنه لجيش العسرة في غزوة تبوك تسعمائة وأربعين بعيرا، وستين فرسا أتم بها الألف ... وبعشرة آلاف دينار صبها بين يديه، فجعل الرسول يقلبها بيده ويقول : " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين " سنن الترمذي.
جـمـع القرآن
من أعظم مفاخر عثمان بن عفان رضي الله عنه جمع الأمة على مصحف واحد، وكان هذا الجمع باستشارة جمهور الصحابة من المهاجرين والأنصار وهم أعيان الأمة وفي طليعتهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينهى من يعيب على عثمان رضي الله عنه بذلك ويقول : أيها الناس لا تغلو في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرا - أو قولوا خيرا - فوالله ما فعل الذي فعل - أي في المصاحف - إلا عن ملأ منا جميعا أي الصحابة ... والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل. فتح الباري (1/78) إسناده صحيح.
__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-07-2009, 08:09 PM   #5
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

في ميادين الجهاد
>
غزوة بدر :
ولما خرج المسلمون لغزوة بدر كانت زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم مريضة، فكان عثمان رضي الله عنه ممن تجهز لخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم فردّه النبي صلى الله عليه وسلم للقيام على ابنته رقية لتمريضها، فماتت في مرضها ذلك، وضرب له رسول الله بسهمه وعُد من البدريين، ولم يكن عثمان رضي الله عنه ممن تخلفوا عن بدر لتقاعس منه أو هروب ينشده كما يزعم بعض أصحاب الأهواء ممن طعن عليه بتغيبه عن بدر، وقد حزن عثمان رضي الله عنه أشد الحزن على زوجه لخشيته انقطاع صهره من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويروى أن عثمان رضي الله عنه لما اعتذر إلى عمر شكاه عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر " سيزوج الله ابنتك خيرا من عثمان ويزوج عثمان خيرا من ابنتك " فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج ابنته أم كلثوم من عثمان، وهذه خصيصة لم تكن لغير عثمان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أجلها كان يلقب بذي النورين. ولم تزل أم كلثوم عند عثمان رضي الله عنه إلى أن توفيت في شعبان سنة 9هـ ، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه وفي وجهه حزن لما أصابه ، فدنا منه وقال " لو كانت عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان " وهذا دليل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان.
وفي غزوة أحد :
لقد عفا الله عن الصحابة الذين خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم عثمان بن عثمان وأنزل الله قرآن يتلى إلى يوم القيامة ، قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }
آل عمران 155، غير أن أصحاب الأهواء لا يرون إلا ما تهوى أنفسهم ، فلم يروا من المتراجعين إلا عثمان رضي الله عنه فكانوا يتهمونه دون سائر المتراجعين من الصحابة رضي الله عنه .
وفي بيعة الرضوان

عندما نزل النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه إلى قريش يبلغهم نواياه السليمة بعدم الرغبة في القتال، وعرض المشركون على عثمان رضي الله عنه أن يطوف بالبيت فأبى. وتسربت شائعة إلى المسلمين أن عثمان قُتِل، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وبايعوه على الموت وعلى قتال المشركين وفي رواية أن البيعة على الصبر ورواية على عدم الفرار وبايع الناس وقال النبي صلى الله عليه وسلم " هذه يد عثمان " فضرب بها على يده فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان رضي الله عنه خيرا من أيديهم لأنفسهم . وسميت هذه البيعة بيعة الرضوان وتحت الشجرة قال تعالى :
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }
الفتح 18 ، فقد استوى عثمان رضي الله عنه مع أهل الشجرة في هذه الخيرية، وهذا بخلاف ما تمسك به البعض في تفضيل علي على عثمان لأن عليا كان من جملة من بايع تحت الشجرة وكان عثمان حينئذ غائبا وهذا من الباطل.
الخليفة عثمان بن عفان
لما طُعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل الخلافة في ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، طلحة بن عبيدالله، الزبير بن العوام، عبدالرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، فوَلُوها عثمان بن عفان رضي الله عنه. فاجتمع الناس على عثمان وبايعوه وهو أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر وعمر لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بعد بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم " . البخاري
> قال ابن تيمية : فهذا إخبار عما كان عليه الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من تفضيل أبي بكر ، ثم عمر، ثم عثمان، وقد رُوي أن ذلك كان يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره، فحينئذ فيكون هذا التفضيل ثابتا بالنص وإلا فيكون ثابتا بما ظهر بين المهاجرين والأنصار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من غير نكير، وبما ظهر لما توفي عمر فإنهم كلهم بايعو عثمان بن عفان من غير رغبة ولا رهبة ولم ينكر هذه الولاية منكر منهم .
> ولذلك قال الإمام أيوب السختياني والإمام أحمد والإمام الدارقطني " من قدَّم عليا على عثمان فقد أزرى المهاجرين والأنصار.
> قال الإمام أحمد بن حنبل : ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم. والذي عليه أهل السنة أن من قدم عليا على أبي بكر وعمر فإنه ضال مبتدع، ومن قدم عليا على عثمان فإنه مخطئ ولا يضللونه ولا يبدعونه ، وإن كان بعض أهل العلم قد تكلم بشدة على من قدم عليا على عثمان بأنه قال : من قدم عليا على عثمان فقد زعم أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم خانوا الأمانة حيث اختاروا عثمان على علي رضي الله عنه .
الفتوحات الإسلامية في عهده
> كانت خطة عثمان في الفتوحات تتسم بالحسم والعزم باخضاع الروم والفرس
> اهتم الخليفة عثمان رضي الله عنه بأمر الثغور والمرابطة فيها، فكان يأمر قادته فيها بإجراء الأرزاق ومضاعفته للجند المرابطين
> أنشأ عثمان بن عفان رضي الله عنه قوة بحرية عسكرية لافتقار الجيش الإسلامي إلى ذلك.
> وفتح قبرص بقيادة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
> وفي سنة 31 هـ انتصر المسلمون على الروم في أول معركة بحرية حاسمة تسمى " ذات الصواري " بقيادة الصحابي عبدالله بن أبي السرح رضي الله عنه
> تم فتح أرمينية وتثبيت أذربيجان والري في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه
> تم فتح كثير من طبرستان وخراسان وطخارستان وغيرها وقتل يزدجرد آخر ملوك الفرس
> تم فتح أفريقية في خلافة عثمان رضي الله عنه بقيادة عبدالله بن سعد بن أبي السرح رضي الله عنه
أول مــــن
أول من فوض إلى الناس إخراج زكاتهم ، وأول من أتخذ صاحب شرطة ، وأول من هاجر بأهله من هذه الأمة، وأول من جمع الناس على حرف واحد من القراءة ، وأول من زاد النداء الثاني يوم الجمعة ، وأول من نخل له الدقيق ، وأول من حمى الحمى لنعم الصدقة.
الــــفـــتـــنــــة
ولي عثمان رضي الله عنه الناس اثنتى عشرة سنة أميرا للمؤمنين، ولقد بدأت أحداث الفتنة في النصف الثاني من ولاية عثمان الفتنة التي أدت إلى استشهاده.
ومن أسباب فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه الرخاء وأثره في المجتمع، وطبيعة التحول الاجتماعي في عهد عثمان وظهور جيل جديد وهو غير جيل الصحابة ، ثم استعداد هذا المجتمع قبول الشائعات، والعصبية الجاهلية ، ومن أهم الأسباب دخول منافقون موتورون، ووجدوا من يستمع إليهم، وكان معظمهم من الأعراب ممن لا يفقهون هذا ، وكان المدبر الرئيسي هو اليهودي عبدالله بن سبأ.وأما الإفتراءات تحرك أهل الفتنة وحاصروا عثمان بن عفان رضي الله عنه في داره وزوروا عليه كتابا بأنه يريد قتلهم بعد أن أعطاهم الأمان على أنفسهم، وعندما اشتد أمر أهل الفتنة وتهديدهم الخليفة بالقتل تحرك الصحابة لردهم وقتالهم وهو ما رفضه عثمان رضي الله عنه أن يرفع أحد السيف للدفاع عنه, وأن يهراق دم بسببه فقد كان عالما بالفتن التي أخبره به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عاملا بوصيته التي سارّه بها وأنه صابر نفسه عليه ولعلمه أن البغاة لا يريدون غيره، فكره أن يتوقى بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه، ولعلمه بأن هذه الفتنة فيها قتله، عن عبدالله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" من نجا من ثلاث فقد نجا، ثلاث مرات، موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه "
المسند (4/419)(5/346) تحقيق أحمد شاكر ، ومعلوم أن الخليفة الذي قتل مصطبرا بالحق هو عثمان، فالقرائن تدل على ذلك.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة ، فمر رجل ، فقال : يُقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوما ، قال : فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان. فضائل الصحابة (1/551) اسناده حسن
هاجم المتمردون الدار وأصيب يومئذ أربعة من شبان قريش وقتل أربعة، ثم هجموا عليه فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يقرأ في المصحف فانتضح الدم على قوله تعالى
{ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
البقرة 137 .
وأحل القتلة داره وماله وما على النساء ، وبذلك حقق السبئيون مرادهم، وقتلوا أمير المؤمنين، وتوقف كثير من أتباعهم من الرعاع والغوغاء بعد قتل عثمان ليفكروا وما كانوا يظنون أن الأمر سينتهي بهم إلى قتله، فقد استغفلهم السبئيون واستغلوهم في الشغب على عثمان، أما أن يقتلوه فهذا ما استفظعوه .
> وكان تاريخ قتله رضي الله عنه في السنة الخامسة بعد الثلاثين من الهجرة 18/12/35هـ الموافق الجمعة وسنه عندما توفي اثنتان وثمانون (82 سنة) .
__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-08-2009, 08:08 AM   #6
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

الإسم: علي
اللقب: أمير المؤمنين
الكنية: أبو الحسن
اسم الأب: أبو طالب بن عبد المطلب
اسم الأم: فاطمة بنت أسد
الولادة: 13 رجب 23ق. ه
الشهادة: 21 رمضان 40 ه
مدة الإمامة: 30 سنة
القاتل: عبد الرحمن بن ملجم
مكان الدفن: النجف


الولادة المباركة
ولد علي بن أبي طالب في جوف الكعبة من أبوين صالحين هما: أبو طالب عمّ النبي (صلى الله علية وسلم) ومؤمن قريش. وفاطمة بنت أسد بن هاشم.

مع رسول الله (صلى الله علية وسلم)
نشأ علي في كنف والديه، وبعد سنوات من ولادته المباركة تعرضت قريش لأزمة اقتصادية خانقة كانت وطأتها شديدة على أبي طالب إذ كان رجلاً ذا عيال كثيرة، فاقترح النبي (صلى الله علية وسلم) أن يأخذ علي ليخفّف العبء عن أبي طالب ، وكان عمره ست سنوات. فنشأ في دار الوحي ولم يفارق النبي (صلى الله علية وسلم) في حال حياته إلى وفاته، وهو القائل: "ولقد كنت أتّبعه إتّباع الفصيل أثر أمه. يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً. ويأمرني بالاقتداء به". وقد عاش مع النبي (صلى الله علية وسلم) بدايات الدعوة ".. ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري". كما سبق إلى الإيمان والهجرة "ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (صلى الله علية وسلم) وخديجة وأنا ثالثهما".
وفي الواقع أن علياً ولد مسلماً على الفطرة ولم يسجد لصنم قط باعتراف الجميع.

علي والدعوة
عاش علي مع الدعوة في مرحلتها السرية إلى أن نزل قوله تعالى: "وأنذر عشيرتك الأقربين" فجمع النبي (صلى الله علية وسلم) أقرباءه ودعاهم إلى كلمة التوحيد فلم يستجب له سوى علي وكان أصغرهم سناً. فقال له النبي (صلى الله علية وسلم): "أنت أميني ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي" وقد اشتهر هذا القول بحديث الدار.

علي في المدينة
هاجر علي الى المدينة المنورة ملتحقاً برسول الله (صلى الله علية وسلم) بعدما نفّذ وصيته وردَّ أماناته الى أهلها. فدخل معه المدينة وعمل الى جانبه في بناء المجتمع الإسلامي وتركيز دعائم الدولة الإسلامية

زواج علي
وفي السنة الثانية للهجرة تزوج علي من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت النبي الأكرم محمد (صلى الله علية وسلم)، وكان ثمرة هذا الزواج الحسن والحسين وزينب. فشكلت هذه الأسرة النموذجية المثل الأعلى للحياة الاسلامية في إيمانها وجهادها وتواضعها وأخلاقها الكريمة.

علي في حروب النبي (صلى الله علية وسلم)
شارك علي الى جانب النبي (صلى الله علية وسلم) في مجمل الحروب والغزوات التي خاضها باستثناء غزوة تبوك حيث تخلف عنها بأمر من النبي (صلى الله علية وسلم). وفي تلك الغزوة قال له (صلى الله علية وسلم): "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي".
وقد كان له في كل تلك المعارك السهم الأوفى والنصيب الأكبر من الجهاد والتضحية ففي معركة بدر التي قتل فيها سبعون مشركاً قتل علي ستة وثلاثين منهم.
وفي معركة أُحُد حينما فرَّ المسلمون وجرح النبي محمد (صلى الله علية وسلم)، صمد مع ثلّة قليلة من المؤمنين يزودون عن رسول اللّه (صلى الله علية وسلم) حتى منعوا المشركين من الوصول إليه.
وأما في معركة الأحزاب فقد كان حسم المعركة لصالح المسلمين على يديه المباركتين حينما قتل عمرو بن ود العامري، بضربة قال عنها النبي (صلى الله علية وسلم): "ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين".
وفي معركة خيبر، وبعد أن فشل جيش المسلمين مرتين في اقتحام الحصن اليهودي المنيع قال رسول الله (صلى الله علية وسلم): "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله، كراراً غير فرار لا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه" فأعطى الراية لعلي ، وفتح الحصن وكان نصراً عزيزاً بعد ما قتل مرحب".
وفي معركة حنين انهزم المسلمون من حول النبي (صلى الله علية وسلم) وصمد علي وبعض بني هاشم يدافعون عن رسول الاسلام بكل شجاعة وعزيمة حتى أنزل الله نصره عليهم.

علي بعد النبي (ص)
حينما فاضت روح النبي - صلى الله علية وسلم - إلى بارئها. انصرف علي لتجهيزه ودفنه بينما كان بعض وجوه المسلمين يتنازعون الأمر بينهم في سقيفة بني ساعدة حتى استقر رأيهم على تنصيب أبي بكر خليفة بعد رسول الله . ولعدم شرعية الخلافة لم يبايع علي في البداية حتى رأى راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد فخشي إن لم يبايع أن يرى في الإسلام ثلماً أو هدماً فتكون المصيبة به أعظم. ولذلك لم يعتزل الحياة السياسية العامة فنجد في علي المدبّر والمعالج والقاضي لجميع المشاكل الطارئة طيلة عهود أبي بكر وعمر وعثمان مما لفت أنظار الأمة انذاك إلى موقعية علي في إرجاع معالم الدين وتصحيح الإنحراف وتقويم الإعوجاج الذي تسبّبت به السلطة وولاتها انذاك مما دفع الناس في جميع البلاد الإسلامية إلى الثورة على الحكم المتمثل في شخص عثمان بن عفّان وانطلقوا إلى بيت علي مبايعين.
وكانت المرّة الوحيدة التي يبايع فيها الناس شخصاً ثم يتولى أمور الخلافة بصورة شرعية خلافاً للمرات السابقة التي كان ينصّب فيها الخلفاء أولاً، ثم يُحمل الناس على مبايعتهم.

حكومة علي
امتازت حكومة علي برجوعها الى الينابيع الأصيلة للاسلام كما أمر بها الله تعالى. ومما امتازت به حكومته :
أولاً: المساواة في العطاء.
وثانياً: رد المظالم التي تسبّب بها الولاة السابقون.
وثالثاً: تشديد الرقابة على بيت مال المسلمين.
ورابعاً: عزل الولاة المنحرفين واستبدالهم بنماذج خيّرة وكفوءة.
وخامساً: مراقبة الولاة وتزويدهم بالمناهج والخطط من أجل إقامة حكومة العدل والإسلام على الأرض.
وهذا الأمر أزعج المترفين من أغنياء المسلمين انذاك. الذين أحسّوا بالخطر يهدّد مصالحهم فأعلنوا العصيان والتمرّد

حروب علي
إستمرّت حكومة علي خمس سنوات عمل خلالها مجاهداً من أجل التصحيح والتقويم والعودة إلى الأصالة وإقامة حكم الله على الأرض. وخاض خلالها حرب الجمل في البصرة مع الناكثين الذين أزعجهم مبدأ المساواة في العطاء بين المسلمين بالإضافة إلى رفض علي الانجرار وراء مطامعهم وإعطائهم ولاية الكوفة والبصرة، فنكثوا بيعته وطالبوه بدم عثمان وجمعوا له (30) ألف على رأسهم عائشة وطلحة والزبير. ولم تنفع الكتب التي أرسلها لإخماد الفتنة فاضطر إلى محاربتهم والقضاء على الفتنة من أساسها. ثم كانت حرب صفين مع معاوية الذي كان من أشد الولاة فساداً ودهاءاً. وكاد الإمام ينتصر عليه انتصاراً ساحقاً لولا الخديعة التي اصطنعها معاوية بدعوى الاحتكام إلى كتاب الله. هذه الحيلة انطلت على قسم من جيش علي وهم المعروفون بالخوارج الذين خرجوا عليه فأجبروه على قبول التحكيم ثم رفضوه ورفعوا شعار "لا حكم إلاّ لله". فحاربهم علي في النهروان بعد أن وعظهم وأقام الحجة عليهم، وقضى عليهم، مبيّناً فساد شعارهم بأنه "كلمة حق يُراد بها باطل.." وكان عددهم (4000) خارجي.

إستشهاد علي
لم يكتب لهذه التجربة الفريدة في الحكم أن تستمر وتعطي ثمارها حيث استشهد الإمام علي في مسجد الكوفة عاصمة الخلافة على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم أثناء الصلاة.
وبذلك اختتم علي عبادته الكبرى التي افتتحها في جوف الكعبة وأنهاها في محراب الكوفة. ليقدّم للأمة المُثُل العُليا في التواضع والشجاعة والزهد والطهارة والاخلاص والحلم والورع.


__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-08-2009, 12:29 PM   #7
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

//////////////////////////////////
__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-08-2009, 12:35 PM   #8
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

هو عامر بن عبد الله بن الجراح الفهريالقرشي ويكنى بأبي عبيدة أمين هذه الأمة (أمة الإسلام).
لدى ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: أبو عبيدة بن الجراح

نسبه
  • أبوه: عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهَيْب بن ضَبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وكان عبد الله هذا شقياً من أعداء الله قتله ابنه أبو عبيدة في غزوة بدر
  • أمه : أمَيْمة بنت عثمان بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
حياته العطرة

أحد السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام. هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية. وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح». يعد من أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قاد غزوة الخبط عندما أرسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم أميرا على ثلاث مائة وبضعة عشرة مقاتلا ومعهم قليل من الزاد وعندما نفد الزاد راحوا يتصيدون الخبط أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط. كما كان أحد القادة الأربعة الذين اختارهم أبو بكر لفتح الشام وهم: يزيد بن أبي سفيانوشرحبيل بن حسنةوعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح. عينه عمر بن الخطاب قائدا عاما على جيوش الشام. لاقى أباه مع صف المشركين في بدر فنازله وقتله.
شارك في معركة اليرموك وقد أمره الخليفة عمر بن الخطاب على الجيش بدلا من خالد بن الوليد ولكنه أخفى أمر الأمارة عن خالد إلى أن انتهى خالد من المعركة محرزا النصر ثم أعلمه بأمر عمر فسأله خالد: «يرحمك الله أباعبيدة، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب؟» فأجاب أبوعبيدة: «إني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة».
قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه: «لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فإن سألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله». وقال عنه: «لو كنت متمنيا ما تمنيت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة».
من أشهر ما قال أبو عبيدة بن الجراح خطبته في أهل الشام وهو أميرهم:
«يا أيها الناس إني مسلم من قريش وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في إهابه»
.
لقبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بـ(أمين الأمة) في حديثه:
روي عن أنس بن مالك في المسند الصحيح :

أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالوا : ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام . قال ، فأخذ بيد أبي عبيدة فقال " هذا أمين هذه الأمة ".

مات بطاعون عمواس ودفن في قرية صغيرة حملت اسمه بالغور في الشام وكان عمره 58 سنة.
__________________









آخر تعديل بواسطة فرحة مسلمة ، 02-08-2009 الساعة 12:42 PM.
فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-08-2009, 12:36 PM   #9
الجنرال 2009
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,590
إرسال رسالة عبر MSN إلى الجنرال 2009
إفتراضي





__________________


الجنرال 2009 غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-08-2009, 03:17 PM   #10
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي




__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .