العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-04-2006, 03:57 PM   #11
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الإطار المرجعي للفكر العربي :

( 3 )

عندما يريد الباحث ، أو حتى القارئ ، أن يتتبع أثر تكوين بداية المرجعيات للفكر العربي بعين منهجية فاحصة و متأنية ومحايدة ، وينظر في السنين الأولى لعصر التدوين وبالذات الى ( العلم ) حيث كان يقصد به الأحاديث النبوية وما يتعلق بها .. فإن عليه أن يتفحص ( ما سكت عنه ) لا ما قيل وكتب فقط .

فلو نظرنا اليوم ، في عصرنا الراهن ، عما يكتب و يفسر من أحداث ، وما يملأ الصحف والمجلات و الكتب و وسائل الإعلام الأخرى ، لرأينا أن ( ما يسكت عنه ) أكبر و أكثر و أقرب للحقيقة ، ولكن الظرف السياسي ، وموازين القوى تحتم ، أن يطفو على السطح ما أقرب ، لمن بيده القوة الأكثر .. وان كان لا يستطيع محو و إزالة ما يثار من أصوات لا تتناسب مع صاحب القوة ..

ففي عصر تدوين الحديث والفقه ، ظهر ( ابن جريج ) بمكة ، و ( مالك .. الموطأ ) بالمدينة المنورة .. و( الأوزاعي ) بالشام .. و ( ابن أبي عروبة وحماد بن سلمة ) بالبصرة و ( معمر ) باليمن و ( سفيان الثوري ) بالكوفة ، وغيرهم في أماكن متعددة من بلاد المسلمين ..

وبالمقابل ، إذا عرفنا أن ( جعفر الصادق ) الإمام الشيعي الأكبر والمتوفى سنة 148 للهجرة ، قد تم في عهده تدوين علم الحديث ، وفق النظرة الشيعية ، فان نصوص ( علماء ) الحديث قد أغفلت جهده .. كما أغفل (علماء) الحديث الشيعة جهد الآخرين ، ليس سهوا من الطرفين ، بل إصرارا وفق وجهة نظر مراجعهم العليا ، والتي لم تكن بعيدة عن النظرة السياسية السائدة ، أو ما يعارضها .

ثم أصبح التباري عند العلماء برد جهود جمع الحديث و الفقه الى ما قبل البداية الرسمية لعصر التدوين ، وهي ( 143 للهجرة ) .. فيروي أهل السنة أن جهد جمع الحديث بدأ بأيام الخليفة الأموي ( عمر بن عبد العزيز 99 ـ 101 هـ) ، حيث كتب الى أهل الآفاق أن ( انظروا الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاجمعوه ) ..

ويرد أهل الشيعة على ذلك ، على لسان أحد كبار علمائهم ( السيد حسن الصدر المتوفى سنة 1354هـ ) ، بأن الشيعة قد بدئوا بجمع الحديث منذ عهد الخلفاء الراشدين ، فيشير الى أن ( سلمان الفارسي ! ) أول من صنف في الآثار وأن أبا ذر الغفاري كان أول من صنف الحديث ، و أن ابن أبي رافع (مولى الرسول صلوات الله عليه ) ألف كتابا بعنوان ( السنن و الأحكام والقضايا ) .

لقد كانت عملية الجهد في جمع الحديث ، في أحد أهدافها الخفية ، تتم ( لشرعنة) أو ترسيم ( جعله رسميا ) الحكم السياسي أو المعارضة له ..

لقد أوصل ذاك الماضي لنا وضعا ، جعل المستشرقين ، وخدم السياسات الغربية ، أن يصنفوا أن هناك إسلام ( سني ) و إسلام ( شيعي ) .. والحقيقة أن هناك ( عقل سني ) و ( عقل شيعي ) .. أي أن الأداة التي ينظر الى الأمور السياسية والحضارية تجاهها ومن خلفية دينية ( محاذية ) أو ( متقفية ) هي ما يجعلنا نميل الى ذلك التصنيف ..

هناك مسألة أخرى ، لم ينتبه لها من قام بعصر التدوين ، وما تبعهم من متأثرين بهم ، وهي نبذت لأنها لم تدخل في جانب العلم ( ! ) .. وهي النظرة الى علم الكلام و علوم الأوائل .. إذ أن تاريخ (143 هـ ) قد سبقه جهد (واصل بن عطاء ) المتوفى سنة 131 هـ ، وجهد ( الأمير خالد بن يزيد بن معاوية ) المتوفى سنة 85 هـ ، والذي اجتهد في علوم الكيمياء و الطب والترجمة ، في حين تم إغفال جهده والانتباه ل ( جابر بن حيان ) تلميذ (جعفر الصادق ) ..

ومن الجوانب الأخرى التي سكت عنها ، هو الجهد في حركة تعريب ( الدواوين) الذي ابتدأ في عصر عبد الملك بن مروان ، بعدما أخذ التلحين باللغة ، يتأثر بموظفي الدولة ( خبراء تكوينها ) الفرس والروم .. مما جعل هؤلاء أن يلتزموا تعلم اللغة العربية ويعلمونها لأولادهم ، وهذا ترك أثرا في تطويع لغة الشعر ، الى لغة حضارية أثرت فيما بعد على مسار تلك الحضارة ..

كما أغفل التدوين الجهد الذي بذله ( ابن المقفع ) في الكتابات السياسية ، والذي ظل كتابه ( كليلة ودمنة ) يأتي بالمرتبة الثانية بالتداول ، بعد القرآن الكريم ، رغم أن آراء ابن المقفع كانت طاغية على النص المترجم ، فإنه لم يشر في الكتاب أي إشارة الى القرآن .. وهي دوافع ( علمانية ) في النظر لمسألة السياسة ، لم تنتبه لها النصوص ..

ننتهي الى القول في هذا المجال ، بأن ملاحقة الماضي لأبناء اليوم ، هي من تقود سلوكهم ونشاطهم ( الإيبيستمولوجي ) .. والذي لا بد من تحييد الجانب المعرفي به ، أو على الأقل توظيفه بثوابته و نواقضه ، فيما يمهد لمرحلة تأسيسية أقدر على التعاطي مع الواقع ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .