بسم الله الرحمن الرحيم
المباراة كانت 40 دقيقة مقسمة على شوطين ، وكان هناك فريقان الفريق الأبيض والفريق الأحمر المباراة انتهت بفوز الأحمر بهدفين أحرزهما سامي الجميّل كان سعد الحريري قد مرر الكرة في الهدف الثاني لمحرز الهدف.كانت المباراة بلا جماهير اللهم إلا الصحفيين الذين سمحت السلطات بالحضور لهم .والكرات الممررة كانت لا تخلو من طرافة من حيث قصرها وهذا أمر بطبيعة الحال متوقع ، وإن كنت أقول في نفسي لو أن هذه المباراة كانت بين فريقين من وزراء مصر أو سوريا أو الأردن لأقيمت على الكراسي المتحركة الخاصة بالمُقعدين .أقول ذلك لأن المجتمع اللبناني أقصد مجتمع الوزراء به توليفة متوازنة من كافة الأعماء والأعراق والتباينات الفكرية والعمرية ...إلخ ، كما أنه يعكس جانبًا معبرًا عن ثقافة أكثر شمولية من الثقافة السياسية ممثلاً في الثقافة (الصحية ) واللياقة ليست البدنية فحسب وإنما بمفهوم الإرشاد النفسي صحة نفسية تتقبل العيش في واقع بعيد عن الواقع السياسي الرسمي الكئيب الذي لا يستطيع مكتئبو السياسة العربية التقليدية مفارقته، ويحمل دلالات فكرية ودولية متعددة تأتي في الوقت الذي بدأ التنظير فيه للاستهلاك السياسي لكرة القدم .وبعد المباراة وزعت كؤوس تذكارية على اللاعبين وكان التصوير للفريقين معبرًا عن تلاحم نرجو أن نراه على الساحة السياسية في لبنان ، لاعب من الفريق الأحمر بجوار آخر من الفريق الأبيض .
شخصيًا لا أظن أن هذه المباراة ستغير شيئًا في طبيعة التوجهات السياسية وهذا أمر مفروغ منه لكنها قد تهدئ من حدة الخطاب السياسي لبعض الأطراف .
وإلى ذلك غابت العديد من الأسماء التي تمثل ثقلاً سياسيًا على الساحة اللبنانية كوليد جنبلاط وسمير جعجع مما يدل على أن رسالة سياسية وجهها هذان السياسيان مفادها أنهما بشكل أو آخر
لا يجدان الوقت مناسبًا للتصالح مع الفئات السياسية الأخرى ،لكن الرسالة الأخرى التي وصلتني من هذا الغياب هو أن الساحة اللبنانية بهما أو بدونهما ستمضي إلى طريق متفق عليه لا تحده توجهات فصيل أو آخر.
أرجو أن أكون قد نقلت لك صورة جيدة عنها