الفارس المزعوم ؟!?
الفارس المزعوم
رن الهاتف ألو ألو
إحذري يا قريبة الدمع من المحاجر
أحذري فلست رخيصة يا جوهرة من الجواهر
كم آلمني وآلم كل شهم تلك الفتاة التي عاشت مع "الفارس المزعوم"
هذا الفارس الذي ألقاها في الألم مجروحة
وجعلها تعيش في أحلامها أرجوحة
لقد أتقن دور العاشقين
وكان معها في الخطاب مبين
أسرها بجميل الكلمات
وقيدها بلطيف العبارات
كساها الثناء حلة
وأهداها من بين الشوك فلة.
فبنت بآمالها القصور
وسكنت بأحلامها الدور والقصور
وشيدت في عالمها الأبراج
وصارعت مع فارسها الأمواج
لقد ظلت هذه الجريحة أشهرا طويلة
وهي تبني على رمل وتلهث خلف السراب
بذلت له مشاعرها وتوسلت إليه بآهاتها
وأعطته ما ليس يعطى من حياتها
كم تخيلت الفساتين التي ستشتريها
والعطور التي ستهديها
كم أخترعت مكاتيبا سترسلها
وأسعدتني ورود سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد لا وجود له
وكم حلمت بأثواب سأشتريها
ما ظنت يوما من الأيام، أن يغلظ لها في الكلام،
غرها الثناء فحلقت في السماء ولكن ما لبثت أن هوت بها الريح في مكان سحيق
لقد قتل أحلامها وذبح آمالها وشتت خيالها.
لقد أنتهى كل شيء في لحظة واحدة عندما إستسلمت له في لحظة ضعف وساعة غفلة.
صرخت يا من وقفت دمي عليك عندما فضضت بكارتي وأزهقت أنوثتي.
بعدها رفضتني وأذللتني وأهنتني.
من بعد ما كنت الضياء بناظريك.
لقد وجد هذا الفارس صوتا آخر
صوتا هو أرق عذوبة وأكثر في الخيال خصوبة
سيعلب معها الدور نفسه ويعيد اليوم ما فعل أمسه.
يردد لها القصص نفسها ويعطيها من الثناء حصصا.
حتى إذا سئم منها، أطبق في وجهها سماعة الهاتف وهو يردد قائلا: تقولين الهوى شيء جميل.ألم تقرئي قديما شعر قيس.
-فهل يا أيتها الفتاة العاقلة بعد ذلك كله سيبقى لأمثال هذا المخادع مكانا في سمعك وحظا من مشاعرك ونصيبا من خيالك. تذكري جيدا إن السعيد من إتعظ بغيره
والشقي من إتعظ بنفسه.
بتصرف عن كتاب (ضحايا الحب).
|