بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على خير الانبياء والمرسلين
ملاحظة ( أتمنى من كل قلبي أن يكون لهذا الموضوع وقعه في قلوب كل منا حتى تعود هذه الفريضة المؤكدة في ديننا الحنيف والتي يقال عنها اليوم الفريضة الغائبة ...
إن القارئ لكتاب الله ليجد معاني عظيمة ولاشك في هذا الكتاب العظيم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد سبحانه وتعالى .
وإن من ضمن المعاني الجميلة التي يستفيدها القارئ لكتاب الله هو معنى (( العفو )) ويتضح ذلك جلياً عند قراءة سورة يوسف عليه السلام ، فعندما تقرأ هذه القصة التي وردت بين طياتها فوائد اجتهد العلماء في استنباطها وذلك لأهميتها ومن ضمن مايستفاد من القصة ، هذا الخلق العظيم (( العفو )) ، والذي كان من النبيين الكريمين يعقوب عليه السلام وابنه يوسف عليه السلام ، فلنتأمل كيف كان منهما العفو عليهما السلام .
بعدما تآمر الإخوان على أخيهم (( يوسف )) وذلك عندما شعروا بالحسد ، وأبعدوه عن والده وهو لايزال صغير السن وفعلوا المكائد من أجل ذلك ولم يكن هذا الإبعاد يوما أو يومين ، أو سنة أو سنيتن ، بل كانت سنين طويلة ، والقصة معلومة لديكم .
ومن المتوقع أن تكون ردة الفعل من الوالد والابن قاصمة لهؤلاء ، ولكن دعونا نأخذ ردة الفعل من القصة الواردة وذلك عندما عرفوا أنه يوسف عليه السلام وقالوا (( أئنك لأنت يوسف )) .. فكانت ردة الفعل منه عليه السلام أن قال لهم (( لاتثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )) يالله ماهذا الخلق الرفيع ، كيف استطاع عليه السلام بعد كل هذا التغريب وبعد كل هذا العناء الذي وجده أن ينطق بها .
ولنأتي إلى الأب ( يعقوب عليه السلام ) وذلك عندما أتوا بقميص يوسف وعلم عن المكيدة ، طلبوا منه أن يستغفر لهم فقالوا ( ياأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين )) فماذا كانت ردة الفعل منه عليه السلام (( قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم )) ، عجبا لهذا الخلق الرفيع ، الذي لايصدر إلا من أناس قد طهرت قلوبهم وبالفعل فهذين النبيين من أشرف الخلق عند الله ومن أعلاهم منزلة .
ولم تنتهي معاني العفو بعد ففي آخر السورة وقبل أن تسدل القصة أستارها ، وبعد أن رفع يوسف أبويه على العرش وخروا له سجدا قال (( وقدأحسن بي إذا أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ، من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبينإخوتي )) ، انظر كيف أتى بالعبارة التي ليس فيها أي معنى للحقد أو البغض على إخوته فنسب التفرقة والفعلة التي فعلوها إلى الشيطان وذكرهم بأجمل الأوصاف وهو وصف الأخوة .
هذه هي مدرسة العفو في القرآن الكريم ، أما عندما نلتفت إلى سيرة المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم فسنجد جامعة للعفو كاملة وليست مجرد مدرسة فهلا التفتنا إلى قصصهم وأخذنا منها العبرة والعظة كما وصف الله أهل العقول بذلك فقال
((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)) .
أسال الله أن ينفعنا بالقرآن وان يجعله حجة لنا لا علينا ، والله أعلم .
================
هذا الموضوع للامانة منقول عن
الكاتب / عبد الرحمن العمر
وصدقوني لن نجد أحسن من هذا الموضوع لنطرحه مع الكم الهائل الذي نراه من الحقد والبغضاء والتقاتل والركض وراء المصلحة الخاصة دون النظر الى الغير.
يارب ثبتنا على ديننا وتوج أخلاقنا بفريضة التسامح التي وردت بكثرة في القرآن الكريم والتي حث عليها وأكد فالعفو والتسامح من شيم الاقوياء لا الضعفاء وهو صدقة يتصدق بها
العفو والتسامح .... الفريضة الغائبة
النمط الخطي
