قراءة فى كتاب قواعد في التعامل مع أفراد الأسر
قراءة فى كتاب قواعد في التعامل مع أفراد الأسر
المؤلف هو أبو تميم وقد أعلن فى بداية الكتيب أنه "اجتهاد فردي أسأل الله فيه الإعانة"
والكتاب موجه إلى العاملين بالدعوة للإسلام كما قال فى البداية :
"إلى كل عامل في ذلك الحقل الجميل الأزهار ، اليانع الثمار ، فيه ترتاح النفس ويسعد الخاطر ، بل إنه هو فلاحها ونجاحها إنه الحقل الدعوي الذي نتشرف بالعمل فيه ومسايرة جميع أحداثه ..أهدي هذه الكلمات لعلها تنفع"
وفى مقدمته تحدث عن الريادة وهى القيادة وأن إدارة النفوس ألفت فيه الكتب وهو قوله:
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد …
فإن هذه المهمة التي قد كلفتم بها لهي من المهام التي تحتاج مزيد الاهتمام من المكلف والمكلف سويا ، ذلك أن إدارة النفوس البشرية من الفنون التي لا يستطيع كل مسئول أو رائد إتقانها ، وقد صنف في إدارة الأفراد الكثير من المؤلفات العربية الأجنبية ويوضع العنوان بدل الريادة (القيادة)"
وتحدث عن سبب فشل الرواد أى القادة فقال :
"والسبب في عدم إتقان كل رائد للريادة يرجع إلى :
قدرة الرائدة على الجذب والتحميس – إن صح التعبير – من قبل أفراده
اختلاف طبائع الأفراد من شخص لآخر ، فتجد بعضهم سمحا رفيقا ، أينما توجهه يأت بخير ، وبعضهم لا تعجبه بعض القرارات ، وبعضهم صاحب علاقات شخصية ….. إلخ ."
وهذا الكلام خطأ ففى مجال الدعوة الرائد مهما بذل من جهد فالنتيجة كما قال تعالى :
"ولكن أكثر الناس لا يشكرون" وفى آية" لا يؤمنون "
ومن ثم فالخطأ قد لا يكون من الرائد وإنما من المدعوين فى الغالب فاكثر البشر لا يستجيبون للدعوة
وقد استهل أبو تميم كلامه بأن الدعوة تكليف وليس تشريف فقال :
"المهم – عزيزي الرائد – أن تعرف أن المقام مقام تكليف لا تشريف "
الدعوة بالقطع ليست تكليف من الله إلا من علم أى كان على بضيرة والمراد على علم بكتاب الله كما قال تعالى :
"قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى"
فلابد للداعية أمن يكون محيطا بالحكمة وهى الموعظة الحسنة كما قال تعالى :
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
وقد شرح أبو تميم للدعاة أن الشرط الأول فى الدعوة الإخلاص فقال :
" وإليك هذه الرسائل :
الإخلاص – وكثيرا ما نسمع ذلك ولا ننتبه جيدا – هو سر العمل كله فعندما تتجه للمركز وقد وضعت في قرارة نفسك أنك ستحصل على المركز الأول في كذا وستعلقون صحيفة كذا وستشاركون في مباراة وتأملون الفوز فهذا مطلب من كل رائد ، لكن هل وضعت في خاطرك أيضا أن تحاول أن يشارك جميع من معك من الشباب ؟
الإخلاص سر خطير وهذا هو الذي ميز بعض العلماء على بعض وبعض قادة الجيوش الإسلامية على بعض وأبي بكر رضي الله عنه على بقية الصحابة ، ولا أعني بذلك عدم إخلاص الصحابة رضوان الله عليهم ، لكن الإخلاص يتفاوت بين الناس .
لذلك عزيزي الرائد … استعن على الإخلاص بدعاء الله الإخلاص ، فقبل كل عمل قل : اللهم اقبله مني ، حتى لو كان مباراة كرة قدم ، أو إعلان عن طبق خيري وتذكر مقولة (الرعية على دين الراعي) وتأملها جيدا "
والخطأ هنا أن مباراة كرة القدم عمل مخلص وهو عمل فاسد كما تجرى فى هذه الأيام حيث مضارها كشف العورات وعدم غض البصر وبناء ملاعب بدلا من بيوت ومشافى وأشياء نافعة للناس وأما إذا كانت لرفع اللياقة البدنية فقط للمسلمين فهى من باب القوة المطلوبة كما قال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"
ولكن هذا لا وجود لهذا الهدف حاليا ثم حدثنا عن معنى الريادة فقال :
"ما المقصود بالريادة؟ …… إن كثيرا من الشباب – وللأسف – تعني الريادة عنده التسلط والأمر والنهي وعدم الجلوس مع الأقران والاحتكاك غير المجدي – أحيانا – مع الكبار من الشباب مما يولد عنده حب الريادة وإن شئت قل الرئاسة ….
وهذا كله من الخلل في التربية ، إذن فالريادة تعني إدارة الأمور كما يراد منك في المركز على ضوء بعض النقاط التي سأذكرها لك لاحقا إن شاء الله .
انتبه … أمر لابد أن تركز عليه جيدا وهو أن أعضاء المركز أتوا برغبتهم وحبهم لاستغلال الأوقات ، وهم مع هذا أتوا بأفكار وأهداف وانطباعات تختلف من شخص لآخر ومن إنسان مستقيم إلى غيره من طبقات المجتمع .......... وقد يحصل أحيانا تقصير من أحدهم في مهمة مكلف بها ثم يلقى التعنيف واللوم من الرائد (والرائد لا يقصد إلا الإصلاح) فيقع في نفس هذا العضو أن هذا الرائد يريد كل شئ على هواه ...."
الرجل هنا يحدثنا عن مراكز الشباب الرياضية وكيفية إدارتها والإدارة فى الإسلام ليست كما هى فى المجتمعات الحالية فالإدارة فى الإسلام ليست فردية وإنما جماعية كما قال تعالى:
"وأمرهم شورى بينهم"
والمراكز فى الإسلام لها سياسة عامة وضعها الله
وتحدث أبو تميم عن وجوب التعامل بالبشاشة والعفو عن الزلات فقال :
"أخي الرائد …. اعلم أن طلاقة الوجه وحسن المعاملة هي الأصل في التعامل مع المسلم ومع العامل الذي يعمل في المتجر أو الدكان وهو يتقاضى راتب شهري فكيف بعضو من أعضاء المركز أتي برغبته محبا للخير وأهله ….
كلمتي لك …. أن تتجاوز عن الأخطاء العفوية وعن بعض التجاوزات وأن تلتزم الحكمة في التعامل مع تصرفات الأفراد ولا تستعجل في اتخاذ القرار والحكم ….. فأنت حفيد للرسل مبشرا ولست منفرا ، كما في وصية النبي صلى الله عليه وسلم "أيها الناس بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا" .
وكذلك – بغض النظر عن العصمة من الخطأ – أنت يا عزيزي عندما يخطئ إنسان تحت مسئوليتك اعلم تمام العلم انه لم يتعمد الخطأ ، وهذا اجتهاد منه فبدل أن تقول : (لماذا فعلت كذا ليتك ما فعلت ، لو أنك فعلت كذا ، الله يهديك المفروض أنك ما "سويت" كذا …)
بدل هذا قل : (الحمد لله مرة ثانية ، لعلك إن شاء الله استفدت من هذا الخطأ ، المرة القادمة إن شاء الله ما أظنك تخطئ) .
وسبق لهذا بابتسامات وطلاقة وجه وسترى أن الإنتاجية ستزيد عند أفراد الأسرة ."
ثم حدثنا عن وضع الرجل المناسب فى المكا المناسب فقال :
"الرجل المناسب في المكان المناسب …….
عزيزي الرائد .. إن من الأخطاء التي يقع فيها بعض الرواد أن يجعل الذي يعرف اللعب بالكرة مندوبا رياضيا ، والذي يشارك في المسابقات مندوبا ثقافيا ، والسمين – آسف على هذه العبارة – مندوبا اجتماعيا ، والعضو المؤدب مندوب كذا وهو لا يعرفه من قبل …..
وهذا كله ناشئ عن عدم حسن التصرف ، يريد بذلك إلقاء العبء على الأفراد حتى يخرج هو من الإحراج .... والطريقة السليمة - في نظري – أن يتريث الرائد اياما حتى يختبر من عنده في قدراتهم ، هذا إذا كان لا يعرفهم ، أما إذا كان بعضهم عنده في الحلقات مثلا ، أو في المكتبة ، أو في جماعة النشاط بالمدرسة فإنه يضع الشخص المناسب في مكانه .
إياك والضغط بقصد تأليف القلوب .....
واقصد بهذا – حفظك الله – ما يحصل من بعض الرواد حيث يرى إنسان مقبل على الله ومتحمسا فيجعله في مكان الصدارة في بعض الأنشطة المختلفة مما يسبب إحراجا لذلك العضو فتجده يتحرج أحيانا ، وقد لا يحضر ذلك اليوم الذي يعلم فيه انه سيكون مسئول مجموعة في مسابقة مثلا أو خدمة اجتماعية ، فينقلب هذا الحرص إلى سبب في عدم تفاعل هذا العضو المقبل ... فهل أدركت الان الحكمة في التكليف ، خذ الأمور بسعة أفق واعلم أن كثيرا من الناس لا يحب المواجهة ، بل هو مبدع ومنتج إذا كان يعمل من خلف الكواليس .
فهل أدركت معي هذا الكلام ."
قطعا المراكز الشبابية تدار إدارة خاطئة فى مجتمعاتنا فليس من وظف كرئيس للمركز أو عين أو اختير من قبل سلطة أعلى من الإسلام فى شىء فرئاسة أى مؤسسة تكون بالشورى وهى اختيار كل من يدخل المركز لبعضهم كرئيس وكذلك باقى التوزيعات الأخرى لإدارة المركز وهم ليسوا مخيرين فى إدارة تلك المراكز وإنما مجبرين على اتباع العدل فى إفادة الناس وإلا غادروا مناصبهم حتى يمسكها من هو قادر على ذلك
وحدثنا الرجل عن اتباع الهوى فى تكليف الأفراد فقال :
"اتباع الهوى في تكليف الأشخاص ......
وأمر هذا واضح ، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما بدأ يقيم أركان الدولة الإسلامية لم يجعل أقاربه وذويه هم القادة وهم الذين يتزعمون الأمور ، بل إنه وضع أبا بكر وعمر وخالد بن الوليد ومعاذ و........ وكلهم لا ينتسبون للرسول عليه السلام بنسب ، لكنها الحكمة .
فانت لا تجعل فلانا مندوبا مثلا لأنه ابن عمك أو صديقك خارج المركز أو يعرف بعض أسرارك أو لأنه – معذرة على التجاوز – وسيم مثلا أو ذا حسب أو نسب او غير ذلك .
|