أراه أمامي أين ما ذهبت .. وفي أي أرضٍ نزلت .. أراه في صحوي ومنامي .. يتشكل أحياناً ككابوس يغرس أظافره في كل ذرة من جسدي وأحياناً أراه كالأمل الضحوك .. بعثرني كثيراً .. وأرقني أكثر .. حاولت مراراً وتكراراً الفكاك منه لكنه كان هناك بانتظاري دائماً .. يقف شاخصاً بعناد كما تقف الأشجار شامخة بعد موتها .. وأحياناً أسعى إليه بكل جارحةٍ من جوارحي .. حتى ليخيّلُ إلي أني قد تمكنت منه تماماً فإذا بي أبعد ما أكون عنه .. أسمعه يهمس في أذني ساخراً: لو كنت بهذه السهولة لكنت في أيدي الجميع الآن .. أحاول معه جاهداً .. أسأله عن أقصر الطرق الموصلة إليه فيجيب: كلُ طريقٍ إلي يؤدي إلى مفترق طرق .. أسأله: إذاً أنت محال ؟ فيجيب: نعم أنا محال لكن المتعة في استحالتي .. أليس جميلاً أن تسعى إلى المحال ؟؟ أليس في ذلك نوع من التحدي الغريب ؟؟ أسأله ولكن لماذا أتحداك ما دمت محالاً ؟ أليس من الغباء أن نسعى إلى المحال ؟ ثم ما الذي يجبرني على أن أتحداك ؟ فيجيب: لأنك إن فعلت وجدت نفسك .. أقف مندهشاً فيواصل: ثم إن مجرد اقترابك مني هو قمة المتعة .. أجيبه ولماذا أقترب فقط ؟ لماذا لا أصل إليك ؟ فيجيب لأنك إن وصلت إلي تموت .. أقف متعجباً حائراً تتزاحم في راسي آلاف الأفكار .. أموت ؟؟ ولماذا ؟ فيجيب لا أقصد بالموت أن تسقط جثة هامدة .. إنما قصدت أن تكون لا شيء .. وقبل أن أواصل طرح أسألتي عليه رأيته يدير لي ظهره ويمشي .. استوقفته فالتفت إلي وقال: لا تضيع وقتك بالأسئلة فإنك لن تنالني بأسئلة لا تغني ولا تسمن من جوع، وابدأ السعي إلي فأنا بانتظارك هناك أو ربما قريباً من هناك ..!! وتذكر:
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا ..!!
ناديته .. أيها الطموح
فما سمعت سوى الصدى .. ـموووح .. ـموووح .. ـموووح ..!!
حبيبتي الدره
الاشجار الشامخة بعد موتها مهما كانت فهي ميته
يمكن تصبر مكانها يوم يومين سنه سنتين
بس اكيد يبي يجي يوم وتطيح او تحرق
الاجمل والاحلى منها
الاشجار الواقفه بشموخ وهي حيه
هذي اكيد ما رايحه تعطيك ظهرها بيوم من الايام
لان الحي يحييك والميت يزيدك غبن
__________________
لم أزل أرنو إلى عليائها.... قمّة الفخرِ على النهج القويم
فـــإذا ما لاح فيـــها قيـمٌ.... فانظرن في سِفرِهِ توقيع ريم
بعثرة ليس إلا ,,,,,,
النمط الخطي
