العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 23-07-2009, 02:33 PM   #351
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل:مقتطفات من كتاب (عاجل إلى من يهمه الأمر)

إسم الكاتبة: هناء رشاد
(خارج منتدى الخيمة)

(16)


رفاهية



مرفهة جدا مشاعري

فاحذر أن تنهال بعشوائيتك


----------------------

منع


حين رحلت

أدرجوني على قائمة الممنوعين من الدخول إلى مدن الأفراح

وكتبوا على قلبي

" مغلق للأبد"

----------------------

تحذير


احذر فالصمت حين يدوي

يحدث زلزلة


-----------------------

نفاق


ارتدي قناعك

فأنا أمرعبر الطرقات

كي لاأفاجأ بوجهك القبيح

--------------------------

نداء


تحتدم الذكريات

تطرق على بابي الموصد

تريد القفز إلى أوراقي

كي أبدأ جولتي اليومية

بالنداء عليك

http://www.anteka.net/ipb/index.php?...t=0#entry21087

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة هـــند ، 09-03-2010 الساعة 03:16 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-07-2009, 02:53 PM   #352
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


مرفهة جدا مشاعري

فاحذر أن تنهال بعشوائيتك

جميل في هذه الخاطرة تشخيص المشاعر وتشبيهها بالإنسان وكلمة مرفهة تختصر

في ضمير الفرد العديد من التصورات لذلك كان وجود الفعل تنهال وبعده كلمة عشوائية مقويًا من دلالة النص .لأن الكلمة جعلتنا أمام تصور لشخص يمسك بشيء كالهرواة في مواجهة هذه المشاعر مما يجعل للحالة تصورًا حزينًا ينبُع من هذه المفارقة.هنا الفعل تنهال تعبير عن الاندفاع في التعبير عن مشاعره بشكل غير مناسب والعشوائية تعبر عن الكيفية التي عبر بها .لهذا تكون العشوائية كلمة مائعة هل هو التعبير عن الحب بشكل فج؟ أم هو جرح المشاعر بشكل مباشر متعمد (طُرُبش) أم الأخطاء غير المقصودة ؟؟ ميز هذا النص هذا التضاد التام بين الحالتين وهذا التضاد يعطي للإحساس قوة تؤثر في النص بشكل أكثر.
----------------------

منع


حين رحلت

أدرجوني على قائمة الممنوعين من الدخول إلى مدن الأفراح

وكتبوا على قلبي

" مغلق للأبد"
ربما أعد هذه الخاطرة عادية نوعًا ما لأن مصطلحاتها رغم ابتكاريتها مكررة ولكن بشكل عام يميزها الاستخدام للغة الحياة اليومية في الإطار الوجداني أو العاطفي وهذا يجعل لهذه الكلمات عنصر المفاجأة كما أنه يشعِر المتلقي بمدى توغل هذه المصطلحات في إطار يُنتفى عنه ما كان يسمى بالصياغة الإبداعية أو الشعرية.لكن المفارقة في الكلمة عندما رحلت فهذا تعبير عن الشماتة وكذلك الاستدراك لتصير الشماتة (الفرحة)غير مكتملة .وهذا يؤدي إلى الشعور بإثارة المعنى وحيويته ، فرغم أن الأسطر قليلة إلا أنها جعلت توقعات القارئ تتحول يمينًا ويسارًا مع الألفاظ المستخدمة. إنها صرخة أنثوية تقليدية تقول منها إن الرجال بوابة نكد ، فلا وجودهم يسعد ولا غيابهم يسعد .(لا منهم ولا كفاية شرهم).

----------------------

تحذير


احذر فالصمت حين يدوي

يحدث زلزلة

اللــــــــه! ما أجمل هذا التعبير ! الجميل فيه استخدام الكلمات بشكل متناقض ليكون الصمت مدويًا من خلال إحداثه القلق في نفس المخاطـَب ..ترى هل الصمت سيتبعه شيء مخيف أم أنه سيمربخير ؟لعل هذه الزلزلة يعبر عنها المثل المصري(وقوع البلى ولا انتظاره)وكان صغر الخاطرة بشدة متناسبًا مع كلمة التحذير .
-----------------------

نفاق


ارتدي قناعك

فأنا أمرعبر الطرقات

كي لاأفاجأ بوجهك القبيح
جميل للغاية التلاعب بالدلالات ، وهذه الرؤية المختلفة تعطي للمتلقي شعورًا بالنظرة غير التقليدية ، فمن المنطقي أن يحب الواحد وضوح الآخر حتى لا يخدعه ، لكنه ها هنا من قبحه وشدة سوئه تمنيت ارتدائه القناع .الوجه والقناع تعبير بلا شك عن الحب وليس عن الوجه الحقيقي ..ومن هنا نجد أننا أمام شخصية من شدة قبحها كان القناع أرحم من وجهه الحقيقي ! إنها صورة تعكس عنف الأذى من هذا الآخر (الرجُل) والذي حاصر المرأة بأحد أمرين خيرهما شر وأحلاهما مر وأنفعهما ضر ..القبح أو النفاق.فكأنما هو يتربع بينهما ليس له مكان سواهما!!!!
--------------------------

نداء


تحتدم الذكريات

تطرق على بابي الموصد

تريد القفز إلى أوراقي

كي أبدأ جولتي اليومية

بالنداء عليك
كأنها الأنثى تقول بلسان الحال(لا أحبك ولا أقدر على بعدك) فبعد هذا التتالي لمشاعر الغيظ نجد المبادأة منها هي وكأنها تعبر عن طبيعة الشغب الأنثوي أو حب المراوغة أو الاستدراج الطبيعي للثأر.الأفعال المضارعة تحتدم -تريد -تطرق -تبدأ .كلها أتت في عدد قليل من الأسطر مما يُشعِر القارئ بالتجدد المستمر لها، كما أننا لا نجد ضمير المخاطبِ حاضرًا كأنها إشارة إلى تعميمه وهذا التعميم يفيد ما يشابه التنكير(يكون نكِرَة)فهو ليس لمحبوب بعينه وكأنما هي طبيعة كل محبوب من الرجال.كان تشبيه الذكريات بالإنسان من حيث القفز والتزاحم والإرادة عنصرًا جيدًا يجعل من هذه الأفعال أداة لتوسيع هذه الدلالات بحيث لا تكون معبرة عن دلالات مادية وإنما تتعداها لجوانب إنسانية أكثر تواجدًا في حياة الفرد.

-----------------------------


عمل رائع لا أجد إلا أن أحييك عليه وأقول لك دمت مبدعة دائمًا وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 09-03-2010 الساعة 02:57 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-07-2009, 10:38 AM   #353
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل:ليس بي رغبة بالبقاء
اسم الكاتب:أبو نواف البكاري
(خارج منتدى الخيمة)

(17)


أنتِ ..يا من تقفين هناك بين مواجعي
وجروحي الغائرة
لترحلي فلم تعد بي رغبة للبكاء
...
أشتاق رحيلك عن صهوة أحلامي
أشتاق لأنتزعني منك
وأركل كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء
...


سأرفع روحي عنكِ
وأصنع جبلا بيني وبين زمنك
حتى يصعب على غرورك التافه أن يتسلقني

...

سأنعيك وأكتب في مرايا الوجع :
إمرأة تحترف الغدر
وأكتبني :مجنون يحترف فن الغباء

...

لم أعد أرغب بالبقاء
فلقد اخضوضبت صباحاتي بلونٍ لا يعجب الأبرياء
واعتصرت من صقيع الليالي قوة لأنتزعني منك
لا
لم يعد بي رغبة للإنتحار
فلقد أمطرت الخيانة جحيما
ومعزوفة للبكاء

...

فدعيني إذا ألملم لحظاتي الشاردة
وأطفئ شموع الوفاء
وأتوغل في غابات جرحي
وأحفرني أنهرا من دموع
أو ارحل نيزكا من فضاء


...


أنا.
لا..
أ
ح
ب
ك

فهاتي سكينا لأحلف فوق دماءي وأصرخ للكون
أنا
لا
أحبك ولا رغبة لي بالبقاء


http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=467628
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة هـــند ، 01-04-2010 الساعة 10:55 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-07-2009, 10:41 AM   #354
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

الفراق-الخيانة-الرحيل .. ثلاثية شاءت أم أبت ، فإنها أوجِدت في سلة فواكه الأخ العزيز أبي نواف ، ولعل هذه الثلاثية تتوالد منها أنماط أخرى من المشاعر لكنها لا تخرج عن إطارها ، وربما تشب مواضيع أخرى عن هذا الطوق الإبداعي المتميز . إنها ثلاثية صنعها الشجن ، وصقلها التأمل ، وصاغها الجمال هدية لكل إنسان ، وأراني ناصحًا أخي العزيز بالاطلاع على المزيد من الكتب التي تنمي هذه الملكة لديه ككتاب رسائل الزمان في فلسفة الحزن والجمال للراحل مصطفى صادق الرافعي أو وحي القلم ، ليتماسّ مع الفكرة ويضفي عليها بأسلوبه هو ما يميز العمل الذي يكتبه عن غيره . ونسأل الله له التوفيق ولكل أبناء المنتدى الجميل دون استثناء .

أنتِ ..يا من تقفين هناك بين مواجعي وجروحي
الغائرة لترحلي فلم تعد بي رغبة للبكاء

تبدأ القطعة باستخدام ضميرًا للمنفصل وهو أنت ، ومعروف أن الضمير هو أعرف المعرّفات لذلك لا يأتي معه استخدام حروف النداء . ومن هنا استخدم مبدعنا العزيز ضمير المنفصل بغرض النداء .هنا نلاحظ أن استخدام ضمير المنفصل جاء ليعبر عن حال الانفصال بين الطرفين ، ولقد دعم ذلك التوجّه وجود النقطتين .. وهاتان النقطتان تحدثان سكتة تشابه حالة الإشاحة بالوجه أو إغماض العينين ثم هوء الزفير تعبيرًا عن عدم ارتياح لسبب مضمر. ولعل مجيء حرف النداء يا -وهو حرف إشارة للبعيد- جاء في أقل من سطر ليعزز حالة الانفصال والبعد المادي والمعنوي .الحرف (من) بعد النداء غالبًا يفيد حالة التنكير بما يستدعي محاولة تعريف المنكّر بسمة من سماته وهي (تقفين بين مواجعي)وغنيّ عن القول بأن هذه العبارة أدت بشكل غير مباشر مدلول الغدر ،فبدلاً من أن يقول لها أيتها الغادرة استخدم هذه الطريقة للتوبيخ .زاد عليها بعد ذلك كلمة هناك ليشير إلى تباعد تام سواء في الوجود المادي أو المعنوي. ويُعَد إلباس الشيء المعنوي لبسة الماديات دليلاً على هذا التباعد النفسي الذي جعل المبدع يرى كل شيء حوله وكأنه مادي بحت لا طريق فيه لجوانب ملموسة ترقى بالوجدان . تعبير تقفين هناك بين مواجعي ميّزه أنه أعطى تصويرًا للمواجع بأنها قتلى أو جرحى يقف الطرف الآخر فوقها شماتة وسخرية .وهذا حين نربطه بسياق الموقف فإنه ينم عن حالة من المغالبة للموت ،ومحاولة للصمود إذ أن الذي يقف بين الأوجاع هو منتصر ،والمنطق يقتضي أن يكون الرجل وهو المنهزم في حالة استسلام ، لكن الألفاظ التي استُخدِمت عبرت عن حالة مغالبة ومقاومة هي الملهِبة للنص عندما نربطها بالعنوان الذي يُعتبر (ثوريًا ) في مملكة النفس . جملة جروحي الغائرة أظنها تعبيرًا أجوف أي أنه للوهلة الأولى يعطي الانطباع بأنه شيء ذو معنى لكن إذا دققت لم تجد شيئًا ذا بال ، فالجراح حينما تشبّه بالإنسان غائر العينين فإنك تتساءل وكيف يُمكنُِ تصور الجرح بجزء من الإنسان وهو العينان الغائرتان ؟ إنه تشبيه يؤدي إلى الاستحالة والتميّع . تأتي بعد ذلك حالة المغالبة بارتفاع الإيقاع إيقاع الحالة النفسية من خلال استخدام اللام لام الأمر ،والذي يعبر عن صرخة عميقة في كلمة لترحلي،والتي تفيد استمرار النهج (الثوري) على وجود هذه الأنثى .ويأتي تعبير رغبة للبكاء ، موضحًا حالة من الوجود الوظفي للمرأة ،فكأنها هي أداة إبكاء وتكدير فحسب . وفي هذا إشارة إلى جانب نفسي خفيّ وهو حب العزلة . هناك حالة من حالات الإنسان غير السوي في علم الصحة النفسية والإرشاد النفسي يكون فيها محاولاً استدرار عطف الآخر من خلال ادعائه الضعف أو الإرهاق .والنص هنا بسخريته يشير إلى حالة انتفاضةعلى الذات

...
أشتاق رحيلك عن صهوة أحلامي
أشتاق لأنتزعني منك
وأركل كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء


نأتي للتعبير صهوة أحلامي وكان ذات درجة عالية من التجسيد
والفانتازيا إذ يقترن الملموس بالمحسوس وتكون الأحلام خيلاً
يُركب (ولا أريد أن أقول حمارًا يُركب)
ثم يأتي التعبير أشتاق كعامل مشترك بين شيئين يترتبان على بعضهما البعض:
التحرر (أنتزعني منك) وصفاء الرؤية (ارى كل لياليك الساكنة في أبجديات المساء)
كان التعبير أنتزعني -وكثيرًا ما كررت ذلك- مكررًا يعبر عن أن الاحتلال إذ تغدو الذات
مستلَبة لدى الآخر بشدة مما يستدعي معركة داخلية لإعادة الاستيلاء عليها مرة أخرى.
وكأنني إزاء معنى غير اعتيادي يحلق في هذا السطر إذ أن المبدع أو من تتحدث على لسانه
كان يقصد أنه قمر هذه الليالي لأن هذه الكاف في كلمة لياليك تعبيرًا عن ذاته المستلبة التي
استدعت التعبير أنتزعني .لكني لا أستطيع استيعاب دلالة كلمة أبجديات المساء ،ربما هي
تعبير عن أول المساء وجمال شكل الغروب قبل أن يوغل في الظلام .
...


سأرفع روحي عنكِ
وأصنع جبلا بيني وبين زمنك
حتى يصعب على غرورك التافه أن يتسلقني

كانت تعيبرات مكثفة في شكل ومضة وكأن بثقة عليها تختبئ بين هذه الحروف
وأعجبني للغاية تصاعد الحالة والتوتر الذي عبرت عنه بزيادة الكلمات في
كل مقطع .تعبير أرفع روحي عنك كان ما يميزه أنه عبر عن سقوطها وخوفه على
نفسه من السقوط في مستنقعها وليس المستنقع هنا بالمعنى الأخلاقي .
تعبير جبل بينني وبين زمنك ما ميزه بشدة هو التعبير عنها بشكل غير مباشر كأنها
هي بنفسها زمن يُرتجى الهروب منه .كذلك تعبير غرورك التافه أن يتسلقني كان
تعبيرًا مميزًا بالتجسيم ،كان وجود كلمة التافه مناسبًا للتعبير عن فروغها من أية مزية.
كذلك تستمر آليات الرفض ليعبر عن نفسه بأنه جبل بشكل غير مباشر .للمبدع سمة
الجبل في الصلابة ولها سمة الزمن في التميّع .

...

سأنعيك وأكتب في مرايا الوجع :
إمرأة تحترف الغدر
وأكتبني :مجنون يحترف فن الغباء


ومضة قوية للغاية وكان التعبير سأنعيك قويًا مفيدًا السخرية
وكان لفظ فن الغباء نافذًا في التعبير عن مدى الخطأ .
وكان تعبير مرايا الوجع يقصد به الأوراق وهذا تعبير رائع
للغاية

...


لم أعد أرغب بالبقاء
فلقد اخضوضبت صباحاتي بلونٍ لا يعجب الأبرياء
واعتصرت من صقيع الليالي قوة لأنتزعني منك
لا
لم يعد بي رغبة للإنتحار
فلقد أمطرت الخيانة جحيما
ومعزوفة للبكاء

هنا كان في النص بعض التقفية (استخدام القافية) وكان إضافة جيدة للعمل خاصة في مجيئها
على فترات متقطعة وليس منتظمة وكانت الاستخدامات المجازية زائدة بشكل مرهِق للقارئ.
إذا كان العمل الأدبي تعبيرًا عن خلجات النفس ومشاعرها إلا أنه ليس حالة من الإغراق
في بحر المجاز .أعجبني للغاية وجود التعبير اعتصرت من صقيع الليالي قوة لانتزعني منك.
هذا التعبير أفاد شدة المغالبة للاستقلال والبعد عن المحبوبة الغادرة.
مجيء الأداة لا ، بعد لم كان جيدًا ليعبر عن نفي مطرد ومجيئهما يجعل المتلقي يشعر
بأن المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه يتخيل صوت الطرف الآخر مما يجعله يستحضر
أدوات النفي والجزم . مجيء لا وحدها كان جيدًا لأنه أعطى فاصلاً زمنيًا للتنهيدة .
كانت الأسطر الثلاث لم يعد بي رغبة ....للبكاء أراها كانت مكررة دل عليها ما سبقها .
...

فدعيني إذا ألملم لحظاتي الشاردة
وأطفئ شموع الوفاء
وأتوغل في غابات جرحي
وأحفرني أنهرا من دموع
أو ارحل نيزكا من فضاء


لحظاتي الشاردة تعبير عن الفرحة التي لم يتمتع بها كان يميز هذا التعبير
القدرة على استخدام الملموسات للتعبير عن المحسوسات .
وكانت الأسطر الأربعة من بعدها قريبة من الشعر .رغم تناقضها عن بعضها
إلاأن الذي كان جيدًا فيها هو السطر الأخير أرحل نيزكًا من فضاء، ليعبر عن
حالة من البعد عن المحبوبة والمعالجة الجذرية للقضية كما أنه عبر عن
شدة الضيق حتى ضاق به كوكب الأرض .

...


أنا.
لا..
أ
ح
ب
ك

النهاية كانت جيدة للغاية ، أجمل ما فيها هو هذا التقطيع للحروف
بما يشابه حالة تقطع الأنفاس أو تهاوي الأمل واحدًا بعد الآخر .
وهذا العامل المتعلق برسم الكلمة يندرج تحت ما يسمى بجماليات
التشكيل المكاني في النص ..عبرت بهذه الطريقة وبروعة على
المغالبة حتى اللحظة الأخيرة.حتى كأن في كل صوت ينطق نفَس
يودّع الدنيا .

فهاتي سكينا لأحلف فوق دمائي وأصرخ للكون
أنا
لا
أحبك ولا رغبة لي بالبقاء


تعبير لأحلف فوق دمائي كان جيدًا معبرًا عن الذبح أو القتل
ليقسم على أنه يكره من تدعي حبه.
أجمل ما في هذا السطر والأسطر التي احتوت الأداتين لم ،لا
هوأنه يجعل القارئ يشعر بحالة من الوشوشة الداخلية التي
تناقض ما يقوله وتحاول إقناعه بصدق ما يقوله الطرف الآخر
مما يزيد الاستثارة لديه ويجعله ينطق هذه الكلمات .
ولا أعرف آلبقاء تقصد أم البكاء ؟ هنا يكون البقاء مرادفًا
للبكاء أو يكون البكاء بسبب البقاء وحينئذ يكون وجود المحبوبة
هو العنصر المشترك كصانع لهذين العنصرين من عناصر المعاناة.


عمل رائع أحييك عليه وأرجو لك التوفيق (إلى مشروع صناعة مبدع دُر)


__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 29-12-2009 الساعة 11:30 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-07-2009, 10:07 PM   #355
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل:الحب عن بعد
(خارج منتدى الخيمة)
(18)

الحب عن بـٌـعـد


/
\

/
\


تموتي في أجلي .. أموت في أجلكِ ..
يستمتع العالم بهذا الإرتقـــاء العنيف ..

لا نلتقي .. أبداً ..
أنا وأنتِ خارج الجنـــة ..
في عُصبــة مافيا الحياة .. أنا وأنتِ غُرباء ..
تكتبيني فجر .. وأعتمدكِ .. ملامح قهــر ..

عهودي إليكِ تتجاوز الضؤ .. وألوان النور ..

ثم .. أبدأ من الفصل الأول ..

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=301920
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 12:20 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-07-2009, 10:08 PM   #356
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

الذي بين يدينا هو نص يتسم بالتركيز والتكثيف الشديدين ويتسم بمسافة أبعد من الإبهام والذهنية وهذا يجعل من النص أحيانًا أداة للتباعد بين النص والمتلقي كما أنه -بالنسبة للمتلقي المتخصص أو غير العادي- ينشط آليات التفكير والخروج من القراءة الحرفية للنص إلى قراءة أبعد ..تلك القراءة التي تكسب النص قدرًا كبيرًا من العمومية والتجرد عبر الزمن .



\

/
\


تموتي في أجلي .. أموت في أجلكِ ..
يستمتع العالم بهذا الإرتقـــاء العنيف ..


تموتين في أجلي.. فقط للتصحيح ..
هنا مفارقة قوية للغاية ، فكل إنسان له عمره الذي يحياه ويموت فيه ، وإنما جاءت لفظتي الأجل هنا بمعنى العمر الوجداني والعاطفي ، مما يجعل كل فرد حيًا في داخل الآخر حتى إنه لما يموت -دليل الوفاء - أنه مات في أعماق الآخر ، وهنا الموت لا يعني الانقضاء الزمني للحب وإنما يتخذ دلالة قريبة نوعًاما من الموت الحقيقي ، فكأن آخر أيامي سأعيشها في قلبك وآخرأيامك أنت تحيينها في قلبي ، وهذا الأسلوب جعل فكرة العناق والامتزاج بينهما قوية للغاية وأعطى للخاطرة جانبًا تشكيليًا شديد التفرد غير أني لا أسبر غور هذ االعالم .وهنا نضيف أن الإفرازات الحديثة للفنون تصب في اتجاه ما يعرف باسم أخوّة الفنون وتجاورها بمعنى أن العمل الواحد يحتوي على أكثر من صنف فني من خلال أسلوب المعالجة والذي يتخذ طابعًا يتوزع بين الحركي والضوئي والصوتي ...إلخ ويأتي الارتقاء العنيف تعبيرًا عن مكابدة النفس في تحمل هذا الشوق وهنا نجد كاتبنا العزيز ينزع نزعة شبه صوفية في تأكيد المعنى

لا نلتقي .. أبداً ..
أنا وأنتِ خارج الجنـــة
..

البدء جاء بالنفي ليؤكد أنه محور الجزئية التالية ، وجاءت النقاط موزعة بشكل جيد وإن كانت أحسن لو أنها كتبت بشكل يشبه شعر النثر .. هنا يتضح محور العمل كله وهو الحب عنه بعد ، والجنة تأتي بمعاني متعددة لكنها في هذا النص أتت بمعنى المكان الذي يجمعنا واكتسبت صفة من العمومية سواء كانت الجنة قلبًا أو مكانًا حقيقيًا أو حروفًا تُنثر من أفواه الآخرين .في عُصبــة مافيا الحياة .. أنا وأنتِ غُرباء ..

كان تعبير مافيا الحياة مؤثرًا للغاية ومتسقًا مع العصبة ،فالحياة كلها تتواطأ على الإنسان . إن التعبير هو غدر الحياة وهمومها ومشاغلها التي تخطف الفرد لكن كلمة مافيا أكدت معنى جميلاً وهو البحث عن (فدية) وهو الأمل الذي يجعل الحياة تساومنا لكي نعود إلى ما خرجنا منه .أرى لفظة غرباء زائدة ولم تأت في مكانها إذ أن كل ما ذكر دل عليها بوضوح .
تكتبيني فجر .. وأعتمدكِ .. ملامح قهــر ..
التصحيح لها فجرًا لأنها تمييز ، وأرى أن اللعب على وتر التناقض كان هو الغرض من هذا المقطع وكأن المراد متى تخرجين مني كما يخرج القهر من أعماق الفجر ؟ إنه سؤال رغم غموضه إلا أن الذي أشعر به هو تأكيد على معنى (تموتين في أجلي وأموت في أجلك) لكن أراها قطعة غامضة نوعًا ما .
عهودي إليكِ تتجاوز الضؤ .. وألوان النور ..
الجميل في هذا المقطع أنه يتحدث عن حالة حلم أو أحلام يقظة وكانت نهاية قوية وموفقة في تأكيد معنى الحب عن بعد ، أكثر من ذلك أن عنصر الضوء والحركة جاء ليومِض الخاطرة ويكتب لها النهاية المنيرة القوية والتي حددت ملامح هذا الواقع الذي تدور القصة حوله وهو حلم أو شيء من ذلك
، وتتكرر هذه الأحداث ليصبح الحب عن بعد حدثًا دائريًا أي يجترّ نفسه ويتكرر ولا ينتهي وتظل للحالة ديمومتها المذهلة
ثم .. أبدأ من الفصل الأول ..

نص جميل ومنشّط للفكر وإن اتسم ببعض الغموض الذي ربما كان متعمدًا يستحث به المتلقي على الانفتاح الدلالي ليكون المتلقي عنصرًا فاعلاً في إضفاء قيمة أكبر على النص وهذا ليس لغير المتلقي والمبدع المتخصصَين، وحاشاني أن أكون أحدهما .
عمل موفق ودمت مبدعًا
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-07-2009, 06:17 AM   #357
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل: رثاء رحيل الضياء
(خارج منتدى الخيمة)
(19)

من خيوط الظلام حاكت ليا الايام كنزة ..
في قنينة حبري الاسود ذوبتها .. وعلى صفحات قصائدي المائية نثرت حروفها
كي انعيك آيها الضياء
فعلى حدود قبرك تجمعت الآف المصابيح المطفئة ..
وعليه تناثرت الكلمات كحبات عقد من لؤلؤ مجروح ..
عقد ابت ان تزين به الشمس جيدها بعد رحليك آيها الضياء ...
فلتنام حيث انت ولتعلم اني سوف احث الخطا كي استأنس بحفيف ثوبي المخملي الطويل..
وسوف امسح العبرة عن وجه الماء ..
واكتب
احبك حيث انت ..

(إلى والدي الحبيب رحمة الله عليه )

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=313474
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 06-07-2010 الساعة 10:50 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-07-2009, 06:20 AM   #358
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

من خيوط الظلام حاكت ليا الايام كنزة

أيام منسوجة من خيوط الظلام .. صورة جيدة فيها استعارة سمة الثوب للظلام مما يفيد حالة الشمول والتغطية كأن الظلام ثوب يغطي لابسيه كان الجيد استخدام اللغة في التعبير عن المحسوس بخصائص الأشياء الملموسة

في قنينة حبري الاسود ذوبتها .. وعلى صفحات قصائدي المائية نثرت حروفها
كي انعيك آيها الضياء

عنصر الترتيب أو التراتب بين النسج ثم الغمس بالحبر ثم النثر على الصفحات دل على حالة من التوالي في الصور الحزينة وهذا يجعل مبرر الحزن قويًا في العمل وهذا يظهر (طول) أمد الحزن المنقضي في كل هذه المرحلة ، وهذه طريقة دأب عليها بعض الشعراء والكتاب فمثلا قال الحجاج : إن أميركم قد كب كنانته ثم عجم عيدانها فوجدني أمرها عودًا وأصلبها عمودًا فوجهني إليكم .. وهذا الأسلوب يفيد تداخل الحزن واستغراقة من أول الفكر حتى الكتابة وما بعدها.
فعلى حدود قبرك تجمعت الآف المصابيح المطفئة
جميل للغاية هذا التعبير تشبيه البشر بالمصابيح المطفئة وحقيقة هذا التعبير يدل على أنه كان الشمس التي تمدهم بالضياء ، وعدم نعتك إياه بالشمس كان دليلاً على الوعي بأهمية البعدعن المباشرة في العمل وهذا التعبير له طابع تصويري تشكيلي يثري في تعميق الصورة ودلالتها النفسية.
..
وعليه تناثرت الكلمات كحبات عقد من لؤلؤ مجروح
حقيقية أسلوب الترتيب كان ناجحًا في هذا السطر أيضًا أضف إلى ذلك التعاكس بين التجمع عل القبر والتناثر للكلمات بما يدل على أن الكلمات والفرحة نقيضان لا يجتعان وكانت تعبير حبات لؤلؤ مجروح فيه تجسيد وتشخيص للؤلؤ بأنه بشر هذا أيضًا أكسب العمل صورة فريدة لأن اللؤلؤ شكله جميل للغاية ووجود جرح به يحزِن الناظر لكن يا عزيزي حبات اللؤلؤ كلمة لها طابع تخيلي يميل إلى الجمال والسحر والفانتازيا وبالتالي كان ذكرها في هذا المجال مضعفَا بعض الشيء من قوة الصورة لأن مردافات الجمال لا يعبر بها عن الحزن ولا العكس لكنه عمومًا تعبير دل على التخيل السليم والمفارقة اللغوية واللؤلؤ المجروح في مقابلة المصابيح المطفئة صور كلها تدل على الحزن الذي استغرق الجميع في الطبائع البشر (المادية) والكلمات (المعنوية) ..
عقد ابت ان تزين به الشمس جيدها بعد رحليك آيها الضياء
هنا عنصر الصورة ربما أدى إلى تداخلات تحتاج إلى وقفة دقيقة : كيف تزين الشمس جيدها ؟ أو بمعنى آخر ما هو الشيء الموجود في الشمس الذي يشبه الجيد أي الرقبة عن المرأة ؟ هنا تكون الكلمات ذات طابع (أجوف) يعطي دلالة تخيلية لكنها غير صحيحة. ...
فلتنام حيث انت ولتعلم اني سوف احث الخطا كي استأنس بحفيف ثوبي المخملي الطويل..
وسوف امسح العبرة عن وجه الماء

فلتنم (تصحيح)جميل للغاية أمسح العبرة عن وجه الماء ، تدليل على الدمع والحزن الشديد الذي يجعل ماء البحر -وهو لا يمكن تمييزه عن بعض- مميزًا بهذه الدموع والتي تكسب الماء شكلاً حزينًا .. في هذا السطر استغراق في الفكر والصورة حتى كأن البحر نفسه يبكي وهنا نكون أمام معنى إنساني حزين للغاية يتمثل في أن البحر وهو المالح المعروف بملوحته قد تأثر بالرحيل حتى تغيّر فيه شيء أو أن النهر المعروف بعذوبته قد أصابته ملوحة لما صار للوالد .
من الجيد إكساب الأشياء سمات الإنسان لأن ذلك يعمّق من دلالة التجربة وحزنها .. ..
واكتب
احبك حيث انت ..

(إلى والدي الحبيب رحمة الله عليه )
رحم الله والدك وآباء المسلمين أجمعين وجمعنا معهم في الجنة يوم الدين ..آمين
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-07-2009, 09:39 AM   #359
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :مواسم الخريف والألم
اسم الكاتبة :بلقيس الأطلسي
(خارج منتدى الخيمة)

(20)




......تتحول أسراب الساعات والأيام إلى سلالم تفضي إلى اللامكان..حيث الفراغ والغياب ,....والرياح الباردة, وتختلط نكهات الصباح الشاحب بسواد ليالي لاتمحى ...ولايعود للون السماء أي فرق فوق الرؤوس,فكلها سيان عندي...


.....وتنمو أشجار الحرمان بداخلي دون تشذيب , تقتات من غيابك ليشتد عودها,...وتزداد صلابة لتؤذيني بأغصانها التي ربّيتها براعما هشة... وتعهدتها بالدمع والسهر. الأن, صارت تخترقني بعنف و تنفذ عبري إلى الخارج ...كأبن عاق لايعبأ بأنين أمه....

....وتسيل أنهار الجراح بأوصالي ... وأوصال أشجاري ، تسقيها ولاتسقيني, تخمد عطشها وتلظّي نيران وجعي,...
تعبت من هذا الوجع الفصيح الذي يتكلمني بلغات كل من سكن الأطلس العجوز...منذ نشأته الغابرة، ويقلّبني بين اصابعه المتغضنة القاسية كما شاء...، يثمل نشوة بألمي .. ويلقي بقواريري إلى الخواء , حيث لاشيء غير صخور ميتة ذات نتوء....,وأغوص بعدها ببرك أوجاعي بتكرار سيزيفي لايتوقف ..بعيدا عن عرزالي الذي بنيته بطوب الصمت والكتمان ، حيث وسادة أزهرت لكرم أمطاري ..وجدار يتعرق من حمم أوجاعي ....،وقلم صار يتعثر سهادا وتخمة بعدها حرمته النوم.. واستعجلته إلى وجبات حروف تعتنق نفس الطعم...كلما ملأتني سادية كاتب من جديد



http://al-yemen.org/vb/showthread.ph...56#post6030656
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 25-12-2009 الساعة 06:44 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-07-2009, 09:42 AM   #360
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

نحن أمام نص جميل يمتلك صاحبه القدرة على التصوير والتعمق في الصورة بمختلف أشكالها السينيمائي منها والتشكيلي ، والمتحرك منها والثابت
والمنطقي منها والسيريالي ...إلخ
قبل البدء في التعليق أو الإشارة إلى أن العمل الأدبي له الجوانب التصويرية والتي هي وسيلة لفهم الجوانب النفسية والجوانب الفكرية ، ومعنى أنها وسيلة أي أنها مجرد أداة وليست غاية في حد ذاتها تبرِز نظرة صاحبها إلى فكرة المجاز ، كما أنها ليست وسيلة (استعراض) الملكات الإبداعية في التفكير.
من هنا أقول أن كيرة هذه الصور جعلت العمل كالشاي زائد السكّر ، لا تستطيع إلا أن تتركه.
العمل امتاز بقدرات بديعة على الرسم للمواقف النفسية والإنسانية ، والتي من أبرزها هذه التعبيرات :

تتحول أسراب الساعات والأيام إلى سلالم تفضي إلى اللامكان..حيث الفراغ والغياب ,....والرياح الباردة


كان تشبيه الوقت وطوله كالسرب جيدًا في إبراز هذه التتابعية كما أنه كان من الممكن أن يجعل القارئ يتوقف ذهنه عند دلالة الأسراب هل هي أسراب معتدية أم هي مسالمة ، لكن هذا التفكير لم يأت بسبب سلالم تفضي إلى اللامكان حقيقة كان بين التبعيرين ترابط حركي أو وظفي فكلاهما يشترك في خاصية الانتقال إلى الأعلى والتحليق الحر . كانت كلمة (الفراغ والغياب) زائدة لأنها متضمنة في معنى اللامكان .وتأتي الرياح الباردة-ربما- لتجعل حالة "الشتاء النفسي" محورًا من محاور العمل يدور حولها اللفظ (الخريف والألم).
وتختلط نكهات الصباح الشاحب بسواد ليالي لاتمحى ...ولايعود للون السماء أي فرق فوق الرؤوس

الصباح الشاحب تعبير فيه تشبيه له بسمة من سمات الإنسان وهي الشحوب والنكهة سمة من سمات الطعام وهذا يعطي للصباح تعددًا وانفتاحًا في الدلالات وهذا أمر يحسب بطبيعة الحال للعمل ، لكن تتابع هذه الصور بهذه الكيفية يجعل الصورة النهائية أو المحصلة الأخيرة مشوشة في ذهن القارئ على الأقل تصويريًا.
والتعبير عن لون السماء أظنه جاء بشكل غير واضح ومبهم ، لعل سبب مجيئه على هذه الشاكلة هي الرغبة في البعد عن التعبيرات المباشرة على الرغم من الدور الذي تلعبه بعض التعبيرات المباشرة والعادية من خلال السياق في تقوية الصورة والدلالة النفسية .
فكلها سيان عندي
كان هذا التعبير له عنصر المفاجأة في أنه موّه على المتلقي وأعطاه الانطباع بأن الحديث عن واحدة من أشجان النفس والتي يتصالح فيها الفرد مع ذاته ويتوحد معها حتى يقصي الآخر تمامًا أو ضميرًا يفيد الآخر حتى يتحدث عن مأساته ، ولكن المعاناة فيها بوح للآخر من خلال الضمير (الكاف) بعد ثلاثة أسطر من خلال اللفظ :
غيابك ليكون محورًا ثانيًا في العمل لكن لندع الضمير الآن ونأتي على الصور من جديد :
وتنمو أشجار الحرمان بداخلي دون تشذيب , تقتات من غيابك ليشتد عوده
كانت تعبيرات كها متكاملة حققت ما يسمى بمراعاة النظير ، ووجود مفارقة معنوية أي حرمان مشذب في مقابلة حرمان عادي أعطى توظيفًا جديدًا لاستخدام هذه الألفاظ واتساع خصائصها النفسية ، وهكذا كان التكامل في المراعاة للنظير عنصرًا حاضرًا مساعدًا على اكتمال قوة العمل . وهنا كان لفظ (غايبك) مؤثرًا بشكل كبير في نجاح الفكرة لأن اقتران الضمير بالاسم يدل على حالة تشبه المعانقة والتي يصعب الفصل على صعيد الكلمة وعلى صعيد الحالة . وهذا الضمير دل على حالة التمازج بين الاثنين وجدانيًا .
ربّيتها براعما هشة
جميل في هذا التعبير الاعتماد على حالة الدلالة المفاجأة ، فهذا اللفظ إضافة غلى (دون تشذيب) دل على تجزء مراحل الحزن وهذا يعطي للعمل حساسية كبيرة . وهذا اللفظ دليل على معنى جميل وهو الشجن ذلك الحزن الهادئ الذي نتلذذ به قليلاً ثم ما يلبث أن يصير بركانًا .(براعم هشة) لأنها ممنوعةمن الصرف أي التنوين.

وتعهدتها بالدمع والسهر. الأن, صارت تخترقني بعنف و تنفذ عبري إلى الخارج ...كأبن عاق لايعبأ بأنين أمه

كان تعبير تعهدتها بالدمع والسهر زيادة ومباشرة في اللفظ واستدرارًا لمراعاة النظير وجعل الصور كلها على جمالها من الممكن أن تضيع في ضعف هذا المعنى والذي لم يكن له داع ، فليس جديدًا أن هذه الحالات كلها تستدعي دمعًا وحزنًا ، وطالما أشرت من قبل إلى أنها آذت فلماذا تأتي تخرتقني وتنفذ ....؟كانت تعبيرات زائدة ليس فيها إلا التداعي والتداعي يقصد به أن معنى يستدعي معنى آخر فتتراكم مجموعة من المشاعر الزائدة دون لزوم .
وتسيل أنهار الجراح بأوصالي ... وأوصال أشجاري ، تسقيها ولاتسقيني, تخمد عطشها وتلظّي نيران وجعي
نفس الأمر يتكرر بنفس الطريقة أيضًا واستخدام أكثر من تركيب للدلالة على لفظ واحد يعد أمرًا غير محمود مطلقًا في العمل الأدبي كأنه دليل على عدم القدرة على تحديد الهدف بالضبط .
تعبت من هذا الوجع الفصيح الذي يتكلمني بلغات كل من سكن الأطلس العجوز...منذ نشأته الغابرة
وجع فصيح كان تعبيرًا جيدًا عن شدة الآلام وتعذيبها للفرد ، كان استمداد الأسطورة له جانب تصويري تشكيلي يجعل الصورة أكثر عمقًا ومأساة وهنا تلعب على سحر الصورة أحيانًا وسحر المعنى أحيانًا وسحر الحالة أحيانًا أخرى .وهذا يدل على اكتمال الصورة في الذهن لكن طريقة نقلها تحتاج إلى دقة أكبر من مجرد السرد.

بنيته بطوب الصمت والكتمان ، حيث وسادة أزهرت لكرم أمطاري ..وجدار يتعرق من حمم أوجاعي

كلها تعبيرات لا يشعر القارئ معها إلا أنها جاءت للاستعراض فقط أو لسد خانة . كل تعبير وحده جيد وله دلالته غير أنها كلها في الإطار العام ليس هنالك ما يجمعها كما أنها بعد ذلك كله اعتمدت على تكرارات لنفس البنية ، فلو كانت هناك بنية مختلفة في التراكيب لكان من الممكن أن يتغير شكل العمل ، إلا أن انبهارك بالصور جاوز بها أفقها .

وقلم صار يتعثر سهادا وتخمة بعدها حرمته النوم.. واستعجلته إلى وجبات حروف تعتنق نفس الطعم...كلما ملأتني سادية كاتب من جديد
هنا أجدني أمام ما يماثل (لحظة التنوير ) في فن القصة .. المفاجأة الكامنة بعد كل هذه المسرودات أن المعاناة هي معاناة الكتابة نفسها وهي سبب كل الألم وهذه المحبوبة التي أشير إليها مرة واحدة فقط وربما تكون الفكرة وليست المحبوبة الحقيقية هي المحرك وراء كل هذه المعاناة كأن غيابها هو الذي سبب هذا الخريف المؤلم ، وهنا يأتي لتعبير سادية الكاتب دور كبير في التعبير عن الصراع النفسي الكامن داخلك في عملية الكتابة أو الإبداع والمراعاة للنظير كان فيها بعض الركاكة في التعبيرات مثل :
وقلم صار يتعثر سهادا وتخمة بعدها حرمته النوم
غير مفهوم القصد من ورائها بشكل كبير ،وكانت مراعاة النظير بها بعض التكلف على صعيد منطقية الصورة .

عمل جيد ومن طراز فريد وكان العنوان فاعلاً فيه ويتربط بأجزاء كبيرة من العمل .
عمل جيد وأرجو لك التوفيق ودمت مبدعًا .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .