البيض رمز لأعياد الربيع

[صفاء العشري]

لماذا نجد البيض غالبا في احتفالات أعياد الربيع؟
للبيض معنى رمزي خاص في العديد من الحضارات . لقد كانت البيضة في الوثنية ترمز للشمس. فمثلا في أوكرانيا الوثنية كان الصفار يمثل الدفء الذي تجلبه شمس الربيع. أما عند الفراعنة فقد كان البيض يرمز إلى الخصوبة والحمل عند للنساء في الكتابة الهيروغلوفية . والصين ليست استثناء؛ البيض أيضا يعني الخصوبة. بعد ولادة الطفل يقيم الأهل " حفل بيض أحمر وزنجبيل" يقدمون خلالها بيضا مسلوقا للإعلان عن الولادة. وكرمز للربيع فإن البيض يعني أن الدجاج عادت لتبيض من جديد.
تلوين وتزيين البيض ليس جديدا أيضا. وأقدم قشر بيض مزين ومنقوش يعود إلى قبل 60000 عام ووجد في جنوب أفريقيا.وقد لوحظ أن النقوش الموجودة على قشر البيض تشبه الرسوم التي اكتشفت في الكهوف في المنطقة نفسها.
http://www.thehistoryblog.com/archives/5011


بيضة النعامة هذه تعود إلى العصر الحديدي الثاني.

تلوين البيض في الوثنية كان تقليدا يعني إضفاء قوى سحرية على البيض. والصينيون يلونون البيض بالأحمر كرمز لطول الحياة والرفاهية ويقدمونه هدايا بمناسبة أعياد الميلاد.
البيض كرمز للخصوبة والولادة في مرحلة ما قبل المسيحية تحول إلى رمز القيامة ممثلا المسيح يظهر من قبر محكم الإغلاق فيما طائر ينقر القشرة من الخارج.
ويقال أيضا أن تلوين البيض في الشرق قام به مسيحيو بلاد ما بين النهرين الأوائل الذين لونوا البيض بالأحمر كرمز لدم المسيح المصلوب. ولا يزال الكهنة الأرثوذكس يوزعون البيض الأحمر بعد قداس عيد الفصح. فالقشرة القاسية هي رمز القبر وكسر هذه القشرة تمثل قيامة المسيح من الموت.
لقد حرم على المسيحيين الأوائل أكل البيض خلال فترة الصيام( الأكل كان مقصورا طوال أربعين يوما على الخضار والحبوب)، ولا تزال بعض الطوائف كالأقباط وغيرهم من الطوائف الأرثوذكسية يتبعون نفس العادات. ولذلك فإن كسر البيض يمثل أيضا نهاية الصيام والاحتفال بالعيد.

في مصر أكل البيض هو جزء من احتفالات شم النسيم التي هي استمرار للعيد الفرعوني الذي كان أيضا يعني بعث الحياة، ولا يزال المصريون يحتفلون به حتى اليوم. كما أن البيض الملون جزء من طقوس النيروز الذي يحتفل به في العديد من الدول من تركيا إلى إيران وأفغانستان وباكستان وغيرها.
طبعا تحول المعنى الرمزي إلى موضوع تجاري أيضا ، وأصبحنا نجد البيض مصنوعا من الشوكولا والخشب وحتى البلاستيك. ولا ريب أن الغالبية العظمى ممن يحتفلون بهذه الأعياد يغيب عنهم المعنى الأصلي لهذه العادة.