العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-09-2014, 06:09 PM   #1
صفاء العشري
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2010
المشاركات: 742
إفتراضي مسألة الأقليات في العالم العربي

إحدى المشاكل الرئيسية التي يواجهها العالم العربي منذ أكثر من قرنين من الزمان هي مسألة الأقليات. في العقود الثلاثة الماضية خصوصا، أصبحت هذه القضية ذات أهمية كبيرة لبقاء ومتانة الدولة القومية في المنطقة العربية.

في جميع أنحاء العالم، مسألة التعاطي والكيفية التي ينبغي أن تعالج بها الدول الأقليات العرقية والسكان الأصليين هي قضية مهمة وحساسة. فكثيرا ما يقال أننا نعيش في عصر تطالب فيه الأقليات أكثر بأشكال من الاعتراف الرسمي والمعاملة المتساوية ، مثل حقوق اللغة والحكم الذاتي الثقافي والديني والحكم الذاتي الإقليمي، أو زيادة التمثيل السياسي. تختلف طبيعة هذه المطالب للأقليات، واستجابات الدولة لها، اختلافا كبيرا من منطقة إلى أخرى. ولكن في جميع أنحاء العالم أصبحت هذه المسألة مهمة جدا وتحظى بالاهتمام والدعم أكثر وأكثر.

ومن الجدير بالذكر، على سبيل المثال، أن الدول العربية صوتت بالإجماع في الأمم المتحدة على كل من إعلان عام 1992 بشأن حقوق الأقليات وإعلان عام 2007 بشأن حقوق الشعوب الأصلية، فضلا عن إعلان اليونسكو 2001 على التنوع الثقافي.

إلا أن هذا التصويت لا ينعكس في الممارسة العملية.

في جميع أنحاء العالم العربي، لا تزال الأقليات مواطنين مستهدفين يتم التعامل معهم بعدم ثقة ، هذا في حال لم يجر قمع تعبئتهم السياسية بشكل سافر. في الواقع، تبقى قضية الأقلية موضوعا محرما في كثير من البلدان. وترتبط سياسة التعاطي مع الأقليات ليس كمسألة تقود إلى التمكين والمشاركة والمساهمة، بل إلى الإضعاف القانوني والتهميش السياسي والاجتماعي والدونية. وبدلا من أن تكون جزءا من اللعبة السياسية المشروعة، يصبح احتجاج الأقليات وصمة وتآمر وتلاعب من قبل الغرب.

ونتيجة لذلك، ينظر إلى العلاقات بين الدول والأقليات، ليس كسياسة ديمقراطية عادية سيتم التفاوض بشأنها ومناقشتها، ولكن كمسألة متعلقة بأمن الدولة، وبالتالي تعامل على أنها خيانة وليس باعتبارها حقا طبيعيا.

هذا لا يعني أن هذه الدول هي من أوجدت هذا القضية ، إلا أنها أصبحت بسبب غياب الديمقراطية وغياب احترام المواطنين، أكثر حدة ودافعا للصراعات العنيفة في المنطقة. بالإضافة إلى أن تلك الحكومات استخدمت هذه المسألة لأسباب سياسية. وبدلا من بناء دولة، ما تم بناؤه هو كيان من مجموعات مختلفة ولاءاتها ليست لوطنها ولكن للدين أو الثقافة أو الانتماء العرقي. عندما تعامل الحكومات مواطنيها بسياسة التمييز، لا يشعر المواطنون بأنهم ينتمون إلى هذا الكيان.

ولكن ما يلفت المراقب في هذه الصراعات، أن بعض الناس الذين تمردوا ضد الديكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية يتصرفون بشكل أسوأ من تلك الأنظمة نفسها ويمارسون أسوأ شكل من أشكال التمييز ضد الأقليات .بالنسبة لهم أيضا، يمكن أن يكون التمييز دينيا وعرقيا وثقافيا. الاعتداءات الدامية ضد تلك الأقليات المختلفة في العراق وسوريا وبلدان أخرى تحكي مجلدات. هذا السلوك لا يقتصر على مجموعة واحدة ولكن على الجميع بما في ذلك الحكومات.

من ناحية أخرى، في البلدان العربية التي مزقتها الحرب الآن ، الأغلبيات على الأرض تسعى إلى الحرية والعدالة والمساواة. السكان في منطقة الشرق الأوسط ترفض الطائفية وتتحين أدنى فرصة للهروب منها. على الرغم من كل سفك الدماء، تظهر الاستطلاعات المتتالية في العراق منذ عام 2003 أن الناس يريدون بلدا موحدا في ظل نظام سياسي مركزي. وفي العديد من البرامج الحوارية على شاشات التلفزيون العربية، نسمع العلماء والسياسيين وحتى الناس العاديين يتحدثون عن التنوع في المنطقة، وكيف أن هذا التنوع يثري الثقافة، وكم هو هام. للأسف ما نراه على أرض الواقع هو عكس ذلك ونحن نراقب تدريجيا الأقليات المستهدفة والنازحين والهجرة في نهاية المطاف إلى بلدان أخرى.

هل تعتقدون أنه من الممكن للمجتمعات العربية تطوير مفاهيم الانتماء / المواطنة، التي تثمن المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية متخطية العرق، أو الدين، أو مكان الولادة. هل من الممكن أن تتجاوز المجتمعات العربية الانقسامات الدينية والطائفية والعرقية والثقافية، وبدلا من ذلك تدفع المجتمعات باتجاه رؤية نفسها بشكل جماعي.؟ ألا يتحمل كل مواطن عربي المسؤولية في الدفاع عن هذا التنوع ووقف هذا النزيف.؟
صفاء العشري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .