إن اصدق الحديث كلام الله تعالى و إن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم و إن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار. ثم أما بعد،
فأخوتي في الله ،،،
أسأل الله جل جلاله الرحمن الرحيم أن يرفع البلاء عن المسلمين في غزة،
اللهم ارفع البلاء عن المسلمين في فلسطين،
اللهم إنا نسألك أن تنتقم من اليهود، اللهم اهزمهم،
اللهم أنزل عليهم في هذه الساعة بلاء من عندك تشغلهم به عن المسلمين،
اللهم انصر المستضعفين من المسلمين، اللهم إنا نسألك أن ترحم المسلمين.. رحماك بفقراء المسلمين،
رحماك بنساء المسلمين، رحماك بضعفاء المسلمين، رحماك بهم فإنهم حفاه فاحملهم، عراة فاحمهم،
اللهم إنك تراهم.. أعلم بنا منهم، أرحم بهم منا،
اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، وامكر لهم ولا تمكر بهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، اللهم ارفع عنهم هذا البلاء،
اللهم أنقذهم، اللهم نجهم، اللهم احفظهم، اللهم احمهم، اللهم ادفع عنهم، اللهم دافع عنهم،
اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تنزل عليهم الليلة رحمة من عندك تغنيهم بها عن من سواك.. آمين.
أما بعد.. فأخوتي في الله ،،،
لا أدري ماذا أقول.. وإخوة لي يقتلون ويعذبون، ولا يجدون من دون الله ولي ولا نصير؟،
ماذا أقول والقلب يتمزق والعقل يتشتت؟
ما الذي أستطيع عمله لأجلهم؟
هو سؤالي كما هو سؤالكم؛ فإنما أنا منكم، فإذا قلت أنك تتحرى شوقًا لتذهب إلى هناك،
فإياك أن تظن أنك أفضل مني!، أو أنك تشعر بهم أكثر مني!،
بالعكس فحسن ظنك أن تقول أنني أيضًا أشتهي أن أنصر، أشتهي أن أفعل شيئًا،
ولكن الله شهيد أننا مكبلون.....
هو سبحانه وتعالى يرى الدنيا بأجمعها.
إخوتي في الله ،،،
ما زلنا نتساءل ، ماذا نصنع ؟
ولا يأخذنا الحماس الوقتي والانفعال غير الشرعي لأن نتخيل أن بإمكاننا أن نصنع شيء ونحن متقاعسون عنه..
إننا بحاجة إلي أن نتساءل قبل أن نذهب إلي هناك:
هل ما نزل على إخواننا هناك بأيدينا من كسبنا؟
الإجابة: نعم..
هو من أيدينا ومن كسبنا، سواءً أيديهم هناك أو أيدينا نحن كأمة، الأمة كلها،
فإذا كانت الشعوب غير قادرة أن تصنع شيئا فتكون معذورة عند ربها..
بمعنى أنني أريد أن أقول أن هذا الذي يجري بما كسبت أيدينا؛
إنها قضيتنا جميعا نحن المسلمين، فالحرقة التي نحن فيها اليوم..
نحن السبب في استمرار هذا الحال..
إنني كلما أقول لأحد عليك بالدعاء.. يقول: إننا ندعو طول عمرنا، ولم يستجب لنا!
فهذا خطأ: أن نقول أننا ندعي طول عمرنا وماذا حدث بالدعاء؟!
لم يستجب لك لأنك غير صالح،
لو كنت رجلا صالحا لأستجيب دعاؤك..
كن صالحا،
لا يكن كل واحد منا يريد أن يفر إلي الله على شرط نفسه لا على شرط الله..
لا..
إنما ينبغي عليك أن تأتي إلي ربنا كما يريد هو ليس كما تريد أنت
بعض الناس يريد أن يجاهد مثلما يريد..! فيذهب ليقتل في سبيل الله فقط!
لا..
بل قد يكون جهادك هو جهاد نفسك الآن؛
ينبغي عليك أن تأتي إلي ربنا كما يريد هو ليس كما تريد أنت.
لا تيأسوا من روح الله.. لا تقنطوا من رحمة الله.. لا تفتروا عن الرغبة في الله..
وأقصد في نفس الوقت: لا تتعجلوا إرادة الله.. لا تتخطوا سنن الله.. اسلكوا سبيل الله في سبيل نوال نصر الله..
إننا في حدث عظيم، والأمة تحتاج إلى تثبيت لمواجهة الأحداث، ونحتاج أن نبني القدس في قلوب أبنائنا
ولابد أن نفهم أن قضية فلسطين ضاعت عندما أخرج منها الإسلام وأصبحت قضية وطنية وقومية وعربية،
ضاعت لأننا نواجه يهود أصحاب عقيدة (عقيدتهم أن هذه أرض المعارك)،
فلو لم نلقاهم بعقيدة فسينتصروا علينا؛
هذه سنة كونية، فالعقيدة يجب أن تواجه بعقيدة،
فسُنة الله جل جلاله في خلقه أنه عند حرب العقائد لابد أن تنتصر العقيدة.
أن من يريد أن يذهب إلى هناك، هل يظن أن الواجب أن نذهب وأنا لم أذهب؟!!،
فهذا لا نستطيع فعله، لماذا؟
لأنك لا تستطيع الوصول إلى هناك، وإن وصلت فإلى من تصل؟..
وماذا تفعل؟..
أم ستكون عبء عليهم؛ ليبحثوا لك عن ملجأ وأكل وشرب، أم ماذا تكون؟..
هذه هي القضية.
فليست القضية بالحماس فقط، ولكن يجب أن تفهم ماذا ستفعل؟،
فعليك أن تفر إلى الله على شرع الله، يجب أن تفهم شرع.
لذلك إذا قلت لي الآن:
ماذا نستطيع أن نفعل؟
فعليك بالدعاء، ومن يستطيع فعل شيء فليفعله،
من يستطيع أن يرسل لهؤلاء الناس أي شيء يرسله ويوصله،
من يستطيع فعل شيء فليفعله، لكن بدون تهور أو اندفاع،
فلك نفس واحدة ضعها في أفضل أماكنها.